شباب امرأة وشمس الزناتي.. إعادة الأعمال القديمة استثمار النجاح أم أزمة إبداع؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تشهد الساحة الفنية في الآونة الأخيرة موجة من إعادة تقديم الأعمال الفنية الكلاسيكية، سواء من خلال مسلسلات مقتبسة أو أجزاء جديدة لأفلام ناجحة.
في رمضان المقبل، تعود غادة عبد الرازق من خلال مسلسل "شباب امرأة"، وتعيد من خلاله الفيلم الذي تم تقديمه عام 1956، بينما يقدم محمد عادل إمام جزءًا جديدًا من فيلم "شمس الزناتي"، الذي قدمه والده عادل إمام في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.
وقرر الممثل الكوميدي هشام ماجد إعادة تقديم فيلم "البحث عن فضيحة"، وهو أولى بطولات عادل إمام المطلقة عام 1973.
التوجه إلى إعادة الأعمال التي حققت رواجا ونجاحا كبيرا وارتبطت في أذهان الجمهور بأبطالها الأصليين يطرح العديد من التساؤلات: هل الأمر استغلال لهذا النجاح أم محاولة تقديمها برؤية معاصرة تناسب الأجيال الحالية؟ وهل يعكس ذلك أزمة أفكار في صناعة السينما والدراما، أم أنه تكريم لأعمال أيقونية؟
اعتبر الناقد السينمائي رامي عبد الرازق أن الأمر هو "التمسح في الماضي"، بحسب تعبيره، من خلال تقديم أعمال وشخصيات أيقونية، وهو انعكاس لعدم الثقة في تقديم شخصيات أو أعمال جديدة بنفس الدرجة من القوة و الأيقونية، إلى جانب كونه استسهالًا في الدعاية والتسويق المجاني.
إعلانوتحقق هذه الأعمال "تريندا"، وجزءا من التسويق هو بالتأكيد أن يقدم محمد عادل إمام شخصية سبق لوالده تقديمها، أو هشام ماجد يعيد دورًا سبق وقدمه عادل إمام، وغادة عبد الرازق تجسد شخصية لعبتها تحية كاريوكا.
ويضيف عبد الرازق، في تصريحاته لـ"الجزيرة نت"، أن إعادة الأعمال موجودة في العالم، وحتى في أميركا يتم إعادة الأعمال لكن بمعالجة وقراءة مختلفتين، لكن في مصر يميل الصناع إلى تقديم هذه الأعمال بشكل مستفز، أو بعيدًا عن "الطزاجة" والتعب والجهد الكافي.
إلى جانب عدم وجود أسباب حقيقية لإعادة التقديم دون رؤية أو معالجة تقدمها في سياقها في الوقت الحالي، وقراءة للواقع الحالي من خلال حكاية تصلح في كل زمان ومكان. وهذا لا يعيب العمل الأصلي، لكنه يعيب اللحظة التي نقدم فيها هذه الأعمال والبحث في الدفاتر القديمة، واختيار أعمال أيقونية.
وتابع: "أنا ضد الإعادة، إلا إذا كانت ستعيد اكتشاف أعمال لم تأخذ حقها ولم تُقرأ بالشكل الكافي في وقتها، فمن الممكن أن تقدم بشكل مختلف. تراثنا السينمائي مليء بأعمال تستحق، لكن لا يوجد من يفكر ويبحث"، فحتى لو لم تكن المقارنة في صالح العمل، لكنه سيحقق نسب مشاهدة، وهو المطلوب".
وأكمل حديثه بأن فيلم "شباب امرأة" تم تقديمه سينمائيا في البداية، ثم عُمل روائيا، فهو عمل بظروف خاصة جدا، وإعادة تقديمه تحتاج إلى قرار متأنٍ وتحضيرات كبيرة.
أما "البحث عن فضيحة"، فهو مقتبس من عمل أجنبي، وحتى "شمس الزناتي" هو أيضًا مقتبس عن "العظماء السبعة". وفي مسلسل "الكبير أوي"، قدموا محاكاة ومشاهد بارودي عن الفيلم، وحققت نجاحا كبيرا.
