تقرير: فساد قطاع الغاز في أوكرانيا يهدد المصالح الأمريكية
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
في الوقت الذي يدرس الكونغرس الطلب الأخير للبيت الأبيض بتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، يقول آدم إيريلي، السفير الأمريكي لدى مملكة البحرين خلال الفترة بين عامي 2007 و2011، إنه يتعين على النواب مخاطبة الأمريكيين العاملين في صناعة الغاز الأوكرانية، والاستماع إلى قصتهم المشؤومة.
وقال إيريلي في مقال بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية إن أوكرنيا تحتل المرتبة الثانية بعد النرويج في احتياطيات الغاز الأوروبية، إذ تملك مخزوناً يُقدر بـ 1.
09 تريليون متر مكعب. ويعتقد بعض المحللين أن احتياطاتها قادرة على تلبية كل احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي، ومن ثم "كَسْر شوكة" روسيا، ورفع قبضتها الخانقة على الطاقة في القارة الأوروبية.
ووفقاً لدراسة أجراها مركز ويلسون عام 2016، يمكن أن تصبح أوكرانيا مُستقلة في مجال الطاقة في غضون 6 سنوات، باستثمار 20 مليار دولار في إنتاج النفط والغاز وبنيتهما التحتية. تحديث أساليب تطوير الغاز الطبيعي
وتقود هذه المسيرة شركة "نفتوغاز" الأوكرانية المملوكة للدولة، والتي يعمل بها أكثر من 50 ألف موظف، وتساهم بأكثر من 10% من عائدات الضرائب في أوكرانيا. لكن، لطالما تعثرت الشركة بسبب التقنيات المُستوحاة من روسيا لتطوير الغاز الطبيعي. ويبدو أن رئيس الشركة التنفيذي أوليكسي تشيرنيشوف عازم على تحديث أساليب تطوير الغاز الطبيعي في أوكرانيا، عبر استقطاب الخبرات الخارجية من الولايات المتحدة.
США игнорируют коррупцию на Украине, а только вливают в неё деньги — американский дипломат
Прежде чем принять решение о предоставлении дополнительного финансирования Киеву, обозреватель The National Interest (https://t.co/wTt6ohpwkr) американский дипломат Джозеф Адам Эрели…
وسافر تشيرنيشوف إلى واشنطن في أبريل (نيسان) الماضي لاستقطاب عمالقة النفط الأمريكيين إكسون موبيل وشيفرون وهاليبرتون، وكذلك للحصول على الدعم السياسي من أعضاء الكونغرس للاستثمار الأمريكي في قطاع الطاقة الأوكرانيّ. وهو مهتم خصوصاً بخدمات حقول النفط والخبرة التقنية في مجال حفر الصخر الزيتي البري. ويقرُّ تشيرنيشوف بأن تمويل مشروعات الطاقة الكبرى لا يزال شاقاً في خضم الحرب المستمرة مع روسيا.
ومنحت شركة نفتوغاز بالفعل عقوداً مهمة لشركات أمريكية لمعدات النفط والغاز، ومن بينها شركة فوريكس الكائنة في بنسلفانيا، التي ظلت تمدُّ "نفتوغاز" بأنابيب الحفر منذ عام 2017، وتُعدُّ الشركة أكبر مُورِّد خارجي للأنابيب والمعدات لأوكرانيا.
ولا ترضى الأقلية الثرية الفاسدة في أوكرانيا عن النجاح الذي حققته شركة فوريكس، ويقول الكاتب، إن تلك الأقلية تحرص على الاستئثار بالأعمال لنفسها. وعلى رأس هؤلاء فيكتور بينتشوك، الملياردير صاحب شركة Interpipe Inc.
ورغم فوز شركة فوريكس بالمناقصات العامة الثلاث الأخيرة التي طرحتها شركة نفتوغاز بشروط تنافسية، تآمرت شركة Interpipe للإطاحة بمنافستها الأمريكية بممارسة نفوذها في الخفاء في أروقة وزارة الاقتصاد الأوركرانية. وكان لهذه الإجراءات المُستترة تأثيراً جسيماً، إذ عطّلت مشروعات نفتوغاز على المدى القصير.
