في الوقت الذي يدرس الكونغرس الطلب الأخير للبيت الأبيض بتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، يقول آدم إيريلي، السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين خلال الفترة بين عامي 2007 و2011، إنه يتعين على النواب مخاطبة الأمريكيين العاملين في صناعة الغاز الأوكرانية، والاستماع إلى قصتهم المشؤومة.


وقال إيريلي في مقال بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية إن أوكرنيا تحتل المرتبة الثانية بعد النرويج في احتياطيات الغاز الأوروبية، إذ تملك مخزوناً يُقدر بـ 1.

09 تريليون متر مكعب. ويعتقد بعض المحللين أن احتياطاتها قادرة على تلبية كل احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي، ومن ثم "كَسْر شوكة" روسيا، ورفع  قبضتها الخانقة على الطاقة في القارة الأوروبية.
ووفقاً لدراسة أجراها مركز ويلسون عام 2016، يمكن أن تصبح أوكرانيا مُستقلة في مجال الطاقة في غضون 6 سنوات، باستثمار 20 مليار دولار في إنتاج النفط والغاز وبنيتهما التحتية. تحديث أساليب تطوير الغاز الطبيعي

وتقود هذه المسيرة شركة "نفتوغاز" الأوكرانية المملوكة للدولة، والتي يعمل بها أكثر من 50 ألف موظف، وتساهم بأكثر من 10% من عائدات الضرائب في أوكرانيا. لكن، لطالما تعثرت الشركة بسبب التقنيات المُستوحاة من روسيا لتطوير الغاز الطبيعي. ويبدو أن رئيس الشركة التنفيذي أوليكسي تشيرنيشوف عازم على تحديث أساليب تطوير الغاز الطبيعي في أوكرانيا، عبر استقطاب الخبرات الخارجية من الولايات المتحدة.

 

США игнорируют коррупцию на Украине, а только вливают в неё деньги — американский дипломат

Прежде чем принять решение о предоставлении дополнительного финансирования Киеву, обозреватель The National Interest (https://t.co/wTt6ohpwkr) американский дипломат Джозеф Адам Эрели…

— bocharik (@bocharik) August 21, 2023


وسافر تشيرنيشوف إلى واشنطن في أبريل (نيسان) الماضي لاستقطاب عمالقة النفط الأمريكيين إكسون موبيل وشيفرون وهاليبرتون، وكذلك للحصول على الدعم السياسي من أعضاء الكونغرس للاستثمار الأمريكي في قطاع الطاقة الأوكرانيّ. وهو مهتم خصوصاً بخدمات حقول النفط والخبرة التقنية في مجال حفر الصخر الزيتي البري. ويقرُّ تشيرنيشوف بأن تمويل مشروعات الطاقة الكبرى لا يزال شاقاً في خضم الحرب المستمرة مع روسيا.
ومنحت شركة نفتوغاز بالفعل عقوداً مهمة لشركات أمريكية لمعدات النفط والغاز، ومن بينها شركة فوريكس الكائنة في بنسلفانيا، التي ظلت تمدُّ "نفتوغاز" بأنابيب الحفر منذ عام 2017، وتُعدُّ الشركة أكبر مُورِّد خارجي للأنابيب والمعدات لأوكرانيا.

طبقة الأقلية الفاسدة

ولا ترضى الأقلية الثرية الفاسدة في أوكرانيا عن النجاح الذي حققته شركة فوريكس، ويقول الكاتب، إن تلك الأقلية تحرص على الاستئثار بالأعمال لنفسها. وعلى رأس هؤلاء فيكتور بينتشوك، الملياردير صاحب شركة Interpipe Inc.
ورغم فوز شركة فوريكس بالمناقصات العامة الثلاث الأخيرة التي طرحتها شركة نفتوغاز بشروط تنافسية، تآمرت شركة Interpipe للإطاحة بمنافستها الأمريكية بممارسة نفوذها في الخفاء في أروقة وزارة الاقتصاد الأوركرانية. وكان لهذه الإجراءات المُستترة تأثيراً جسيماً، إذ عطّلت مشروعات نفتوغاز على المدى القصير.

