سرايا الدفاع، واسمها الأصلي "سرايا الدفاع عن المطارات"، وتعرف بـ"الوحدة 569″، هي قوة سورية شبه عسكرية تأسست عام 1964 عقب انقلاب "الثامن من آذار (مارس)" وتولي حزب البعث العربي الاشتراكي سدة الحكم، وترأسها رفعت الأسد، الذي ساعد شقيقه حافظ الأسد في الانقلاب على السلطة عام 1970 ثم حاول الانقلاب عليه عام 1984، فأمر حافظ بحل السرايا وتوزيع عناصرها بين الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة.

أنشئت السرايا في فترة انقلابات متلاحقة شهدتها سوريا، فجعلها حافظ الأسد ذراعه الضاربة لتعزيز سيطرته على الجيش السوري ثم الانقلاب على الحكومة والاستيلاء على السلطة، فحاصرت السرايا ولاحقت عددا من العسكريين والسياسيين، وارتكبت بأمر حافظ وتحت إشراف رفعت عددا من المجازر ضد المدنيين، أبرزها مجزرة حماة التي راح ضحيتها 40 ألفا.

النشأة والتأسيس

تأسست سرايا الدفاع منتصف عام 1964، على يد اللواء محمد عمران، بهدف الدفاع عن اللجنة العسكرية لحزب البعث بعد انقلاب "الثامن من آذار (مارس)" عام 1963، وعرفت حينئذ باسم "سرايا الدفاع عن المطارات".

اختلف عمران مع اللجنة العسكرية الحاكمة للبلاد بسبب تحالفه مع القيادة القومية لحزب البعث، فأقيل من منصبه، وتولى السرايا رفعت الأسد الذي كان قائدا لـ"الفرقة 569″ عام 1967، وضمّت السرايا إلى قيادته ليشرف على تدريبها، وأوكلت إليه مهمة حماية السلطة الحاكمة عبر قوة عسكرية قوامها 40 ألف مقاتل وصارت أبرز فرق الجيش السوري.

تألفت سرايا الدفاع من ضباط ومجندين ينتمون للطائفة العلوية، ومن 8 ألوية للمشاة والمظليين، وامتلكت مدفعيات ثقيلة ودبابات ومروحيات، وحظي عناصرها بامتيازات خاصة شملت الرواتب والسكن والترقيات المهنية، وحتى نهاية السبعينيات من القرن العشرين بلغ تعدادها نحو 55 ألف عنصر وضابط.

من اليمين صلاح جديد مهندس انقلاب 1966 ووزير الدفاع حافظ الأسد والرئيس نور الدين الأتاسي (عن موقع التاريخ السوري) انقلاب 1966

في أولى عملياتها بقيادة رفعت الأسد شاركت السرايا في انقلاب 23 فبراير/شباط 1966، واستولت على مبنى الحرس القومي (بمثابة الجهاز الأمني للحزب) في حي أبو رمانة في دمشق، وفي الوقت نفسه حاصرت "كتائب مغاوير" بقيادة الضابط الدرزي سليم حاطوم منزل رئيس المجلس الوطني لقيادة الثورة أمين الحافظ.

إعلان

وجاءت العملية في أعقاب صراع اندلع داخل حزب البعث العربي الاشتراكي، بين أمين الحافظ رئيس البلاد ورئيس المجلس العسكري ووزير الدفاع آنذاك، وضباط علويين بارزين منهم صلاح جديد وحافظ الأسد.

اتهم أمين الحافظ صلاح جديد علنا بمحاولة تشكيل كتلة علوية داخل الجيش، مما أدى إلى انقسام الجيش إلى كتلتين متنافستين: الكتلة السنية بقيادة أمين الحافظ، والكتلة العلوية بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد بدعم من سليم حاطوم، لكنهم همشوه من القيادة وأعدموه في النهاية بعد معارضته السيطرة العلوية على الجيش.

أدت الانقسامات الداخلية بين السنة والعلويين داخل الجيش السوري وحزب البعث إلى تسريع انقلاب 23 فبراير/شباط 1966 الذي قاده الضابطان صلاح جديد وحافظ الأسد، مما أدى إلى إسقاط أمين الحافظ وإبعاده إلى لبنان بعد أن هزمت إسرائيل العرب في حرب يونيو/حزيران 1967.

