صحيفة: باكستان تواجه أزمة طاقة خانقة لهذا السبب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت صحيفة “ديلي أسيا” الأسيوية أن باكستان تواجه أزمة طاقة خانقة، ورغم قدرتها على إنتاج 42,131 ميجاوات من الكهرباء، أي ضعف الطلب تقريباً، فإن ارتفاع أسعار الكهرباء يجعل تشغيل الأجهزة المنزلية مكلفاً للغاية. تفاقمت هذه المشكلة بسبب الديون الضخمة المتراكمة على مشاريع الطاقة الصينية، ضمن "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني" (CPEC)، مما أثار انتقادات واسعة ودعوات لإعادة التفاوض على العقود.
وبحسب الصحيفة، في عام 2014، دخلت الصين قطاع الطاقة الباكستاني عبر CPEC، الذي بلغت قيمته الأولية 48 مليار دولار ثم توسع لاحقاً إلى 62 مليار دولار. ورغم أن المشروع وُصف بأنه "مُغير لقواعد اللعبة" بالنسبة للاقتصاد الباكستاني، فإن أغلب الاستثمارات وجهت نحو قطاع الطاقة، مما أثار مخاوف بشأن الدوافع الصينية وإمكانية وقوع باكستان في براثن الديون والاعتمادية.
ومن إجمالي الاستثمارات، خُصص نحو 35 مليار دولار لتمويل 21 مشروعاً لمحطات طاقة تعمل بالفحم، أضافت 6000 ميجاوات إلى الشبكة الباكستانية. لكن هذه المشاريع أدت إلى تضخم الدين الوطني، حيث بلغت نسبة الدين إلى حقوق الملكية 75%، بحسب الصحيفة.
وتشير التقارير إلى أن الشركات الصينية تتمتع بعوائد مرتفعة على حقوق الملكية تتراوح بين 27-34%، وهي نسبة أعلى بكثير من المعدل المحدد في سياسة عام 1994 البالغ 15-18%، ويثير ذلك تساؤلات جدية حول الممارسات المالية الاستغلالية التي تتبعها الصين.
ورغم أن مشاريع الشركة الصينية ساهمت في سد بعض النقص في الطاقة، فإن انقطاع التيار الكهربائي لا يزال منتشراً في المدن الكبرى. ويؤكد المنتقدون أن مشاريع الطاقة هذه أثقلت كاهل باكستان بديون غير مستدامة وتكاليف كهرباء باهظة. فبالرغم من الزيادات الكبيرة في القدرة الإنتاجية، لا يزال الحصول على طاقة بأسعار معقولة بعيد المنال بالنسبة للأسر والشركات.
وقد سهلت احتياجات باكستان المتزايدة للطاقة دخول الصين إلى قطاع الطاقة لديها. وركزت الصين على مشاريع الاتصال، بينما وجهت الحكومة الباكستانية التمويل الأولي لـ CPEC نحو الطاقة. وبحلول عام 2022، كانت باكستان تهدف إلى إضافة 30,000 ميجاوات إلى الشبكة، من خلال 11 مشروعاً توفر أكثر من 6000 ميجاوات.
على مدى العقدين الماضيين، ضخت بكين مليارات الدولارات في باكستان، مما أوجد أكبر محفظة طاقة ممولة من الصين في العالم. وكشف موقع AidData أن تعرض باكستان للديون لبكين بلغ 67.2 مليار دولار في الفترة من 2000 إلى 2021، كما أضافت CPEC ما يقرب من 26 مليار دولار إلى دين الحكومة الباكستانية.
وقد سعت الحكومة الباكستانية للحصول على قرض إنقاذ من بكين وسط انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر. لكن رفض الصين أجبر باكستان على التوجه إلى صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض إنقاذ بقيمة 6 مليارات دولار. ويبرز ذلك الدوافع الخفية للصين، حيث تستغل الصعوبات المالية التي تواجهها باكستان وترفض تقديم مساعدة حقيقية.
وقد أدت سياسات الطاقة ومشاريع طاقة CPEC إلى زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة في باكستان. لكن الديون المتراكمة، وخاصة من الصين، أجبرت باكستان على شراء الكهرباء بتعريفات مرتفعة، على الرغم من وجود فائض لديها، وفقا للصحيفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: باكستان أزمة طاقة ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
باكستان تبدأ حملة ترحيل لـ«مليون» لاجئ أفغاني.. ما السبب؟
بدأت مجموعات كبيرة من المهاجرين الأفغان، المرحلين قسرا من باكستان، في الوصول إلى وطنهم الأم عبر نقطتي التفتيش تورخام في إقليم ننكرهار وسبينبولداك في إقليم قندهار.
وذكر موقع “Tolo news” الإخباري، “أن باكستان رحلت نحو 700 عائلة أفغانية، تضم كل منها ما يصل إلى 10 أشخاص، عبر معبر تورخام خلال الأيام الأربعة الماضية، وفي يوم السبت وحده، تم ترحيل أكثر من 250 عائلة قسرا إلى أفغانستان”.
وتؤكد السلطات في ولاية ننكرهار “أنها مستعدة بالكامل، لتقديم الخدمات اللازمة للأفغان المرحلين”.
وقال نائب محافظ الولاية عزيز الله مصطفى: “بين هؤلاء العادين، يوجد كثير من الرجال الذين بقيت عائلاتهم وأعمالهم وأموالهم في باكستان، ويتم تسجيل عودة نساء بمفردهن بينما بقي أزواجهن على الجانب الآخر. أصبح وضعهن عند نقطة التفتيش صعبا للغاية”.
ويقول بعض المهاجرين المرحلين “إن الحكومة الباكستانية وعدت بتأجيل عملية الترحيل القسري حتى العاشر من أبريل، لكنها رغم ذلك باشرت بتنفيذها، ويتم خلال ذلك تفتيش المنازل واحتجاز النساء والأطفال والرجال دون تمييز لترحيلهم.
وقال محمد يوسف، وهو أفغاني تم ترحيله قسرا “إنه كان يعيش في إسلام آباد منذ 32 عاما، ورغم ذلك تم طرده، وأشار إلى أن والده الذي ألقي القبض عليه في المداهمة لا يزال في السجن”.
وقبل أيام، أفادت الأنباء “بأن السلطات الباكستانية بدأت حملة لإعادة نحو مليون لاجئ أفغاني قسرا إلى وطنهم، متجاهلة دعوات جماعات حقوقية عالمية لاستثناء الذين قد يتعرضون لخطر الاضطهاد من قبل نظام طالبان”.
وقال ذو الكفل حسين المسؤول بوزارة الداخلية الباكستانية إن “الشرطة تعتقل الأفغان في معسكرات احتجاز قبل نقلهم إلى الحدود”، حيث تنتهي المهلة النهائية للعودة الطوعية إلى وطنهم هذا الأسبوع. ووفقا للشرطة الباكستانية، “تمت معظم الاعتقالات في إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد ولكن تم نقل بعض العائلات من العاصمة إسلام آباد ومدينة روالبندي المجاورة إلى المخيمات”.
وبحسب البيانات الرسمية “بدأت باكستان عملية الإعادة القسرية للأفغان غير الشرعيين إلى وطنهم في نوفمبر 2023، حيث تم ترحيل نحو 900 ألف شخص منذ ذلك الحين”.