الجزيرة:
2025-03-09@14:59:48 GMT

لماذا تعتبر إسرائيل حركة بي دي إس خطرا وجوديا؟

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

ووفقا لما قاله العضو المؤسس في الحركة عمر البرغوثي في حلقة 2025/2/4 من بودكاست "مع شعيب"، فقد تأسست الحركة في عام 2005، بعد القمع الكبير الذي مارسه الاحتلال ضد كل صوت مقاوم لها خلال الانتفاضة الثانية التي استمرت بين 2000 و2005.

وينظر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لهذه الحركة على أنها أحد أكبر 3 تهديدات لإسرائيل، وهو ما دفعه للعمل المتواصل على تحجيم عملها داخل أميركا بكل الطرق، كما يقول البرغوثي.

ودفع هذا الأمر 35 ولاية أميركية لتبني قوانين تجرم عمل المنظمة وتحظر التعاون معها، وقد استدعى الأمر إنفاق 900 مليون دولار لمحاربة هذه الحركة وحدها في أميركا، حسب مجلة "ذا نيشن".

تبني المقاطعة الشاملة

وتتبنى الحركة -حسب البرغوثي- مقاطعة إسرائيل بشكل كامل (ثقافيا وأكاديميا وسياسيا واقتصاديا ورياضيا)، والعمل على سحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها لإرغامها على الاعتراف بحق الفلسطينيين في العودة وتقرير المصير.

وبدأت الحركة عملها في 2005، وهي تدار من جانب أكبر ائتلاف لفلسطينيي الوطن والشتات، وتعمل على تحجيم آثار اتفاقية أوسلو التي أوهمت الفلسطينيين بإقامة دولة مستقبلية لهم، كما يقول البرغوثي.

وكان الدافع في إنشاء الحركة -وفق البرغوثي- هو تدويل النضال الفلسطيني ضد إسرائيل التي تستمد قوتها أساسا من الولايات المتحدة والغرب انطلاقا من فكرة أن قطع الدعم الغربي سيكون كافيا لتفكيك هذا البلد الذي لا جذور له.

إعلان

ومنذ عام 2014، اعتبرت إسرائيل حركة "بي دي إس" تهديدا إستراتيجيا لها، ثم اعتبرتها تهديدا من النوع الأول عام 2016. ومنذ ذلك الحين تتعرض الحركة لتضييقات واسعة خصوصا.

ومع ذلك، فقد ساعد تأييد كثير من اليهود في الولايات المتحدة وبريطانيا لحركة في تجاوزها للتلويح المستمر بتهمة معاداة السامية، وإن كانت هذه التهمة تعرقل عمل الحركة بشكل كبير في كثير من الدول، وخصوصا في ألمانيا.

وحاولت الحكومة الألمانية مرارا حظر الحركة، لكن الأخيرة تجاوزت هذه المحاولات من خلال رفع قضايا ضد الحكومة، بيد أن سلوك برلين وصل لمرحلة الفاشية التي جعلتها تتهم يهودا بمعاداة السامية بسبب دعمهم لـ"بي دي إس"، كما يقول البرغوثي.

نجاحات كبيرة

ورغم ذلك صعدت الحركة خطواتها نحو تعزيز المقاطعة، ونجحت في دفع مؤسسات وشركات كبرى لتبني هذه السياسة، مما دفع وسائل إعلام عالمية -مثل "سي إن إن" و"بي بي سي" وفوكس نيوز- إلى تجاهلها تماما.

وكانت الحركة من أوائل المؤسسات الدولية التي وصفت سلوك الاحتلال تجاه الفلسطينيين بأنه فصل عنصري، وقد تلتها في ذلك منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية لكن بعد سنوات.

وللوهلة الأولى، تبدو الحركة وكأنها ليبرالية مسالمة لكن المتوغل في مضمون عملها يجد أنها تعمل على إنهاء الاحتلال بشكل كامل وتنفيذ حق العودة التاريخي، حسب البرغوثي.

وترى إسرائيل أن هذا السلوك من جانب الحركة محاولة لتدميرها تماما لكن بالقانون وليس بالمقاومة المسلحة لأنها تعمل على تعزيز المقاطعة سياسيا وثقافيا وأكاديميا وتجاريا وعسكريا.

ولكي تصل إلى هذه الحقوق، بدأت تحركا واسعا لإقناع الأفراد والمؤسسات والكيانات الحكومية على تبني مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها، لأنها -كما يقول البرغوثي- تؤمن بأن القوتين الأخلاقية والقانونية ليستا كافيتين لاستعادة حقوق الفلسطينيين وإنما القوة الشعبية هي القادرة على ذلك لأنها تؤثر في صانع القرار.

