يواجه سكان قطاع غزة تحديات إنسانية كبيرة مع عودتهم إلى مناطقهم بعد الهدنة الحالية، حيث تتراكم أكوام النفايات في الشوارع وسط انهيار كامل للخدمات البلدية نتيجة الحرب المدمرة.

مع توقف خدمات جمع القمامة طوال فترة الحرب على غزة، اضطر سكان القطاع للتخلص من النفايات عبر رميها في الشوارع، وأصبحوا يعيشون وسط أكوام من تلك المخلفات التي تجذب القوارض والحشرات مما خلق بيئة صحية خطيرة خصوصا مع عودة مئات الآلاف إلى مدينة غزة والمناطق المحيطة بها.

وقد صرح أبو سعد صالح، أحد سكان المدينة، قائلاً: "نعاني من تراكم القمامة نتيجة الظروف والحرب، كيف يمكن للناس التخلص منها؟ لذلك يرمونها في الشوارع". وأضاف متأسفًا: "تنتشر الأمراض بين الناس، والحكة والسعال بين الأطفال. يحرق الناس القمامة والدخان يدخل منازلنا".

دمرت الهجمات الإسرائيلية المتكررة معظم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها خلال 15 شهرًا من الحرب، حيث نزح حوالي مليون فلسطيني من الشمال هربًا من القصف الجوي والهجمات البرية، بينما آثر عشرات الآلاف البقاء هناك طيلة فترة الحرب.

يقول رباح الكرد "عندما نلقي بالقمامة، فإنّها تتسبب في انتشار البعوض والذباب، وفي تفشي في الأمراض" لذلك يلجأ السكان يلجأون إلى حرق القمامة كحل مؤقّت.

وبالإضافة إلى أزمة النفايات، يجد النازحون العائدون أنفسهم بلا مأوى بعد أنّ دمر القصف الإسرائيلي بيوتهم، كما يعانون من شح المياه، وانقطاع شبه تام للكهرباء. فأصبحت أكوام النفايات مكانا للبحث عما يسد الرمق أو يقضي حاجة. إذ يمضي الأطفال جزء من وقتهم وهم يفتشون وسط أكوام القمامة عن الطعام أو عن أي شيء يمكن لأسرهم استخدامُه .

ويحذر سكان القطاع من الآثار الصحية الخطيرة المترتبة عن هذه الظاهرة، ولفتوا إلى أن القمامة تسببت في ظهور الأمراض الجلدية لدى الأطفال وكبار السن، خاصة أولئك المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

تدهور الأوضاع المعيشية

أكد الكاتب والباحث السياسي، صالح النزلي، أن الجهود الحالية في قطاع غزة تتركز على العمل الإغاثي، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة انعدام فرص الحياة وهدم آلاف المنازل، ما دفع الفلسطينيين للجوء إلى الخيام.

وشدد على أن ملف النازحين يعد من أبرز القضايا العاجلة، حيث يعيش عشرات الآلاف في خيام تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية والبيئية في القطاع، مشيرُا إلى أن المنظومة الصحية في غزة تعرضت لانهيار كامل، ولم تعد المستشفيات قادرة على تقديم الخدمات الطبية اللازمة.

كما أكد النزلي على ضرورة التركيز أيضًا على قطاع التعليم، في ظل تدمير مئات المدارس، مشددًا على أهمية العمل السريع لإعادة تأهيل البنية التحتية وضمان حياة كريمة للنازحين في غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشوارع قطاع غزة النفايات الحرب المزيد

إقرأ أيضاً:

وسط تحذيرات أممية.. هكذا تفتك آلة الحرب بأطفال غزة قتلا وتجويعا

تواصل آلة الحرب الإسرائيلية بوتيرة متصاعدة قتل الفلسطينيين كبارا وصغارا في قطاع غزة، بالتوازي مع حرب تجويع هي الأشد من نوعها في ظل استمرار إغلاق سلطات الاحتلال معابر غزة منذ مطلع الشهر الماضي.

وتظهر صور حصرية للجزيرة من الجانب المصري لمعبر رفح تكدّس آلاف شاحنات المساعدات، التي كان يفترض أن تواصل دخول القطاع لإنقاذ أرواح نحو مليوني شخص من شح الغذاء وافتقاد المواد الحيوية.

