قلق متزايد في الولايات المتحدة من سيطرة إيلون ماسك على الحكومة الأميركية
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
واشنطن"أ.ف.ب": تثير السلطة غير المسبوقة الممنوحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحليفه الأغنى في العالم إيلون ماسك القلق بشكل متزايد إذ بدأ الأخير يدخل تغييرات كبيرة على الحكومة الأمريكية.
وسيطر الملياردير المولود في جنوب إفريقيا على نظام مدفوعات وزارة الخزانة الأميركية الذي يدير تريليونات الدولارات.
وبالنسبة إلى شخص يهاجم عادة الموظفين الرسميين غير المنتخبين، لا يخضع الرئيس التنفيذي غير المنتخب لشركتي "تيسلا" و"سبايس إكس" لأي إجراءات محاسبة تذكر في وقت يقود حملة ترامب لخفض عدد الموظفين في الحكومة الأمريكية.
وسعى ترامب للتقليل من أهمية المسألة الاثنين لدى سؤاله عنها في المكتب البيضوي، مشيرا إلى أن "إيلون لا يمكنه القيام بشيء، ولن يقوم بشيء، من دون موافقتنا".
وأكد "سنعطيه الموافقة عندما يكون ذلك مناسبا وعندما لا يكون كذلك، فلن نفعل. لكنه يبلغنا" بكل الأمور. وتابع "إنه أمر يشعر بحماسة كبيرة حياله وأنا معجب" بما يقوم به.
وبدت سلطات ماسك غير محدودة تقريبا، ما دفع الديموقراطيين إلى اتهامه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير دستوري.
وما زال ماسك حتى اللحظة غير مسجل لا كموظف فدرالي ولا كمسؤول حكومي، رغم أن الإعلام الأميركي ذكر الاثنين أنه بات الآن مسجّلا كـ"موظف حكومي خاص".
يشير معارضوه إلى أن ماسك كان أكبر متبرع لحملة ترامب الانتخابية الناجحة، إذ قدّم له مبلغا وصل إلى ربع مليار دولار.
كما أن شركاته ترتبط بعقود ضخمة مع الحكومة الأمريكية.
وسيطر فريق الإدارة المكوّن من شباب تم اختيارهم من شركاته الخاصة على نظام المدفوعات التابع لوزارة الخزانة الأميركية واحتلوا مناصب حكومية بارزة.
وساهم هؤلاء في التحرك الرامي إلى دفع الموظفين الفدراليين لأخذ مدفوعات نهاية الخدمة والمغادرة عبر رسائل وصلت بالبريد الإلكتروني تشبه إلى حد كبير تلك التي أُرسلت إلى موظفي تويتر عندما استحوذ ماسك على الشبكة الاجتماعية وغير اسمها إلى "إكس".
أعلن ماسك شخصيا أنه سيتم "إغلاق" وكالة "يو إس إيد" الضخمة أثناء دردشة حية على "إكس" واصفا إياها بـ"المنظمة الإجرامية".
وأثار تحرّك ماسك ومساعديه من دون أي قيود الدهشة على نطاق واسع.
وأفادت تقارير عن مواجهة لافتة بعد ذلك عندما طلب مساعدو ماسك الوصول إلى غرفة محصّنة في "يو إس إيد" حيث توجد معلومات "سريّة".
ووقعت حادثة مشابهة عندما أُعطي مسؤول في وزارة الخزانة إجازة إدارية، بحسب تقارير، بعدما رفض السماح لمساعدي ماسك بالوصول إلى هذا النوع من المعلومات.
وتنحى رئيس إدارة الطيران الفدرالي يوم تنصيب ترامب عندما انتقد ماسك إشراف الوكالة على عمليات إطلاق الصواريخ. وبعد أيام، اضطُر ترامب للمسارعة لتعيين بديل له عقب حادث تحطم الطائرة الدموي في واشنطن.
وفاقم قيام ماسك بما يشبه التحية النازية يوم تنصيب ترامب الجدل.
من جهته، شدد ترامب امس على أنه "في حال اندلاع نزاع، فلن نسمح له بالاقتراب منه"، في تصريحات لم تنجح في تهدئة المعارضين.
وبدأ الديموقراطيون الذين التزموا الصمت إلى حد واسع خلال أول أسبوعين لترامب في السلطة، التحرّك ضد خطوات ماسك.
وقالت السناتورة إليزابيث وارن "لم ينتخب أي أحد ماسك".
ويجري الديموقراطيون في "لجنة الطرق والوسائل" التابعة لمجلس النواب اتصالا طارئا مكرس في جزء منه لهذه المسألة.
وانتقد هؤلاء "إدارة الكفاءة الحكومية" على اعتبارها محاولة غير دستورية لممارسة سلطات رئاسية على أموال أقرها الكونغرس.