وفي الشهر الماضي، عقدت لجنة التجارة الدولية الأوكرانية جلسة استماع مغلقة رداً على عرقلة شركة Interpipe لعقود شركة فوريكس. ففي 10 أغسطس (آب) الجاري، تعهدت اللجنة بفرض تعرفات بنسبة 52% على أنابيب شركة فوريكس، فعطّلت قدرة الشركة على المنافسة على طلبات العطاءات الجديدة.
وأثار قرار اللجنة الدهشة في كييف وواشنطن، نظراً إلى كونه يفرض عقوبات على شركة أمريكية وحيدة، غير أن القرار بلا معنى تجاري. إذ لا تنتج شركة Interpipe ولا أي شركة أوكرانية أخرى معدات حقول النفط التي تحتاجها شركة نفتوغاز.
وقال إيريلي، الذي شغل منصب نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية خلال الفترة بين عامي 2003 و2006: "لم تمر تحركات شركة Interpipe ضد شركة فوريكس دون أن يلاحظها بعض المسؤولين في وزراة الخارجية الأمريكية والكونغرس. وهم منزعجون من تلك الممارسات الصريحة، ومن الأقلية التي تتلاعب بوقاحة بالنظام الأوكراني لتحقيق مكاسب شخصية باستهداف شركات أجنبية على نحوٍ مُجحف".
جدير بالذكر أن شركة Interpipe نفسها غُرِّمَت بسبب تزويرها للعطاءات في عام 2021. وما يجعل هذا القرار أكثر ضرراً هو لا لأنه يصب في مصلحة روسيا وحسب، وإنما لأنه يثير أيضاً مسألة جدوى جهود أمريكا التي تنفق المليارات لدعم أوكرانيا.
ويقول الكاتب: "لم تنفق واشنطن 76 مليار دولار على أوكرانيا على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، لينتهي الحال بالبيروقراطيين والمستغلين للسلطة في الدولة أن يتلاعبوا بالنظام لإلحاق أضرار بالمصالح التجارية الأمريكية".
دروس مستفادة لأوكرانيا
وأكد الكاتب ضرورة أن تستخلص أوكرانيا درسين على الأقل من مأساة حربها المستمرة. أولهما أن تنتقي أصدقاءها بحكمة، وثانيهما ألا تفسد علاقتها بأمريكا. فمستقبل أوكرانيا الاقتصادي والسياسي والأمني رهن بالدعم المستمر المقدم من الولايات المتحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الغاز الطبیعی فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
القضية الفلسطينية محور رئيسي في محطات العلاقات العربية الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية تقريرا، يوضح أن القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية مثلت محورًا رئيسيًا في إطار العلاقات العربية - الأمريكية، وتخلل تلك العلاقات فترات من الفتور والتوتر نظرًا للموقف الأمريكي المنحاز دائمًا لصالح إسرائيل، لا سيما بعد احتلالها أراضي فلسطينية خلال حرب عام 1967، حسبما جاء في تقرير تليفزيوني.
وأوضح التقرير أن حرب 1967، هي الحرب التي ساهمت في تعزيز العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، حيث صرح الرئيس الأمريكي ليندن جونسون في ذلك الوقت، بأن إسرائيل غير ملزمة بإعادة الأراضي التي احتلتها عام 1967، وخلال حرب السادس من أكتوبر عام 1973، زاد الخلاف العربي الأمريكي، فقامت واشنطن بعمل جسر جوي لمساندة إسرائيل أثناء الحرب.
وأشار إلى أنه في المقابل، استخدمت الدول العربية لأول مرة سلاح النفط خلال هذه الحرب، وتم الربط بشكل أساسي بين المصالح الأمريكية والغربية في النفط العربي، وبين الصراع الإسرائيلي العربي.
وتابع أنه حين هدد هينري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، بأنه لن يسمح باستخدام سلاح النفط في هذه الحرب، رد وزراء النفط العرب أنهم على استعداد لتفجير منابع النفط، إذا كانت هناك محاولات أمريكية للسيطرة عليها.