الصراع على السرايا

ويروي محمد حيدر عضو حزب البعث العربي الاشتراكي حينئذ، في كتابه "البعث والببنونة الكبرى" أنه حين سمع بيان القيادة القُطرية المؤقتة صبيحة يوم الانقلاب، انطلق إلى مبنى الحرس القومي، لكن رفعت الأسد -وكانت رتبته ملازما أول- اعترض طريقه بقوة عسكرية كانت متجهة للهجوم على منزل الرئيس.

ويذكر محمد حيدر أنه بعد فترة حاول رئيس الأركان أحمد سويداني ضم سرايا الدفاع إلى المخابرات العسكرية بعد تزويدها بدبابات حديثة، ويُعتقد أن الهدف كان وضعها تحت رقابة المؤسسة العسكرية المركزية والحد من نفوذها، لكن حافظ الأسد الذي كان قائدا لسلاح الطيران، عارض هذه الخطوة، وقرر ضم "سرايا الدفاع" إلى القوى الجوية بدلا من المخابرات.

هذه الخطوة كانت أحد الأسباب التي أدت لاحقا إلى إبعاد السويداني عن رئاسة الأركان، إذ كان يُنظر إليه بصفته أحد معارضي جناح حافظ الأسد وصلاح جديد. وصارت السرايا لاحقا قوة نخبوية تابعة لرفعت الأسد.

إعلان الصراع على السلطة

بعد انقلاب عام 1966، تولى نور الدين الأتاسي منصب رئيس الجمهورية، وأصبح العلويون القوة الرئيسية في الجيش السوري، وتوزعت السلطة الفعلية بين حافظ الأسد وصلاح جديد، الذي هيمن على الحزب والشؤون المدنية وسيطر على السلطة الفعلية في سوريا، وتولى منصب الأمين العام المساعد للقيادة القطرية لحزب البعث.

بينما تولى حافظ الأسد منصب وزير الدفاع، وأحكم قبضته على الجيش والأجهزة العسكرية والأمنية، لكن هذه الثنائية السلطوية سرعان ما تحولت إلى صراع على النفوذ.

كان جديد يقود جهازا أمنيا قويا يتبع له مكتب الأمن القومي، أما الأسد فكان يسعى لتعزيز نفوذه داخل الجيش، فشبت الخلافات بينهما من جديد، وتجلت على الخصوص في استهداف الأسد لعبد الكريم الجندي رئيس مكتب الأمن المذكور.

وفي عام 1968 بدأ الأسد يعزز سيطرته على الأجهزة العسكرية بهدف عزلها عن التأثير المباشر للقيادة المدنية لحزب البعث، ومنع أي اتصال مباشر بين مسؤولي الحزب المدنيين وضباط الجيش إلا عبر القنوات العسكرية الرسمية.

وبحلول أواخر فبراير/شباط 1969، تصاعدت التوترات بين الجناح العسكري بقيادة الأسد والجناح السياسي بقيادة جديد، فانطلق رفعت الأسد دعما لسلطة أخيه موجها سرايا الدفاع لمحاصرة الجندي، الذي أشيع أنه انتحر في ظروف غامضة، بينما تشير روايات أخرى إلى أنه اغتيل بأمر من حافظ الأسد.

عقب "التخلص" من الجندي، توجهت سرايا الدفاع إلى مباني الإذاعة والتلفزيون وصحف البعث والثورة -التي كانت محسوبة على جديد- وطوقتها، ما اعتبر إجراء عسكريا استباقيا وانقلابا على السلطة.

الحركة التصحيحية وحكم عائلة الأسد

ومع استلام حافظ الأسد السلطة في نوفمبر/تشرين الثاني 1970، كان لرفعت دور محوري عبر تأمين دمشق من أي محاولة انقلاب على أخيه وكان لسرايا الدفاع دور بارز في ذلك، إذ شاركت في ما عرف بـ"الحركة التصحيحية" التي قادت لانقلاب حافظ وسيطرته على السلطة واعتقاله خصومه داخل الحزب.

إعلان

يذكر الباحث في التاريخ السوري المعاصر، سامر الموسى، أن "سرايا الدفاع" تطورت لاحقا إلى قوة ضاربة في تلك الفترة، وأصبحت من بين أفضل وحدات الجيش تدريبا وتسليحا، والأعلى من حيث الرواتب.

ويوضح الموسى أن أفرادها كانوا يحصلون على راتبين، الأول من الجيش والآخر من السرايا، وعلى الرغم من تبعيتها الرسمية لرئاسة الأركان، فإنها كانت تخضع فعليا لإدارة رفعت الأسد، الذي أطلق على نفسه لقب "القائد". كما أنشأ مساكن خاصة لعناصرها، عُرفت بمساكن السومرية، تيمنا باسم ابنه سومر.

ويُعرف أحد أحياء دمشق باسم "المزة 86″، نسبة إلى كتيبة من الفوج 555، التي كانت مقرا لقيادة سرايا الدفاع.

وفي السبعينيات من القرن الـ20 تصاعدت المواجهات بين رفعت الأسد وأخيه حافظ من جهة، وجماعة الإخوان المسلمين و"الطليعة المقاتلة" من جهة أخرى، وفي تلك الفترة بدأ رفعت بتعزيز سلطته في البلاد.

سعى رفعت إلى قمع المعارضة بشكل صريح، وألقى عام 1979 خطابا في المؤتمر القطري السابع لحزب البعث الحاكم بوصفه عضوا في القيادة القطرية، أوضح فيه أنه من أجل مواجهة الإخوان المسلمين، وكل حزب يحمل "قيما رجعية" تُعارض الدولة يجب تكرار ما فعله "جوزيف ستالين" في روسيا، حين قتل 10 ملايين روسي في سبيل التمكين لحزبه.

الرابطة العليا للخريجين

في تلك الفترة انتشرت سرايا الدفاع بين طلاب الجامعات بهدف تشجيعهم على التطوع فيها، إذ أسس رفعت عام 1974 "الرابطة العليا للخريجين" التي أصبحت كيانا طلابيا عسكريا موازيا له، وكان الهدف ضمان ولاء المنتسبين لنظام أخيه (فاق عددهم 5 آلاف) وأغدق عليهم بالهدايا من سيارات وغيرها.

سعت الرابطة إلى فرض سيطرتها على قطاع التعليم العالي، كما فعلت في قطاعات أخرى، مما أتاح وصول أشخاص غير مؤهلين إلى مناصب رفيعة في الجامعات ومختلف مؤسسات الدولة.

إلى جانب دورها في حماية نظام الأسد والعاصمة دمشق من أي تهديد داخلي أو خارجي، أشرفت "سرايا الدفاع" على تنظيم دورات تدريبية في القفز المظلي لأعضاء "اتحاد شبيبة الثورة" التابع لحزب البعث الحاكم. ومنح رفعت مكافأة للذين اجتازوا تلك الدورات، وهي عبارة عن 45 درجة إضافية في نتائج امتحاناتهم الثانوية (البكالوريا)، مما سهّل قبولهم في تخصصات جامعية مرموقة مثل الطب، بغض النظر عن مستواهم الدراسي.

إعلان

وبعد عقد من الصراع ومع تسوية الخلاف بين الرئيس حافظ الأسد وأخيه رفعت، أصدر حزب البعث عام 1984 توجيهات لأعضائه المنتسبين إلى الرابطة بالتخلي عنها، ما أدى إلى اختفائها تماما.

مجزرة سجن تدمر

تعرض حافظ الأسد لمحاولة اغتيال في 26 يونيو/حزيران 1980 حين كان يودع نظيره النيجيري حسين كونتشي على باب قصر الضيافة في حي أبو رمانة بدمشق، إذ ألقى عليه أحد حراسه الشخصيين قنبلتين يدويتين وأطلق النار عليه، إلا أن حارسا آخر سارع لحمايته وضحى بنفسه، فنجا الأسد من الاغتيال وأصيب بجروح طفيفة.

واتهمت السلطات السورية جماعة "الإخوان المسلمين" بالتخطيط لمحاولة الاغتيال وتنفيذها، فانتقم حافظ الأسد وأخوه رفعت الأسد منهم بمجزرة تدمر في اليوم التالي.

صدرت الأوامر في اليوم نفسه بتصفية المعتقلين في سجن تدمر الصحراوي في حمص، الذي بني في ثلاثينيات القرن الـ20 واستخدمه النظام لاعتقال سجناء الرأي والمعارضين والسياسيين وتعذيبهم، خاصة المحسوبين منهم على جماعة الإخوان.

أوكلت مهمة التصفية إلى سرايا الدفاع بقيادة رفعت الأسد الذي كلف صهره الرائد معين ناصيف بعملية تصفية المعتقلين، فتوجه مع 100 من عناصر سرايا الدفاع إلى سجن تدمر بـ12 مروحية، دخل منهم نحو 80 عنصرا على الزنازين، وأعدموا المساجين رميا بالرصاص والقنابل اليدوية.

