لقاء مصيري في البيت الأبيض.. أولويات نتنياهو واستفهامات ترامب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
يمانيون../
ذكر المراسل السياسي الصهيوني، في صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية”، ايتمار آيخنر أنّ: “رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو سيلتقي، مساء اليوم الثلاثاء، الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في واحد من أكثر اللقاءات المصيرية على الإطلاق بين رئيس وزراء “إسرائيلي” ورئيس أميركي.
هذا؛ وأشار الكاتب إلى أنّه قد حُدّد موعد الاجتماع مع ترامب في ساعة غير عادية إلى حد ما، أي الساعة 16:00 بتوقيت واشنطن (23:00 بتوقيت “إسرائيل”)، وبعد حوالي ساعة وربع من ذلك، يٌخطّط الاثنان لعقد مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض. ويصل نتنياهو إلى الاجتماع ومعه قائمة طويلة من القضايا الملحة والمصيرية التي ستؤثر على حياة “الإسرائيليين” (المستوطنين) في السنوات القادمة، وفقًا لتعبير الكاتب.
إيران أولًا
في هذا الصدد، قال آيخنر إنّ: “الموضوع الأول، وربما الأهم بالنسبة إلى نتنياهو، هو “التهديد الإيراني”. إذ يعرف نتنياهو أن ترامب لديه أذن صاغية لـ”إسرائيل” في هذا الموضوع”، مضيفًا: “إيران يراها ترامب دولة خطيرة، بل وحتى خططت لاغتياله، ولكن من ناحية أخرى، هو غير متحمس لمهاجمتها عسكريًّا، وعلى الأقل، سيفرض عليها عقوبات قاسية. لكن في “إسرائيل” كانوا يُفضّلون أن تترافق هذه العقوبات مع خيار عسكري موثوق، وهو ما كان مفقودًا في ولايته الأولى”.
من ناحية أخرى؛ ليس مستبعدًا أن يفضل ترامب أن تتعامل “إسرائيل” بنفسها مع “التهديد الإيراني”، وهو على استعداد لتزويدها بالسلاح والمعدات التي تحتاج إليها، بحسب الكاتب، مردفًا: “منطق ترامب هو أنّه لن يبدأ الحروب، بل فقط سيُنهيها، لكن مساعدة “إسرائيل” في “إنجاز العمل القذر” يُعد شيئًا قد يوفّق بين هذا التناقض”.
كما لفت آيخنر إلى أن نتنياهو سيحاول إقناع ترامب بأنه وفقًا لأولويات الشرق الأوسط من الأفضل والصحيح البدء بمعالجة “التهديد الإيراني”، وأنّ هذا يتماشى مع الرؤية “الإسرائيلية” لمصالح الحلفاء الآخرين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية، موضحًا أنّه: “من وجهة النظر “الإسرائيلية”، فإنّ “مُعالجة” التهديد الإيراني جذريًا سيُسهّل لاحقًا على إدارة ترامب خلق تأثير الدومينو للتطبيع، والذي لن يشمل فقط السعودية، بل أيضًا دولًا أخرى مثل إندونيسيا، ماليزيا، سورية، لبنان، الكويت، وعُمان، وغيرها من الدول”، وفقًا لزعمه.
اختبار وجودي
أشار آيخنر إلى أنّه إذا فضّل ترامب البدء بالسعودية، وليس بإيران، فقد يضع ذلك حكومة نتنياهو في اختبار “وجودي”، لافتًا إلى أنّه كان هناك تلميح لذلك في تصريحات وزير المالية “الإسرائيلي” بتسلئيل سموتريتش، في افتتاح جلسة كتلة “الصهيونية الدينية”، حول رفضه قبول أفق لإقامة دولة فلسطينية. كما أوضح سموتريتش أن الخروج من محور فيلادلفيا يشكل خطًّا أحمر بالنسبة إليه. وأكّد الكاتب أنّ هذا المحور مرتبط بأحد أهم القضايا التي ستُطرح في محادثة نتنياهو-ترامب، بالإضافة إلى اجتماع نتنياهو مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف قبل ذلك، وسأل: “ما الذي سيحدث في المرحلة الثانية من “صفقة” الأسرى؟ قائلًا إنّ: “نتنياهو يريد تعديل “الاتفاق” لإعادة الأسرى، وإعادة رسم شروطه؛ حيث لا تتجاوز الخطوط الحمراء لسموتريتش”.
