ناصر بن سلطان العموري
هي مناشدة جدا عاطفية قد قالها صديقي وخطتها يداه بعد مشاهدته لمقطع فيديو مؤثر مُتداوَل عبر مواقع التواصل، قال لي بالحرف الواحد أريدها أن تُنشر وأن تصل لأكبر شريحة من الناس، ولذا أضع المناشدة بين أيديكم، كما وصلتني بكل أمانة ومصداقية.
"ربما لكل منا نظرته وقراءته لأي موقف من مواقف الحياة لكن غالبًا أصحاب المكان وأهل الموقف هم أكثر وعيًا وتفسيرًا وتفكيكًا لحقيقة أي موقف يحدث معهم؛ ففي مقطع فيديو جميل لمؤثر سعودي تعامل مع المنظر بكل دماثة خلق وحسن نية؛ حيث التقط فيديو لطفل عُماني يبيع حلوة شعر البنات في محطة بنزين، اعتقد المؤثر بحسن نية بأن الطفل ربما يبيع استغلالًا لوقته وقتلًا لفراغه.
وربما يكون اعتقاده قد يبدو منطقيًا وصحيحًا إلى حدٍ ما، ولكن التفسير الأشد صحة والأشد حقيقة هو أن الطفل لن يقف في محطة بنزين ليبيع حلوى شعر البنات كما اعتقد المؤثر السعودي؛ بل هي الظروف القاهرة التي دفعته دفعًا إلى حمل بضاعته والوقوف بها في محطة بنزين مكتظة بالغرباء والوافدين وأبناء الوطن؛ فاستغلال وقت فراغه لا يمكن أن يكون سببًا مباشرًا لوقوفه الطويل في طقس بارد النسمات وانتظار إشارة إصبع أو إيماءة رأس من صاحب سيارة ليطلب منه قطعة حلوى رخيصة الثمن.
والظاهر أن المؤثر السعودي لم يركز على إجابة الطفل حين سأله لماذا تبيع هنا، فأجاب الطفل بكل براءة الأطفال الذين لا يعرفون تجميل الكلمات ولا تلميع العبارات وبكلمة واحدة أحزنت القلوب وأدمعت الأعين كلمة جامعة شاملة "الظروف".
نعم الظروف هي التي دفعته إلى قتل وقته وخنق طفولته والوقوف لساعات في محطة البنزين في وقت أقارنه يلعبون ويلهون.. طفلٌ في عمر الزهور تلتقطه العيون الرحيمة.. وتعطف عليه القلوب العاطفة.. إنها معاناة الناس ووجعهم وحاجاتهم وعوزهم هي التي أجبرتهم على دفع أطفالهم للوقوف على أرصفة الشوارع.. والتسمُّر عند محطات البنزين لعدة ساعات بحثًا عن 5 أو 6 ريالات، إنها ظروفهم المعيشية الخانقة". (انتهت المناشدة).
في اعتقادي أن ازدياد ظاهرة بائعي الطرق من جميع الأعمار والأجناس، جاء نتيجة إرهاصات مُتعدِّدة يُعاني منها المجتمع العُماني، ومنها ازدياد قوائم المُسرَّحين والباحثين عن عمل يومًا بعد يوم، إضافة إلى ما تعانيه فئة المتقاعدين من حاجةٍ، فهُم بالكاد رواتبهم تكفيهم.
وهنا على الحكومة التدخل؛ فهناك عمل كبير يجب أن تقوم به لإيجاد حلول جذرية وناجعة لتلكم القضايا الوطنية الحساسة، خشية أن تُفرِز ظواهر سلبية فيما بعد، مجتمعنا في غنى عنها.
ما يحدث لا يُعقل، فنحن في سلطنة عُمان دولة العطاء والخير الوفير!!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
استشاري تربوي: حب الطفل للدراسة سلوك يبدأ من المنزل (فيديو)
قالت الدكتورة ولاء شبانة، استشاري علم النفس التربوي، إن تهيئة الطفل لاستقبال الفصل الدراسي الثاني بشغف وسعادة تأتي من خلال المنزل ومدى الاهتمام به وتهيئته لأداء مهامه الدراسية.
وأضافت «شبانة»، خلال لقاء مع الإعلاميتين لمياء حمدين ويارا مجدي، ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن هناك استعدادات نفسية ومعنوية ويجب على الأب والأم دائمًا وضع حوافز أمام الأبناء وتشجيعهم على الدراسة والتعلم، مشيرة إلى أن بعض الأهالي تختلف في زرع الطموح داخل الأبناء بطرق مختلفة عن طريق إشعار الأبن أو الأبنة بالفشل في حالة عدم النجاح وعدم رضاهم عنهم.
استقبال الطفل وحبه للدراسةوتابعت: « يجب أن تكون كل الأجواء بجانب الطفل سواء من الأسرة أو المدرسة تساعد على تربيته تربية سوية، وفكرة استقبال الطفل وحبه للدراسة تأتي من المنزل»، لافتة إلى أن هناك بعض الأهالي تصور للأطفال أن هناك حرب مع المدرسة من خلال الاعتراض على المواد الدراسية، وأن أبنائهم لا يخطئون وهذا غير صحيح.
وبدأت اليوم السبت الدراسة في الفصل الدراسي الثاني بالفيوم، فى 63 مدرسة تعليم عام (ابتدائي - إعدادي - ثانوي - رسمى لغات)، و 10 مدارس للتعليم الفني (3 مدارس تعليم تجاري - 6 مدارس صناعي - مدرسة تعليم زراعي )بحضور قوي وانضباط ملحوظ في مدارس الفيوم، حيث تم تسليم الكتب الدراسية للطلاب في اليوم الأول من بداية الفصل الدراسي الثاني، وذلك تحت رعاية محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور الوزير أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، وإشراف ومتابعة الدكتور خالد خلف قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، و رشا عبدالرحمن يوسف وكيل المديرية.
تسليم الكتب الدراسيةشهدت المدارس انضباطًا من حيث الحضور والاهتمام بتوزيع المناهج والأنشطة، والكتب الدراسية ، مما يعكس الجهود الكبيرة المبذولة من مديرية التربية والتعليم لتوفير بيئة تعليمية متميزة للطلاب.
شهد اليوم الأول من الفصل الدراسي الثاني في مدارس الفيوم حضورًا مميزًا من الطلاب، حيث بدأ اليوم بتحية العلم وسط أجواء من الانضباط والالتزام، كانت لحظة تحية العلم بمثابة تعبير عن احترام الطلاب للوطن واعتزازهم بالعلم، مما يعكس روح الانتماء والوطنية.
كما تم التأكيد على أهمية الحضور المنتظم والمشاركة الفعالة في الأنشطة الدراسية من بداية الفصل الدراسي الثاني لتحقيق أفضل نتائج تعليمية.
وبمناسبة بداية الفصل الدراسي الثاني لعام 2025، قدم الدكتور خالد قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، بالتهاني لجميع الطلاب بمختلف مراحلهم الدراسية.
وأعرب عن تمنياته للطلاب بموسم دراسي متميز مليء بالنجاح والتفوق، مشيرًا إلى أهمية الالتزام بالحضور والمشاركة الفعالة في جميع الأنشطة التعليمية، مؤكداً أن بداية الفصل الدراسي الجديد هي فرصة لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم الأكاديمية.
كما دعا الطلاب إلى الجد والاجتهاد والالتزام والانضباط بالفصول الدراسية لهم خلال الفصل الدراسي الثاني، لتحقيق التميز والنجاح والتفوق في المجالات الدراسية.