غزة في مرحلة ما بعد الحرب: نيويورك تايمز تكشف عن 4 خيارات للحكم
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
مدينة غزة (مواقع)
كرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريراً تناول فيه أربعة سيناريوهات محتملة تتعلق بمستقبل حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الجارية، مشيرة إلى أن النتيجة النهائية قد تتأثر بشكل كبير بتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من المتوقع أن يناقش ترامب هذا الموضوع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مقرر يوم الثلاثاء في واشنطن، حيث سيبحثون سبل التعامل مع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.
ووفقاً للصحيفة، فإن هناك أربعة احتمالات مختلفة حول شكل الحكم في غزة، حيث تم تقسيم هذه السيناريوهات إلى خيارات قد تتراوح بين استمرار الحكم الحالي لحركة حماس وصولاً إلى سيطرة دولية أو حتى تدخل السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع. وفيما يلي التفاصيل حول هذه السيناريوهات الأربعة:
حكم حماس:
بالنسبة لغالبية الإسرائيليين، يعتبر بقاء حماس في السلطة لفترة طويلة في غزة أمراً غير مقبول.
ومع ذلك، قد يقبل بعض الإسرائيليين بهذا الخيار بشرط أن تلتزم حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في القطاع.
في المقابل، هناك من يرفض هذا الخيار من اليمين الإسرائيلي، ويعتبرون أن استمرار حماس في الحكم قد يتطلب استئناف الحرب لاستعادة السيطرة.
حكم إسرائيلي:
من أجل هذا السيناريو، ستحتاج إسرائيل إلى الدعم الكامل من إدارة ترامب، التي أعربت عن رغبتها في رؤية تمديد لوقف إطلاق النار بهدف إتمام عملية إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة.
لكن لتحقيق هذا الهدف، سيكون على إسرائيل في النهاية اتخاذ قرار بالانسحاب من القطاع، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للائتلاف الحاكم في إسرائيل بقيادة نتنياهو.
هذا يعني أنه قد يكون من المرجح أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي للقطاع أو حتى يتم توسيعه لتجنب انهيار الحكومة الإسرائيلية.
حكم دولي:
تدير بعض القوى الدولية الفاعلة، مثل مصر وقطر، شؤون غزة في الوقت الراهن، وهناك مسؤولون إسرائيليون يعتقدون أن هذه العملية يمكن توسيعها لتشمل أدواراً إدارية في المنطقة بدعم مالي وسياسي من دول عربية رائدة.
بموجب هذا السيناريو، قد يتم تكليف الأمم المتحدة أو قوى دولية أخرى بإدارة غزة لفترة انتقالية بهدف الوصول إلى تسوية دائمة.
حكم السلطة الفلسطينية:
في خطوة دبلوماسية هادئة، بدأت السلطة الفلسطينية في العمل على العودة إلى بعض أجزاء من غزة، وهو ما يمكن أن يشير إلى استعداد القيادة الإسرائيلية للتفاهم على بعض المشاركة في الحكم مع السلطة الفلسطينية.
هذه الخطوة قد تفتح المجال أمام دور فلسطيني أكبر في إدارة القطاع بعد الحرب، مما يعني تحولاً في التوازن السياسي لصالح السلطة الفلسطينية.
توضح الصحيفة أن المستقبل القريب لقطاع غزة سيعتمد بشكل كبير على مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هذه الخيارات، وكذلك على استجابة حكومة نتنياهو للأوضاع السياسية المعقدة في إسرائيل.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل حماس غزة السلطة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
فرص ترسيخ هدنة غزة تتضاءل.. وعودة الحرب تلوح في الأفق
مع انسداد أفق التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة في غزة والمضي قدماً في التفاوض بشأن مسار المرحلة المقبلة، بعد رفض إسرائيل والولايات المتحدة مخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة، وإطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تحذيراً أخيراً" لحركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين، اختلطت الأوراق وباتت العودة إلى الحرب هي السيناريو الأقرب.
عد تنازلي لمهلة الأيام العشرة التي تنتهي بنهاية الأسبوع المقبل، والتي أعلنتها إسرائيل لاستئناف القتال، رافقه تحذير الرئيس الأمريكي ليل الأربعاء الخميس من أن أي تأخير سيؤدي إلى "نهاية محتومة" للحركة.
وقال ترامب: "أطلقوا سراح الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا جثث من قتلتم، أو سيكون هذا آخر تحذير لكم!"، مضيفاً أنه سيوفر لإسرائيل "كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة"، وشدد على أنه لن يكون أي عنصر في حماس بمأمن إن لم تستجب الحركة لهذا الطلب.
"'Shalom Hamas' means Hello and Goodbye - You can choose. Release all of the Hostages now, not later, and immediately return all of the dead bodies of the people you murdered, or it is OVER for you. Only sick and twisted people keep bodies, and you are sick and twisted! I am… pic.twitter.com/88EjVAyWAe
— President Donald J. Trump (@POTUS) March 5, 2025ولم يفت ترامب أن يدعو قادة حماس إلى "مغادرة غزة فوراً" قبل فوات الأوان، ووجه رسالة مباشرة لسكان القطاع، قائلاً: "مستقبل مشرق في انتظاركم، ولكن ليس إن احتفظتم بالرهائن، لأنكم حينها ستكونون في خطر!".