وأردف آيخنر: “يُضاف إلى ذلك التعيين المتوقع لمُقرّب نتنياهو، وزير الشؤون الاستراتيجية “الإسرائيلية” رون ديرمر رئيسًا لفريق التفاوض، والتغييرات التي يخطط لها نتنياهو هناك، بما في ذلك على الأرجح إبعاد رئيس الشاباك رونين بار، والذي توجد بينه وبين نتنياهو أزمة ثقة حادة”، مشيرًا إلى أنّ نتنياهو لا يسعى فقط لإضعاف فريق التفاوض، بل يريد ضمان عدم إجباره على الاستمرار في “الصفقة” بالشروط الحالية، التي ما تزال فيها حماس مُسيطرة على القطاع.
مواصلة الزخم
كما قال آيخنر إنّ: “خطة نتنياهو والشروط “الإسرائيلية” لا تتماشى بالضرورة مع خطط ترامب ومبعوثه ويتكوف، واللذين يودان رؤية استمرار “الصفقة” وإطلاق سراح جميع “المختطفين” (الأسرى). لذلك، ليس من المستبعد أن يحاولوا الحديث عن “صفقة صغيرة”، أو استمرارًا للمرحلة الأولى”، لافتًا إلى أنّ كل ذلك لشراء الوقت وإطلاق سراح المزيد من “المختطفين” (الأسرى). وسأل آيخنر: “كيف سيتماشى ذلك مع البند الذي يُلزم “إسرائيل” بالانسحاب من محور فيلادلفيا في اليوم الـ 50؟ وكيف سيبقى سموتريتش في الحكومة؟ هذه مسألة كبيرة يصعب الإجابة عنها في هذه المرحلة”.
في كل الأحوال، بعد لقاء نتنياهو- ويتكوف، من المتوقع أن يسافر الأخير إلى قطر ويعرض المواقف “الإسرائيلية”، وفقًا لقول الكاتب، والذي أضاف: “سيتحدث الوسطاء مع حماس، ثم من المحتمل أن نشهد “جولات مكوكية” لويتكوف بين الدوحة والقدس والقاهرة، ويتكوف عنيد للغاية، ومن المحتمل أن يطرح أفكارًا خارج الصندوق، لمواصلة الزخم الذي بدأ مع إطلاق سراح الأسرى”.
الاستعداد لـ”لا” أيضًا
كما لفت آيخنر إلى أنه ليس من المستبعد أيضًا، في نهاية الأمر، أن يسمع نتنياهو من ترامب الجواب “لا”، وأن يصر الرئيس الأميركي على إنهاء الحرب. وقد يقول ترامب أيضًا لنتنياهو إنّه إذا لم يوافق على إنهاء الحرب، فلن يحصل على شيء، لا تطبيع مع السعودية، ولا معالجة لـ”التهديد الإيراني”. وتابع الكاتب: “على أي حال، أحد الموضوعات التي ستُناقش بإسهاب في اجتماع ترامب-نتنياهو هو إعادة إعمار غزة، وحديث ترامب عن إعادة توطين السكان لصالح إعادة إعمار غزة ليس مزحة، ويتماشى أيضًا مع تصريحاته عن ترحيل المهاجرين إلى المكسيك، حتى لو لم تكن هناك حاليًّا أي دولة عربية مستعدة لاستقبال الفلسطينيين، فإنّ ترامب يواصل طرح هذا الموضوع، ربما أيضًا بدوافع أميركية داخلية”.
وبخلاف إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، والتي قاطعت سموتريتش، تُخطط إدارة ترامب لاحتضانه، بحسب آيخنر، قائلًا: “وقد كان ذلك واضحًا بالفعل في اجتماعه مع ويتكوف، وكذلك في المحادثة بين وزير الخزانة الأميركي الذي دعا سموتريتش لزيارة واشنطن، ومن المحتمل أن يمارس الأميركيون ضغطًا كبيرًا على سموتريتش للبقاء في الحكومة وعدم عرقلة ترامب”.
كما أشار آيخنر إلى أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” والرئيس الأميركي سيبحثان أيضًا استمرار نقل الذخائر من الولايات المتحدة إلى “إسرائيل”. وقد أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الليلة الماضية، بأنّ إدارة ترامب طلبت من الكونغرس الموافقة على نقل قنابل وجرافات D9 بقيمة مليار دولار، وتشمل حزمة القنابل 4,700 قنبلة من نوعين مختلفين بوزن نصف طن.