وتصف منظمة هيومن رايتس ووتش المجزرة قائلة إن "وحدات من كوماندوز سرايا الدفاع التي يقودها رفعت الأسد قتلت نحو ألف سجن أعزل غالبيتهم من الإسلاميين انتقاما من محاولة اغتيال فاشلة للرئيس السوري".

وقد أدلى العناصر الذين شاركوا في المجزرة بشهاداتهم لاحقا وأكدوا أن مدة تنفيذها كانت نصف ساعة، وأنهم أمروا بتصفية كل من في المهاجع بإطلاق النار والقنابل اليدوية.

مجزرة حماة

وبعد أيام من مجزرة تدمر، صدر المرسوم التشريعي "رقم 49" للعام 1980 الذي حظر الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وجاء في نصه "يعتبر مجرما ويعاقب بالإعدام كل منتسب لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين"، وبذلك أبيح ارتكاب المجازر بحجة القضاء على تنظيم الإخوان.

إعلان

وكانت حماة في ذلك الوقت تضم عددا كبيرا من المنتسبين إلى جماعة الإخوان، إضافة إلى أنها مدينة انتفضت مرات عدة رفضا لحكم البعث والأسد، وفي منتصف عام 1981 خططت "الطليعة المقاتلة" بالتنسيق مع "الضباط الأحرار" للانقلاب على الحكم، لكن ذلك لم يتم، وبلغ الأمر لحافظ الأسد فقرر في اجتماع مع قادته اجتياح المدينة.

وفي نهاية يناير/كانون الثاني 1982، وبقيادة رفعت الأسد وبقوات قوامها 20 ألف جندي، حاصرت سرايا الدفاع و"الفرقة الثالثة" و"اللواء 21″ و"اللواء 57″ والمخابرات العسكرية، مساندة من القوات الخاصة بقيادة علي حيدر، مدينة حماة وأغلقت مداخلها، وبدأت مساء الثاني من فبراير/شباط قصفها من كل الجهات.

وقُطعت الكهرباء والاتصالات عن المدينة، واستمرت عمليات القصف حتى 5 فبراير/شباط 1982، وبدأت بعدها عملية برية لاقتحام المدينة وفرض حظر التجوال، وسط اشتباكات مع مقاتلي تنظيم الإخوان المسلمين وعمليات إنزال مظلي من قوات الجيش، واستمرت المجازر في المدينة وإعدام المدنيين وحرق الممتلكات حتى 28 فبراير/شباط، ولم يسمح بالتجوال حتى الأول من مارس/آذار.

وقد خلّفت هذه الحملة العسكرية نحو 40 ألف قتيل، وُثقت أسماء نحو 10 آلاف منهم، و17 ألف مفقود وثقت أسماء نحو 4 آلاف منهم، إضافة إلى تدمير قرابة 79 مسجدا و3 كنائس، وتدمير أحياء كاملة في المدينة، وفق تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الصادر عن المجزرة عام 2022.

المجزرة التي تسببت بمقتل الآلاف في حماة، كانت بمثابة درس أراد النظام منه ترهيب معارضيه، فلم تكن المدينة الوحيدة التي انتفضت في تلك الفترة، إنما شهدت حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد انتفاضة واسعة معارضة لحكم حزب البعث، وكان الأسد على استعداد لتمديرها كما فعل في حماة.

أرسل حافظ بداية الانتفاضة في حلب عام 1980 الفرقة المدرعة الثالثة بأكملها، وكانت تضم نحو 10 آلاف مقاتل و250 عربة قتالية، عززها بقوات من "سرايا الدفاع" التي شاركت في عملية التمشيط الأمنية في المدينة عبر تفتيش المنازل كلها بلا استثناء وكان يسبق عملية التفتيش هجوم كثيف بنيران الدبابات، وحملة اعتقال أمنية واسعة ومقتل العشرات الذين لم توثق أسماؤهم.

إعلان

وأخبر قائد الفرقة الثالثة، اللواء شفيق فياض أهل حلب مهددا من فوق دبابة بأنه مستعد للتضحية بألف رجل، ليطهر المدينة "من جرذان الإخوان المسلمين الإرهابيين".

نفي رفعت ودمج السرايا في الجيش

مع مرور نحو سنتين على مجزرة حماة، وتحديدا في نوفمبر/تشرين الثاني 1983 أصيب حافظ الأسد بأزمة قلبية، وعقدت القيادة القطرية لحزب البعث اجتماعا حينئذ، الأمر الذي دفع رفعت إلى وضع عدد كبير من سرايا الدفاع في الساحة الداخلية لقيادة الحزب.

