المغرب يطلق حملة لتلقيح الأطفال ضد مرض الحصبة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
الرباط – أطلق المغرب أمس الاثنين حملة لتلقيح الأطفال في المدارس ضد مرض الحصبة المعروف محليا باسم "بوحمرون"، وذلك بعد تصاعد حالات الإصابة به في الشهور الأخيرة.
وشرعت المدارس مباشرة بعد العطلة المدرسية في فحص الدفاتر الصحية للأطفال للتأكد من حصولهم على التلقيح، وعممت وزارتا التربية الوطنية والتعليم الأولي والصحة والحماية الاجتماعية مذكرة على مديري أكاديميات التعليم ومديريات الصحة من أجل تنظيم عملية مراقبة واستكمال التلقيح في المدارس.
ووفق المذكرة التي تتوفر الجزيرة نت على نسخة منها، فإن الوزارة قررت استبعاد التلاميذ الذين امتنع آباؤهم عن تلقيحهم عن المدارس في حال ظهور حالات إصابة بها لحمايتهم من المرض مع توفير إمكانية متابعة دراستهم عن بعد.
وقررت وزارة التعليم إغلاق المؤسسات التعليمية التي تشكل بؤرا وبائية تطبيقا للإجراءات الاحترازية، وذلك بتوصيات من المصالح المعنية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الموكول إليها مهمة تقدير درجة خطورة الحالة واستعجالها.
وتأتي هذه التدابير بعد تفشي مرض الحصبة بشكل مقلق خلال الأشهر الأخيرة في عدد من جهات المملكة، وظهر الوباء لأول مرة في جهة سوس ماسة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد رصد عدة حالات في المنطقة نفسها، أبلغ عنها قسم طب الأطفال في المركز الاستشفائي الجامعي بمدينة أكادير، قبل أن ينتشر تدريجيا إلى الأقاليم المجاورة في جهة مراكش آسفي، ثم إلى باقي مناطق المملكة.
إعلانومنذ ذلك التاريخ، تم تسجيل 25 ألف إصابة و120 وفاة بهذا المرض، مما دفع إلى إعلان حالة استنفار في مختلف القطاعات الحكومية المعنية، وخلّف قلقا في صفوف الأسر.
وفعّل المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة 12 مركزا جهويا للطوارئ الصحية المكلفة بالرصد الوبائي، وبعد أن عملت مع الرصد الوبائي للمرض على إطلاق حملات تلقيح استدراكية للأطفال الذين لم يتلقوا الجرعات اللازمة، وسعت في يناير/كانون الثاني الماضي نطاق الحملة لتشمل البالغين.
وأطلقت حملة توعوية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل لاجتماعي لإقناع المواطنين بتلقيح أطفالهم.
من جهة أخرى، عملت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تخصيص خطبة جمعة موحدة لحث الآباء والأمهات على المحافظة على صحة الطفال، وتلقيحهم ضد الأمراض الفتاكة.
أرقام مقلقةشملت الإصابة بمرض الحصبة جميع الفئات العمرية من ضمنها الرضع الذين لم يتجاوزوا شهرهم التاسع، وهو السن الذي يتلقى فيه الطفل الجرعة الأولى من اللقاح.
ووفق بيانات عرضها مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة محمد اليوبي، في ندوة نظمها المرصد الوطني بحقوق الطفل، فإنه تم تسجيل 7633 إصابة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 شهرا و11 سنة، و6429 حالة لدى الأشخاص ما بين 12 و36 سنة، و2028 حالة لدى من تجاوزت أعمارهم 37 سنة، و1893 حالة لدى رضع أقل من 9 أشهر، و1693 لدى من هم بين 9 شهور و17 شهرا.
أما فيما يتعلق بالوفيات، فإن 42 % منها سجلت لدى أطفال تقل أعمارهم عن خمس سنوات، و24 % لدى أشخاص تفوق أعمارهم 37 سنة، و15 % ما بين 18 و36 سنة، و12 % ما بين 5 و11 سنة، و7 % ما بين 12 و17 سنة.
