الذكاء الاصطناعى يعيد رسم مستقبل العرب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
وزير الاتصالات: التكنولوجيا ليست رفاهية.. بل مفتاح النهضة العربية
مجلس الوزراء العرب للاتصالات يقر رؤية موحدة لدعم التحول الرقمى
فى ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التى يشهدها العالم، أصبح الذكاء الاصطناعى محورًا رئيسيًا فى تشكيل المستقبل الاقتصادى والاجتماعى والسياسى، وفى هذا الإطار، عقدت «دائرة الحوار العربية حول الذكاء الاصطناعى فى العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية» بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت رعاية أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
التحول التكنولوجى غير المسبوق
فى كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يشهد تحولًا غير مسبوق فى دوره على الساحة الدولية خلال العامين الماضيين، وأشار إلى أن هذا القطاع لم يعد مجرد أداة داعمة، بل أصبح قوة دافعة تعيد تشكيل الاقتصادات، وتحدث ثورة فى الصناعات، وتغير المجتمعات بشكل مستمر.
وأوضح طلعت أن التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعى، وسلاسل الكتل (Blockchain)، والحوسبة الكمومية، وإنترنت الأشياء، لم تعد مجرد وعود مستقبلية، بل أصبحت واقعًا يعيد تشكيل العالم سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وأضاف أن هذه التكنولوجيات تتداخل مع قطاعات حيوية مثل الزراعة، الصحة، التعليم، والقطاع المصرفى، مما يجعلها محورًا رئيسيًا فى تحقيق التنمية المستدامة.
التحديات الجيوسياسية والرقمية
وأشار الوزير إلى أن التطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على الحكومات عالميًا، بما فى ذلك المنافسة الجيوسياسية فى السباق الرقمى، وسد الفجوة الرقمية، ومواجهة المخاطر السيبرانية، وأكد على ضرورة أن تواجه الدول العربية هذه التحديات برؤية موحدة تضمن حضورًا دوليًا فاعلًا يعبر عن إرادة الشعوب العربية وتطلعات الحكومات.
وأضاف أن جامعة الدول العربية تلعب دورًا محوريًا كمنارة لتبادل الرؤى حول القضايا الأهم للشعوب العربية، وفاعل رئيسى فى تبنى استراتيجيات موحدة حول التكنولوجيات الناشئة، وأشار إلى أن هذا المحفل يأتى فى إطار الجهود العربية لبناء الوعى الجمعى حول أهمية الذكاء الاصطناعى وتأثيره على المجتمع والاقتصاد.
الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي
وتطرق الدكتور طلعت إلى رئاسة مصر للدورة الثامنة والعشرين لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، مشيرًا إلى أن المجلس أقر خلال اجتماعه فى يناير 2025 «الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي»،. وتهدف هذه الرؤية إلى الارتقاء بالأداء الحكومى، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين، وتحقيق الريادة للدول العربية فى مجال الإبداع الرقمى والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى.
كما تسعى الرؤية إلى رفع الوعى العام بهذه التكنولوجيا، وتشجيع البحث والتطوير فى التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات، وجذب الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية، وأكد الوزير أن استخدام الذكاء الاصطناعى بشكل آمن وأخلاقى وفعال ليس بالأمر الهين، مما يستوجب وضع إطار تنظيمى متوازن لحماية الشعوب العربية من المخاطر السيبرانية والأخلاقية، دون تقييد للإبداع الرقمى.
الميثاق العربى لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وأشار طلعت إلى المبادرة المصرية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، والتى تدعو إلى الانتهاء من صياغة «الميثاق العربى لأخلاقيات الذكاء الاصطناعى»، وسيكون هذا الميثاق بمثابة مرجعية للدول العربية فى تحقيق التوازن بين تحفيز الابتكار والاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعى، وأكد أن الميثاق سيعكس المعتقدات والأولويات والثقافة العربية، وسيضمن الشفافية وإرساء مبادئ المساءلة فى تصميم ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعى.
بناء القدرات البشرية وتعزيز الشراكات الدولية
كما لفت الوزير إلى أهمية بناء القدرات البشرية وتنمية الوعى العام تجاه قضايا الذكاء الاصطناعى، ودعم الشركات الناشئة العربية فى هذا المجال الحيوى، وأكد على ضرورة تعزيز الشراكات الدولية والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان استمرارية المشاركة الفاعلة للدول العربية على الساحة الدولية، وتحسين ترتيبها فى المؤشرات الدولية للذكاء الاصطناعى.
