من البيت الأبيض إلى الاستثمار العالمي.. هذه رحلة كوشنر لبناء الإمبراطورية
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
سلطت صحيفة "فاينانشال تايمز" على دور جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في بناء إمبراطورية أعمال عالمية، موضحة كيف استفاد من علاقاته السياسية لتوسيع استثماراته، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
وأفادت الصحيفة، في تقرير لها ترجمته "عربي 21"، أن علاقة جاريد كوشنر توطدت برئيس الوزراء الألباني إيدي راما في صيف 2021.
وأضافت الصحيفة أن كوشنر زار ألبانيا برفقة وفد أكبر، في صيف 2023، بينهم ريتشارد غرينيل، مبعوث ترامب السابق للبلقان. وقال راما إنهم أقاموا أسبوعا وزاروا عدة مواقع، مضيفًا أن كوشنر كان واضحًا هذه المرة: "نحن مهتمون بالاستثمار".
وفي 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع من تنصيب ترامب لولايته الثانية، منحت الحكومة الألبانية موافقة مبدئية لكوشنر لتطوير منتجع فاخر بقيمة 1.4 مليار دولار على جزيرة سازان. ويُعد هذا المشروع من أبرز استثمارات شركته "أفينيتي بارتنرز" التي أسسها كوشنر بعد ولاية ترامب الأولى، بتمويل من السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن صفقة ألبانيا تُعد جزءا من إمبراطورية الأعمال التي أنشأها كوشنر بعد مغادرته منصب مستشار كبير في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، حيث كان شخصًا محوريًا في قضايا السياسة الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط، واعتبره العديد من الدبلوماسيين معالجًا فعالًا للمشاكل.
وذكرت الصحيفة أن كوشنر كان مطورًا عقاريًا، قبل دخوله السياسة، وكان تركيزه الأساسي على نيويورك. ومنذ مغادرته واشنطن، وسّع محفظته لتشمل حصصًا في شركات وعقارات في شرق أوروبا والخليج وأمريكا اللاتينية.
وأوضحت الصحيفة أنه تم تسهيل العديد من صفقاته من خلال علاقاته الحكومية أو من خلال مكانته الرفيعة التي تأتي من كونه أحد مساعدي والد زوجته الموثوقين، وقد أظهر كوشنر قدرة على تحويل تلك العلاقات والقرب من السلطة إلى استثمارات كبيرة.
ومن الأمثلة على ذلك أنه يضع نفسه الآن كحلقة وصل للمستثمرين الخليجيين المهتمين بضخ الأموال في القطاع الخاص الديناميكي في إسرائيل.
وحتى قبل إعادة انتخاب ترامب، واجه كوشنر مزاعم بتضارب المصالح، حيث اعتبر الديمقراطيون أن المستثمرين في الخليج قد يرون تمويله وسيلة لكسب ود ترامب.
من المرجح أن تتزايد الأسئلة مع عودة ترامب للبيت الأبيض. ورغم عدم تولي كوشنر دورًا رسميًا، إلا أنه مستعد لتقديم المشورة في قضايا محددة.
وقالت الصحيفة إن كوشنر يهتم بشكل خاص بإمكانية التقارب بين السعودية وإسرائيل، لكن ذلك يعني تقديم المشورة في قضية تؤثر على السعودية، التي تعد من أكبر المستثمرين في شركة "أفينيتي بارتنرز".
ويصر كوشنر على عدم وجود تضارب في المصالح، وأن معظم الانتقادات هي سياسة حزبية، مضيفا: "هذه ليست استفسارات مشروعة. إنها هجوم مدفوع سياسيًا ولا أساس له".
وأضافت الصحيفة أن كوشنر حقق أولى أرباحه في هارفارد بشراء شقق بقيمة 9 ملايين دولار في ضاحية بوسطن في مانهاتن، ثم باعها لاحقًا مقابل ضعف المبلغ بعد تطوير المنطقة. وفي 2005، تولى إدارة شركة العائلة العقارية بعد سجن والده بتهم التهرب الضريبي والتلاعب بالشهود، وتم العفو عنه من قبل ترامب في 2020 وترشيحه ليكون السفير الأمريكي القادم في فرنسا.