وعن تقديم غادة عبد الرازق لـ"شباب امرأة" ومحمد عادل إمام لـ"شمس الزناتي"، يقول: "الحالتان تحديدا استسهال، خاصة أن غادة حققت نجاحها من خلال أعمال كانت أصلية، مثل "مع سبق الإصرار"، و"حكاية حياة"، و"زهرة وأزواجها الخمسة"، حتى وإن تشابهت مع أعمال أجنبية، لكنها لم تكن إعادة إنتاج، وبالتالي كان من الأولى أن تقدم عملا أصيلا بنفس درجة القوة، بدلا من تجسيد دور نجحت تحية كاريوكا من خلاله".
إعلانوالأمر نفسه مع محمد عادل إمام، الذي هو متحقق سينمائيا أكثر من الدراما، لكنه قرر أن يسير على خطى من يتهمونه بتقليد والده، على الرغم من أنه كان من الأفضل أن يقلد تجربة عادل إمام، وهي تجربة تُدرَّس لفنان عمل مع كبار الفنانين في بداياته، ثم انتقل إلى الثنائيات، وبعد حصوله على البطولة غيّر جلده وقدم الأعمال التراجيدية و"الأكشن"، وخلق مساحات قدمت موهبته وخبراته كممثل.
واعتبر الناقد المصري أن مثل هذه التجارب تتسبب في إحباط وإغلاق الباب أمام مبدعين قد تكون لديهم معالجات مهمة وجادة بالفعل لأعمال سبق تقديمها، وبالتالي بعد فشل مثل هذه الأعمال يصبح الأمر حساسًا.
لكن ما يحدث يناسب المشهد الإبداعي الحالي، وهو مشهد ركيك وباهت على كل المستويات، من الأفكار إلى الدعاية والتسويق، فلا يوجد منتج مبدع، أو كُتاب ذوو ثقافة، والواقع لا يسمح بحالة الإبداع.
استعادة نجاحأما الناقدة أمنية عادل، فمن وجهة نظرها، ترى أن الإعادة قد تكون لصالح العمل الأصلي، فهناك جيل جديد لا يعرف هذه الأعمال الكلاسيكية، وحينما يسمع "إفيها" أو يشاهد مشهدًا لا يكون هناك أي تواصل حقيقي، وبالتالي حين تقدم له هذه الأعمال، حتى لو لم تحقق نفس حالة النجاح، فإنها ستعطيه فرصة ليتعرف على النسخ القديمة، ويشاهدها ويعرفها.
وتابعت في حديثها لـ"الجزيرة نت": "اللافت والمهم هنا أن المنتج لن يغامر بأمواله إلا إذا كان هناك مكسب حقيقي. وهنا أعني أنه من المستحيل ألا يكون هناك نسبة نجاح، رغم أن هذه الأعمال مرهونة في ذهن المشاهد بالنسخ الأصلية".
لكن، من وجهة نظرها، تكمن المشكلة في التعامل مع الأعمال القديمة على اعتبار أنها من النصوص المقدسة أثناء تقديمها في المعالجة الجديدة. كما أن صناع النسخ الحديثة في مأزق: إما أن يقدموا عملا يعادل نفس النجاح أو أكبر، وإذا لم يكن على نفس المستوى، ستلصق بهم تهم مثل تشويه العمل القديم، أو أنهم ليسوا بالقدر الكافي من المسؤولية.
إعلانفحين قُدم مسلسل "الزوجة الثانية" عن الفيلم الذي سبق تقديمه في ستينيات القرن الماضي، على الرغم من أن المسلسل لم يكن به مشاكل عملاقة، ظلت هناك مقارنة واستعادة للمشاهد القديمة. والأمر نفسه تكرر حين قرر المخرج حسين كمال إعادة بعض أعماله، مثل "نحن لا نزرع الشوك".
