أمسية شعرية للشاعر الأردني محمد العامري في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
شهدت قاعة "ديوان الشعر" انطلاق الأمسية الشعرية للشاعر الأردني محمد العامري، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والمقامة بمركز المعارض في التجمع الخامس. أدار الأمسية الكاتب والشاعر والأديب محمد الكفراوي، الذي أثنى على إبداع الشاعر.
وقال الكفراوي إن الشاعر والفنان التشكيلي الأردني محمد العامري هو رئيس جمعية الفنانين التشكيليين الأردنيين، وعضو جمعية نقاد الفن التشكيلي الأردنيين، وجمعية الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، ومدير دائرة الفنون حاليًا، ورئيس تحرير مجلة الفنون.
وأكد الكفراوي أن الشاعر والفنان التشكيلي الأردني محمد العامري استطاع أن يزاوج بين طاقة الشعر وسحر الفن بجميع أنواعه في أعماله الشعرية.
وأشار إلى أن الشاعر محمد العامري انطلق من سحر الطبيعة ووحيها، فاستلهم الماء، والخضرة، والبحر، والشجر في أعماله التشكيلية التي تحتفي بالطاقة اللونية المميزة باعتبارها مصدرًا للمشاعر، كما يقوم بتطويع اللغة بأسلوب خاص ليخلق حالة سردية مختلفة قريبة من التداعي الصوفي والواقعية السحرية.
وأضاف أن تجربته الشعرية مميزة ومتنوعة، حيث كتب في قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، وظهرت مفردات الطبيعة بشكل واضح في مجمل تجربته الشعرية والفنية.
وقدّم محمد الكفراوي لمحة عن أعمال الشاعر محمد العامري، مشيرًا إلى أنه أصدر مجموعته الشعرية الأولى عام 1990 بعنوان "معراج القلق"، ثم كتابه الثاني "خسارات الكائن" عام 1995، الذي حاز على جائزة أفضل ديوان شعر عربي، ثم كتاب "الذاكرة المسننة وبيت الريش" عام 1999، و"قميص الحديقة" عام 2003، و"ممحاة العطر" عام 2017. كما أصدر "شجرة الليف" (سيرة ذاتية) عام 2015، و"عليه العشب" عام 2020 عن دار خطوط للنشر والتوزيع، و"أحلم بالرصيف – يوميات الفيروس" عام 2020، الذي حصل على الجائزة الأولى من دار خطوط للنشر والتوزيع، و"شباك أم علي" (رواية) عام 2020 عن دار الجيدة للنشر والتوزيع، و"تفاحات سوداء" عام 2021، و"دع كل شيء واذهب إلى النهر" (كتاب باللغة الألمانية) منشورات دار الآداب في ميونخ 2004، و"التفكير باليدين" (مجلد حول تجربته في الفنون التشكيلية) عام 2011، و"فن الغرافيك الأردني" (الطبعة الأولى عام 2006، والطبعة الثانية عام 2015).
له مجموعة من البحوث في مجال الفنون التشكيلية، كما أنه كاتب مقال شهري في مجلات متخصصة مثل مجلة دبي الثقافية ومجلة الشارقة الثقافية.
وقال الشاعر محمد العامري إن المعتزل الصحي كان له أثر كبير في التفاعل الإبداعي بين حالته النفسية وطبيعة النصوص التي أنجزها، حيث تتحرك الأشياء ببطء شديد تحت وطأة الزمن السريع وقسوته، وهي تجربة شبيهة باختبار المريد الصوفي للارتقاء إلى مرتبة أعلى، وكان للشعر الدور الأكبر في ملء إناء الحالة بالضوء، ذاك الضوء الذي كان يضيء عتمة الواقع.
وأضاف الشاعر الأردني أن المخزون الجمالي للطبيعة، الذي احتفظ به منذ الطفولة، لا يزال ينبوعًا للإبداع في داخله.
وأكد أنه ابن التراب بعشبه، حيث يتتبع مشمومات أديم الأرض، وقال: "كي أستعيد كينونتي، كتبت إلى شجرة الليف، التي تبث رائحة المكان في الكتابة، ولقد لعبت بالطين، وغسلت يدي بمياه نهر الأردن، وشممت عطر العشب في الفجر، واستنشقت رائحة الليمون في مزارعنا. لم تزل الطبيعة هي الملهم الأكبر في حياتي الإبداعية، سواء في الكتابة أو في الرسم والتلوين".
وشدّد على ضرورة الاهتمام بالغلاف الفني للعمل الأدبي، مبررًا ذلك بأن الغلاف هو العتبة الأولى للكتاب.
وأشار إلى أن التجربة العرفانية العالية تكمن في النظر إلى جوهر الأشياء وحيويتها، حيث تسهم الألوان والأشكال في نقل ما تيسر من الحالة الصوفية في الرؤيا إلى مشهد جديد، فتحدق الروح في أعماق اللوحة، وتكشف عن الحياة وتجلياتها العالية.
وأكد أن الفن هو التوازن بين جميع الإبداعات، وقال: "على الكاتب أن يكون حرًا ومتمردًا".
