صالون معرض الكتاب يناقش العلاقات الثقافية بين مصر ولبنان وفلسطين
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
في إطار محور «أيام عربية»، استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة بعنوان ثقافتنا في فلسطين ولبنان، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين، لمناقشة أوجه التفاعل الثقافي بين الدول الثلاث، وأثر المتغيرات السياسية على المشهد الثقافي.
استهل الإعلامي فتحي محمود الندوة بالإشادة بعمق العلاقات الثقافية بين مصر ولبنان، والتي انعكست في مجالات الغناء، السينما، المسرح، الأدب، والصحافة.
وأكد أن مصر لعبت دورًا محوريًا في نشر الأغنية اللبنانية عربيًا، حيث احتضنت فنانين مثل فيروز، وديع الصافي، وصباح، بينما تأثر الفن المصري باللون اللبناني في بعض الأعمال.
كما شهدت السينما والمسرح تبادلًا فنيًا واسعًا بين البلدين، حيث تأثر المسرح المصري بالمدارس اللبنانية، وساهمت الصحافة اللبنانية في نشر الأدب المصري، والعكس.
التغيرات الثقافية في لبنانوقدّم فتحي محمود الكاتب والشاعر اللبناني عباس بيضون، الذي تحدث عن التغيرات الثقافية في لبنان خلال العقود الأخيرة، مشيرًا إلى أن الثقافة اللبنانية كانت دائمًا متأثرة بالظرف السياسي، بدءًا من الحرب الأهلية التي حولت المجتمع اللبناني من ريفي إلى مديني، وصولًا إلى التحولات الحديثة.
وأكد بيضون أن الأدب اللبناني الحديث يعكس المأساة اللبنانية، مستشهدًا بأعمال أدباء مثل إلياس خوري، التي توثق التداعيات الاجتماعية والسياسية للصراعات في لبنان.
ردًا على سؤال حول أدباء المهجر اللبنانيين، أشار بيضون إلى أن الأدب المهجري التقليدي قد انتهى، حيث لم يعد الأدباء اللبنانيون في الخارج يكتبون بالعربية، بل بلغات جديدة مثل الفرنسية والإنجليزية، كما هو الحال مع أمين معلوف.
وأوضح أن هذا التحول يعكس طبيعة التغير الثقافي، حيث لم يعد الأدب المهجري مجرد حنين للوطن، بل أصبح جزءًا من ثقافات جديدة.
تحدث الكاتب والروائي الفلسطيني ناجي الناجي عن دور معرض القاهرة الدولي للكتاب في دعم الثقافة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الأدب الفلسطيني مر بتحولات كبرى، حيث كان قبل عام 1948 أداة للدفاع عن الهوية الوطنية، بينما أصبح بعد النكبة يعكس معاناة الشتات والاحتلال الإسرائيلي.
وشدد الناجي على ضرورة الترويج للأدب الفلسطيني عبر الإبداع، وليس فقط عبر التعاطف، مؤكدًا أن هناك محاولات لطمس الرواية الفلسطينية، ما يستدعي وجود جبهة ثقافية مشتركة بين مصر ولبنان وفلسطين لمواجهتها.
القضية الفلسطينية محور اهتمام المثقفين العربفي ختام الندوة، أكد عباس بيضون أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا محور اهتمام المثقفين العرب، وأن دعم مصر ولبنان لها لم يقتصر على السياسة، بل امتد إلى الثقافة والأدب والفن.
ودعا إلى استمرار هذا الدعم لمواجهة محاولات تزوير التاريخ الفلسطيني، مشددًا على أن الثقافة أداة أساسية للحفاظ على الهوية الفلسطينية والعربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب مصر ولبنان
إقرأ أيضاً:
علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب.. العلاقات المصرية الفرنسية ودعم القضية الفلسطينية
تُظهر زيارة الرئيس الفرنسي لمصر عمق العلاقات المصرية الفرنسية التي تشهد تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، خاصة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لذلك أرى في زيارة رئيس فرنسا تعزيز للعلاقات بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات، وتحمل العديد من الفوائد والمزايا للعلاقات بين البلدين بما في ذلك السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأوضح لكم أن الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014 وقد أظهرت جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومن الزيارات المهمة بين البلدين في 6 أغسطس 2015 شارك رئيس الجمهورية الفرنسية، في حفل تدشين أعمال توسيع قناة السويس.
وأيضا التبادل التجاري بين البلدين يشهد تطورًا، خاصة في مجال تصدير السلع الفرنسية إلى مصر. وجاءت التوافقات الجديدة لتؤكد رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.
ومن المجالات المهمة التعاون العسكري بين مصر وفرنسا يشمل تدريبات مشتركة وتبادلًا للخبرات، وتوقيع اتفاقيات تسليح وتعاون عسكري بين البلدين، ونجد من التعاون المشترك مواجهة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وهناك تعاون أيضا في مجالات مختلفة، بما فيها الطاقة والنقل والتعليم.
وعقد القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفرنسية في القاهرة هي انعكاس حقيقي لواقع الجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومحاولة إنفاذ الشعب الفلسطيني والمساعدات لأهالي قطاع غزة والهدف منها تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتأكيد على أن الجهد المصري لم ولن يتوقف في سبيل إعادة أمن واستقرار المنطقة وفي مقدمة ذلك وقف العدوان الإسرائيلي.
وتحمل زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون إلى معبر رفح اليوم في ظل تواجد ابناء مصر لرفض التهجير، أهمية كبيرة في دعم القضية الفلسطينية ورفضهما التام لما طرح سابقا من تهجير الفلسطينيين، وجاءت لتؤكد حرصهما على تعزيز حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها من الاحتلال الإسرائيلي.