ولفتت الصحيفة إلى أن كوشنر كان أحد المستشارين المؤثرين في البيت الأبيض، وقد تمكن من بناء علاقات قوية مع شخصيات بارزة في الشرق الأوسط مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد.
وكان كوشنر في طليعة المفاوضات الأمريكية بشأن اتفاقات إبراهيم، التي أدت إلى تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين.
وذكرت الصحيفة أن كوشنر أسس "أفينيتي بارتنرز" في كانون الثاني/ يناير 2021، للتركيز على الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، حيث استثمر الصندوق السيادي السعودي 2 مليار دولار في البداية. وفي السنة الماضية، جذب 1.5 مليار دولار من الإمارات وقطر، ليصل إجمالي ما يديره إلى 4.6 مليارات دولار.
وبينت الصحيفة أن هذه الحصيلة الكبيرة لرأس المال بالنسبة لشركة صغيرة، هيأت لكوشنر إمكانية جني الأموال بمجرد إدارة الأموال، حيث تحقق "أفينيتي" ملايين الدولارات سنويًا من رسوم الإدارة. ولتحقيق رسوم أداء أكبر، يجب أن تحقق استثماراته أهداف أداء عالية.
وبحسب الصحيفة، فقد بدأت مجموعة كوشنر للاستثمار المباشر في ميامي بنحو 24 موظفًا، بينهم موظفون سابقون في البيت الأبيض مثل آفي بيركوفيتش وكيفن هاسيت، إضافة إلى لويس فيديغاراي، وزير الخارجية المكسيكي السابق. ورغم ذلك، شهدت الشركة تغيرًا كبيرًا في الموظفين، مع عودة بعضهم إلى المناصب الحكومية.
وفي السنة الأولى لاستثمار كوشنر، أبرمت "أفينيتي" ثلاث صفقات كبيرة، منها استثمار 200 مليون دولار في "موزايك" للطاقة الشمسية، وصفقات أخرى مع شركة "دوبيزل"، وهي شركة إعلانات مبوبة على الإنترنت ومقرها الإمارات، و"يوني براندز" وهي شركة تجميع البائعين داخل منصة "أمازون" التي كان يدعمها رئيس "وي ورك" السابق آدم نيومان، الذي كان كوشنر صديقًا له قبل سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوشنر استثمر مؤخرًا مئات الملايين من الدولارات وأصبح عضوًا في مجلس إدارة "كيو إكس او"، وهي شركة استحواذ يقودها الملياردير برادلي جاكوبس، والتي أطلقت مؤخرًا محاولة استحواذ معادية بقيمة 11 مليار دولار على شركة أمريكية لمنتجات البناء.
وأنشأ كوشنر أيضًا استثمارات أقلية كبيرة في شركتين إسرائيليتين بارزتين بما في ذلك شركة "فينيكس فاينانشيال"، وهي شركة تأمين إسرائيلية سريعة النمو تدير الآن أصولًا تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار لحاملي وثائق التأمين في المنطقة.
ووفقا للتقرير، يعتقد كوشنر أن علاقاته في إسرائيل والخليج تجعله وسيطًا موثوقًا به. ففي سنة 2023، حاول صندوق إماراتي الاستثمار في "فينيكس" لكن تم منعه من قبل المنظمين الإسرائيليين، بينما تم الموافقة على استثمار كوشنر للأموال السعودية والإماراتية والقطرية في الشركة.
وأوضحت الصحيفة أن صفقات "أفينيتي" المبكرة لم تحقق عوائد كبيرة. وعانت "يوني براندز" من تباطؤ النمو وصعوبات مالية، في حين شكك انهيار منافسها "ثرايسيو" في مستقبل شركات التجميع في "أمازون". ومع ذلك، تؤكد "أفينيتي" أن "يوني براندز" تحقق تدفقًا نقديًا إيجابيًا.
وقالت الصحيفة إن شركة "موزاييك سولار"، وهي أول صفقة لشركة "أفينيتي"، واجهت ضغوطًا بسبب تقليص دعم الطاقة المتجددة تحت إدارة ترامب. وقد استثمرت الشركة أكثر من 2 مليار دولار وملتزمة بمليار آخر، لكنها لم تحقق عوائد كبيرة للمستثمرين بعد. وعادةً ما يخرج مستثمرو الأسهم الخاصة بعد خمس سنوات، لذا فإن عدم وجود توزيعات ليس أمرًا غير عادي حتى الآن.
