هجمات عسكرية على المدنيين وخطط ترامب.. آخر تطورات الأوضاع في السودان
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تتواصل الأوضاع الأمنية المتوترة في السودان، حيث شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الهجمات العسكرية على المناطق المدنية، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين.
في الوقت نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط جديدة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، تتضمن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى السودان، وهو ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية.
في هذا التقرير، نستعرض آخر التطورات في السودان، بدءًا من الهجمات التي استهدفت المدنيين في كادقلي وأم درمان، وصولًا إلى التصريحات المثيرة من الإدارة الأمريكية حول الهجرة.
الحكومة السودانية تدين الهجوم على كادقلي
أدانت الحكومة السودانية الهجوم الذي شنته قوات "الحركة الشعبية – جناح الحلو" على مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، والذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال. ووصفت الحكومة الهجوم بأنه "جريمة بشعة"، مؤكدة أن الهجوم استهدف بشكل مباشر المدنيين، بما في ذلك سوق المدينة، مراكز الإيواء المؤقتة في المدارس، وبعض المناطق السكنية.
وفي تصريح رسمي، قال وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، الأستاذ خالد علي الإعيسر، إن الهجوم يعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الإنسانية والدولية، التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
كما أضاف أن هذا الهجوم يأتي في وقت يعاني فيه سكان المدينة من تهديدات متواصلة من قوات الحركة الشعبية، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
دعا الإعيسر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه هذا "الاعتداء اللاإنساني"، مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم وفقًا لأحكام القانون الدولي.
ولفت إلى أن الهجوم سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، التي تعاني من الحصار وقطع الطرق، مما يسبب نقصًا حادًا في السلع الغذائية والدوائية.
قصف مستشفى النو بأم درمان
في تطور آخر، أفاد مراسل "وادي النيل" في كرري بسقوط عدد من الضحايا والمصابين جراء قصف استهدف محيط مستشفى النو في مدينة أم درمان، وتسبب القصف في وقوع إصابات بين المدنيين، مما أثار حالة من الهلع والذعر بين المرضى والمرافقين في المستشفى.
لم تُذكر تفاصيل دقيقة حول عدد الضحايا أو طبيعة الإصابات، لكن الوضع في المنطقة لا يزال متوترًا، مع تصاعد المخاوف من تكرار الهجمات العشوائية على المناطق السكنية والمرافق الحيوية. وتعد هذه الهجمات جزءًا من سلسلة من الهجمات التي تستهدف المدنيين والمرافق المدنية في مختلف أنحاء السودان.
قصف منطقة الكدرو شمال بحريفي تطور آخر، أفادت مصادر ميدانية أن قوات الدعم السريع شنت قصفًا على منطقة الكدرو شمال بحري، دون الإعلان عن تفاصيل دقيقة بشأن الخسائر الناجمة عن الهجوم. تأتي هذه الهجمات في وقت يشهد فيه الوضع الأمني في السودان توترًا متزايدًا، وسط مخاوف من امتداد الهجمات إلى مناطق أخرى في البلاد.
قرارات ترامب تجاه السودانمن جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطط جديدة لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والتي تتضمن ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى السودان.
وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إن هذه الخطوة جزء من جهوده المستمرة للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب أنه يسعى للحصول على تفويض قانوني يسمح بترحيل المجرمين الذين يقضون عقوباتهم في السجون الأمريكية إلى دول أخرى، بما في ذلك السودان، حيث يمكنهم إكمال فترة محكوميتهم هناك.
واعتبر ترامب هذه السياسة بمثابة "فرصة" للمهاجرين غير الشرعيين لتجربة الحياة في دول أخرى، قائلًا: "فلينقلوا من بلدنا ولندعهم يعيشون هناك لفترة من الوقت، دعونا نرى كيف سيعجبهم الأمر".
وتعكس هذه التصريحات التوجهات الصارمة للإدارة الأمريكية تجاه قضايا الهجرة، مما يثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة، خصوصًا في ما يتعلق بالتعامل مع الدول المستقبلة للمهاجرين.
