وزير خارجية بولندا: أوروبا استجابت لطلب ترامب بزيادة النفقات العسكرية
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
أكد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأوروبا وصلت، ومفادها هو ضرورة أن تظهر التزامها العسكري تجاه مستقبلها وأن تعمل لتستقل بحاجاتها الأمنية.
وأشار سيكورسكي، في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز، إلى خطاب ترامب أمام حشد بولندي في 2017، حين أقر بقوة الروابط بين الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن لفت كذلك إلى سؤال ما إذا كان الغرب يمتلك الإرادة للنجاة والنجاح في مواجهة التحديات العالمية الجديدة.
وقال سيكورسكي إن العالم الأوروبي كان يلتفت دائما إلى القيادة الأميركية لإنقاذه من الأزمات في تسعينيات القرن الماضي، ولكن الثقة في ضمانات الولايات المتحدة في تضاؤل.
وفي هذا الصدد لفت الوزير البولندي إلى أن أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) استجابوا لدعوات ترامب بزيادة الاستثمار في الدفاع، وفي حين أن 5 دول فقط حققت هدف الإنفاق الدفاعي للناتو -البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي- في ولاية ترامب الأولى، إلا أن العدد وصل إلى 23 من أصل 32 عضوا بحلول نهاية 2023.
وأشار إلى أنه منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022، قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من 140 مليار دولار أميركي من المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية لأوكرانيا، مع تعهده بتقديم 54 مليار دولار أميركي لإعادة الإعمار حتى عام 2027.
إعلانوشدد سيكورسكي على أن بولندا، التي تولت رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في يناير/كانون الثاني 2025، جعلت الأمن على رأس جدول أعمالها، خصوصا ضد روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، وزادت إنفاقها الدفاعي إلى ما يقرب من 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى معدل في حلف الناتو.
وختم الوزير البولندي بالقول إن أوروبا تأمل بتعزيز شراكتها مع الإدارة الأميركية الحالية، مع الأخذ بعين الاعتبار توقعات ترامب وآماله بشأن حلفائه الأوروبيين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هكذا تستعد أوروبا لمواجهة حرب ترامب التجارية
رأت مجلة "ذا إيكونوميست" أن الاتحاد الأوروبي يعاني انقسامات حول قضايا عدة، من الدفاع إلى السياسة الاقتصادية والتجارة والعلاقات مع الصين، ويجعل ذلك من الصعب الاتفاق على تكتيكات موحدة في مواجهة رئيس أمريكي مستعد لاستخدام كل أدوات القوة لتحقيق أهدافه.
لا شيء يحفز الاتحاد الأوروبي على التحرك مثل تهديد خارجي
وفي 31 يناير (كانون الثاني)، أعلن دونالد ترامب عزمه فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي، مشتكياً من ضعف الإقبال على المنتجات الأمريكية.
وبعد يومين، وصف ممارسات الاتحاد التجارية بأنها "فظيعة"، مما أدى إلى تراجع اليورو بنسبة 1% أمام الدولار، وانخفاض الأسهم الأوروبية بشكل أكبر.
From my colleague @COdendahl's new piece. It's coming. ???????? https://t.co/kMxkntQarS pic.twitter.com/muPBo2NlHc
— Tom Nuttall (@tom_nuttall) February 3, 2025 استراتيجيات الرد الأوروبيإذا فرض ترامب رسوماً جمركية على أوروبا، كما فعل مع كندا والصين، سيسعى الاتحاد الأوروبي إلى مزيج من الردع والتفاوض. في 2018، عندما فرضت واشنطن تعريفات على الصلب والألمنيوم، ردت بروكسل بإجراءات مماثلة. ومنذ ذلك الحين، عزز الاتحاد أدواته الدفاعية التجارية، مثل آلية مكافحة الإكراه، التي تسمح برد سريع على الضغوط الاقتصادية.
لكن هناك تحديات:
قد تتطلب تعريفات ترامب المقترحة، التي تتراوح بين 10% و20%، استجابة تتجاوز الأدوات المتاحة حالياً، ما قد يستدعي اللجوء إلى منظمة التجارة العالمية أو تشريعات استثنائية. أي رد أوروبي قد يؤدي إلى تصعيد إضافي.“The overall message is: we have common interests, on defense, Ukraine and China, and we are willing to do more, but that will be harder if you hit us with tariffs,” says our expert @Mij_Europe on the EU's race to confront America's trade war:https://t.co/GIamSuFbJ1
— Eurasia Group (@EurasiaGroup) February 3, 2025 خيارات أوروبا في مواجهة التصعيد يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقليل تأثير التعريفات عبر ثلاثة مسارات رئيسية: زيادة شراء الطاقة والأسلحة الأمريكيةاقترحت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين زيادة استيراد الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة.
وقد تشمل الخطوات أيضاً فرض قيود إضافية على واردات الغاز الروسي.
وفي قطاع الدفاع، قد تتجه أوروبا إلى شراء مزيد من المعدات الأمريكية، خاصة لدعم أوكرانيا
موقف أكثر صرامة تجاه الصينتواجه الشركات الأوروبية تهديداً متزايداً من المنتجات الصينية، خاصة إذا أدت إجراءات أمريكية إلى تحويل فائض الصادرات الصينية إلى أوروبا.
وقد يفرض الاتحاد تدابير تجارية على الصين، وإن كانت مختلفة عن تعريفات ترامب.
صفقة اقتصادية محتملةقد يعرض الاتحاد الأوروبي التزام بعض دوله بخفض فوائضها التجارية عبر تعزيز الطلب المحلي، مما قد يرضي ترامب دون المساس مباشرة بالتجارة الثنائية.
سباق بين الضغوط السياسية والمصالح الاقتصاديةويريد ترامب إظهار أنه أجبر أوروبا على تقديم تنازلات في مجالي الدفاع والتجارة. في المقابل، تحتاج بروكسل إلى بعض الدراما السياسية لدفع أعضائها نحو قرارات صعبة، مثل زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز الطلب المحلي.
وكما خلصت "ذا إيكونوميست"، فإن التهديدات الخارجية غالباً ما تكون المحفز الأهم لتحرك الاتحاد الأوروبي.