ولكن لم تتعثر جميع الاستثمارات؛ فقد جمعت "إيجيم" الألمانية المدعومة من شركة "أفينيتي" مؤخرًا 200 مليون دولار بتقييم يفوق مليار دولار، وارتفعت قيم السوق لكل من "فينيكس" و"كيو إكس أو" منذ أول استثمار لشركة "أفينيتي".
ويجري كوشنر الآن مفاوضات بشأن صفقات في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات قد تصل قيمتها مليارات الدولارات، بالإضافة إلى صفقة في المكسيك لشركة إدارة نفايات، مع توقع زيادة الأنشطة الصناعية نتيجة نقل سلاسل الإمداد الأمريكية. ومع ذلك، قد تعرقل التهديدات بالتعريفات الجمركية الصفقة.
وبعد أن ابتعدت "أفينيتي" في البداية عن عالم العقارات، عادت الآن إليها، ولكن هذه المرة بعيدًا عن مانهاتن.
وبينت الصحيفة أن الصفقة الأولى استندت على العلاقات مع القادة السياسيين التي تأسست خلال ولاية ترامب الأولى. ففي بلغراد، قامت "أفينيتي" بتأجير موقع وزارة الدفاع اليوغوسلافية القديمة لتحويله إلى فندق فاخر ومجمع سكني.
غير أن منطقة الشرق الأوسط هي التي تمثل أكبر العوائد الممكنة، وكذلك التضارب المحتمل في المصالح، حسب التقرير.
وفي محاضرة له في هارفارد السنة الماضية، وصف كوشنر محمد بن سلمان بـ"الصديق" وأكد أنه كان له دور في إدخال السعودية في قلب إستراتيجية إدارة ترامب الأولى للشرق الأوسط.
وقال كوشنر إن ترامب كان مستعدًا لأن يكون "قاسيًا" مع السعودية حتى عرض بن سلمان خططه لتحديث المملكة، من السماح للمرأة بقيادة السيارة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التطرف، مما جعل السعودية أول زيارة خارجية لترامب.
وعلى الرغم من أنه لا يتولى منصبًا في الإدارة، يقول كوشنر: "أنا هنا للمساعدة وتقديم النصائح عند الحاجة." ومع ذلك، فإن الدور غير الرسمي في دبلوماسية الإدارة سيؤدي إلى مزيد من التدقيق.
ومنذ تأسيسها، نُظر إلى "أفينيتي" بشك في واشنطن، خصوصًا بين المشرعين الديمقراطيين الذين وصفوا الملايين التي تكسبها الشركة من الرسوم السنوية من المستثمرين السعوديين والإماراتيين بأنها أعمال نفوذ أجنبي.
وقالت الصحيفة إن القلق بين بعض خبراء الأمن القومي يتمثل في أن كوشنر يحقق أرباحًا من علاقاته الحكومية، وأنه قد يُستخدم لخدمة مصالح الدول الأجنبية في القضايا الدبلوماسية الحساسة بفضل صلاته الوثيقة بترامب.
وأضافت الصحيفة أن وايدن وجيمي راسكين، عضوا لجنة الرقابة المساءلة في الكونغرس، طالبا في تشرين الأول/ أكتوبر من وزارة العدل تعيين محقق خاص للتحقيق في أعمال كوشنر التجارية، مشيرين إلى أنه كان يعمل مستشارًا سياسيًا لترامب وعمل دبلوماسيًا غير رسميًا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأطراف أخرى، على الرغم من انخراطه في أنشطة سياسية واضحة.
