كيف تكونُ انقلابيًّا مقبولًا لدى الغرب والشرق؟!
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
محمود المغربي
مَـا هو الفارق بين الجولاني والطريقة التي اتبعها في الوصول إلى السلطة في سوريا، وبين الحوثي والطريقة التي اتبعها في الوصول إلى السلطة في اليمن، ولماذا تم اعتبار ما فعله الجولاني حلالاً وثورة ومرحباً به، واعتبار ما فعله الحوثي حراماً وانقلاباً وغير مرحب به.
بالنظر إلى أن الجولاني انطلق من إدلب إلى دمشق عسكريًّا ولم يكن جزءاً من الثورة السورية وقد استغل الجولاني وجماعته جبهة النصرة ضعف الدولة السورية والثورة للبروز والقيام بأعمال إرهابية والاستيلاء على مناطق في سوريا سابقًا ثم الوصول إلى السلطة.
فيما الحوثي انطلق من صعدة إلى صنعاء بعد أن كان أول من خرج على النظام القديم وقاومه لسنواتٍ قبل ثورة فبراير، ثم كان جزءاً من ثورة فبراير وتم إقصائه وتحَرّك من وتزعم ثورة شعبيّة واعتصاماً لمئات الآلاف من الجماهير اليمنية في شارع المطار، الرافضة لفشل وفساد النظام الجديد الذي وصل إلى السلطة بانقلاب على ثورة فبراير وبترشيح السعوديّة ومن النظام القديم، الذي كان جزءاً منه وشريكاً له في السلطة والفساد ممثلاً بحزب الإصلاح شريك المؤتمر في السلطة بجناحه العسكري بقيادة علي محسن الأحمر شقيق عفاش وشريكه في السلطة والفساد والظلم، وبجناحه القبلي بقيادة الشيخ عبدالله وحميد الأحمر الذي كان أكثر فساداً وظلمًا وتكبراً من عفاش والمؤتمر، كما أن الرئيس الجديد هادي كان نائباً لعفاش لما يقارب عشرين عاماً، وجزءاً من النظام والفساد الذي خرج عليه أبناء الشعب اليمني، وقد تمكّن الحوثي من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه ثورة فبراير وأسقط النظام القديم والجديد الذي كان امتداداً للنظام السابق ولسيطرة وهيمنة الخارج على اليمن.
وإذا كان كما يقولون الحوثي مدعوماً من إيران التي تبعد عن اليمن بما يزيد عن ألف كم، ولم يكن لها أية تدخلات أَو أطماع أَو مصالح سابقة في اليمن؛ فالجولاني مدعومٌ من الجارة التركية العدوّ الأول لسوريا وهي من قدَّمت للجولاني الدعم المالي والعسكري وحتى قدمت له المقاتلين للسيطرة على الدولة السورية ولها أطماع كبيرة في سوريا.
الجواب وببساطة أن ما قام به الحوثي لم يكن بتنسيق وضوء أخضرَ من أمريكا ولا يخدم مصالحَها أَو مصالح أدواتها في المنطقة، وهذا يجعله انقلابياً وإرهابياً ورافضياً، بعكس الجولاني الذي تحَرّك بتوجيهات وضوء أخضر أمريكي وكان تحَرّكه خدمةً لمصالح أمريكا والكيان الصهيوني وبذلك يكون ما قام به حلالاً وثورة مباركة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ثورة فبرایر إلى السلطة
إقرأ أيضاً:
ثورة السردين
#ثورة_السردين
بقلم: هبة عمران طوالبة
في أعماق البحار وبين أساطير الحكايات، كان شعب السردين يعيش في قاع الظلم والاستبداد. كانت الحرية مجرد حلم بلا تصور، والخوف يسكن قلوبهم طوال خمسة وعشرين عامًا. لم يكن لأحد أن يعترض، فالقانون كان البطش، والحاكم هو القرش، ومن يحاول الفرار كان مصيره السجن أو القتل أو النفي إلى ظلمات البحر حيث لا عودة.
كان البحر واسعًا، لكنه بالنسبة لشعب السردين كان سجنًا ضيقًا. أي حركة خارج حدود السيطرة كانت تعني العقاب، وأي محاولة للهرب كانت تعني الموت تحت أنياب القرش. اعتادوا العيش في ظلال الخوف، حيث لم يكن للتمرد مكان، ولا للحلم ملامح واضحة.
مقالات ذات صلة ما بعرفن ! 2025/02/03وفي عزّ اليأس، اندلعت نيران الثورات. هبَّ شعب السردين في كل أرجاء البحر، وكان الأمل يشتد في قلوبهم، والعزم يتصاعد للقضاء على القرش وأعوانه. اجتمع السردين في الأعماق، لأول مرة لم يرتجفوا خوفًا، بل غضبًا. وقف أحدهم، وصوته المرتعش تحول إلى صرخة: “يكفي!”. وهكذا بدأت الثورة.
اشتد القتال، وتحول البحر إلى ساحة معركة لأول مرة. لم يكن الخوف هو السيد، بل الإرادة. هجم السردين كأمواج متلاحقة، التفوا حول القرش، أربكوه، ثم سقط المستبد أخيرًا. انتصرت ثورة السردين، وسقط الظلم، وحلّت لحظة الفرح التي طال انتظارها.
لكن بينما كان الشعب يحتفل بنصره، بدأ البحر يضيق عليهم، والماء من حولهم صار أثقل وكأنه يختنق. فجأة، اختفت النشوة، وحلّت الحيرة مكانها. تساءل الجميع عما يجري، والذعر دبَّ في قلوبهم: كيف يمكن أن يتحول الانتصار إلى كارثة بهذه السرعة؟
وسط الضجيج، شقَّ صوت ساخر الصمت:
“لقد وشيت بكم للبشر… هيهه! هذه هي ثورتكم!”
ساد صمت ثقيل للحظة، ولم يفهموا… ثم تسللت الحقيقة البشعة كتيار بارد. لم يكن البحر الذي يخنقهم، بل الخيانة التي مزقتهم من الداخل.
في لحظة واحدة، انقلبت الفرحة إلى كارثة.
وشعب السردين… هل قُضي عليهم جميعًا؟ أم أنهم سيعودون من جديد؟