 


وفي الشهر الماضي، عقدت لجنة التجارة الدولية الأوكرانية جلسة استماع مغلقة رداً على عرقلة شركة Interpipe لعقود شركة فوريكس. ففي 10 أغسطس (آب) الجاري، تعهدت اللجنة بفرض تعرفات بنسبة 52% على أنابيب شركة فوريكس، فعطّلت قدرة الشركة على المنافسة على طلبات العطاءات الجديدة.
وأثار قرار اللجنة الدهشة في كييف وواشنطن، نظراً إلى كونه يفرض عقوبات على شركة أمريكية وحيدة، غير أن القرار بلا معنى تجاري. إذ لا تنتج شركة Interpipe ولا أي شركة أوكرانية أخرى معدات حقول النفط التي تحتاجها شركة نفتوغاز.
وقال إيريلي، الذي شغل منصب نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية خلال الفترة بين عامي 2003 و2006: "لم تمر تحركات شركة Interpipe ضد شركة فوريكس دون أن يلاحظها بعض المسؤولين في وزراة الخارجية الأمريكية والكونغرس. وهم منزعجون من تلك الممارسات الصريحة، ومن الأقلية التي تتلاعب بوقاحة بالنظام الأوكراني لتحقيق مكاسب شخصية باستهداف شركات أجنبية على نحوٍ مُجحف".

جدوى الجهود الأمريكية

جدير بالذكر أن شركة Interpipe نفسها غُرِّمَت بسبب تزويرها للعطاءات في عام 2021. وما يجعل هذا القرار أكثر ضرراً هو  لا لأنه يصب في مصلحة روسيا وحسب، وإنما لأنه يثير أيضاً مسألة جدوى جهود أمريكا التي تنفق المليارات لدعم أوكرانيا.
ويقول الكاتب: "لم تنفق واشنطن 76 مليار دولار على أوكرانيا على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، لينتهي الحال بالبيروقراطيين والمستغلين للسلطة في الدولة أن يتلاعبوا بالنظام لإلحاق أضرار بالمصالح التجارية الأمريكية".


دروس مستفادة لأوكرانيا


وأكد الكاتب ضرورة أن تستخلص أوكرانيا درسين على الأقل من مأساة حربها المستمرة. أولهما أن تنتقي أصدقاءها بحكمة، وثانيهما ألا تفسد علاقتها بأمريكا. فمستقبل أوكرانيا الاقتصادي والسياسي والأمني رهن بالدعم المستمر المقدم من الولايات المتحدة.
 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الغاز الطبیعی فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

الوكالة الدولية للطاقة لا تتوقع استئناف توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة أنها لا تتوقع استئناف توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا في عام 2025.

وأشارت الوكالة في تقرير لها، يوم الثلاثاء، إلى أن "توريدات الغاز الروسي عبر أوكرانيا توقفت يوم 1 يناير عام 2025، والتوقعات الحالية لا تفترض استئنافها".

وتابعت أن "هذا سيؤدي إلى تقليص توريدات الغاز الروسي عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بمقدار 13 مليار متر مكعب مقارنة بعام 2024".

وأضافت أن وقف نقل الغاز بشكل عام سيؤدي إلى استغناء أوروبا عن 15 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، لكن ذلك لا يمثل خطرا على أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي، حسب التقرير.

وأكدت أن وقف نقل الغاز عبر أوكرانيا وسحب الغاز من المستودعات بوتائر عالية سيؤديان إلى زيادة استيراد أوروبا للغاز الطبيعي المسال في عام 2025.

مقالات مشابهة

  • تقرير إعلامي ستعرض التحديات التي تنتظر سكان قطاع غزة بعد العدوان
  • ضغوطات مجرية على أوكرانيا لاستئناف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
  • وزير النفط يكشف موعد توقيع عقد مع شركة بريطانية لزيادة انتاج 4 حقول
  • ترامب يهدد روسيا بفرض عقوبات ورسوم جمركية إذا لم تتوقف حرب أوكرانيا
  • ترامب يهدد روسيا بعقوبات حال لم تتوصّل "فورا" إلى حل مع أوكرانيا
  • ترامب يهدد بوتين: أنْهِ حرب أوكرانيا السخيفة وإلا تحضر للعقوبات
  • فوراً..ترامب يهدد روسيا بالعقوبات إذا لم توقف الحرب على أوكرانيا
  • ترامب يهدد روسيا بهذا الأمر إن رفض بوتين التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
  • الوكالة الدولية للطاقة لا تتوقع استئناف توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا في 2025
  • الوكالة الدولية للطاقة لا تتوقع استئناف توريدات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا