منال الشرقاوي تكتب: هل يحقق «أشغال شقة جدًا» نجاحًا يفوق التوقعات؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
في عالم الدراما التلفزيونية، تتكرر بعض الثيمات الاجتماعية التي تعكس التحولات في بنية الأسرة والمجتمع، لكن ما يميز كل حقبة هو أسلوب المعالجة وقدرتها على مواكبة العصر.
من بين هذه الثيمات تأتي فكرة البحث عن "مديرة منزل"، التي بدأت كقالب كوميدي خفيف في السينما المصرية، لكنها اليوم تعود بروح مختلفة في مسلسل «أشغال شقة»، لتتحول إلى أداة نقد اجتماعي تتناول تعقيدات الحياة الزوجية والأسرية في العصر الحديث.
إذا نظرنا إلى الأعمال الكلاسيكية مثل فيلم «صباح الخير يا زوجتي العزيزة»، نجد أن الفكرة قد طُرحت في إطار كوميدي بسيط، حيث تركز الحبكة على محاولات الزوجين للتعامل مع العاملة الجديدة ومواقفها الطريفة.
كان الهدف الأساسي هو تقديم جرعة من الترفيه من خلال الشخصيات النمطية مثل مديرة المنزل الثرثارة، أو الجميلة الجذابة التي تثير غيرة الزوجة، أو تلك التي تفتعل المشكلات. لكن مسلسل «أشغال شقة» يأخذ هذا المفهوم ويطوره ليعكس صراعًا أكبر بين الحداثة والتقاليد، ومسؤوليات الأسرة في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية.
يطرح المسلسل تساؤلًا مهمًا، هل أصبحت الأسرة الحديثة غير قادرة على التكيف مع مسؤولياتها دون الحاجة إلى مساعدة خارجية؟ وكيف يؤدي هذا الاعتماد إلى خلق توترات غير متوقعة داخل المنزل؟ عبر استعراض الشخصيات المختلفة للعاملات، يسلط العمل الضوء على تقاطع الطبقات الاجتماعية، وتأثير العوامل الاقتصادية على استمرارية العلاقات المهنية داخل المنزل.
كما أن المسلسل أتاح مساحة أكبر للشخصيات الثانوية، ما ساعد على كشف أبعادهم الاجتماعية وإلقاء الضوء على البيئات المختلفة التي ينتمون إليها. لم يكن وجود العاملات مجرد وسيلة لتحريك الحبكة، بل قدم لنا العمل لمحات عن حياتهن ومجتمعاتهن الخلفية، مما أضفى على العرض ثراءً وتنوعًا، وجعل الشخصيات أكثر قربًا وواقعية في نظر المشاهد. هذه المعالجة جعلت المسلسل يتجاوز الحكاية النمطية ليصبح استكشافًا للحالة المعاصرة بكل تناقضاتها.
فكل مديرة منزل تحمل معها قصة مختلفة، تعكس صراعات حياتية أوسع، مما يجعل المسلسل يتجاوز حدود الكوميديا القالبية إلى دراما غنية بالتفاصيل.
كما كان الحال في الأفلام الكلاسيكية، لا يمكن الحديث عن مشاكل الأسرة المصرية دون التطرق إلى دور الحموات. لكن بينما كانت الحموات في الأعمال القديمة شخصيات كوميدية بسيطة وجودها فقط لإضافة الطرافة، أصبح وجودهن في «أشغال شقة» أكثر تعقيدًا. فالتدخل هنا ليس فقط مسألة فرض السيطرة أو التحكم في حياة الأبناء، بل يتحول إلى عامل رئيس يُغذي التوترات بين الزوجين. الصراع هنا لم يعد يدور فقط حول سيطرة الحماة على قرارات الأسرة، بل امتد ليشمل رؤية الأجيال الأكبر لأسلوب الحياة الحديثة، ورفض بعض العادات القديمة، مما يجعل هذه الشخصيات أقرب إلى الواقع وأكثر تأثيرًا في تطور الحبكة الدرامية.
