أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" إطلاق برنامج "مبرمجي ذكاء المستقبل" في مرحلته الثانية، لتدريب معلمي الحاسب الآلي في التعليم العام بالرياض، وجدة، والدمام، على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع وزارة التعليم.

ويستمر البرنامج  حتى ١٦ سبتمبر ٢٠٢٣م، كما يُشرف على التدريب عدد من المتخصصين في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي في "سدايا"، لتدريب المعلمين والمعلمات على مبادئ الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والرؤية الحاسوبية، للمساهمة في بناء جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على بناء اقتصاد قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

ويمكن للراغبين في الالتحاق في البرنامج التسجيل عبر الرابط التالي: https://sdaia.gov.sa/ar/Sectors/academy/Pages/teacher.aspx.

يأتي البرنامج كإحدى مبادرات "سدايا" المعرفية في بناء الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتعددة وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى التي خصصت لتدريب أكثر من 1500 معلم ومعلمة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي وزارة التعليم برنامج مبرمجي ذكاء المستقبل والذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

اليسار السوداني بين التشظي ورهانات المستقبل

زهير عثمان

اليسار السوداني، كتيار فكري وسياسي، لعب دورًا محوريًا في تشكيل الوعي السياسي والاجتماعي في السودان منذ منتصف القرن العشرين. ورغم إسهاماته الكبيرة، فإن تشظيه وتحولاته تعكس صراعات داخلية وخارجية مرتبطة بالواقع السوداني المعقد. لفهم هذه الظاهرة، يتعين التعمق في جذور اليسار السوداني، ديناميكيات تطوره، وتأثير السياقات المحلية والعالمية عليه.
منطلقات الماركسية السودانية
اليسار السوداني بدأ بنهج ماركسي كلاسيكي مستلهَم من الأدبيات الأممية، حيث سعى إلى تفسير التناقضات الاجتماعية والاقتصادية في البلاد. تبنى الماركسيون السودانيون رؤى مستمدة من الأدبيات اللينينية، مع محاولات لتكييفها مع السياق السوداني، الذي يتميز بتنوع إثني وثقافي واسع. لكن، وبمرور الوقت، برزت تحديات كبرى تمثلت في غياب القدرة على تحقيق التوافق بين النظرية والممارسة، خاصة في ظل تدخلات الأنظمة الحاكمة وقمعها.

الانشقاقات والتحولات
شهد اليسار السوداني عدة انشقاقات كانت في جوهرها تعبيرًا عن خلافات أيديولوجية وتنظيمية. من أبرزها انشقاق مجموعة حق، التي جاءت كرد فعل على الجمود الأيديولوجي داخل الحزب الشيوعي السوداني. حركة حق، بمحاولتها إعادة قراءة الماركسية، عكست توجهًا جديدًا يميل إلى تخفيف النزعة الأيديولوجية لصالح مقاربات أكثر واقعية.

هذا الانقسام لم يكن ظاهرة منعزلة، بل يعبر عن جدلية الصراع داخل تيارات اليسار عالميًا، حيث تأثرت الحركات اليسارية في السودان بتراجع الماركسية التقليدية عالميًا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وصعود النيوليبرالية كأيديولوجيا مهيمنة.

مقاربات جديدة للماركسية
في أواخر حياته الفكرية، أبدى ماركس اهتمامًا بتنوع سبل التطور التاريخي، متخليًا عن التصور الآلي للتاريخ الذي كان حاضرًا في البيان الشيوعي. هذا التحول، الذي التقطه مفكرون عالميون، انعكس في محاولات قادة يساريين كنهرو وسنغور وماو تسي تونغ لتكييف الماركسية مع واقع بلدانهم.

بالنسبة للسودان، فإن هذا التوجه يفتح آفاقًا لإعادة قراءة الماركسية بما يتناسب مع التحديات السودانية، مثل التعدد الثقافي، والنظام القبلي، والتركيبة الاقتصادية الريفية. هذه القراءة قد تسهم في تطوير رؤية يسارية حديثة تنطلق من الواقع السوداني بدلًا من استنساخ نماذج خارجية.

اليسار بين الهوية الوطنية والعولمة
أحد التحديات الكبرى التي تواجه اليسار السوداني اليوم هو التوفيق بين الهوية الوطنية ومتطلبات العولمة. فبينما تسعى التيارات اليسارية إلى تحقيق العدالة الاجتماعية داخل السودان، تجد نفسها مضطرة للتعامل مع أنماط اقتصادية وسياسية عابرة للحدود. هذا التحدي يستدعي إعادة صياغة المفاهيم التقليدية لليسار بما يضمن الحفاظ على الخصوصية السودانية مع الانفتاح على القضايا العالمية.

رهانات المستقبل
في ظل التحولات الراهنة، يحتاج اليسار السوداني إلى مواجهة عدة أسئلة جوهرية: كيف يمكنه استعادة دوره كقوة فاعلة في الحراك السياسي؟ ما هي الأدوات التي يحتاجها لتجاوز الانقسامات الداخلية؟ وهل يستطيع بناء مشروع سياسي يجمع بين الطموح الوطني والتحديات الكونية؟

الإجابة على هذه الأسئلة تتطلب تجاوز الخطاب النخبوي والانفتاح على قضايا الجماهير. كما تتطلب تبني رؤية شاملة ترتكز على العدالة الاجتماعية، والمساواة، واحترام التنوع الثقافي. هذه الرؤية لن تتحقق إلا من خلال تجديد الفكر اليساري السوداني وتطوير أساليب عمله.

اليسار السوداني يقف اليوم على مفترق طرق، حيث تتقاطع فيه التحديات الداخلية والخارجية. وبينما يمثل التشظي عائقًا، فإنه أيضًا فرصة لإعادة بناء المشروع اليساري على أسس جديدة. هذا المشروع يحتاج إلى قراءة نقدية للتاريخ، واستلهام الدروس، مع الانفتاح على المستقبل بروح تقدمية تتجاوز الأيديولوجيات الجامدة.

اليسار السوداني، إذا استطاع تجاوز أزماته الراهنة، يمكن أن يكون قوة تغيير حقيقية تساهم في بناء سودان جديد قائم على العدالة والمساواة والحرية.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • عرب بلاست يبحث دور السياسات البيئية والذكاء الاصطناعي في مستقبل الصناعة
  • بـ3000 دولار.. إطلاق أصغر حاسوب فائق الذكاء الاصطناعي
  • “سدايا” وجامعة الملك سعود تختتمان الدورة الأولى من برنامج تمكين القطاع الصحي في الذكاء الاصطناعي بمشاركة 100 ممارس صحي
  • "سدايا" وجامعة الملك سعود تختتمان الدورة الأولى من برنامج تمكين القطاع الصحي في الذكاء الاصطناعي
  • رئيس جامعة كفر الشيخ: المدينة الطبية والذكاء الاصطناعي يقودان الجامعة نحو المستقبل
  • إطلاق "برنامج أسبوع تطوير الموظفين" في جامعة صحار
  • لمكافحة «سوء التغذية».. إطلاق برنامج وجبات مجانية للأطفال والحوامل في إندونيسيا
  • الذكاء الاصطناعي.. توقعات بتأثير أكبر في 2025
  • اليسار السوداني بين التشظي ورهانات المستقبل
  • دكتوراه عن القواعد الفقهية والذكاء الاصطناعي لباحث من الفيوم بمينيسوتا