إعلان

وتعمل الحركة مع عدد من الكيانات حول العالم ومنها: نقابة المزارعين في الهند، يهود من أجل السلام في ألمانيا، وجنوب أفارقة من أجل فلسطين، وهي تنجح كثيرا في الدول الديمقراطية لأنها تعتمد الضغط على الحكومات، مما يجعلها غير موجودة في عدد من الدول العربية، حسب البرغوثي.

ويعتبر البرغوثي أن التطبيع العربي أكثر خطرا على قضية فلسطين من قوانين مكافحة التمييز ومعاداة السامية التي يطبقها الغرب دفاعا عن إسرائيل.

وكانت نقابة أساتذة الجامعة البريطانيين -أول مؤسسة أكاديمية في العالم- تتبنى مقاطعة إسرائيل دعما لـ"بي دي إس"، رغم أنها كانت ثاني أكبر نقابة أكاديمية في العالم تتعامل مع تل أبيب.

وبعد هذا القرار، هدد الكونغرس الأميركي هذه النقابة برفع قضايا لتدميرها ماليا ما لم تتراجع عن المقاطعة التي قالوا إنها تخالف قوانين مكافحة التمييز.

ونجحت "بي دي إس" في دفع شركة "فيوليا" للانسحاب من إسرائيل بعد التسبب في خسارتها 20 مليار دولار حول العالم، منها ملياران خسرتهما بعد إخراجها من عقد في الكويت وهو ما جعلها تتخذ قرار مغادرة تل أبيب. كما نجحت في إغلاق 10 أفرع لشركة كارفور في الأردن بسبب دعمها للحرب الأخيرة على قطاع غزة.

ونجحت الحركة في وقف مشروع لبناء مصنع رقائق بقيمة 25 مليار دولار كانت شركة "إنتل" الأميركية تعتزم فتحه على مقربة من قطاع غزة، وذلك بعد إقناع المساهمين بخطورة هذه الخطوة على أموالهم.

سيون أسيدون يرفع مطالب المقاطعة في مسيرة تضامنية مع فلسطين في المغرب (الجزيرة) صعوبة ضرب الحركة

ووفقا للبرغوثي، يصعب ضرب هذه الحركة لأنها ليست مستقرة في بلد ما ولا تحصل على تمويل حكومي لكنها حركة شعبية واسعة ومنتشرة ولا يمكن حصر وجودها في مكان واحد، فضلا عن أن غالبية من يعلمون بها متطوعون وليسوا موظفين.

وتعتمد الحركة على شركاء دوليين حتى تتجاوز فكرة المركزية أو المكاتب وهناك العديد من التجمعات التي تدعمها في الولايات المتحدة والهند وبريطانيا وجنوب أفريقيا، وهم يوفرون لها دعما ماليا، ورغم أن هيكلها الوظيفي يظل محدودا جدا، فإنه يعمل باحترافية مع عدد كبير من المتطوعين.

إعلان

ولا تضم لجنة إدارة الحركة أفرادا، بل ممثلي ائتلافات أهلية واتحادات نقابية من فلسطين وأنحاء العالم. وهذا ما يجعلها بعيدة عن يد القوانين الغربية التي تستهدف كل من يقاوم إسرائيل.

وقد رفعت إسرائيل عشرات القضايا ضد الحركة لكنها خسرتها بشكل شبه كامل بسبب هيكلية الحركة التي تجعل إدانتها بمعاداة السامية أمرا صعبا، فضلا عن دعم كثير من الأطر القانونية حول العالم لها والدفاع عنها أمام المحاكم.

4/2/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة بی دی إس

إقرأ أيضاً:

أبو عبيدة: ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات وأقصر الطرق هو إلزام إسرائيل بالاتفاق / فيديو

#سواليف

أكد الناطق باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة، اليوم الخميس، أن أقصر الطرق لتسوية الحرب، هي إلزام إسرائيل بما وقعت عليه، مشددا على أن التهديدات بعودة الحرب لن تؤدي للإفراج عن الأسرى.
أبو عبيدة: ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات وأقصر الطرق هو إلزام إسرائيل بالاتفاق
لقطة شاشة / RT

وقال أبو عبيدة في كلمة مصورة: “نبارك للمسلمين حلول شهر رمضان المبارك شهر الفتوحات وخصوصا أهلنا في فلسطين وغزة، ونقول لمليارين من إخواننا من المسلمين إن إخوة لكم بالدين قد زكوا صيامهم بتقديم سيل من الدماء الزكية”.