لكن استئناف إسرائيل الحرب بكثافة أكبر، أبقى آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والحياتية الملحة، والمستلزمات الطبية الضرورية والوقود، حبيسة عند معبر رفح، بعد أن تعطل وتعثر دخولها وفق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

ولم تأبه إسرائيل بالمناشدات الدولية لوقف الحرب وفتح المعابر وإعادة إدخال شاحنات المساعدات، التي يعتمد أهالي القطاع عليها لإبعاد شبح المجاعة عنهم وعن أطفالهم، وتوفير مواد العلاج الطبي للمستشفيات المنهكة.

وكشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في أحدث إحصائياته -اليوم الأحد- أن الاحتلال الإسرائيلي قتل 490 طفلا خلال 20 يوما الماضية.

بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن الجوع وسوء التغذية يهددان حياة مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة، وأكدت أنه لم يُسمح بدخول أي مساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، وهذا أدى إلى نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية.

إعلان

ووفق مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازريني، فإن هذه هي أطول فترة تمنع فيها المساعدات عن القطاع منذ بدء الحرب، مؤكدا أن الإنسانية في أحلك لحظاتها.

وفي السياق ذاته، قالت مسؤولة منظمة أنقذوا الأطفال بغزة جورجيا تيسي: لا مكان آمنا للأطفال والمدنيين والطواقم الصحية في قطاع غزة. مشددة على ضرورة حماية الأطفال والمدنيين عموما وفقا للقانون الدولي.

وأكدت تيسي في حديثها للجزيرة أن أطفال غزة يتأثرون بالحرب بشكل يومي وقتل منهم 15 ألفا، في حين نزح 1.9 مليون غزي من أماكن سكنهم.

وبينما أشارت إلى الهجمات العشوائية التي تشن على المدنيين والطواقم الصحية، طالبت تيسي بالضغط على الحكومات لحث أطراف الصراع على حماية الأطفال، وقالت إن على مجلس الأمن الدولي "مسؤولية ضمان حماية الأطفال والمدنيين في غزة".

ويلوح شبح المجاعة، ولا يجد المرضى أدوية طبية في حين ترتفع الأسعار بشكل كبير، ولا تتمكن العائلات من توفير الحد الأدنى من الطعام لأطفالها، الذين يهدد الموت مليونا منهم وفق "يونيسيف"، في وقت توشك فيه الأغذية التكميلية المخصصة للرضع على النفاد.

ويتزامن هذا المشهد القاتم مع الإغلاق التدريجي للمخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي بسبب انعدام الدقيق وعدم توفر غاز الطهي، وهو ما انعكس على المواد الغذائية التي ارتفعت أسعار ما توفر منها بشكل كبير.

وكان يفترض منذ بداية مارس/آذار الماضي وحتى اليوم دخول قرابة 17 ألف شاحنة مساعدات إنسانية، و1400 شاحنة وقود، وفق أرقام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

مقالات مشابهة

  • جوتيريش: سكان قطاع غزة محاصرون في دوامة موت لا تنتهي
  • تفشٍ مقلق للحصبة في عدن ولحج وأبين.. خطر داهم يهدد حياة الأطفال وسط انهيار منظومة التحصين
  • حرب ترامب التجارية تشعل انهيار إقتصاد عالمي غير مسبوق .. تفاصيل
  • نتنياهو: هناك دول أخرى تريد استقبال سكان غزة
  • انهيار وشيك لـ الشيكل.. 1.4 مليار دولار تراجع في احتياطيات البنك المركزي الإسرائيلي
  • نتنياهو يتحدث عن دول تريد استقبال سكان غزة
  • الصحة العالمية: القطاع الصحي في غزة يعاني من انهيار شبه كامل
  • الأونروا: النظام الصحي في غزة يتعرض للهجوم بشكل كامل منذ بداية الحرب
  • الحرب تخلّف أوضاعا صعبة لدى سكان الخرطوم
  • وسط تحذيرات أممية.. هكذا تفتك آلة الحرب بأطفال غزة قتلا وتجويعا