"بلاغة الحواس في الشعر المعاصر".. ندوة بمعرض الكتاب|صور
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت قاعة "فكر وإبداع" في بلازا 1، في إطار فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وضمن محور "كاتب وكتاب"، ندوة لمناقشة كتاب "بلاغة الحواس في الشعر المعاصر.. مفاهيم البلاغة الجديدة بين النظرية والتطبيق" للناقد الدكتور محمد زيدان.
شارك في الندوة الناقد الدكتور أسامة البحيري، أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بكلية الآداب بجامعة طنطا، والدكتور محمد الخولي، وأدارها الدكتور أحمد منصور.
في بداية الندوة، رحب الدكتور أحمد منصور بالحضور وأشار إلى أهمية معرض القاهرة للكتاب كمعلم حضاري سنوي ينتظره الجميع في مصر، حيث يمثل هذا الحدث رمزًا للشخصية الثقافية المصرية. كما قدم الدكتور منصور لمحة عن موضوع الندوة، الذي تناول مناقشة كتاب "بلاغة الحواس"، الذي صدر مؤخرًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وأوضح أن الكتاب يعرض رؤية جديدة في البلاغة العربية، ويعد قراءة مغايرة تسلط الضوء على الأسلوبيات والبلاغة كعلم خاص.
وأضاف أن هذا العمل يعد محاولة لتوسيع مفاهيم البلاغة في الوقت الذي توقفت فيه البلاغة العربية التقليدية عن التطور، خاصة بعد اعتقاد البعض بأنها قد اكتملت.
كما أكد أن كتاب "بلاغة الحواس" يفتح أفقًا جديدًا في فهم البلاغة وعلاقتها بالشعر الحديث، ويعيد الربط بين البلاغة والنقد الأدبي، موضحًا أن الدكتور محمد زيدان يقدم مشروعًا أدبيًا كبيرًا يعيد الحياة لهذه الحقول المعرفية.
ومن جهته، أكد الدكتور محمد زيدان أن البلاغة العربية الحديثة لم تتبع تطورات هذا العلم بشكل كافٍ، حيث أن معظم الكتب المعاصرة لم تقدم جديدًا في هذا المجال بل اكتفت بتقليد المناهج الغربية دون الإبداع في هذا السياق.
وأضاف أن كتابه "بلاغة الحواس" يسعى إلى دراسة النص الأدبي من خلال أدوات متصلة بالنص نفسه وليس من خلال الأفكار النظرية البعيدة عنه، مؤكدًا أن الهدف من الكتاب هو اقتحام باب جديد في فهم البلاغة باعتبار النص الأدبي حالة جمالية تستنزف ذاكرة الإنسان وحواسه.
أما الدكتور أسامة البحيري فقد أعرب عن سعادته بمشاركته في فعاليات معرض القاهرة للكتاب، مؤكدًا على أهمية كتاب "بلاغة الحواس" في إطار الدراسات البلاغية الحديثة، فهو عمل متميز. وتناول البحيري مفهوم البلاغة في التراث العربي، مشيرًا إلى تطور البلاغة وتنوع أشكالها عبر العصور، لافتًا إلى أن الدكتور محمد زيدان يقدم في كتابه تصورات جديدة لتطوير البلاغة، ويؤكد على ضرورة النظر إلى النص الأدبي في سياقه الكامل، وألا تقتصر البلاغة النقدية على المعايير القديمة.
كما أثنى على جهود زيدان في بناء رؤية حديثة في البلاغة التي تتجاوز القطيعة المعرفية بين القديم والحديث، بوضعه 4 تصورات بين صفحات الكتاب لتطوير البلاغة، وتؤسس لنظرية في البلاغة النقدية مع التطبيق على الشعر.