في النهاية يظل الوضع في السودان يشهد تصاعدًا في التصعيد العسكري والهجمات على المدنيين، بينما تتزامن هذه الأحداث مع التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة غير الشرعية.
في الوقت نفسه، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم في مناطق مثل كادقلي وأم درمان نتيجة استمرار القصف والهجمات، ما يجعل الحاجة للمساعدات الإنسانية والحلول الدبلوماسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أخر تطورات الأوضاع في السودان السودان ترامب ترامب و السودان الجيش السوداني الدعم السريع
إقرأ أيضاً:
100 يوم لـ ترامب.. سياسات شعبوية تصطدم بمواجهة مقاومة مجتمعية
شهدت الـ 100 يوم الأولى من حكم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للولايات المتحدة، فرض سياسات جديدة تهدف إلى إعادة تشكيل المشهد المحلي، إذ نفذت الإدارة الأمريكية سلسلة من السياسات الحازمة في مختلف المجالات.
ولاقت السياسة الجديدة الذي ينتهجها الرئيس الأمريكي مقاومة مجتمعية واسعة وتحديات قانونية كبيرة، لكونها تهدف لإعادة تشكيل المشهد المحلي بصورة مقاربة من تفضيلات الكتلة الشعبية الداعمة له، إذ شملت مجالات مختلفة مثل: «الهجرة، التعليم، الاقتصاد، القضايا الاجتماعية، واللوائح البيئية».
وخاض ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، ضد كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، ونائبة الرئيس السابق جو بايدن، مستندًا على زعامة تيار شعبوي يميني يدعى «ماجا»، شعاره «لنجعل أمريكا عظيمة من جديد»، حيث وحد هذا التيار أفكار وفئات مختلفة في توجهاتها وأهدافها، ومتناقضة في خلفياتها الاقتصادية والتعليمية.
وأصبح دونالد ترامب، رئيسًا لمجوعتين أساسيتين متناقضين وهما:
الشعبويون الغاضبون: وهم الذين يهدفون إلى التضييق على المهاجرين ومحاربة مظاهر العولمة خاصة ما يتعلق بتسهيل التجارة العالمية، ويندرجون تحت الفئات من الطبقات الدنيا والوسطى من العمال وسكان الريف.
قادة قطاع التكنولوجيا: تسعى هذه الفئة إلى الضغط من أجل إلغاء القيود الحكومية، وتسهيل النشر السريع للتقنيات المتطورة التي من المحتمل أن تحل محل العديد من العمال.
وعن ملف الهجرة والمهاجرين قام الرئيس الأمريكي خلال الـ 100 يوم من حكمه، بإغلاق الحدود الجنوبية أمام المهاجرين الذين يطلبون اللجوء، حيث انخفضت نسب العابرين غير النظاميين إلى أدنى مستوياتها منذ 60 عاما.
كما طبق سياسات جديدة تتجاهل طلبات اللجوء، مما يعني عمليا إمكانية ترحيل المهاجرين غير النظاميين على متن رحلات إبعاد خاصة بعد تجاهل إدارة ترامب أوامر القضاء في العديد من الحالات.
وفي الداخل الأمريكي، يسود رؤيتان، الأولى ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية، دولة بيضاء مسيحية الهوية، والثانية ترى أن أمريكا بوصفها دولة متنوعة يجتمع فيها الجميع.
ويعكس تفاقم قضية الهجرة وتبعاتها معضلة تغييرات متناقضة شديدة، خاصة مع استمرار الانخفاض في أعداد ونسب البيض والمسيحيين البروتستانت بين سكان الولايات المتحدة.
وفي وقت تفردت فيه الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة بقبول ملايين المهاجرين النظاميين من مختلف أركان العالم، كما تسامحت مع وصول ملايين المهاجرين غير النظاميين لأراضيها، وصل عددهم إلى نحو 18 مليون شخص بنهاية العام الماضي، يتفاخر ترامب وإدارته باتباع سياسة شرسة فيما يتعلق بملف الهجرة والمهاجرين، ويتبنى سردية التيار الشعبي اليميني الأميركي، التي ترى أن هوية أميركا ترتكز على البيض البروتستانت.
