نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان " احتفالية الأزهر باليوم العالمي للأخوة الإنسانية"، شاركت فيها أ.د/ نهلة الصعيدي، رئيس مركز تعليم الطلاب الوافدين، ومستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين،الأنبا إرميا، ‎الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي  أستاذ الصحافة بإعلام الأزهر.

وقالت الدكتورة نهلة الصعيدي، إن العالم بحاجة إلى تعزيز مفاهيم الأخوة والسلام، وبحاجة إلى فهم الآخر لأن ذلك يساعد في حل المشكلات،  وأكدت على أهمية تطبيق مبادئ الأخوة الإنسانية حيث أنها تعد جزءًا أساسيًا من رسالة الإسلام،  نظرًا لأن الدين الإسلامي حثَّ على تعزيز قيم التعاون والمساواة بين البشر جميعًا، وجاء الخطاب القرآني ليؤكد على أن الناس خلقوا ليتعارفوا ويتعاونوا، لا ليتصارعوا، وأضافت أن الإسلام يعتبر التنوع في البشر مصدرًا للغنى الحضاري، ويعزز من مبدأ السلام والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات.

وأشارت الصعيدي إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر مع بابا الفاتيكان تعتبر تطبيقًا عمليًا لتعاليم الدين الإسلامي، وتلخيصًا مهمًا لما جاءت به كل الأديان السماوية حيث جاءت كافية وشافية وشاملة لكل الفئات والأطياف والأديان، حيث أكدت على ضرورة التعايش السلمي واحترام الآخر، واهتمت بالمرأة  وأهمية تكريمها، وجعلت العمل الصالح هو أساس التكريم وليس اللون أو النوع، وبيَّنت الصعيدي أن المبادئ  والقيم التي جاءت بها وثيقة الأخوة  الإنسانية دعت إلى نبذ الكراهية والعنف، والعمل من أجل السلام العالمي، كما  شجعت على التفاهم والاحترام والفهم  المتبادل بين جميع الناس بغض النظر عن معتقداتهم أو ثقافاتهم. وعن دور الأزهر ورسالته، أكدت الصعيدي أنها رسالة عالمية منبثقة من رسالة الإسلام وهدي نبيه الذي دعا للسلام والتسامح، حيث عقد الأزهر الشريف  ملتقى الأخوة الإنسانية وملتقى الطلاب الوافدين للتأكيد على أهمية لغة الحوار وتعزيز قيم فهم الآخر، كما عززت مناهج الأزهر من القيم  الإنسانية الراقية، ولقد خلق الله الناس جميعا من نفس واحدة على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم المختلفة، تربطهم صلة واحدة هي صلة الأخوة والإنسانية.

من جانبه  أوضح الأنبا إرميا، ‎الأسقف العام - رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، أن احترام الآخر يعد من أصول الأديان كافة، حيث يُعتبر الإنسان أكرم مخلوقات الله وله مكانة عظيمة في جميع الأديان، مؤكدًا أن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت لتسليط الضوء على حقوق الإنسان وحمايتها، مشيرًا إلى أن دور علماء الدين لا يقتصر على التفسير الديني فقط، بل يشمل التطبيق الفعلي لهذه المبادئ في حياتنا اليومية، كما أشار إلى جهود الأزهر في تأسيس "بيت العائلة المصرية" الذي يعزز التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر ويعمل على تعزيز روح الأخوة والتسامح بين أفراد المجتمع، مؤكدًا  أن بيت العائلة ليس فقط مؤسسة دينية، بل هو أيضًا منصة للحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات، ويُسهم بشكل كبير في حل القضايا الاجتماعية والدينية بطريقة متوازنة وعادلة، ويمثل نموذجًا حقيقيًا للوحدة الوطنية والحوار بين الأديان.

وأشار الأنبا أرميا إلى أن الأديان السماوية جميعها تدعو إلى التسامح والتعايش المشترك والسلام، موضحًا أن القرآن الكريم جاء بالسلام وخاطب الناس جميعًا باختلاف ثقافاتهم وطالبهم أن يتعارفوا على المودة والمحبة والسلام، مؤكدًا أنه يجب على علماء الدين أن يكونوا قدوة في نشر قيم المحبة والتفاهم بين الناس، كما أنهم على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم يتحملون مسؤولية كبيرة في تعزيز الوحدة بين البشر من خلال الحوار البنَّاء والتعاون في خدمة المجتمع، وأشار إلى أن الأخوة الإنسانية تقتضي احترام التنوع الثقافي والديني، والعمل معًا من أجل نشر السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما يجب أن يسعى إليه كل عالم دين مخلص لرسالته، داعيًا الجميع إلى تعزيز الاحترام المتبادل والعمل سويًا من أجل إرساء دعائم السلام حول العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الأنبا إرميا جناح الأزهر اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الأزهر الشريف المزيد الأخوة الإنسانیة جمیع ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

برلمانيون: اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يعكس ريادة الإمارات في نشر التسامح

أكد برلمانيون إماراتيون أن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي تحتفي به الإمارات في 4 فبراير (شباط) من كل عام، يعكس دور الدولة الريادي في تعزيز قيم التسامح والتعايش عالمياً، مشيرين إلى أن اعتماد هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة في 2020، بمبادرة من الإمارات وشركائها، يجسد التزامها بنشر ثقافة الحوار والسلام، وتقبل الآخر، خاصة بعد توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في أبوظبي قبل 6 سنوات في 2019، والتي مثلت نقطة تحول في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