دعوة لتبادل الرؤى والخروج بتوصيات عملية
وفى ختام كلمته، دعا الدكتور طلعت الباحثين والخبراء والمطورين وصناع السياسات من الحكومات والقطاع الخاص إلى تبادل الرؤى خلال فعاليات هذا المحفل، للخروج بمقترحات عمل موضوعية لتنفيذ خارطة الطريق التى رسمتها الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعى، وأعرب عن تطلعه إلى توصيات دائرة الحوار العربى فيما يتعلق بمبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى، بما يسهم فى تبنى وثيقة عربية موحدة تعكس أولويات الدول العربية وخططها التنموية.
فعاليات دائرة الحوار العربي
فعاليات «دائرة الحوار العربية» تُنظم بشكل مشترك من قبل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتشارك فى الفعاليات نخبة من الخبراء والمتخصصين فى مجالات الذكاء الاصطناعى، لمناقشة أحدث التطبيقات والتطورات، وتبادل الخبرات والأفكار حول التحديات الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعى وتأثيره على المجتمع والاقتصاد فى العالم العربى.
يُعد الذكاء الاصطناعى أحد أهم المحركات التى ستشكل مستقبل العالم العربى، ولكن تحقيق الاستفادة القصوى منه يتطلب مواجهة التحديات الأخلاقية والسيبرانية، وبناء إطار تنظيمى متوازن يعكس أولويات الشعوب العربية، وتأتى فعاليات «دائرة الحوار العربى» كخطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، من خلال تبادل الخبرات وصياغة رؤى مشتركة تعزز التعاون العربى فى هذا المجال الحيوى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الدول العربية مجالات الذكاء الاصطناعي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذکاء الاصطناعى الدول العربیة دائرة الحوار إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرلمان العربي يدعو لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي في الدول العربية
أكد معالي محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي ضرورة توطين صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الدول العربية، ووضع الخطط وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة لذلك، من أجل مواكبة السباق العالمي المحموم في هذا المجال، وبما يضمن في الوقت ذاته التوظيف الآمن لهذه التكنولوجيا على نحو يتناسب ومنظومة الأخلاق والثقافة في المجتمعات العربية.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس البرلمان العربي في افتتاح أعمال دائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعي في العالم العربي: تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية"، والتي انطلقت أعمالها اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برعاية ورئاسة معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبتنظيم من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وحضور شخصيات دبلوماسية وأكاديمية ومتخصصة.
وأضاف رئيس البرلمان العربي، في كلمته، أن بناء منظومة ذكاء اصطناعي عربية تتسم بالابتكار والاستدامة يتطلب شراكة قوية بين الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، إلى جانب وجود منظومة قانونية وتشريعية قوية تضمن تحقيق التوازن بين الإبداع التقني والمسؤولية الأخلاقية.
وأوضح اليماحي أن البرلمان العربي أدرك مبكرًا أهمية حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي ووضع إطار قانوني منظم لها بما يتناسب مع خصوصية دولنا العربية ومنظومة القيم والأخلاق الخاصة بها، مشيرًا إلى إصدار البرلمان العربي قبل ثلاثة أعوام أول قانون عربي استرشادي في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف وضع إطار قانوني وتنظيمي يساعد الدول العربية على الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي، مع ضمان الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التكنولوجيا.
وأشار اليماحي إلى تخصيص البرلمان العربي مؤتمره السادس مع رؤساء البرلمانات والمجالس العربية العام الماضي، حول موضوع "التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعي"، وإصداره وثيقة تتضمن عدداً من المرئيات البرلمانية التي تهدف إلى تعزيز التعاون العربي في هذا المجال، وتوفير خريطة طريق واضحة لتطوير سياسات وطنية تدعم الابتكار وتحد من المخاطر.
وشدّد اليماحي على أن البرلمان العربي على استعداد تام لمواصلة جهوده لتعزيز التعاون العربي المشترك في هذا المجال، ودعم جميع المبادرات التي تُساهم في وضع الدول العربية في مصاف الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، قائلًا إن الذكاء الاصطناعي ليس فقط تقنية متقدمة، بل أداة للنهضة التنموية التي نتطلع إليها جميعًا في عالمنا العربي، خاصة إذا ما تم تسخيرها بالشكل الصحيح وضمن إطار أخلاقي مسؤول.