بوابة الوفد:
2025-04-11@01:51:13 GMT

دراويش مصطفى النحاس!!

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

الدراويش هم فئة من الناس، تعشق من تؤمن به وتحب ما تقوله عنه.. وكاتب هذه السطور من عُشاق مولانا الحسين ومن مُحبى الزعيم مصطفى النحاس.. ولأن النحاس كان من مريدى سيدنا الحسين، فقد وجدت نفسى -ولست مُرغمًا- من دراويش زعيمنا مصطفى النحاس الطاهر الشريف عفيف اليد واللسان والتاريخ!
نعم.. هو الشريف الذى أخذه والده طفلا إلى ضريح الإمام الحسين وقال له: «يا بن بنت الرسول هذا ابنى مصطفى فى مَعيتك وقد وهبته لخدمتك»! وهذا هو سر ارتباط النحاس بالمسجد الحسينى وحرصه على الصلاة فيه كل أسبوع.


وهذا هو سبب إصرار تلاميذ النحاس عند وفاته على السير بجنازته -بعد الصلاة عليه فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير- إلى مسجد الحسين، والصلاة عليه مرة ثانية داخل المسجد الذى ارتبط به منذ كان طفلًا.. وهتفت الجماهير عندما اقتربت الجنازة من المسجد «يا ابن بنت الرسول الزين جالك الحبيب الزين».
علاقة النحاس بمسجد الحسين استمرت وازداد تعلقه به بعد يوليو 1952 عندما تم تحديد حركة الزعيم مصطفى النحاس.. وكان مسجد الإمام الحسين من الأماكن المسموح له بزيارتها أسبوعيًا بناءً على طلبه.. وكان مريدوه يذهبون إلى هناك يوم الجمعة لمقابلته والاطمئنان عليه، وكان سعد فخرى عبدالنور نجل القيادى الوفدى البارز فخرى عبدالنور لا يرى النحاس إلا كل يوم جمعة فى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.. وفى إحدى المرات قال سعد عبدالنور للنحاس: يا باشا أنا مسيحى.. مش معقول كل ما أحب أشوفك لازم تجبرنى أدخل جامع الحسين! فرد عليه النحاس مازحًا: جرى إيه يا سعد إنت ما تعرفش إن مولانا الحسين كان وفدي!
هذه الحكاية الحقيقية -سردًا ونقلًا- هى مفتاح شخصية مصطفى النحاس باشا الذى قضى عمره يدافع عن الوطن وقضيته الوطنية من خلال الوفد، الحزب العريق الذى عشقه مثل روحه مستعينًا بالله.. متمسكًا بثوابته التى لا تختلف عن ثوابت كل المصريين الذين كانوا يعملون نهارًا من أجل لقمة العيش ويناضلون ظهرًا ضد الاحتلال ويزورون، ليلًا، أولياء الله الصالحين تبركًا بهم فى مواجهة ظُلم الاحتلال، ويمسكون بأيدى إخوانهم المصريين بغض النظر عن دينهم لصناعة عروة وثقى تحميهم من الطغيان والتشتت والانحدار.. كانت هكذا مصر وكان مثلها النحاس.. الذى كانت حياته مثل وفاته.
قال الصحفى إبراهيم عيسى: «مصطفى النحاس رجل عظيم ومظلوم ولا يوجد أعظم منه فى تاريخ مصر.. حزب الوفد كان حينها حزب الأغلبية وجاء بالديمقراطية والانتخاب رغم وجود بعض المظالم ووجود ملك يحتكر السلطات واحتلال إنجليزى».
نعم.. مصطفى النحاس، هو الزعيم الذى تعرض، للظلم، فهو الزعيم الوطنى، المناضل، الذى تعرض لأكبر عملية محو تاريخى لإنجازاته السياسية، وهو الزعيم الطاهر الشريف الذى لم يحصل على تكريم من وطنه سوى إطلاق اسمه على شارع شاءت الظروف أن يكون شارعًا مهمًا فى أحد أحياء القاهرة!
دعونا نتكلم عن سيرة مصطفى النحاس، حتى تعرفه الأجيال الجديدة، التى تبحث عن مثل مضىء فى طريق العمل السياسى، ولن نجد أفضل من مصطفى النحاس نموذجًا، وهو الرجل الذى أطلق عليه سعد زغلول لقب «سيد الناس» الذى أصبح لقبه فيما بعد.. «الزعيم المظلوم»!
«النحاس» تعرض لانتقادات شديدة بسبب قبوله تشكيل الحكومة الخامسة له، والتى استمرت أربعة أشهر، تقريبًا، من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من نفس العام، وقد تعرض للهجوم لأن الإنجليز فرضوها على الملك «فاروق».. فقد كانوا يريدون حكومة يرضى عنها الشعب خوفًا من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن «النحاس» قال فى خطاب الحكومة موجهًا حديثه للملك: «لقد ألححتم علىّ المرة تلو المرة ثم ألححتم علىّ المرة تلو المرة كى أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها» لينفى الرجل بذكاء شديد الاتهام الذى وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء!!
ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلى صفوف الجماهير، مناضلًا ومكافحًا من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتى إن خصومه حاكموه فى البرلمان و أصدروا ضده كتابًا أسودًا واتهموه بالفساد لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسومًا جمركية مقررة على بالطو «فُرير» حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فسادًا!
ظل النحاس مقيد الحركة حتى توفى يوم 23 أغسطس 1965 وهو لا يملك سوى معاش لا يكفى تغطية ثمن الدواء.. عاش فقيرًا ومات فقيرًا.. ولكنه بلا شك رحل زعيمًا فماتت الزعامة من بعده.
النحاس، كما قلت لكم هو أيقونة الوفد، ودليل الوفديين للمبادئ التى لا تموت، و زعيمهم الملهم، وقائدهم عند الشدائد، ونحن جميعًا سائرون على دربه.. وسنظل دراويش النحاس.. تجمعنا سيرته.. ونشد عضدنا بمبادئه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور مسجد الإمام الحسين بالقاهرة ميدان التحرير مصطفى النحاس