ولفتت عائشة المري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، عبر 24، إلى أن "الاحتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، مناسبة لتسليط الضوء على الدور الريادي الذي تلعبه الإمارات التي تمكنت من ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والشعوب، وأن تُقدم نموذجاً عالمياً يُحتذى به في تعزيز الأخوة الإنسانية، من خلال سياساتها الداعمة للتنوع الثقافي والديني، ورفضها لكل أشكال العنصرية والكراهية".
وأشارت المري إلى أن "الإمارات أثبتت أن التعددية ليست مجرد واقع اجتماعي، بل قوة دافعة نحو التقدم والازدهار، ويتجلّى ذلك في بيئة تحتضن أكثر من 200 جنسية يعيشون بتناغم وسلام، إضافة إلى مبادراتها العالمية التي تعزز ثقافة الحوار والانفتاح، مثل توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي أصبحت رمزاً عالمياً للتسامح والتعاون المشترك لبناء جسور المحبة والاحترام بين العالم أجمع". رسالة سلام ومحبة وقالت آمنة العديدي عضو المجلس الوطني الاتحادي: "نجحت الإمارات في تحقيق نموذج عالمي متميز في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية، إذ أصبحت مثالًا حياً في نبذ العنصرية والكراهية؛ من خلال مبادراتها الإنسانية الفعّالة والتسامح الديني والثقافي، وقدمت الإمارات رسالة سلام ومحبة للعالم أجمع. هذا النموذج يعكس التزامها الراسخ ببناء مجتمع متسامح ومتنوع يحترم حقوق الإنسان ويسعى إلى تعزيز السلام بين جميع الشعوب والأديان".
وأضافت "من خلال سياساتها الراسخة والمبادرات العالمية، مثل وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعتها مع البابا فرانسيس، أثبتت الإمارات التزامها بتعزيز السلام والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة. هذا النموذج يمثل دعوة للعالم لتحقيق التفاهم والتعاون بين الشعوب، ويؤكد على دور الإمارات الريادي في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي". مبدأ أساسي من جانبها، لفتت حشيمة العفاري عضو المجلس الوطني الاتحادي، إلى أنه "في اليوم العالمي للأخوة الإنسانية كانت الإمارات من أوائل الدول التي أرست مفهوم التسامح كمبدأ أساسي في سياساتها الداخلية والخارجية، إذ أسست وزارة للتسامح والتعايش، تحتضن أكثر من 200 جنسية يعيشون في تناغم وسلام، وأطلقت القانون الاتحادي لمكافحة التمييز والكراهية، الذي يعاقب على أي شكل من أشكال التمييز العنصري أو الديني، ما يعكس التزامها بتعزيز العدالة والمساواة".
وقالت: "في اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، تؤكد الإمارات للعالم أن التسامح والتعايش ليسا مجرد شعارات، بل نهج راسخ يؤمن به المجتمع الإماراتي ويعمل على تعزيزه عالمياً، واليوم، تعد الإمارات نموذجاً رائداً في تحقيق الأخوة الإنسانية تواصل دورها في نشر السلام وتعزيز الحوار بين الثقافات، انطلاقاً من إيمانها بأن العالم أكثر أمناً وازدهاراً عندما يسوده التفاهم والتسامح بين الجميع". يوم عالمي وأضاف يوسف البطران عضو المجلس الوطني الاتحادي السابق: "اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يمثل فرصة ذهبية لتعزيز قيم التسامح والتعايش والوحدة بين الشعوب، وهو ما تسعى إليه الإمارات من خلال مبادراتها الرائدة على المستوى الدولي، كما أن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019 كان حدثاً تاريخياً أعطى زخماً قوياً للحوار بين الأديان والثقافات، وجعل من يوم الرابع من فبراير (شباط) يوماً عالمياً لتكريس هذه القيم الإنسانية السامية، نحن فخورون بالدور الذي تلعبه الإمارات في نشر السلام وتعزيز التعاون الإنساني، وهو ما يجعلها نموذجاً يُحتذى به على مستوى العالم".

مقالات مشابهة

  • نهلة الصعيدي: الأخوة الإنسانية جزء أساسي من رسالة الإسلام وتعزز التعايش السلمي بين الأديان
  • اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي تحتفل بعيد الأخوّة الإنسانية
  • الأخوة الإنسانية جزء أساسي من رسالة الإسلام وتعزز التعايش السلمي بين الأديان
  • نهيان بن مبارك يفتتح النسخة الـ2 من “مجلس الأخوة الإنسانية” ببيت العائلة الإبراهيمية
  • القس بيشوى: وثيقة الأخوة الإنسانية هدية من الإمارات للبشرية
  • برلمانيون: اليوم العالمي للأخوة الإنسانية يعكس ريادة الإمارات في نشر التسامح
  • خبير اقتصادي: “عام المجتمع” يعزز التلاحم والوحدة الوطنية
  • الإمارات.. جهود تاريخية في تعزيز قيم الأخوة الإنسانية
  • برلماني: الحوار الوطني منصة مهمة لمناقشة القضايا الاقتصادية الحيوية