وفي أثناء كلمته في الاجتماع طالب رفعت بطرد كل من مدير المخابرات العسكرية علي دوبا وقائد القوات السورية في لبنان إبراهيم صافي، وقائد القوات الخاصة علي حيدر ومدير المخابرات الجوية محمد خولي، وهدد -في حالة الرفض- باحتلال قواته العاصمة دمشق كلها.

استعاد حافظ الأسد صحته في فبراير/شباط 1984، وكانت أولى قراراته القبض على المساعد الأمني لرفعت الأسد العقيد سليم بركات، ثم عيّن حافظ أخاه نائبا له بعد عزله من سرايا الدفاع وتعيين العقيد محمد غانم بدلا عنه.

وفي اجتماع القيادة القطرية الذي عُقد في مارس/آذار 1984 حدد حافظ صلاحيات رفعت بصفته نائبا للرئيس للشؤون الأمنية، ولكن رفعت أمر بنشر قواته في الأماكن المُطلة على العاصمة، وبالمقابل استعدت القوات الخاصة بقيادة علي حيدر، وقوات الحرس الجمهوري بقيادة عدنان مخلوف لمواجهة رفعت في حال بدأ معركته ضد أخيه حافظ في العاصمة.

حاول رفعت تنفيذ مخططه للانقلاب، ونشرت سرايا الدفاع التي كان يقودها نقاط تفتيش وحواجز طرق في أنحاء دمشق، واحتلت بالقوة مباني حكومية ومراكز أمن، ونزعت أسلحة قوات الشرطة، بل وحاولت اختراق مقر وزارة الدفاع، لكن قوة حافظ الأسد العسكرية التي تمثلت في سيطرته المطلقة على الجيش والقوات الخاصة وقوات الحرس الجمهوري مقابل اضمحلال قوة سرايا الدفاع أنهت المحاولة.

إعلان

في نهاية أبريل/ نيسان 1984 أدرك رفعت أن الكفة مالت لصالح أخيه، فوافق على شروطه، ونفي إلى موسكو، وضمّت سرايا الدفاع إلى الجيش، ومع مرور الوقت اندمجت تشكيلات السرايا في الفرقة الرابعة بقيادة باسل بن حافظ الأسد التي قادها ماهر الأسد فيما بعد بتكليف من شقيقه الرئيس المخلوع بشار الأسد.

رفعت الأسد درس العلوم السياسية في جامعة دمشق وتخرج فيها عام 1977 (مواقع التواصل) أبرز الشخصيات رفعت الأسد

ولد عام 1937 في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، وفيها تلقى تعليمه الأساسي ثم درس العلوم السياسية في جامعة دمشق، وتخرج فيها عام 1977حاصلا على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد.

تزوج 4 مرات، وكانت أولى زوجاته ابنة عمه أميرة عبد العزيز الأسد، ثم تزوج لاحقا لين الخير، ورجا بركات وسلمى مخلوف وأخت عايدة فستق، إحدى زوجات الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وله 8 أبناء أكبرهم دريد، و8 بنات أكبرهن تماضر.

انضم عام 1952 إلى حزب البعث ثم التحق بالخدمة الإلزامية في الجيش، بعد ذلك انتقل إلى وزارة الداخلية عقب الانفصال بين مصر وسوريا عام 1961، ودرس في الكلية العسكرية في مدينة حمص بعد انقلاب عام 1963، الذي نفذته اللجنة العسكرية للإطاحة بحكم الرئيس ناظم مقدسي، وكان أحد أعضاء اللجنة حينها أخوه حافظ الأسد.

شارك رفعت الأسد في حرب 1967 بين الدول العربية وإسرائيل، وكان مسؤولا عن كتيبة الدبابات في جبهة القنيطرة، وحمل رتبة نقيب حينئذ، وانسحبت الكتيبة مع اللواء 70 الخاص بالمدرعات من الجبهة، بعد الإعلان المبكر عن سقوط جبهة القنيطرة قبل سقوطها فعليا.

تدرج في المناصب العسكرية، ثم ترأس سرايا الدفاع وقادها في مجزرة حماة عام 1982، التي راح ضحيتها نحو 40 ألف قتيل، خرج من سوريا بعد خلاف مع شقيقه، وعاد إليها عام 2021 بعد 36 عاما أمضاها في المنفى.