ما يميز «أشغال شقة» عن الأعمال السابقة التي تناولت نفس الفكرة هو الإيقاع السريع والحبكة المتشابكة التي تدمج بين الكوميديا والمواقف الجادة بطريقة طبيعية وغير مفتعلة. فبينما كانت الأعمال الكلاسيكية تعتمد على الكوميديا الموقفية البسيطة، جاء هذا المسلسل ليطرح مشكلات أكثر تعقيدًا من خلال مشاهد متسلسلة تكشف تدريجيًا عن التوترات الداخلية في العلاقات الأسرية. كما أن الأسلوب السردي للمسلسل يعتمد على التنقل بين المشاهد بطريقة ذكية، حيث يتوازى خط البحث عن مديرة المنزل مع القضايا الاجتماعية الأخرى، مما يجعل المشاهدين في حالة ترقب مستمر، دون الشعور بالرتابة التي قد تصيب بعض الأعمال التي تعيد تدوير الأفكار ذاتها دون تطوير.
والآن، مع اقتراب عرض الجزء الثاني من المسلسل خلال أقل من شهر في رمضان المقبل، يظل الفضول قائمًا حول ما إذا كان «أشغال شقة جدًا» سيحافظ على تميزه. هل سينجح في مواصلة نجاحه وتقديم معالجة جديدة لقضايا الأسرة العصرية، أم يقع في فخ التكرار كما حدث مع العديد من الأعمال التي امتدت لأكثر من جزء؟ وما الجديد الذي ستضيفه الأحداث؟ وهل ستشهد الحبكة تطورات غير متوقعة تعمّق الصراعات، أم تكتفي بإعادة تدوير المشكلات نفسها؟ كل ذلك سنكتشفه قريبًا، لكن المؤكد أن الترقب في أوجه، والجمهور ينتظر بشغف كيف ستتطور هذه الحكاية، التي بدأت ببساطة البحث عن مديرة منزل، وتحولت إلى معادلة معقدة تتقاطع فيها الكوميديا مع النقد اللاذع، ضمن تراجيديا ساخرة ترصد صدام الواقع مع متطلبات الحياة الزوجية المثالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحياة الزوجية الدراما التلفزيونية المزيد أشغال شقة
إقرأ أيضاً:
محافظ المنوفية يتفقد مستشفي الشهداء الجديدة وإنتظام سير العمل بوحدة طب الأسرة
إفتتح اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية محطة صرف صحي عشما بطاقة إستيعابية 10 آلاف و 500 م3 /يوم ، بتكلفة 40 مليون جنيه ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة للارتقاء بمستوي الخدمات لأهالينا بقري الريف المصري، جاء ذلك خلال جولته الميدانية الموسعة بمركز ومدينة الشهداء، بحضور وليد أبو سالم رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الشهداء، ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنوفية .
حيث إزاح المحافظ الستار عن اللوحة التذكارية وإستمع الي شرح تفصيلي عن مكونات المشروع والذي يخدم 6 آلاف مواطن، مؤكداً على أن مبادرة "حياة كريمة" تعد مبادرة تنموية شاملة ومتكاملة فى أركانها وملامحها تهدف فى مقامها الأول بناء الإنسان المصرى من خلال تقديم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل جوانب صحية واجتماعية ومعيشية لأهالينا بقرى الريف المصرى .
كما تابع المحافظ انتظام سير العمل بمحطة مياه الشهداء البحارى بطاقة 86 ألف م3/ يوم ، وتخدم قرى مدينة الشهداء ، واطلع المحافظ بنفسه على مراحل العينات وفحصها ومطابقتها للمواصفات وكذا تفقد المعمل وأقسام المرشحات والفلترة والمروقات ، مؤكداً حرصه علي المتابعة المستمرة لمشروعات البنية التحتية ومنها أهمها خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والتي تعد من أهم الأولويات التي تحرص المحافظة على تنفيذها لجميع قرى ومراكز المحافظة .