وأضاف: “لن تقوم قائمة لأمة الإسلام ولن يصبح لها شأن بين الأمم حتى تطهر هذه الأرض المقدسة من دنس المحتلين، ونذكر أمة المليارين أن هذا الشعب العربي المسلم يتعرض على مرآكم للإبادة والتجويع ومحاولة التهجير، ونقول لأمة المليارين ماذا أنتم فاعلون للدفاع عن كرامتكم قبل أن تطالكم يد الظالمين في عقر داركم”.

مقالات ذات صلة بين المفاوضات والتهديدات.. كيف نفهم استراتيجية ترامب بالتعامل مع حماس؟ 2025/03/06

وشدد الناطق العسكري باسم “القسام” على أن “المقاومة التزمت أمام العالم وأمام الوسطاء ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، ورغم كل محاولات العدو المراوغة آثرنا ولا نزال الالتزام بالاتفاق حقنا لدماء شعبنا ورغبة لسحب الذرائع. التزمنا بالاتفاق احتراما لتعهدات الإخوة الوسطاء من الأشقاء، والعدو تنصل من الكثير من التزاماته التي هي حقوق أساسية لشعبنا، العدو مارس البلطجة والتسويف والعربدة”.

وتابع: “عقدة الإجرام والسادية تعشش في عقل المحتل في غزة ولبنان وسوريا وكل المنطقة، وقيادة العدو تحاول التنصل من الاتفاق سعيا من رئيس الحكومة لتغليب المصلحة الحزبية على حياة أسراه”، مضيفا: “العالم شاهد كيف نكل العدو ولا يزال بأسرى شعبنا الذين يروون شهادات فظيعة عن المعاملة الإجرامية، العالم شاهد الحالة الصحية الجيدة لأسرى العدو رغم صعوبة الحفاظ على حياتهم في ظل الحرب الهمجية، وشاهد كيف حرصت المقاومة على حسن معاملة الأسرى التزاما بأدبيات ديننا”.

وأكد أبو عبيدة أن “ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات والحيل، وأقصر الطرق هو إلزام العدو بما وقع عليه فتهديدات العدو بالحرب لن تحقق سوى الخيبة له ولن تؤدي للإفراج عن أسراه”.

وأضاف موجها حديثه لعائلات الأسرى الإسرائيليين: “نحذر عائلات أسرى الاحتلال بأن لدينا إثبات حياة حتى اليوم لمن تبقى من الأسرى الأحياء، الاحتلال هو الذي يتسبب بمقتل أسراه فضلا عن معاناتهم وتنصله من التفاهمات”.

وشدد الناطق باسم “كتائب القسام” على أن “نحن في حالة جهوزية استعدادا لكافة الاحتمالات، وأي تصعيد للعدوان على أهلنا سيؤدي لمقتل عدد من أسرى العدو، المقاومة لديها ما يؤلم العدو في أي مواجهة مقبلة”، مضيفا أن “تهديدات العدو علامة ضعف وشعور بالمهانة.. وتهديد العدو بالعودة للقتال لن يدفعنا إلا للعودة لكسر ما تبقى من هيبته”، موجها التحية “لإخواننا باليمن على موقفهم الذي أعلنوا فيه استمرار قرار الإسناد والجهوزية لضرب العدو”.

وتابع أبو عبيدة: “الأعين العوراء لأنظمة الغرب لا ترى فارقا بل تتباكى على عشرات من أسرى العدو ولا تعتد بسلامة أسرانا، وندعو كل المنصفين ودعاة حقوق الإنسان لفضح الجريمة التي تقترف ضد الأسرى الفلسطينيين”.

مقالات مشابهة

  • لماذا لا يمكن للسلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل واختيار المقاومة؟
  • هل الخضوع للجراحة يوم العطلة يشكل خطرا على حياة المرضى؟!
  • لماذا ولّت الحركة الإسلامية الأدبار شرقاً؟
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • مجلس ديالى يطمئن بشأن السيول: لا تشكل خطرا - عاجل
  • لماذا تشعر إسرائيل بالتهديد من الفيلم الفائز بالأوسكار؟
  • فيدرالية اليسار بمجلس الرباط تعتبر هدم مساكن في حي المحيط "عملا بدون سند قانوني"
  • أعاصير وأمطار رعدية.. لماذا يشهد العالم موجة طقس متطرف؟
  • أبو عبيدة: ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات وأقصر الطرق هو إلزام إسرائيل بالاتفاق / فيديو