ورغم الانتقادات، لم يُتهم كوشنر بارتكاب أي مخالفات، وقال عن السياسيين الديمقراطيين: "لن يعترفوا بنجاحي في الشرق الأوسط. لديّ تلك العلاقات الرائعة بسبب النجاح الذي حققته، وهو أمرٌ تعرضت للانتقاد بسبب محاولتي القيام به في كل خطوة على طول الطريق".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن بعض خبراء الأخلاقيات يعتقدون أن ترامب وعائلته قد يشعرون بالقدرة على التصرف بلا محاسبة بسبب سلوك جو بايدن وابنه هانتر، الذي واجه انتقادات بسبب أعماله التجارية في أوكرانيا، وأدين بجريمة منفصلة لا تتعلق بتعاملاته التجارية وحصل على عفو عنها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية كوشنر ترامب ألبانيا الولايات المتحدة ألبانيا ترامب كوشنر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط ترامب الأولى البیت الأبیض ملیار دولار بن سلمان وهی شرکة محمد بن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد رفض خامنئي التفاوض| البيت الأبيض يتمسك بتحذير ترامب: التعامل مع إيران سيكون عسكريًا أو بالتفاوض.. ونأمل أن تقدم مصالح شعبها على دعم الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، مفاوضات تحت الضغط مع «دولة تمارس البلطجة»، وذلك بعد يوم واحد من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه أرسل خطابًا إلى إيران.
رفض خامنئي التفاوضوكان ترمب قد أعلن، خلال مقابلة تلفزيونية، أن «هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكريًا، أو إبرام اتفاق»؛ لمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، قبل أن يصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن طهران لن تتفاوض مباشرة مع واشنطن.
خامنئي ردًا على ترمب: لا تفاوض مع دولة تمارس البلطجةوقال خامنئي، السبت، إن «إيران لن تخضع لدولة تمارس البلطجة»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وأوضح خامنئي، الذي كان يخاطب رؤساء السلطات الثلاث ومجموعة من المسؤولين في إيران، أن «إصرار بعض الحكومات المستبدة على المفاوضات ليس من أجل حل القضايا، بل من أجل الهيمنة».
وعلق خامنئي على الموقف الأوروبي من برنامج إيران النووي، وقال إن «فرنسا وألمانيا وبريطانيا أعلنت أن طهران لم تفِ بالتزاماتها في الاتفاق النووي، لكن هل نفذوا هم الالتزام من جانبهم».
وتابع قائلًا: «منذ انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، وعدت هذه الدول بالتعويض بطريقة أو بأخرى... لقد قطعوا وعدًا وأخلفوا».
وقال المرشد الإيراني: «المعايير المزدوجة في الغرب تُشكل فضيحة حقيقية للحضارة الأوروبية، وهي تفضح مزاعمهم». وأضاف: «ادعاءات الأوروبيين بشأن عدم التزام إيران بتعهداتها ادعاءات باطلة... للوقاحة حدود». وتابع خامنئي: «ليس هناك مخرج سوى الرد على تنمر هذه الدول».
طهران تلوح بقيود إضافية على مهمة وكالة الطاقة الذريةتجدر الإشارة إلى أن البرلمان الإيراني لوح بفرض مزيد من القيود على مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعا مديرها، رافائيل غروسي، إلى «ضبط تصريحاته».
وأعربت فرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقها البالغ إزاء تهديدات إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، بالتزامن مع توسع طاقتها الإنتاجية في مراكمة اليورانيوم على التخصيب، مطالِبةً طهران بعكس مسار برنامجها الحالي.
إلى ذلك، أشاد خامنئي بمواقف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وقال إنه «يستطيع تحقيق أهدافه في وقت غير بعيد، من الوقوف أمام الشعب ليزف إليهم بشرى تنفيذ هذه المشاريع العظيمة، ويدخل الفرح إلى قلوبهم».
وكان بزشكيان قد أكد أن إيران «قادرة على التغلب على كافة المشاكل بوحدتها وتماسكها».
البيت الأبيض يجدد تحذير ترامب لإيرانرد البيت الأبيض، السبت، على رفض إيران دعوة الرئيس دونالد ترامب للتفاوض على اتفاق نووي وأعاد تأكيد ترامب على أنه يمكن التعامل مع طهران إما عسكريا أو من خلال إبرام صفقة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض براين هيوز في بيان "نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب".
وجاءت هذه التصريحات بعد أن قال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي إن طهران لن تُرغم على الدخول في مفاوضات.