وبحسب الكاتب، من المتوقع أن تُطرح في الاجتماع قضايا أخرى مثل أوامر الاعتقال ضد نتنياهو في المحكمة الجنائية الدولية، والعقوبات على المدعي العام كريم خان وفريقه، واستمرار وقف إطلاق النار في لبنان، والتعامل مع الحكومة الجديدة في سورية، وبدء المناقشات حول مذكرة التفاهم الأمنية بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، التي من المقرر أن تنتهي في العام 2028.
العهد الإخباري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التهدید الإیرانی رئیس ا
إقرأ أيضاً:
ترامب ونتنياهو يعقدان مؤتمرا صحفيا بالبيت الأبيض.. ما هي أولويات الأخير في الشرق الأوسط؟
أفاد مسؤول في البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيشاركان في مؤتمر صحفي مشترك، الثلاثاء، خلال زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض.
ويُعد المؤتمر الصحفي الأول من نوعه لترامب خلال ولايته الرئاسية الثانية، على الرغم من أنه أجاب على العديد من الأسئلة الصحفية منذ توليه المنصب.
ووفقا لمصادر ينوي رئيس حكومة الاحتلال اقتراح تغيير ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط على الرئيس الأمريكي خلال لقائهما المرتقب، بما يشمل الدفع نحو هجوم على إيران قبل إتمام الصفقة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
ووفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات الجارية في البيت الأبيض، تحدثت للقناة 12 العبرية أمس الاثنين، سيطلب نتنياهو من ترامب الموافقة على هجوم على إيران أولاً، تليه خطوات تؤدي إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، ثم إتمام المرحلة الثانية من الصفقة.
ويعني مقترح نتنياهو، وفقاً للقناة، تأجيل المرحلة الثانية من الصفقة لبضعة أشهر، مما يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين الذين لا يزالون في قبضة حركة حماس للخطر.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو يبذل جهداً كبيراً لإقناع الرئيس الأمريكي بذلك.
وعند مغادرته إلى واشنطن الأحد الماضي، قال نتنياهو: "يمكننا توسيع دائرة السلام. الحقيقة أن هذا هو الاجتماع الأول لترامب مع زعيم دولة أجنبية، أهمية كبيرة جداً. إنه يشير إلى قوة التحالف والعلاقة بيننا، العلاقة التي جلبت اتفاقات أبراهام التي قادها الرئيس ترامب".
وتخشى عائلات الأسرى الذين لم يُدرجوا في المرحلة الأولى من الصفقة من عدم الوصول إلى المرحلة الثانية. في غضون ذلك، أعلن ديوان نتنياهو الثلاثاء أن الاحتلال الإسرائيلي يستعد "لإرسال وفد من المستويات المهنية إلى الدوحة في نهاية الأسبوع، لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بمواصلة تنفيذ الاتفاق" في غزة.
وجاء ذلك عقب لقاء وصف بالإيجابي بين نتنياهو الذي يجري زيارة إلى واشنطن، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك وولتز، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
ووفقاً لبيان صادر عن ديوان نتنياهو: "كان الاجتماع إيجابياً وودياً. في أعقاب الاجتماع، تستعد إسرائيل لإرسال وفد من المستويات المهنية إلى الدوحة في نهاية الأسبوع، لمناقشة التفاصيل الفنية المتعلقة بمواصلة تنفيذ الاتفاق. وعند عودته من الولايات المتحدة، سيعقد رئيس الوزراء اجتماعاً للمجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) لمناقشة جميع مواقف إسرائيل بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، والتي ستوجّه المفاوضات المستقبلية".
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الثلاثاء أن القضية الأكثر إلحاحاً بالنسبة لنتنياهو هي الملف النووي الإيراني. يسعى نتنياهو لإقناع ترامب بأن البدء بمعالجة التهديد الإيراني هو الخطوة الصحيحة وفقاً لأولويات الشرق الأوسط. ويتماشى هذا المنظور الإسرائيلي مع مصالح حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية.
وضع التهديد الإيراني في مقدّمة الأولويات سيمنح من وجهة النظر الإسرائيلية الوقت الثمين للتعامل مع غزة وما يليها من تداعيات الحرب.