إعادة أي عمل يجب أن تكون لها معطيات ومعالجة مختلفة، وتقديم النص بشكل يناسب الوقت الراهن. وتابعت: "كل الأعمال السابقة مرتبطة بلحظات تاريخية قديمة ولحظات زمنية مختلفة، وأعتقد أن "البحث عن فضيحة"، إذا تم تقديمه مع التفاصيل المعاصرة، ربما يقدم تجربة جيدة، لأن هناك تفاصيل مختلفة بالفعل. لكن علينا أن ننتظر ونشاهد هذه الأفلام أولًا".
وذكرت الناقدة المصرية أن هناك نماذج لأفلام كثيرة استغلت نجاح أفلام قديمة. الفنان فريد شوقي قدم في ثمانينيات القرن الماضي جزءًا ثانيًا من فيلمه "رصيف نمرة خمسة" (1956) بعنوان "وحوش المينا"، وهو استغلال رصيد الحب للفيلم القديم الشهير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إعادة الأعمال هذه الأعمال عبد الرازق شباب امرأة عادل إمام من خلال
إقرأ أيضاً:
طارق النهري في حوار خاص لـ«البوابة نيوز»: أنا أبو البنات في "شباب امرأة".. و"إش إش" سيشهد العديد من المفاجآت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعيش الفنان طارق النهري حالة من النشاط الفني خلال الفترة الحالية، حيث يشارك في أربعة أعمال درامية خلال موسم رمضان 2025، حيث يجسد شخصية فرج الجريتلي في مسلسل "إش إش"، وكمال المراغي في مسلسل "سيد الناس"، والشيخ صالح في مسلسل "المداح 5"، كما يشارك في مسلسل "شباب امرأة" والذي من المقرر عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان الكريم.
وفي حوار خاص لـ"البوابة نيوز"، تحدث الفنان طارق النهري عن كواليس مشاركته في "إش إش" و"المداح 5" و"إش إش" و"شباب امرأة"، والصعوبات التي واجهها خلال تصوير مشاهده، وتعاونه مع محمد سامي ومي عمر للعام الثاني على التوالي، وإلى نص الحوار.
* ما الذي جذبك إلى المشاركة في مسلسل "إش إش"؟
الورق جيد للغاية ومكتوب بشكل رائع وجذاب، كما أن الدور الذي أقدمه في مسلسل "إش إش" مميز، حيث أقدم شخصية المعلم فرج الجريتلي وانجذبت للغاية لتفاصيل الشخصية والصراعات التي تخوضها الشخصية، وأنا أثق في محمد سامي جدًا فهو مخرج مميز ويهتم بكل تفاصيل العمل كي يخرج المسلسل بأفضل صورة ممكنة، وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور، كما أنني أتعاون مع محمد سامي أيضًا في مسلسل "سيد الناس" بطولة عمرو سعد، والذي أظهر من خلاله كضيف شرف بشخصية كمال المراغي.
* ماذا عن استعدادك لشخصية فرج الجريتلي في مسلسل "إش إش"؟
قرأت الورق جيدًا حيث أن الورق مكتوب بشكل رائع، وشخصية فرج الجريتلي شخصية مميزة حيث أنه يدخل في خلافات مع شقيقه رجب ثم يتصالحان مجددا حيث أنهما مختلفان في الطبع وتجمعهما التجارة والعديد من التفاصيل والأسرار، وسوف تشهد الحلقات القادمة من المسلسل العديد من المفاجآت.
* حدثنا عن كواليس تعاونك للعام الثاني على التوالي مع محمد سامي ومي عمر؟
تجمعني بمحمد سامي ومي عمر علاقة صداقة قوية، والكيمياء بيننا رائعة وهو ما يظهر على الشاشة بعد عرض الأعمال الدرامية التي أشارك من خلالها معهما، وكواليس التصوير معهما مميزة ولطيفة وأجواء التصوير معهما كلها حب وطاقة إيجابية وسعدت بالتعاون معهما.