وتساءل الشاعر محمد العامري: كيف لي أن أكتب الشعر دون أن أقرأ ألوانه؟ وكيف لي أن أستشعر دلالات الجمل التي تنطلق بين السطور كحصان جامح بحيوية لا يمكن اللحاق بها إلا في الحلم، إن أمكن؟
وأضاف: "كنت أذهب إلى المواربة بين بكاءين، وأحاول أن أجد مخرجًا لتحبير هذه اللحظة في لغة الشكل واللون والفراغ والاكتظاظ والمبادلة بين لون وآخر، بين نقطة ونقطة، بين خط متعرج ومستقيم. الشعر يكره الخط المستقيم، وكذلك الرسم، لذلك أطلقوا عليه اسم الخط اليابس". وأشار إلى ضرورة وجود نظرة فلسفية تجاه البصريات الشعبية.
وفي ختام الأمسية، ألقى الشاعر محمد العامري على الحضور قصيدتين بعنوان: "سأريكم روحي على شكل طير" و"لي من منازل أهلي بحور".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الأمسية الشعرية إبداع الشاعر المزيد
إقرأ أيضاً:
محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
قال الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الإمام أبو حنيفة النعمان كان من أبرز الأئمة الذين أسسوا الاجتهاد الفقهي وساهموا في تيسير الفقه الإسلامي بما يتناسب مع واقع الناس وحياتهم اليومية.
وأوضح أبو هاشم، خلال تصريحات له، أن الإمام أبو حنيفة، ولد في الكوفة عام 80 هـ، ونشأ في بيئة علمية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء مثل عامر الشعبي ونافع مولى ابن عمر، حتى أصبح من أبرز فقهاء عصره، معتمدًا على الرأي والحجة في اجتهاداته.
ولفت إلى أن المذاهب الفقهية الأربعة لم تخلق دينًا جديدًا، بل اجتهد أصحابها في فهم النصوص الشرعية، مما يسر على المسلمين تطبيق الشريعة في حياتهم اليومية، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه."
واشار إلى بعض اجتهادات الإمام أبي حنيفة التي أثرت في حياتنا اليوم، مثل جواز الوضوء من الصنبور، وهو ما كان موضع خلاف عند ظهوره، حتى أقره الإمام أبو حنيفة، ومن هنا جاء اسم "الحنفية" المستخدم حتى اليوم.
وأكد أن المحاكم الشرعية في مصر تعتمد على مذهب الإمام أبي حنيفة في قضايا الزواج والطلاق، حيث اشترط أن يكون الشاهد مسلمًا فقط دون الدخول في تفصيلات العدالة التي قد تُعسر الأمر على الناس.
وبين أن الإمام أبو حنيفة توفي عام 150 هـ ودُفن في حي الأعظمية ببغداد، حيث ظل مذهبه من المذاهب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة، داعيًا الله أن يوفق المسلمين لما يحبه ويرضاه.
حفظ الإمام أبي حنيفة، القرآن الكريم في صغره، وحجّ البيت الحرام وهو ابن ستّ عشرة سنة مع أبيه، ويروى أنّ والده ثابت قد عاصر عليًّا بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- فدعا له بالخير ولذريّته كذلك، وقد أخذ العلم عن شيوخ بلغوا أربعة آلاف شيخ، منهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، ومن بقي منهم من تابعي التابعين، وقد أخذ الفقه عن حمّاد بن أبي سلمة.
ومن شيوخه أيضًا عطاء بن أبي رباح والشعبي وعمرو بن دينار ومحمّد الباقر -والد الإمام جعفر الصادق- وابن شهاب الزُّهري، وأخذ عنه العلم خلق كُثُر منهم القاضي أبو يوسف ووكيع -شيخ الإمام الشافعي- وعبد الرزاق بن همام شيخ الإمام أحمد بن حنبل.
محنة الإمام أبي حنيفة
تعرّض الإمام أبو حنيفة النعمان لمحنة في عهد الدولة الأموية وأخرى في عهد دولة بني العباس، وقد عاصر الإمام الدولتين وكانت معظم حياته أيّام الأمويّين، ففي أيّام الأمويين طلب ابن هُبيرة -وكان والي الكوفة وقتها- من الإمام أبي حنيفة أن يتولى قضاء الكوفة، فرفض الإمام أبو حنيفة النعمان ذلك، فجلده ابن هبيرة مائةسوط ورفض الإمام ولم يلِن، فعندما رآه ابن هبيرة كذلك خلّى سبيله، ثمّ لمّا ولِيَ أبو جعفر المنصور خلافة العباسيين طلب من الإمام أبي حنيفة أن يكون قاضي القضاة، وهذا منصب له أوزار كثيرة كما يرى الإمام أبو حنيفة النعمان، فرفض ذلك، فأقسم المنصور أن يكون أبو حنيفة القاضي، وأقسم أبو حنيفة النعمان ألّا يستلم ذلك المنصب، فحبسه المنصور وأذاقه من الويلات في سجنه ما لا يحتمله من هو في ريعان الشباب بل أن يحتمله ابن السبعين عامًا، فتوفّي -رحمه الله- في سجنه، وكان ذلك سنة 150هـ بعد أن قضى حياته عابدًا صائمًا ساجدًا راكعًا وقد حجّ خمسًا وخمسين مرّةً، وكان يختم القرآن في كلّ يوم مرّة، وعندما مات صلّى عليه النّاس ستّ مرّات لشدّة ازدحامهم عليه.