وسجلت أعلى حالات الإصابة في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ثم جهة فاس مكناس، تليها جهة الرباط والقنيطرة، وبدرجة أقل الدار البيضاء-سطات، وبعض الأقاليم في جهة مراكش-آسفي.
يوضح مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن الحصبة مرض فيروسي ينتقل عن طريق الهواء، وتظهر الأعراض الأولى بعد فترة حضانة قد تمتد لأسبوعين، وهي ارتفاع درجة الحرارة والسعال واحمرار العينين، ثم ظهور طفح جلدي لونه أحمر في الوجه والرقبة يمتد إلى باقي أنحاء الجسم لذلك يطلق عليه المغاربة اسم "بوحمرون".
إعلانويؤكد عفيف للجزيرة نت، أن خطورة الحصبة تكمن في أنه مرض معد، إذ يمكن لشخص واحد أن ينقل العدوى لحوالي 15 الى 20 شخصا.
بالنسبة لعفيف فإن التطعيم هو الحل الفعال للوقاية من المرض، ويعطى للأطفال عبر جرعتين الأولى في الشهر التاسع والثانية في الشهر الثامن عشر، وهو لقاح مجاني متوفر في المستوصفات الحكومية مجانا ولدى أطباء القطاع الخاص بخمسين درهما أي حوالي 5 دولارات.
ويشير إلى أن أغلب الوفيات أي 98 % سجلت لدى غير الملقحين، وهو ما يعكس، بحسبه، أهمية اللقاح في الحماية.
قلق ومخاوفبالنسبة لطبيب الأطفال سعيد عفيف، فإن الأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة بخصوص الإصابات بمرض الحصبة تكشف عن حالة وبائية لم يشهدها المغرب منذ عام 1987.
وكانت المملكة قد سجلت بعد هذا التاريخ تراجعا في عدد الإصابات بفضل البرنامج الوطني للتلقيح، وإطلاق حملات تلقيح في المستوصفات والمدارس كان آخرها عام 2013 عندما تم تلقيح 11 مليون شخصا تتراوح أعمارهم ما بين 9 أشهر و18 سنة ما مكن من تحقيق تغطية تلقيحية تجاوزت 95 % وهي النسبة التي يحتاج إليها أي بلد لمنع تفشي الحصبة فيه، ويقول عفيف إن المغرب منذ عام 2013 كان يسجل أقل من عشر إصابات بالمرض سنويا.
ويصف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الدكتور الطيب حمضي الوضع بأنه "غير عادي" و"مقلق" خاصة أن المغرب كان يستعد لاستخلاص شهادة الخلو من داء الحصبة بتنسيق مع منظمة الصحة العالمية وذلك بعدما حصل عليها سابقا فيما يتعلق بمرضي الملاريا وشلل الأطفال.
لماذا؟عزت وزارة الصحة في ملف صحفي حول الحملة الوطنية ضد الحصبة تفشي المرض إلى تراجع الإقبال على التلقيح عقب جائحة كوفيد 19 بسبب انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة حول سلامة وفعالية وأهمية اللقاحات، وكذا التراكم المسجل في أعداد الأشخاص غير الملقحين الناتج عن عدم احترام الجدول الوطني للتلقيح المعتمد من طرف المغرب الذي يغطي مجموعة من الأمراض المعدية والخطيرة، مما أدى الى تفاقم الوضع وزيادة انتشار وتفشي مرض الحصبة.
إعلانمن جهته حذر الدكتور سعيد عفيف من الأخبار الزائفة التي يتم ترويجها عن طبيعة اللقاح مما يضر بالأمن الصحي للبلاد، وقال إن اللقاح ضد الحصبة هو آمن وناجح ومجاني وقد اختبر المغرب نجاعته في العقود الماضية إذ بفضله حقق مناعة جماعية وسجل تراجع الإصابات بالمرض لعقود.
