العلاقات المصرية الغانية.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك تزامنًا مع اتصال الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بنظيره الغاني، الرئيس جون دراماني ماهاما، لتهنئته بفوزه في الانتخابات الرئاسية وتوليه المنصب للمرة الثانية.

وأعرب السيسي عن حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع غانا في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتوسيع نشاط الشركات المصرية في غانا.

من جانبه، أعرب الرئيس ماهاما عن تقديره لمصر وأكد رغبة بلاده في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، التعليم، والأمن، بالإضافة إلى التنسيق في القضايا الإفريقية المشتركة،كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين الدول الإفريقية لتعزيز الاستقرار والتنمية في القارة.

 

تاريخ العلاقات المصرية الغانية

تعتبر العلاقات المصرية الغانية من أقدم وأعمق العلاقات الثنائية في القارة الإفريقية، وقد مرت هذه العلاقات بعدد من المراحل التي تعكس التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين، الذي يرتكز على التاريخ المشترك والرؤى المشتركة لإفريقيا.

تعود جذور العلاقة بين مصر وغانا إلى العصور القديمة، حيث شهدت بعض الدراسات التاريخية وجود تواصل بين الحضارات المصرية القديمة وحضارة شعوب الآكان، التي تشمل الشعب الغاني، وكان هناك تشابه ثقافي وديني بين مصر الفرعونية وشعوب غرب إفريقيا، وهو ما ألقى بظلاله على العلاقات الحالية بين البلدين.

مرحلة ما قبل الاستقلال: التعاون الثقافي والديني

قبل استقلال غانا، كانت العلاقات المصرية الغانية تتمحور حول التعاون الثقافي والديني، حيث أثرت الحضارة المصرية على العديد من الثقافات الإفريقية، بما في ذلك ثقافة شعوب غانا. ووجد الباحثون أوجه شبه في النقوش الدينية في غرب إفريقيا وفي بعض الطقوس الجنائزية والتصورات الروحية بين المصريين القدماء وشعوب غرب إفريقيا.

مرحلة الاستقلال: تدعيم العلاقات السياسية

في الخمسينيات من القرن الماضي، شهدت العلاقات بين مصر وغانا تحولات كبيرة، إذ كان للزعيم المصري جمال عبد الناصر دور مهم في دعم استقلال الدول الإفريقية.

وقد أقام الزعيم الغاني كوامي نكروما علاقات وثيقة مع مصر خلال تلك الفترة، حيث كانت غانا من أوائل الدول الإفريقية التي نالت استقلالها في عام 1957.

 في هذه الفترة، كانت مصر تعتبر من أهم حلفاء غانا في النضال ضد الاستعمار، وساهمت مصر بشكل فعال في دعم غانا في مواجهة الاستعمار البريطاني وتقديم الدعم الفني والتعليم في مختلف المجالات.

وقد برزت الصداقة بين نكروما وعبد الناصر، حيث تبادل الزعيمان الزيارات وعملا معًا على تعزيز التعاون بين مصر وغانا في شتى المجالات. كما قدمت مصر الكثير من الدعم الفني لغانا، خاصة في مجالات التعليم والتدريب الفني، وكان هذا التعاون محورًا أساسيًا في بناء قدرات غانا الحديثة بعد الاستقلال.

مرحلة السبعينيات والثمانينيات: استمرار التعاون

استمرت العلاقات بين مصر وغانا قوية في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، رغم التغيرات السياسية والاقتصادية في المنطقة، واصل البلدان تعزيز التعاون في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية، وفي هذه الفترة، كان من المهم ملاحظة التبادل المستمر في القيم الأفريقية المشتركة والدعوة للوحدة الإفريقية عبر محافل مثل منظمة الوحدة الإفريقية.

مرحلة التسعينيات والألفية الجديدة: تعزيز التعاون الاقتصادي

منذ التسعينيات، شهدت العلاقات المصرية الغانية تطورًا ملحوظًا على المستوى الاقتصادي، حيث أصبحت مصر وغانا تعملان على تعزيز التجارة والاستثمارات بين البلدين.

نظمت مصر العديد من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، كما كانت غانا واحدة من الدول التي استفادت من المبادرات المصرية في مجال التعاون الفني وبناء القدرات من خلال "الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية".

العلاقات الحديثة: تعاون مستمر وتطلعات للمستقبل

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين مصر وغانا نموًا ملحوظًا، حيث تم عقد العديد من الاجتماعات بين كبار المسؤولين في البلدين، تم توجيه اهتمام خاص لتوسيع التعاون التجاري والاستثماري، وخاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم.