* تشارك في أربعة أعمال درامية في موسم رمضان 2025.. فهل واجهت صعوبات خلال التصوير؟
انتهيت من تصوير مسلسل "إش إش" قبل شهرين، حيث أنه تم تصويره مبكرًا قبل شهر رمضان، كما أنني أظهر كضيف شرف في مسلسل "سيد الناس"، أما بالنسبة لمسلسلي "المداح 5" و"شباب امرأة"، فلازلت أصور مشاهدي في المسلسلين، ومن المقرر أن يستمر التصوير حتى يوم 25 رمضان، والحمد الله لم أواجه أي صعوبات خلال التصوير لأنه كان هناك تنسيق جيد بين فريق إخراج المسلسلين حتى لا تتعارض أوقات تصوير مشاهدي، وأنا أعمل بطاقة وجد من أجل الظهور بأفضل صورة في الأعمال الدرامية التي أشارك بها خلال شهر رمضان الكريم.
* ماذا عن مشاركتك في الجزء الخامس من مسلسل "المداح"، وهل أنت مع فكرة استغلال نجاح المسلسل في تقديم عدة أجزاء؟
مسلسل "المداح" حكاية روحانية رائعة استمتعت بالمشاركه بها، حيث نهزم الشيطان خلال أحداث المسلسل، والمداح مسلسل حقق نجاحا جماهيريا كبيرا وعليه إعلانات كبيرة جدًا، حيث أن أي مسلسل عليه إعلانات كثيرة يكون مسلسلا ناجحا، والجزء الخامس من مسلسل المداح كان مطلوبا بالاسم هذا العام، لذلك كان لابد من تقديم جزء جديد من المسلسل بعد النجاح الكبير الذي حققته الأجزاء السابقة من المسلسل، والجزء الخامس من "المداح" مميز ومختلف عن الأجزاء السابقة.
* ماذا عن مشاركتك في مسلسل "شباب امرأة".. وهل تخوفت من ألا يحقق المسلسل نفس النجاح الذي حققه الفيلم؟
كل ما أستطيع التحدث عنه بالنسبة لمشاركتي في مسلسل "شباب امرأة"، هو أنني أظهر خلال أحداث المسلسل بشخصية أبو البنات، حيث أن المسلسل من المقرر عرضه خلال النصف الثاني من شهر رمضان الكريم، أما عن فكرة تحويل فيلم "شباب امرأة" إلى مسلسل فأنا لا أرى أي مانع من تحويل فيلم سينمائي ناجح إلى عمل درامي، وهناك العديد من التجارب التي شهدت تحويل أعمال سينمائية إلى أعمال درامية وحققت النجاح، والمهم في تحويل الفيلم إلى مسلسل هو أن يتم تنفيذ المسلسل بشكل جيد حتى ينال إعجاب الجمهور ويحقق النجاح، ومسلسل "شباب امراة" مكتوب بطريقة جديدة وبشكل مميز، وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور بعد عرضه.
* هل تفضل المشاركة في الأعمال الدرامية التي يتم عرضها خلال شهر رمضان الكريم أم التي يتم عرضها في "الأوف سيزون"؟
بالنسبة لي أفضل العمل في أي مسلسل يتم عرضه سواء خلال شهر رمضان أو خارج شهر رمضان، لأن ما يهمني هو أن يكون العمل الفني جيدا، وبالطبع ما يميز موسم رمضان هو أن القاعدة العريضة من المشاهدين تتابع الأعمال الدرامية التي يتم عرضها خلال شهر رمضان الكريم، واليوم أصبحت جميع المسلسلات تحظي بفرص مشاهدة، حتى الأعمال الدرامية التي لا يوجد عليها كم كبير من الإعلانات تتم مشاهدتها بشكل حلقات مجمعة، حيث أصبح هناك منصات وطرق عديدة للمشاهدة.
* ما رأيك في انتشار دراما الـ15 حلقة في موسم رمضان 2025؟
دراما الـ 15 حلقة أمر مميز للغاية حيث أن المسلسل المكون من 15 حلقة تكون أحداثه مضغوطة ولا تجد به مط أو تطويل في أحداث المسلسل، وأنا على المستوى الشخصي أحب مسلسلات الـ15 حلقة والتي حقق الكثير منها النجاح خلال الفترة الأخيرة.