وأكد أن البرنامج الوطني للتمنيع في المغرب متقدم ويحمي من 13 مرضا، وقد كان السبب في تراجع وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات، إذ انتقل من 52 وفاة لدى كل ألف مولود حي عام 2000 الى 17 عام 2022.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وزارة الصحة مرض الحصبة فی جهة ما بین
إقرأ أيضاً:
وزارة الصحة تطلق حملة للوقاية والعلاج من مرض «التراكوما» بـ7 محافظات
أطلقت وزارة الصحة والسكان، حملة للوقاية والعلاج من الإصابة بمرض الرمد الحبيبي «التراكوما»، «Chlamydia trachomatis»، وذلك خلال شهر إبريل الجاري، تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، ضمن الخطة الوطنية لإعلان خلو مصر من هذا المرض بحلول عام 2027.
وأشار الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إلى أن الرمد الحبيبي «التراكوما» يعد أحد الأمراض المعدية، وحملة الوقاية والعلاج من الإصابة به، تعكس التزام الدولة المصرية الراسخ بتحسين صحة المواطنين والارتقاء بالمنظومة الصحية، حيث تكتسب هذه الحملة أهمية خاصة كونها جزءًا من استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة، تنفذها الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في إطار الجهود العالمية المتسارعة للقضاء على أحد أبرز الأسباب المؤدية للعمى.
وأوضح الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة والسكان، أن المرحلة الأولى من التقييم السريع لمعدل انتشار مرض التراكوما على المستوى الوطني بدأت في محافظات «الغربية، والمنوفية، وبني سويف، والوادي الجديد»، وتم اختيار هذه المحافظات الأربع كمرحلة أولى، استنادًا إلى معايير علمية لضمان أن يكون التقييم ممثلًا وشاملًا لمختلف أنماط المعيشة والظروف الصحية السائدة في جميع أنحاء مصر، وذلك من خلال تغطية 15 إدارة صحية متنوعة، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية شملت محافظات «الشرقية، المنيا، وقنا»، وتنتهي أخر الشهر الجاري.
ومن جانبه، قال الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي، إن المستهدف من التقييم هو فحص أكثر من 2550 طفلًا تتراوح أعمارهم ما بين عام إلى 9 أعوام، وهي الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، وذلك من خلال فرق متخصصة؛ للكشف حالات التراكوما النشطة، موضحًا أن الفحوصات تشمل الأشخاص البالغين، لرصد حالات انقلاب الجفن (داء الشعرة)، والذي يعد أحد المضاعفات الخطيرة للعدوى المزمنة بالتراكوما والذي قد يؤدي إلى فقدان البصر إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
وأوضح الدكتور راضي، أن طرق انتقال «التراكوما» تتضمن بشكل أساسي الذباب الذي يلعب دورًا رئيسيًا في نقل الإفرازات الملوثة من عين إلى أخرى، وكذاك استخدام الأدوات الشخصية الخاصة بشخص مصاب الملوثة، مثل المناشف وأدوات التجميل، مما يعزز أهمية الوعي بالنظافة الشخصية والبيئية للوقاية الفعالة من المرض والحد من انتشاره، داعيا إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية والبيئية، بما في ذلك غسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب لمس الوجه، والتخلص السليم من القمامة، والعناية بالجسم، للحماية من التراكوما والأمراض المعدية الأخرى.
وقالت الدكتورة أماني الحبشي، رئيس الإدارة المركزية للأمراض المدارية وناقلات الأمراض، إن التقييم الميداني لمعدل انتشار المرض يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من خطة صحية شاملة ومتعددة الجوانب، تسعى في جوهرها إلى تعزيز الوقاية الفعالة من التراكوما، مع التركيز بشكل خاص على بناء وعي مجتمعي دائم ومستمر، خاصة في القرى والمناطق النائية التي قد تكون أكثر عرضة لانتشار المرض.