تصريحات جاءت عقب اجتماع الرئيس الأمريكي بعدد من الرهائن المحررين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الذين تحدثوا عن معاناتهم، وسط تصاعد التوترات في المنطقة ودعم أمريكي متزايد لإسرائيل في عملياتها العسكرية ضد حماس، الأمر الذي يشي بأن "أبواب الجحيم" التي طالما توعد ترامب بها توشك أن تفتح على المنطقة.
President Trump met with eight released hostages from Gaza, listening to their heartbreaking stories. They expressed gratitude for his unwavering efforts to bring them & others home.
Hamas' actions have inflicted immense suffering, AND THEIR REIGN OF TERROR MUST BE STOPPED.???????????????? pic.twitter.com/Sy0G3fwSqL
لكن للمفارقة جاءت هذه التهديدات عقب الكشف عن محادثات مباشرة "مستمرة" في العاصمة القطرية الدوحة بين الإدارة الأمريكية وحماس لأول مرة منذ عقود بشأن إطلاق سراح رهائن يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية محتجزين في غزة.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز هذه المحادثات، التي يقود الجانب الأمريكي فيها المبعوث الخاص لشؤون الرهائن آدم بولر، بأنها تحول كبير للولايات المتحدة التي "لطالما رفضت إجراء محادثات مباشرة مع الجماعات التي تصنفها واشنطن كمنظمات إرهابية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية تعتبر حماس منذ عقود جماعة إرهابية، وأن المسؤولين الأمريكيين، مثلهم مثل نظرائهم الإسرائيليين، اعتمدوا بشكل عام على وسطاء ، مثل قطر ومصر مؤخراً، في نقل الرسائل إلى الحركة بدلاً من الجلوس مع قادتها.
وأكد البيت الأبيض هذه المحادثات، وقالت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت: "لقد تمت استشارة إسرائيل في هذا الشأن"، مضيفة أن هناك "أرواحاً أمريكية على المحك"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وكما كانت تصريحات البيت الأبيض مقتضبة، جاء تعليق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الأمر، قائلاً إن إسرائيل "أعلنت رأيها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس خلال المحادثات مع الولايات المتحدة".
وكان المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون يأملون أن تؤدي سياسة عدم الاتصال مع حماس إلى عزل الحركة وإضعافها بعد سيطرتها على قطاع غزة في عام .2007 وشكك منتقدون من حين لآخر في فعالية المقاطعة التي استمرت لسنوات في ظل عدم حدوث تحول واضح في مواقف حماس، وفقاً لنيويورك تايمز.
ومن جهتها، ذكرت الإذاعة الوطنية العامة، وهي مؤسسة إعلامية غير ربحية أمريكية مقرها الرئيسي في واشنطن، أن هذه المحادثات بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي واستمرت منذ ذلك الحين، مشيرة إلى أنها المرة الأولى "المعروفة " التي تتواصل فيها الولايات المتحدة مباشرة مع حماس منذ أن صنفتها منظمة إرهابية في عام 1997.
ولا تزال حماس تحتجز 59 رهينة في غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 35 منهم. وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أن 22 منهم على قيد الحياة، بينما لا يزال وضع اثنين آخرين غير معروف، بحسب موقع أكسيوس الإخباري الذي أشار إلى أن من بين الرهائن المتبقين 5 أمريكيين، أحدهم يدعى إيدان ألكسندر (21 عاماً) ويعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
وبينما لم يحدد مسؤول في حماس، نقلت عنه الإذاعة الأمريكية، ما إذا كانت تلك المحادثات قد جرت مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أو إدارة ترامب، علماً بأن أعضاء من كلا الفريقين كانوا حاضرين بمحادثات وقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني) قبل تولي ترامب منصبه، ذكر موقع أكسيوس أن أعضاء من إدارة ترامب شاركوا في محادثات مع حماس مؤخراً.
وفي إشارة لتحذير ترامب الأحدث لحماس، ذكر أكسيوس أن الرئيس الأمريكي أصدر عدة "إنذارات نهائية" للحركة منذ فوزه في الانتخابات، وأن آخرها كان الشهر الماضي عندما طالبها بإطلاق سراح جميع الرهائن بحلول ساعة معينة الشهر الماضي، ولم يحدث شيء بعدها رغم انقضاء المهلة دون الاستجابة لطلبه.
وفي ظل العقبات التي تواجه الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انتهت مرحلته الأولى يوم السبت الماضي بعد أن امتدت على مدار 42 يوماً، وطرح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، تصوراً جديداً يضمن تمديد الهدنة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، يبقى الوضع قابلاً للاشتعال من جديد، لاسيما مع تمسك الجانب الإسرائيلي بخروج حماس من المشهد ونزع السلاح من قطاع غزة، ورفض الحركة الفلسطينية "المقايضة على سلاح المقاومة"، واصفة ذلك بأنه خط أحمر.