صدرت بحقه مذكرة توقيف في فرنسا بعدما رفعت مجموعة "شربا" لمكافحة الفساد دعوى قضائية ضده عام 2013 بتهمة غسل الأموال والاحتيال الضريبي، وصدر حكم بسجنه 4 سنوات ومصادرة العقارات التي يملكها في فرنسا، والتي تقدر قيمتها بـ100 مليون دولار.

إعلان

كما أصدر القضاء الفدرالي السويسري في أغسطس/آب 2023 مذكرة اعتقال بحق رفعت الأسد بتهمة ضلوعه في جرائم حرب في سوريا عام 1982، وأصدر الادعاء البريطاني قرارا يقضي بتجميد أصوله في بريطانيا.

اللواء محمد عمران

محمد عمران ضابط في الجيش السوري، ولد عام 1922 في قرية المخرم الفوقاني بريف محافظة حمص، وينتمي إلى الطائفة العلوية، ولديه 6 أولاد أكبرهم اسمه ناجح.

كان عمرات طالبا في دار المعلمين الابتدائية، وفصل عام 1946 بسبب مشاركته في إضراب.

درس في الكلية العسكرية في حمص وتخرج فيها عام 1951، وبعد 3 سنوات شارك في الانقلاب على الرئيس السوري السابق أديب الشيشكلي.

انضم إلى الفرع العسكري في حزب البعث العربي الاشتراكي واعتقل بعد انهيار الوحدة بين سوريا ومصر عام 1961 وأفرج عنه عام 1963 بعد الانقلاب الذي جرى ذلك العام.

عين عام 1963 نائبا لرئيس الوزراء في حكومة أمين الحافظ، ثم وزيرا للدفاع في حكومة صلاح البيطارعام 1966، لكنه اعتقل إثر الانقلاب، وأطلق سراحه بعد نحو عام فغادر سوريا إلى لبنان، واغتيل في طرابلس يوم 4 مارس/آذار1971.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب البعث العربی الاشتراکی الإخوان المسلمین سرایا الدفاع إلى جماعة الإخوان القوات الخاصة فی تلک الفترة الجیش السوری فبرایر شباط انقلاب على على السلطة رفعت الأسد السرایا فی حافظ الأسد لحزب البعث مجزرة حماة على الجیش صلاح جدید فی الجیش عام 1963

إقرأ أيضاً:

الجيش الإيراني يطلق المرحلة الثانية من مناورات “اقتدار الدفاع الجوي 1403”

يمانيون../ انطلقت المرحلة الثانية من مناورات “اقتدار الدفاع الجوي 1403″، صباح اليوم الثلاثاء، بقيادة قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني، في مناطق جنوب غرب البلاد.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن هذه المناورات تجري تحت إشراف شبكة الدفاع الجوي الموحدة، في مناطق من جنوب غرب ووسط إيران، حيث يتم تنفيذ عمليات الكشف، والتعرف، والاعتراض، والاشتباك، وتدمير الأهداف المعادية.

وفي هذه المرحلة، تعتمد قوات الدفاع الجوي للجيش على معدات الرادار المحلية وشبكة مراقبة واسعة النطاق للكشف عن الأهداف المهاجمة وتحديد هويتها.

وتقوم مراكز القيادة والسيطرة خلال المناورات باستخدام أنظمة الرادار النشطة والسلبية المتطورة محليًا، وتقنيات المراقبة الإشارية والإلكتروبصرية لمراقبة منطقة العمليات. وبمجرد اكتشاف أي هدف معادٍ، يتم توجيه أنظمة الدفاع الجوي المناسبة إلى مسار العمليات باستخدام أنظمة ذكية للقيادة والسيطرة لمواجهته والتصدي له.

مقالات مشابهة

  • شهادات حيّة ترصدها الجزيرة نت عن مجازر حافظ الأسد في حماة
  • الجيش الإيراني يطلق المرحلة الثانية من مناورات الدفاع الجوي
  • الجيش الإيراني يطلق المرحلة الثانية من مناورات “اقتدار الدفاع الجوي 1403”
  • القبض على “الذئب المنفرد” في “الدفاع الوطني” لنظام الأسد
  • إيال زامير رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي
  • حماة تتحدث علنا عن جرائم عائلة الأسد
  • الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا عاجلا إلى سكان جنوب لبنان
  • من الجيش الإسرائيليّ.. تحذيرٌ جديد إلى اللبنانيين
  • إيال زامير رئيساً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي