السياسة النفطية لـ ترامب بين زيادة الإنتاج وخفض الأسعار
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
حل تسييس الطاقة على رأس جدول الأعمال خلال الحملة الانتخابية وفي الأسابيع القليلة الأولى من رئاسة ترامب.
تمثلت أهداف البرنامج في إعادة تأكيد هيمنة أمريكا على سوق الهيدروكربون العالمية (كانت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم منذ عام 2019) وضمان أسعار منخفضة للمستهلكين الأمريكيين.
وفي الممارسة العملية، تتجلى هذه الرغبة في زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكي بمقدار ثلاثة ملايين برميل من مكافئ النفط يوميًا، لإنتاج متوسط من النفط الخام يتجاوز 13 مليون برميل يوميًا في عام 2024، ولكن هل هذا الهدف واقعي؟
زيادة إنتاج النفط والغاز الأمريكييقول باسكال ديفو، كبير المحللين الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بنك بى إن بى باريبا، في مقال نشر على الموقع الرسمي للبنك، «إن هناك عاملين رئيسيين لابد من أخذهما في الاعتبار: أولاً، على عكس منتجي أوبك، فإن شركات النفط الأمريكية هي شركات خاصة ولديها مساهمون يدفعون، وثانياً، إن أسعار التعادل التي يدفعها المنتجون لحقول النفط الجديدة مرتفعة إلى حد ما (حوالي 65 دولاراً أميركياً للبرميل).
وأضاف: على هذه الخلفية هناك تناقض واضح بين تشجيع الشركات الخاصة على الاستثمار وخطر الإضرار بأرباحها، وعلى هذا فإن النفوذ الحكومي تنظيمي في المقام الأول، وتأثيره في أفضل الأحوال متوسط الأجل (تطوير شبكة خطوط الأنابيب وفتح الوصول إلى الأراضي الفيدرالية الجديدة للحفر) أو هامشي نسبياً من الناحية الاقتصادية (خفض الرسوم التي يدفعها المنتجون لتحسين نقطة التعادل).
وتابع: هناك مسار عمل محتمل آخر، يعتمد بشكل مباشر على الرئاسة، وهو الاستفادة من الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الأمريكية، ورغم أن مستواها الحالي أعلى من الحد الأدنى التنظيمي (90 يوما من واردات النفط الصافية)، فإن هذه الاحتياطيات عند أدنى مستوياتها منذ نحو أربعين عاما، وقد انخفضت بشكل حاد في عام 2022 استجابة لارتفاع الأسعار في أعقاب اندلاع الحرب في أوكرانيا، وبالتالي، فإننا حاليا في مرحلة إعادة تعبئة هذه الاحتياطيات، وقد تعهد الرئيس ترامب بمواصلة هذه السياسة خلال حملته الانتخابية.
وبشكل غير مباشر كما أشارت التصريحات الأخيرة، قد يضغط ترامب على أوبك لإعادة النفط إلى السوق، وهذا من شأنه بطبيعة الحال أن يؤثر في المقام الأول على المملكة العربية السعودية، المنتج الذي يمتلك أكبر طاقة احتياطية، وفي الأمد القريب، يبدو هذا الاحتمال غير مرجح، ما لم نفترض أنه جزء من مفاوضات اقتصادية وجيوسياسية أوسع نطاقا كجزء من إعادة ترتيب التوازنات الإقليمية.
المملكة العربية السعوديةوأكمل: من الناحية الاقتصادية، ليس لدى المملكة العربية السعودية أي مصلحة في خفض الأسعار، حتى من أجل اكتساب حصة في السوق، وتواجه المملكة احتياجات مالية كبرى كجزء من خطتها للتحول الاقتصادي، والمستوى الحالي لأسعار النفط يجعل من المستحيل تلبية هذا المتطلب التمويلي، وفي عام 2025، لن تتمكن الحكومة السعودية من موازنة ميزانيتها إلا إذا تجاوز سعر النفط 90 دولارا للبرميل.
وأردف: إذا نظرنا إلى آفاق سوق النفط العالمية في عام 2025، فقد نميل إلى القول إن أفضل طريقة لترامب لخفض سعر برميل النفط هي عدم التصرف، لأن السوق ستتولى الأمر. في السيناريو المركزي لدينا، من المقرر أن ينخفض سعر برميل النفط: من المرجح أن ينمو الطلب بشكل معتدل فقط، ولا يزال متأثرًا سلبًا بالتباطؤ الصيني، في حين سيستمر المنتجون من خارج أوبك+ في زيادة إنتاجهم، مما يمنع منتجي أوبك+ من إعادة دخول السوق، لأن هذا من شأنه أن يخاطر بخفض الأسعار بشكل كبير.
هذا ومن المتوقع أن يبلغ العرض الزائد في السوق حوالي 0.5 مليون برميل يوميًا في عام 2025. بعد الارتفاع في بداية العام نتيجة للعقوبات الأمريكية ضد الناقلات الروسية والطقس الشتوي القاسي، من المتوقع أن ينخفض سعر برميل برنت من 77 دولارًا أمريكيًا للبرميل الحالي إلى 70 دولارًا أمريكيًا للبرميل على مدار العام، وهو مستوى يبدو مقبولًا لرئاسة الولايات المتحدة.