وعبّر الدكتور محمد الخولي عن سعادته بمناقشة هذا الكتاب المتميز، واصفًا إياه بأنه دراسة ورؤية جديدة في البلاغة العربية. وأكد الخولي أن الكتاب يطرح أسئلة أكثر مما يجيب عليها، ويقدم رؤية متجددة حول البلاغة، من خلال تطوير الجماليات الجزئية وتحويلها إلى أدوات نقدية تضاف إلى الأدوات الحديثة. كما أوضح أن الكتاب يعد خطوة مهمة في إعادة النظر في النصوص الأدبية بمختلف أشكالها، سواء كانت شعرًا، قصة، رواية أو عملًا مسرحيًا.
اختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية هذا الكتاب كمساهمة في تطوير علم البلاغة ودعوة للنقد الأدبي لتوسيع آفاقه والابتعاد عن القوالب الجامدة، وذلك بما يتناسب مع المتغيرات والتطورات الأدبية والفكرية في العصر الحديث.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور محمد زيدان معرض الكتاب اقرأ فى البدء كان الكلمة الدکتور محمد زیدان البلاغة العربیة فی البلاغة
إقرأ أيضاً:
بلاغة آيات الصيام في ملتقى الأوقاف الفكري بمسجد الحسين في ثالث ليالي رمضان
في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان، انعقد الملتقى الفكري عقب صلاة التراويح بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) في القاهرة، مساء الليلة الثالثة من رمضان، تحت عنوان "الإشارات البلاغية في آيات الصيام"، وذلك ضمن جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل.
شارك في الملتقى الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية الأسبق، حيث ألقيا محاضرات تناولت بلاغة القرآن الكريم في تشريعات الصيام. وتلا خلال اللقاء القارئ الشيخ أحمد عوض أبو فيوض، فيما قدم الشيخ محمد عبد السلام الحسيني ابتهالات روحانية أضفت أجواء إيمانية على الملتقى، وتولى تقديم فعاليات اللقاء الإعلامي الأستاذ عمر حرب.
حضر الملتقى عدد كبير من قيادات وزارة الأوقاف ومديرية أوقاف القاهرة، إلى جانب لفيف من طلاب الأزهر الشريف والوافدين، الذين توافدوا للاستفادة من المحاضرات العلمية القيمة. كما ساهم الإعلامي الكبير حسن الشاذلي في إثراء اللقاء بأسلوبه المتميز في التقديم وإدارة الحوار.
أكد الدكتور سلامة داوود، أهمية هذه الملتقيات الفكرية في مناقشة قضايا الفكر والتأصيل العلمي، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مصدر متجدد للتدبر والفهم. وأوضح أن آيات الصيام جاءت بأسلوب بلاغي مميز يحمل في طياته دلالات تشريعية وإعجازًا لغويًا، مما يعكس مكانة فريضة الصيام في الإسلام ودورها في تهذيب النفوس.
من جانبه، رحّب الدكتور غانم السعيد بالحضور، موضحًا أن الله تعالى ابتدأ آيات الصيام بنداء الإيمان في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، مبينًا أن هذا النداء يحمل تشريفًا للمؤمنين قبل أن يكون تكليفًا.
وأشار إلى أن استخدام لفظ "كُتِبَ" بدلًا من "فُرِضَ" يدل على سبق تقدير الصيام في اللوح المحفوظ، وأن هذه الفريضة لم تكن خاصة بأمة الإسلام، بل امتدت إلى الأمم السابقة تأكيدًا لعظمتها وفضلها عند الله.
ويمثل ملتقى الفكر الإسلامي، الذي تنظمه وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان، منبرًا فكريًا مهمًا يسعى إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصدي للفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك.
وأسهم هذا اللقاء في تقديم رؤى علمية مستنيرة حول القضايا الدينية والمجتمعية، مما يساعد على رفع الوعي وترسيخ الهوية الدينية والوطنية لدى الحاضرين.
اختُتم الملتقى بابتهال روحاني قدمه الشيخ محمد عبد السلام الحسيني، وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين أعربوا عن تقديرهم لهذه اللقاءات التي تثري معارفهم الدينية وتعزز صلتهم بالقيم الإسلامية الراقية.