وفاة فنان كويتي شهير بعد صراع مع المرض
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
رحل عن عالمنا اليوم الاثنين، الفنان الكويتي القدير بدر الطيار بعد صراع مع المرض، عقب تعرضه لانتكاسة صحية مفاجئة.
وكان الفنان بدر الطيار قد أدخل العناية المركزة في مستشفى الفروانية أخيرا، بعد تعرضه لانتكاسة صحية مفاجئة، بعد أن قل معدل الأوكسجين والسكر والضغط لديه، ما استوجب قيام الأطباء بعمل التحاليل اللازمة له.
هذا وعم الحزن على الوسط الفني إثر هذا النبأ، حيث نعى مجلس إدارة وأعضاء فرقة المسرح العربي الفنان القدير بدر الطيار، متقدمين بخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وللأسرة الفنية كافة، سائلين الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وأعرب عدد كبير من الفنانين وأصدقاء الطيار عن حزنهم لوفاته، حيث نشر الفنان داود حسين عبر حسابه في "إنستغرام" صورة للفنان الراحل معلقا عليها بالقول: "إنا لله وانا اليه راجعون … البقاء لله .. الله يتغمد روحك الجنه يا بو قلب ذهب .. من أنظف وأطيب وأوفى وأصدق من عرفته في حياتي .. صديق بمنزلة الأخ .. إلى جنات النعيم يا بو يوسف .. الفاتحة على روح الفقيد الغالي بدر الطيار".
View this post on InstagramA post shared by داود حسين (@dawoodhussain22)
حياته الفنية:
استهل رحلته في عالم الفن عام 1978 عبر مسرحية "نورة" مع المخرج الراحل فؤاد الشطي، ليقدم بعد ذلك العشرات من الأعمال الدرامية والمسرحية مع كبار نجوم الساحة الخليجية والعربية أمثال عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وسعاد عبد الله وحياة الفهد وغيرهم من النجوم الكبار.
تسلم مناصب إدارية وفنية في فرقة المسرح العربي، إلا أنه وفي السنوات الأخيرة ابتعد عن الساحة الفنية تماما، بعد أن عانى من مشاكل صحية، كضعف الرؤية والسمع، والفشل الكلوي، ما أثر على أدائه التمثيلي وحينها فضل الابتعاد.
جدير بالذكر أنه رغم ابتعاد الفنان بدر الطيار عن الساحة الفنية، إلا أنه تم تكريمه في مهرجان الكويت المسرحي عن مجمل أدواره الكوميدية التي أداها طوال مشواره.
المصدر: "الراي" + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا تويتر غوغل Google فنانون فيسبوك facebook مشاهير وفيات بدر الطیار
إقرأ أيضاً:
رحم الله نفوسًا تائهة وأبدانًا أعياها المرض
في لحظة وهم خادع، يشعر الإنسان بأنه يملك الدنيا وما فيها، ولديه من القوة والصلابة ما يكفيه لدرء الضرر عن نفسه وأهله، عاش متخيلًا نفسه كصقر طائر أو جبل تعلوه زرقة السماء، يحلف أغلظ الإيمان بأنه سد منيع وحاجز لا يمكن تجاوزه، بل أكثر من ذلك أن ليس في الأرض وغيرها شيئًا يمكن أن يزحزحه من مكانه.
قادر على مواجهة العواصف والرياح العاتية حتى وإن جاءت من آخر الدنيا إليه، ولكن ما الذي يهين مثل هذا الإنسان ويضعف قواه؟
الجواب به شرح مستفيض: عندما تتلبد السماء بغيوم لمرض وتتشكل مزن الوجع في أجزاء الجسد، عندها فقط يدرك الإنسان ضعفه، ويحدد مكانته التي حاد عن تحديد موقعها بدقة خاصة عندما كان بيده زمام الأمور كلها، الآن لا ينفع الندم أو التباكي على الماضي، فمن كان بالأمس قويًا ها هو اليوم يبدو شخصًا آخر غير الذي كانت الناس تعرفه، أو حتى هو ذاته يعرفها، فكم من تلال تهاوت وتساوت مع أديم الأرض، وكم من جبروت إنساني أقعده المرض فأصبح شخصًا تشفق عليه عندما تراه أو تسمع أنين شكواه.
