جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-12@10:30:45 GMT

توطين زراعة الكركم والزنجبيل في ظفار

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

توطين زراعة الكركم والزنجبيل في ظفار

 

 

 

عادل بن رمضان مستهيل

adel.ramadan@outlook.com

في ظل التحديات العالمية المتزايدة، من تقلبات المناخ إلى اضطرابات سلاسل التوريد، تبرز الزراعة المحلية كحجر أساس لضمان الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وفي هذا الإطار، تأتي مبادرة توطين زراعة الكركم والزنجبيل في محافظة ظفار، التي أعلنت عنها شركة تنمية نخيل عُمان بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، كمثال حي على كيفية تحويل الزراعة إلى رافد اقتصادي مستدام يعزز صمود المجتمع أمام الأزمات.

 

فقد أعلنت الشركة مؤخرًا عن بدء استقبال وشراء محصول الكركم للموسم الثالث ضمن مشروع توطين هذه الزراعة في محافظة ظفار، مع تحديد 3 مواقع للاستلام في ولايات ضلكوت وصلالة ورخيوت خلال الفترة من 2 إلى 5 فبراير 2025. وشددت على ضرورة تنظيف المحصول من الشوائب وتعبئته في أكياس شبكية، ما يؤكد حرصها على معايير الجودة التي تضمن تنافسية المنتج محليًا ودوليًا. 

هذه الخطوة ليست مجرد عملية تسويق موسمية، بل جزء من خطة أوسع لتنويع المحاصيل الزراعية ذات القيمة الاقتصادية العالية، والتي تسهم في خفض فاتورة الواردات الغذائية، وفق تقرير "الأمن الغذائي في سلطنة عُمان" الصادر عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في عام 2022 إلى أن عُمان تستورد ما يقارب 65% من احتياجاتها الغذائية، مع تفاوت النسبة حسب نوع المحصول.

وفي تصريح سابق لمسؤولين في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في عام 2023، فإن النسبة تتراوح بين 60% و70%، خاصة في ظل التحديات المائية والمناخية التي تؤثر على الإنتاج المحلي. 

ومع ذلك، تعمل الحكومة على تعزيز الأمن الغذائي من خلال تنفيذ عدة مشاريع متنوعة في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، مما سوف يساعد مستقبلا إلى تحقيق نتائج إيجابية من الاكتفاء الذاتي في هذه القطاعات والتقدم في قطاعات أخرى وبما يتماشى مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وتحقيق رؤية "عُمان 2040" في الأمن الغذائي.

وتُعد زراعة الكركم والزنجبيل، المعروفين باحتياجاتهما المائية المتواضعة نسبيًا مقارنة بمحاصيل أخرى، خيارًا ذكيًا لمحافظة ظفار التي تتمتع بمناخ موسمي فريد، إلّا أن الأهمية الاقتصادية تتجاوز الجدوى المباشرة إلى أبعاد استراتيجية: 

1. تعزيز الاكتفاء الذاتي: تقليل الاعتماد على الاستيراد في قطاع التوابل الذي يشهد طلبًا متزايدًا محليًا وعالميًا. 

2. خلق فرص عمل: تمكين المزارعين من خلال دعم زراعات مربحة، ما يسهم في إيقاف نزيف الهجرة من الريف إلى المدن. 

3. الحفاظ على الموارد المائية: زراعة محاصيل تتوافق مع البيئة المحلية تقلل من الهدر في استهلاك المياه، وهي خطوة حيوية في دولة تعاني من شح الموارد المائية. 

ورغم الإيجابيات، فإن تعميم نجاح المشروع يحتاج إلى معالجة تحديات مثل: تأهيل المزارعين، عبر توفير تدريب مكثف على تقنيات الزراعة الحديثة ومراقبة الجودة، وتطوير البنية الأساسية، من خلال إنشاء مراكز تخزين مجهزة للحفاظ على المحاصيل ومنع التلف، والتسويق الدولي عبر فتح قنوات تصديرية تعتمد على شهادات الجودة العُمانية لجعل المنتج علامة مميزة.

وتعكس الشراكة بين "تنمية نخيل عُمان" والوزارة، نجاحًا لافتًا في نموذج التعاون بين القطاعين العام والخاص، من حيث توفير الدعم التشريعي والتمويني، وتحقيق الكفاءة الإدارية واستخدام التقنيات الحديثة، وهذا النموذج يجب توسيعه ليشمل محاصيل زراعية أخرى كالموز وجوز الهند "النارجيل" وغيرها، والتي تمتلك محافظة ظفار وغيرها من المحافظات مقومات تنافسية فيها.