وقال زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر امس إن "الأمر أشبه بإدخال نمر إلى حديقة للحيوانات الأليفة وتمني الأفضل".
وفي تصريحات أدلى بها أثناء تظاهرة لموظفي "يو إس إيد"، قال السناتور كريس فان هولن إن "محاولة إيلون ماسك هذه للسيطرة... لن تصمد".
في الأثناء، تجري مراقبة الوضع عن كثب في واشنطن بانتظار النهاية المحتملة لشهر العسل في البيت الأبيض بين شخصيتين استعراضيتين ومغرورتين مثل ماسك وترامب.
وتفيد تقارير بأن ماسك لا يؤدي عمله في المبنى نفسه بعدما منع من الحصول على مكتب في الجناح الغربي لموظفيه ووضع بدلا من ذلك في "مبنى أيزنهاور"، وهو قسم منفصل ضمن مجمع البيت الأبيض.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یو إس إید
إقرأ أيضاً:
لماذا يرغب ترامب إبقاء إيلون ماسك قريبًا وفقًا لمساعديه؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفاد تقرير نشرته صحيفة التايمز البريطانية عن مغادرة ماسك يستفيد الرئيس من مستشاره الملياردير الذى يتحمل الانتقادات بسبب سياساته غير الشعبية، وقد يكون أقل خطورة داخل الخيمة من خارجها.
وفى حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، طُلب من الرئيس ترامب التعليق على التقارير التي تفيد بأن مستشاره الملياردير إيلون موسك سيحزم أمتعته ويغادر البيت الأبيض قريبًا.
قال الرئيس: "أعتقد أن إيلون رائع. لكن لديه أيضًا عددًا من الشركات ليديرها"؛ مضيفًا أنه يأمل أن يبقى صديقه المقرب "لأطول فترة ممكنة"، لكنه أقر بأن أغنى رجل في العالم لديه أعمال أخرى في ذهنه.
مع ذلك، لن يُصاب الجميع فى البيت الأبيض بخيبة أمل عندما يتنحى ماسك عن منصبه كرئيسٍ لقسم ترامب فى إدارة الكفاءة الحكومية (دوج) فى يناير، وهو يتمتع بسلطةٍ غير مألوفةٍ لموظفٍ غير حكومي، إذ شرع فى تفكيك البيروقراطية الفيدرالية.
وفق تقرير التايمز فخارج إطار التسلسل القيادي للبيت الأبيض، اصطدم رئيس شركتى تيسلا وسبيس إكس مع وزراء فى حكومته. وهاجم على منصته للتواصل الاجتماعى "إكس" خصومه السياسيين، وتحدث عن السياسة الخارجية الأمريكية.
هذا الأسبوع، كان وجه هزيمة انتخابية محرجة. بالنسبة للكثيرين فى إدارة ترامب، سيُستقبل رحيل قطب التكنولوجيا هذا للتركيز على إمبراطوريته التجارية بارتياح.
قال مصدر مقرب من البيت الأبيض: "لا أحد يقول: «مهلًا، بالمناسبة، حان وقت رحيلك»، "ولكن هناك بالتأكيد مجموعة متزايدة من الناس الذين يقولون: «حسنًا، متى سننتقل فعليًا إلى شئون الحكومة، بدلًا من شئون إيلون ماسك؟».
لكن خلال أسابيعه القليلة فى البيت الأبيض، قلب ماسك الحكومة الفيدرالية رأسًا على عقب لجيل كامل، ورسخ مكانته كصانع قرار جمهورى أساسي، لا يسبقه إلا ترامب نفسه. ثروته التى لا تُضاهى، والتى مولت فوز ترامب فى نوفمبر، بالغة الأهمية لآمال الحزب فى الانتخابات المستقبلية، ومنبره فى "إكس" يُبقى الجمهوريين الخائفين على موقفهم.
وقال أحد مساعدى الجمهوريين: "نحن لا نريد إيلون خارج الخيمة". ومن المؤكد أن ترامب لا ينوى قطع علاقته بماسك. فقد أثبتت العلاقة بين الرئيس ومساعده الملياردير أنها أكثر متانة مما توقعه الكثيرون وأمل خصومهم.
لقد تقاسم ترامب الأضواء طواعية مع ماسك، الذى عمل كجدار حماية بينما كان الرئيس يختبر ويوسع حدود سلطته.
قال مصدر مقرب من الإدارة: "ترامب يستمتع بهذا، لأن الجميع الآن يهاجم إيلون ماسك، وليس ترامب نفسه". وأضاف: "لا يزال ترامب يتصدر عناوين الأخبار، لكنه لا يتعرض للانتقاد اللاذع".