في زمن الأنا وتضخم الذات، كم من أناس صنعوا مجدًا واهِمًا تجاوز حدود المعقول، وعاشوا سرابًا اعتقدوا بأنه ماء في صحراء قاحلة، نشوة القوة والقدرة والتملك غلبت عليهم وجعلتهم جلادين يبطشون بالآخرين من حولهم سواء في ساحات «السلم والحرب»، نجحوا في قيادة المجادلات والمشاحنات بالصوت المرتفع، لكن ها هو المرض يهزمهم في سباق الحياة ويجعلهم ما بين تمني الحياة والشفاء من المرض.
في غمرة وباء كوفيد-19 تعلمت البشرية دروسًا كثيرة، رأينا كيف كانت الأجساد التي كنا نعتقد بأنها قوية كيف تهاوت من حولنا في فراش المرض، وكم كانت حناجرهم تسمعنا صراخهم وأنينهم من شدة البلاء الذي ألمّ بهم في تلك النكبة الصحية العالمية.
لقد أثبت الوباء قوته وسطوته على أرواح الناس في كل مكان، لذا لم نستغرب أبدًا حينما سقطت الأقنعة واختفت الوجوه التي كنا نظنها قوية بما يكفي لدرء الجائحة.
في جنح الظلام، أصبحت النفوس المتألمة أكثر إحساسًا بالوقت، فبدأت الحياة تتضاءل أمام عيونهم، فالسراج المنير قد انكسر زجاجه والرياح أطفأت شعلته وبقي المرضى يأملون العيش حتى الصباح، بعضهم لم يكتب لهم الصمود فذهبوا إلى أماكن يكثر فيها الغياب وصمت القبور، أخذتهم أقدارهم نحو الفناء الأبدي، رحلوا تاركين وراءهم علامات استفهام كبرى وتخمينات عن المصير الذي هم يغرقون فيه الآن.
تقول الشاعرة أمل الشيخ: «أيها الموجوع صبرًا إن بعد الصبر بشرى .. أيها المكسور قل لي هل يديم الله كسرًا .. يا عزيز القلب مهلا .. إن بعد العسر يسرا»، الإنسان وبما أوتي من قوة يقف أمام المصائب عاجزًا عن رد الأذى عن نفسه خاصة عندما يتعمق الأذى في جسده، ويصبح الداء رفيقًا لا يتركه، والألم يملأ ثنايا جسده بغبار التعب، تتهاوى أركان جسده، ليصبح مع الوقت شخصًا آخر معبأ بـ«الألم والخوف والتعب»، ثم يتحول مع الوقت إلى حالة أخرى غير التي كان يألف نفسه فيها.
في شدة التعب والمرض، يرفع بعض المرضى «رايات الاستسلام» سريعًا، فيما يحاول البعض الآخر التشبث بقشة النجاة مما يعانوه من سقم قد يطول مع الزمن، ينهار البعض سريعًا ويصبح ليس لديه طاقة للصمود أو تحمل شدائد المرض خاصة في بعض الأمراض المزمنة، وهنا يكون الإنسان محتاجًا إلى طاقة أخرى يستمد منها قوته المنهوبة، ويد تدعوه إلى التحمل والتجلد من أجل أن يصارع كل آلامه المبرحة، ويتآلف مع سهر الليالي الطوال في فراش لا يسمع أنينه إلا نفسه أو من يعيش معه.
فكم من أبدان كانت مفتولة بالعضلات والقوة، لكنها أصبحت اليوم تعاني بأس المرض وتغيرت أحوالهم جسديًا ونفسيًا، وكم من نفوس منكسرة مستثقلة كل هذه الأوجاع الصعبة تتمنى أن تتخلص من معاناتها إما بالشفاء أو الموت.
وأمام بوابات المرض، ليس هناك أفضل من رفع الأيدي بالدعاء والتوسل إلى الله تعالى بالشفاء والصبر والتحمل وطلب الثواب الجزيل. في لحظات المرض تنتاب البعض هواجس الموت، ويشعرون بنوع من الأسى عندما تخفت الأصوات والأنوار الساطعة من على وجوههم، عندها فقط يصبح للرجاء طعم آخر، فالمريض يتمنى أن يشفى سريعًا ليعود إلى حياته من جديد، أما الذي يصارع الموت ويوقن بأن وجوده في الحياة ليس طويلًا فهو يتمنى أن يفارق الدنيا بدون وجع أو ألم، أما من فقد عزيزًا عليه فالقوة هنا تكمن في كيفية تحمل صدمة الفراق، والابتلاء، ثم التعود على العيش بدون ذكريات تشعل فتيل الوجع النفسي.