إنَّ مشروع ظفار يؤكد أن الزراعة ليست نشاطًا تقليديًا؛ بل استثمارًا في السيادة الوطنية؛ فالأمن الغذائي لا يقل أهمية عن الأمن العسكري في عصر تتشابك فيه الأزمات. ولضمان ديمومة هذه الجهود، يجب أن تترافق الحملات التشجيعية مع سياسات داعمة، مثل تسهيل القروض الزراعية وإدراج المنتجات المحلية في برامج الدعم الحكومي. والخطوات التي تشهدها محافظة ظفار اليوم قد تكون البذرة الأولى لمشروع عُماني طموح، وهو تحويل الصحراء إلى سلة غذاء، والاعتماد على الذات بدلًا من انتظار المساعدات؛ فالزراعة، حين تُدار بحكمة، ليست مصدر رزق فحسب، بل درعًا واقيًا لأمن الأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"بأطوال 1500 متر".. وكيل زراعة الأقصر يعلن تطهير مساقى خصوصية بإسنا وأرمنت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الدكتور جابر محمد كلحي وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، اليوم الثلاثاء، أنه تم تطهير مسقى أحمد عبد اللطيف بناحية النجوع قبلي بإدارة إسنا بطول 1000 متر، وكذلك مسقى الدرديري ناحية الرزيقات بحري بإدارة ارمنت بطول 500 متر ضمن خطة الوزارة لتطهير المساقى الخصوصية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، بالمرور على المساقى الخصوصية وإتخاذ اللازم نحو تطهيرها على مستوى المحافظة، لضمان وصول مياه الري للأراضى الزراعية.

وأشار وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، إلى أنه خلال شهر مارس الجاري تم تشكيل لجنة من إدارة الشؤون الزراعية بمديرية الزراعة بالأقصر لأخذ عينات من محصول القمح في الإدارات الزراعية المختلفة بالمحافظة، بهدف متابعة حالة المحصول وتقييم مستوى الإنتاجية كما تهدف اللجنة إلى التأكد من تطبيق المعايير الزراعية السليمة لضمان جودة المحصول وزيادة الانتاج في المستقبل.

تكليف لجنة من مديرية الزراعة لتقدير التلفيات التي تمت للمحاصيل المتضررة

كما أوضح وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، أنه تم تكليف لجنة من مديرية الزراعة بناء على تكليف المهندس عبد المطلب عماره محافظ الأقصر، لتقدير التلفيات التي تمت للمحاصيل التي تم تضررها نتيجة كسر ماسورة الصرف الصحي بالحبيل وقد تم حصر الزراعات المتضررة وإعداد تقرير بذلك.

وأضاف كلحي، أنه يتم العمل على تنقية الحيازات الزراعية من إدارة المتابعة الداخلية والحوكمة ويشمل ذلك تحديث سجلات الحيازات الزراعية، لضمان دقة البيانات وتحديد المزارعين المستحقين الدعم من المقررات السمادية، كما تهدف هذه العملية إلى رفع كفاءة الإنتاج الزراعي في المحافظة.

مقالات مشابهة

  • كوكو جوس من ظفار إلى الأسواق الإقليمية.. عاصم باعمر يبسّط تجربة النارجيل
  • "بأطوال 1500 متر".. وكيل زراعة الأقصر يعلن تطهير مساقى خصوصية بإسنا وأرمنت
  • مجلس عبدالله بلحيف يناقش الأمن الغذائي والهندسة الاحترافية
  • زراعة النواب توصي بتوفير الأسمدة للمساحات الأكبر من 25 فدانًا وتشكيل لجان تفتيش
  • جابر يتسلم تقرير بعثة تقديرات المحاصيل والأمن الغذائي في السودان
  • تقييم مسابقة حفظ القرآن بمدارس محافظة ظفار
  • زراعة النواب تحذر من كارثة في محصول القطن.. وتوصي بحضور 3 وزراء
  • مراجعة الأصناف ولجنة للتحقيق.. مطالب برلمانية عاجلة لإنقاذ زراعة القطن
  • تطبيق مشروع الزراعة المائية الذكية في جامعة صحار
  • جامعة صحار تطبق الزراعة المائية الذكية بمخلفات بيئية محلية