وصرح ترامب، الجمعة، قائلا إن شيئًا ما سيحدث مع إيران قريبًا، مضيفًا أنه يأمل في اتفاق سلام يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وقال ترامب خلال دردشة مع الصحافيين في البيت الأبيض: "نأمل التوصل لاتفاق سلام مع إيران بدل الحديث عن الخيار الآخر.. لا يمكن أن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.. وصلنا إلى اللحظات الأخيرة مع إيران".
البيت الأبيض: يمكن التعامل مع إيران عسكريا أو من خلال اتفاقوفي تصريح آخر قال الرئيس الأميركي إنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، مضيفًا أنه أرسل خطابًا للقيادة الإيرانية، الأربعاء، عبر فيه عن أمله في أن يوافقوا على إجراء محادثات.
وقال ترامب خلال مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس" بُثت الجمعة: "قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران".
وتابع: "أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئًا، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر".
وقال ترامب: "هناك طريقتان للتعامل مع إيران: عسكريًا أو إبرام اتفاق. أُفضل إبرام اتفاق لأنني لا أسعى لإيذاء إيران. إنهم شعب رائع"، مضيفًا أنه "إذا كان علينا اللجوء للخيار العسكري فسيكون الأمر مريعًا جدًا لهم".
ويبدو أن الرسالة كانت موجهة إلى الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي.
من جهتها قالت بعثة إيران إلى الأمم المتحدة في نيويورك، الجمعة، إن طهران لم تتلق بعد خطابًا قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أرسله إلى قيادة البلاد سعيًا للتفاوض على اتفاق نووي.
وبدورها، قالت وكالة أنباء مرتبطة بأعلى هيئة أمنية في إيران، إنه لا جديد في تصريحات ترامب بشأن طهران وعرضه إجراء محادثات.
وذكرت وكالة "نور نيوز" على منصة "إكس": "نمط ترامب في السياسة الخارجية: الشعارات والتهديدات والتحرك المؤقت والتراجع!".
وأضافت: "فيما يتعلق بإيران: قال أولًا إنه لا يريد المواجهة، ثم وقع على سياسة أقصى الضغوط، ثم فرض عقوبات جديدة، والآن يتحدث عن إرسال رسالة إلى القيادة بدعوة إلى المفاوضات! هذا عرض متكرر من أميركا".
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية " أ.ف.ب"، الجمعة، أن بلاده لن تجري مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، طالما واصل ترامب سياسة "الضغوط القصوى".
البيت الأبيض: نأمل أن تقدم إيران مصالح شعبها على دعم الإرهابأكد البيت الأبيض، السبت، أنه يأمل في أن تضع إيران مصالح شعبها فوق الإرهاب، وذلك ردًا على رفض المرشد الإيراني علي خامنئي دعوة الرئيس دونالد ترامب للتفاوض حول اتفاق نووي جديد.
في بيان رسمي، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، براين هيوز: "نأمل أن يضع النظام الإيراني شعبه ومصالحه فوق الإرهاب".
وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع طهران إما عسكريًا أو عبر التفاوض.
من جانبه، جدد علي خامنئي رفضه للمباحثات مع واشنطن، مشيرًا إلى أن هدفها الحقيقي هو فرض قيود على البرنامج الصاروخي الإيراني ونفوذ طهران الإقليمي.
وفي كلمة أمام مسؤولين إيرانيين، قال خامنئي: "هذه المفاوضات ليست لحل المشكلات، بل لإجبار إيران على قبول ما تريده واشنطن".
وتابع: "سيطالبون بتقييد قدراتنا الدفاعية، وتحديد تحركاتنا الدولية، وفرض شروط على مدى صواريخنا. هل يمكن لأي دولة أن تقبل بهذا؟".
وأكد خامنئي أن الضغوط الأميركية تهدف إلى التأثير على الرأي العام الإيراني، مضيفًا: "هذه ليست مفاوضات، بل فرض وإملاء".
يأتي ذلك بعد أن اعترف ترامب بإرسال رسالة إلى المرشد الإيراني يعرض فيها التفاوض على اتفاق جديد، ليحل محل الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في ولايته الأولى.
وسط هذه التطورات، تواصل الولايات المتحدة الضغط على إيران عبر العقوبات والتهديد باتخاذ إجراءات عسكرية، بينما تؤكد طهران رفضها لأي شروط تمس سيادتها أو قدراتها الدفاعية.