وقد لعبت الشركات المصرية دورًا مهمًا في تطوير قطاع البنية التحتية في غانا، حيث ساهمت في مشاريع الطرق والموانئ والطاقة.

كما أن مصر وغانا ملتزمتان بالعمل المشترك من أجل تعزيز السلام والأمن في القارة الإفريقية، ويعملان على حل الأزمات الإقليمية عبر الحوار والتعاون، بما يخدم مصالح شعوب القارة.

العلاقات الثنائية في محافل إقليمية ودولية

على الصعيد الإقليمي والدولي، تتعاون مصر وغانا في العديد من المنظمات الإفريقية والدولية مثل الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمن والتعاون الإفريقي، كما تجمع بين البلدين علاقات قوية في إطار مجموعة الـ77 وحركة عدم الانحياز.

وتحرص مصر وغانا على تعزيز هذه التعاونات من خلال تبادل الرؤى حول القضايا الإفريقية المشتركة مثل مكافحة الإرهاب، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الاستقرار السياسي في القارة.


في النهاية تستند العلاقات المصرية الغانية إلى أسس تاريخية وثقافية عميقة، ويعكس التعاون الثنائي بين البلدين رغبة قوية في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.

تعد مصر وغانا نموذجًا للتعاون الإفريقي الفعال، مما يعزز من مكانة القارة على الساحة الدولية ويدعم تطلعات الشعوب الإفريقية نحو التنمية والازدهار.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر غانا السيسي جون دراماني ماهاما

إقرأ أيضاً:

اتحاد الغرف أطلق “تواصل”.. تعزيز التجارة والاستثمار بين دول التعاون

البلاد – الخبر
أطلق اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي ، مبادرة “تواصل” بهدف تعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، والإسهام في تعريف القطاع الخاص بالفرص الاستثمارية المتاحة، وتمكينه من الاستفادة من الحوافز الحكومية، إضافة إلى مناقشة مشاريع التكامل الاقتصادي ومعالجة التحديات التي تعيق نمو التجارة والاستثمار بين دول المجلس.
وأوضح أمين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي صالح بن حمد الشرقي، أن المبادرة تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات البينية، ورصد التحديات التي يواجهها القطاع الخاص، وتعزيز الاستفادة من المبادرات والحوافز الحكومية، وخلق مبادرات جديدة داعمة لبيئة الأعمال الخليجية، بما يعزز التكامل الاقتصادي بين دول المجلس.
وبين أن المبادرة سيتم تنفيذها بالتعاون مع الاتحادات والغرف الأعضاء من خلال تنظيم فعاليات وورش عمل وندوات؛ لمناقشة الفرص الاستثمارية، وتبادل الخبرات بين القطاع الخاص والجهات المعنية، وتنظيم ندوة اقتصادية تجمع المسؤولين الخليجيين والمستثمرين في لقاءات مباشرة؛ لاستعراض التحديات وطرح الحلول والمقترحات التي تسهم في تعزيز الاستثمارات الخليجية.
وأفاد الشرقي أن المبادرة تأتي استجابة لجملة من التحديات التي يواجهها القطاع الخاص في الخليج، وتتضمن ضعف المعرفة بالفرص الاستثمارية المتاحة، وغياب منصة موحدة تربط القطاع الخاص بالجهات الحكومية، وعدم تخصيص حلول عملية لكل قطاع اقتصادي على حدة.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الغرف أطلق “تواصل”.. تعزيز التجارة والاستثمار بين دول التعاون
  • محافظ مطروح يبعث برقية تهنئة للرئيس السيسي بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان
  • يوم الشهيد| مصر لا تنسى أبناءها.. 9 مارس.. يوم حاسم في تاريخ العسكرية المصرية.. “البوابة نيوز”.. ترصد بطولات شهداء القوات المسلحة
  • 30 ألف مُشجّع.. حضور الجماهير في مباريات الأندية المصرية بالبطولات الإفريقية
  • عبد العاطي يؤكد حرص مصر على تعزيز أطر التعاون المشتركة مع بنين
  • عبد العاطي يبحث مع نظيره التركي آخر المستجدات بقطاع غزة
  • بعد 13 عاما.. سوريا تستعيد عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي
  • تعاون مثمر.. كيف تعزز الكويت ومصر العلاقات الاقتصادية والتنمية المستدامة
  • العلاقات بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية تتسم بمراحل هامة.. تعرف عليها
  • الإيسيسكو والبنك الإسلامي للتنمية يبحثان تعزيز التعاون الثنائي