مع ذلك، فى نظر بعض الجمهوريين، قوبل نهج ماسك الغريب بردود فعل عنيفة، لا سيما التخفيضات الواسعة فى ميزانية دوج. ليلة الثلاثاء، خضعت براعته الانتخابية للاختبار وفشلت عندما اختار الناخبون فى ويسكونسن المرشح الديمقراطى فى انتخابات المحكمة العليا بالولاية.
واستثمر ماسك ٢٠ مليون دولار فى السباق الانتخابى الذى زعم أنه "قد يُحدد مستقبل أمريكا والحضارة الغربية". مُخاطرًا برأس ماله السياسي، رسخ نفسه فى قلب الحملة، فظهر فى التجمعات الانتخابية، ووزع شيكات بملايين الدولارات على مؤيديه.
مع ذلك، لم تكن حملة ماسك كافيةً لحشد أنصاره المتحمسين لـ"ماغا" (تعظيم الولايات المتحدة). فقد هُزم مرشحه المفضل، القاضى المحافظ براد شيميل، بفارق عشر نقاط فى معركة حامية الوطيس، حيث حُسمت نتائج الانتخابات الرئاسية الثلاث الأخيرة بفارق أقل من نقطة مئوية واحدة.
جاءت هذه الهزيمة البارزة عشية إعلان ترامب الرئيسى عن الرسوم الجمركية يوم الأربعاء، وأثارت حفيظة بعض الجمهوريين. وقال مصدر آخر: "غرائزه السياسية تُشتت الانتباه.. إن لم تُحدث تغييرًا سياسيًا، فأنت تُسبب لنا مشكلة".
منذ تأكيد فوز ترامب فى نوفمبر، أصبح ماسك شخصية بارزة إلى جانب الرئيس المنتخب. انتقل للإقامة فى فيلا بمنتجع مار-إيه-لاغو المملوك لترامب، حيث كان يستمع إلى مكالمات هاتفية مع قادة العالم، ويقدم استشارات بشأن التعيينات الوزارية، مما أثار استياء فريق ترامب الانتقالي.
فى الحكومة، أنشأ ماسك مكتبًا فى البيت الأبيض، بينما انتشر جيشه من أتباع التكنولوجيا، بعضهم فى التاسعة عشرة من عمره، فى أنحاء واشنطن. وسيطر فريق ماسك على الوكالات الحكومية الواحدة تلو الأخرى، وأعاقها، مع فصل آلاف الموظفين المدنيين.
طُرد علماء رئيسيون وخبراء فى الأوبئة مسئولون عن استجابة الإدارة لإنفلونزا الطيور وحماية الترسانة النووية الأمريكية، ثم أُعيد توظيفهم. أُلغى تمويل الوقاية من الإيبولا، ثم أُعيد.
قال ماسك لمجلس وزراء ترامب فى فبراير: "سنرتكب أخطاء. لن نكون مثاليين. ولكن عندما نرتكب خطأً، سنصلحه بسرعة كبيرة".
يواجه بعض الجمهوريين الآن تساؤلات حول تأثير ماسك على ناخبيهم. بعد أن تعرض سياسيون جمهوريون لمقاطعات حادة فى سلسلة من اجتماعات المجالس البلدية، نصح الحزب أعضاء الكونجرس بتجنب حضور الفعاليات.
كما كانت ظهورات ماسك الإعلامية ونشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، والتى تضمنت التعليق على تمويله لطفل غير شرعى متنازع عليه هذا الأسبوع، مصدر إزعاج للبعض.
قال أحد أعضاء جماعات الضغط الجمهوريين المقربين من الإدارة: "إنها مجرد هراء. إنه أمر محرج. إنه لا يعزز القيم العائلية عندما يتحدث على قناة إكس عن دفع المال لأمه". إن تعليقات ترامب بأن ماسك يمتلك أعماله الخاصة التى تتطلب تركيزه ليست بلا أساس.
منذ أن أصبح مالك شركة تيسلا شخصية بارزة فى البيت الأبيض، تعرضت وكالاته لهجمات من المتظاهرين، بل وقُتلت بالقنابل الحارقة، مع امتداد مقاطعة الشركة من أوروبا إلى الولايات المتحدة.
أعلنت تيسلا يوم الأربعاء، عن انخفاض مبيعاتها فى الربع الأول بنسبة ١٣٪، وانخفض سهمها بأكثر من ٣٠٪ منذ يناير. ودعا بعض المستثمرين مجلس الإدارة إلى إقالة ماسك من منصبه كرئيس تنفيذي.
فى حديثه مع قناة فوكس بيزنس الشهر الماضي، سُئل ماسك عن كيفية توفيقه بين عمله مع دوغ وإدارة إمبراطوريته.