شهدت الانتخابات الأمريكية، دعمًا غير مسبوق من الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، لترامب للفوز ضد مرشحة الحزب الديمقراطي، حيث يجمع الطرفين علاقة كبيرة تشكلها مصالح مالية ودعوات لإطلاق العنان لحرية التعبير للتيار اليميني، والرغبة في مراجعة الهيمنة الليبرالية على الثقافة الأمريكية.
وفور استحواذ ماسك على منصة إكس، توسع دوره السياسي بشكل كبير، وكثيرا ما انتقد تجاوز الحكومة، واتفقت مواقفه بشكل متزايد مع وجهات النظر المحافظة والتحررية، مما أثار الثناء من الشخصيات اليمينية القريبة من ترامب، وبعد دخول البيت الأبيض، تعهد ترامب إلى ماسك بمهمة إعادة هيكلة الجهات الحكومية لجعل الجهاز البيروقراطي أصغر عددا وأقل تمويلا وأكثر كفاءة.
وقامت وزارة الكفاءة الحكومية، التي ترأسها ماسك، خلال الـ 100 يوم الماضية، على تحقيق تخفيضات هائلة في الإنفاق الفدرالي عن طريق تقليل القوى العاملة الفدرالية، وتم التخلص من نحو 75 ألف موظف فدرالي ممن اختاروا التقاعد المبكر، وتسريح عشرات الآلاف من الموظفين الفدراليين، رغم إعادة العديد منهم مؤقتا على الأقل بأوامر من المحاكم المعنية.
ولم تبتعد جهود ماسك عن اتخاذ إدارة الرئيس ترامب خطوات مهمة لإعادة تشكيل السياسات التعليمية وتقييد بعضها، وتوقيع أوامر تنفيذية لتكثيف الرقابة الحكومية على الجامعات مع وقف التمويل الفدرالي للعديد منها خاصة تلك الي شهدت حركة احتجاجية ضخمة ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
استطلاع رأي عن شعبية ترامبوكشف استطلاع حديث أجرته شبكة ABC News وصحيفة واشنطن بوست عن تراجع شعبيته بشكل لافت، حيث سجل أدنى نسبة تأييد لأي رئيس أمريكي خلال هذه الفترة منذ 80 عاماً.
وأوضح الاستطلاع، أن هناك معارضة شعبية واسعة لسياسات ترامب، إلى جانب حالة من الاستياء الاقتصادي ومخاوف متزايدة من ركود اقتصادي محتمل.
ورغم هذا التراجع، أظهر الاستطلاع تفوق ترامب على الديمقراطيين في الكونجرس من حيث ثقة المواطنين بقدرته على التعامل مع المشكلات الكبرى للبلاد.
وبينت النتائج أن 39% فقط من المستطلعين يؤيدون أداء ترامب، بانخفاض 6 نقاط عن استطلاع فبراير الماضي، بينما أبدى 55% رفضهم له.
ويُشار إلى أن الرقم الأدنى السابق لتأييد رئيس أمريكي في أول 100 يوم كان أيضًا لترامب عام 2017 بنسبة 42%.
وذكرت ABC News أن أخطر ما يواجه ترامب حاليًا، بالنظر إلى وعوده بتحقيق نهضة اقتصادية، هو تشاؤم الأمريكيين تجاه الاقتصاد، إذ يرى 72% أن سياساته قد تؤدي إلى ركود اقتصادي قريبًا.
اقرأ أيضاًإدارة ترامب تخفف من تأثير الرسوم الجمركية على السيارات لحماية الصناعة المحلية
بيسكوف: الكثير من النقاط التي يتبناها ترامب للتسوية في أوكرانيا تتسق مع موقف روسيا
أدنى نسبة لرئيس خلال 80 عاما.. استطلاع يكشف عن تراجع لافت في شعبية ترامب