إقرأ أيضاً:

محافظ الدقهلية:1665 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بميت ابو الحسين مركز أجا

تابع اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، أعمال القافلة الطبية والعلاجية المجانية، والتي أقيمت بقرية ميت ابو الحسين مركز أجا، واستفاد منها بالكشف وتلقي العلاج بالمجان 1665 مواطن، وأكد أنها تأتي بالتنسيق مع وزارة الصحة، ضمن خطة لتسيير القوافل الطبية والعلاجية المجانية، لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف المراكز والمدن والقرى وتخفيفا عنهم.

وأكد محافظ الدقهلية على استمرار القوافل العلاجية المجانية لخدمة المواطنين في كافة مراكز وقرى المحافظة، وخاصة في المناطق البعيدة وتوفير الخدمة الطبية والعلاجية المجانية لهم في أماكن إقامتهم، في إطار خطة القوافل المجانية التابعة لمديرية الصحة، وقوافل العلاج المتكاملة.

من جهته أوضح الدكتور تامر مدكور وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أن القافلة الطبية والعلاجية المجانية استمرت على مدار يوكين، تحت إشراف الدكتور رامز شوقي منسق القوافل العلاجية، واستفاد منها، 1665 مواطنا بالكشف والعلاج، في تخصصات مختلفة، وضمت 10 عيادات، شملت، 230 باطنة، 103 أطفال، 72 جراحة، 80 أسنان، 173 أمراض جلدية، 171 رمد، 56 نساء وتنظيم أسرة، 163 عظام، 104 أنف وأذن.

كما قامت القافلة بإجراء، 76 أشعة عادية وموجات صوتية، والكشف المبكر عن الضغط والسكر 184، ومعمل الدم والطفيليات 253، واحالة 13 حالة للمستشفيات، وحالتين للعلاج على نفقة الدولة، إلى جانب عقد 51 ندوات تثقيفية، استفاد منها 720 مترددا على القافلة.

قافلة طبية 1000101667 1000101670 1000101673 1000101643 1000101650 1000101652 1000101648 1000101642 1000101672 1000101669 1000101674 1000101666 1000101668 1000101663 1000101664

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية:1665 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية بميت ابو الحسين مركز أجا
  • محافظ الدقهلية: 1665 مواطنا استفادوا من القافلة الطبية المجانية بـ ميت أبو الحسين
  • شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تسخر من واشنطن: لن نتخلى عن النووي!
  • كشف أقدم شكوى بشرية في العراق.. زبون يقع ضحية نصب
  • هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
  • ريم مصطفى تمارس التنس على طريقة ماريا شاربوفا
  • نائب الرئيس الكيني يكشف الزعيم الفعلي لقوات الدعم السريع
  • الوحدات يفوز بثلاثية على الصريح ويقترب من المتصدر الحسين إربد
  • النحاس يهبط إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر بفضل الحرب التجارية
  • الرسائل السياسية والدبلوماسية من زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة وجولته في حي الحسين السياحي