فيما تفقد محافظ المنوفية الأعمال الإنشائية لمستشفى الشهداء الجديدة والمقامة على مساحة 21 ألف متر مربع بتكلفة مليار و300 مليون جنيه، حيث تابع المحافظ الموقف التنفيذى لحجم الأعمال واستمع لشرح تفصيلي عن طبيعة الأعمال الجاري تنفيذها وآلية تنظيم العمل ، والتى تضم 5 غرف عمليات و 31 أسرة بقسم الغسيل الكلوي و 24 بحضانات الأطفال و 41 أسرة بقسم العناية المركزة و21 بأقسام العيادات الخارجية بإجمالي 223 سرير ، ووجه المحافظ بتذليل جميع العقبات والتنسيق الكامل بين كافة الجهات لسرعة إنهاء المشروع وتحقيق نسب إنجاز مرضية علي أرض الواقع مما يساهم في تقديم خدمة طبية متميزة للمرضى وتخفيف المعاناة عن كاهلهم .
وخلال جولته بالشهداء ، تفقد محافظ المنوفية أعمال تجهيزات فرد طبقة السن بمتفرعات قبلي شارع طلعت حرب تمهيداً لتركيب بلاط الإنترلوك ضمن أعمال الرصف المتكاملة بطول 1.5 كم بتكلفة 7 مليون و600 ألف جنيه تنفيذ مديرية الطرق للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين .
وأشار مدير مديرية الطرق إلى أن حجم استثمارات مشروعات الخطة الاستثمارية لقطاع الرصف بمدينة الشهداء بلغ 40 مليون و 300 ألف جنيه، تتضمن رصف منطقة محطة القطار بداية من شارع كمال النجار وحتى شارع المركز الطبي، منطقة فرن خليفة وحتى ترعة الغزالية ، منطقة قبلي طلعت حرب وحتى شارع زاوية جودة وداير ناحية الشهداء ، ومنطقة شهداء الاقصى من شارع الحرية وحتى شارع السمسمية ، ومنطقة مستشفى الحسام بداية من شارع الشيخ منصور وحتى شارع شعلان ، ومنطقة جامع الوكيل بسرسنا بداية من شارع طلعت حرب وحتى شارع داير الناحية وشارع المدرسة الفكرية ، وكذا رصف منطقة الشناوي بداية من شارع نوح وحتى ماكينة سراج الدين مرورا بشارع العمدة ، ومنطقة المكاوي من شارع النصر حتى مسجد السلام.
فيما تفقد المحافظ إنتظام العمل والخدمات المقدمة بوحدة طب الأسرة بدناصور ، بحضور الدكتور عماد رمضان وكيل مديرية الشئون الصحية ، الدكتورة مروة قطب مدير الإدارة الاستراتيجية بالمديرية ، حيث اطلع بنفسه على دفتر المترددين وتفقد عيادة الأسنان والعلاج الطبيعي ووحدة قياس مؤشرات الحياة ، للإطمئنان على مستوى جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى كون قطاع الصحة أحد مستهدفات الجمهورية الجديدة.
وأختتم المحافظ جولته ، بتفقد الأعمال الإنشائية لمدرسة دناصور الثانوية الجديدة بتكلفة 15 مليون جنيه، على مساحة 2100متر بإجمالى 12فصل دراسى ، بحضور الدكتور محمد صلاح وكيل وزارة التربية والتعليم ، المهندسة وفاء صبحى مدير عام هيئة الأبنية التعليمية، ووجه المحافظ بتسريع وتيرة العمل تمهيداً لدخولها الخدمة العام الدراسى القادم ، يأتي هذا في إطار تنفيذ خطة المحافظة للتوسع في إنشاء وتطوير العديد من المدارس للارتقاء بالقطاع التعليمي كونه أحد أهم محاور الجمهورية الجديدة والتي ترتكز على بناء الإنسان المصري وهويته.