ورغم أن سياسة ترامب قد يكون لها تأثير على أسعار النفط، إلا أنها سوف تكون أكثر تأثيرا على العلاقات الدولية والجبهة الجيوسياسية، وبتأثير صعودي، ومن شأن إدراج المنتجات الهيدروكربونية في الزيادات في الرسوم الجمركية ضد كندا والمكسيك (اللتين تصدران 4 ملايين و0.5 مليون برميل يوميا على التوالي إلى مصافي التكرير الأميركية) أن يستلزم ارتفاع أسعار البنزين بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، وعلاوة على ذلك، فإن تطبيق عقوبات إضافية على صادرات النفط من إيران وفنزويلا من شأنه أن يدفع أسعار النفط الخام إلى الارتفاع في الأسواق العالمية.
أثر وقف إطلاق النار في أوكرانيا على النفطوعلى العكس من ذلك، فإن وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والذي من شأنه أن يسمح برفع العقوبات المفروضة على النفط الروسي تدريجيا، من شأنه أن يخلف تأثيرا هبوطيا على الأسعار العالمية، ومع ذلك، في ظل سياسة أوبك+ الثابتة، فإن التأثير ربما يكون محدودا، نظراً لأن روسيا تنتج بالفعل بمستوى يتوافق مع حصتها في أوبك+.
وأشار ديفو إلى مقال افتتاحي عن الدولار نُشر في 21 يناير تحت عنوان «هل يستطيع ترامب خفض قيمة الدولار؟»، فإن تصريحات الرئيس ترامب بشأن سياسته النفطية مليئة بالتناقضات، حيث لا يتطابق هدف الإدارة مع هدف المنتجين، في حين تتعارض أهداف السياسة المحلية (بما في ذلك خفض الأسعار للمستهلكين) مع السياسة الخارجية التي تشكل مصدرًا للضغوط التضخمية، لذلك، سيكون من المهم مراقبة توقيت السياسة الأمريكية عن كثب. فالتسرع المفرط قد يؤدي إلى توترات في سوق النفط وارتفاع أسعار الوقود.
واختتم: التنسيق الأفضل، سواء بين المنتجين الرئيسيين (وهو أمر غير مرجح)، وكذلك بين الأهداف المحلية والخارجية للسياسة الأمريكية (وهو الأمر الأكثر ترجيحًا)، من شأنه أن يتجنب العديد من مصادر التقلب في عام 2025.
اقرأ أيضاًسعر الذهب في عمان اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025
سعر الذهب الآن في مصر.. ارتفاع جديد يضرب المعدن الأصفر
طريقة استرداد رسوم الحج السياحي 2025 لغير الفائزين بالقرعة
مجاني وبعائد 8.75%.. شروط فتح أحدث حساب توفير بـ «البنك الأهلي المصري»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الطاقة الغاز الطبيعي الرسوم الجمركية ترامب النفط زيادة إنتاج النفط أوبك سعر برميل النفط الغاز الأمريكي كندا والمكسيك وقف إطلاق النار في أوكرانيا خفض الأسعار من شأنه أن فی عام 2025
إقرأ أيضاً:
انخفاض أسعار البيض والدواجن.. شعبة المواد الغذائية تكشف الأسباب
شهدت الأسواق في القاهرة وعدد من المحافظات تراجعا ملحوظا في أسعار البيض بمختلف أنواعه، وذلك بعد فترة طويلة من الارتفاعات المتتالية التي أثقلت كاهل الأسر المصرية.
حيث انخفض سعر البيضة الواحدة إلى 4 جنيهات فقط، مقارنة بـ 6 جنيهات ظلت مسجلة لفترة ليست بالقصيرة، في ظل تحسن واضح في حركة البيع والشراء، وزيادة قدرة المواطنين على تلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
أسباب تراجع الدواجن والبيضوفي هذا الصدد، كشف حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية، أن هذا الانخفاض اللافت في الأسعار يعود إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، على رأسها زيادة المعروض من البيض في الأسواق، نتيجة تحسن منظومة الإنتاج ورفع الكفاءة التشغيلية في مزارع الدواجن.
وأشار إلى أن تراجع تكاليف النقل والتوزيع بشكل نسبي بسبب انخفاض أسعار الوقود كان له أيضا دور بارز في خفض الأسعار النهائية للمستهلك.
تخفيف الأعباء على المواطنينوأضاف المنوفي أن هذه التطورات ساهمت بشكل مباشر في تخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية الأخرى، وهو ما يجعل من استقرار أسعار البيض بادرة إيجابية تعيد بعض التوازن إلى السوق.
جهود حكومية لدعم الإنتاج المحليوأكد المنوفي أن هذا التراجع يعكس نجاح الجهود الحكومية والمجتمعية المبذولة لدعم قطاع الإنتاج الحيواني والزراعي، وقد شملت هذه الجهود التوسع في إنشاء مزارع حديثة، وتطبيق أساليب إنتاج متطورة تسهم في تقليل الفاقد وزيادة الإنتاجية، مما ساعد في تحقيق هذا التوازن السعري الملحوظ.
وشدد على ضرورة الاستمرار في دعم سلاسل الإمداد بشكل متكامل، مع ضمان توفير الأعلاف ومدخلات الإنتاج بأسعار مناسبة، بما يسهم في استدامة انخفاض الأسعار مستقبلا، ويمنع عودة التقلبات السعرية المفاجئة.
كما نوه إلى أهمية الرقابة المنتظمة على الأسواق لمنع أي محاولات لاحتكار السلع أو رفع الأسعار بشكل مصطنع، مشددا على أن الشعبة تتابع السوق عن كثب لضمان تحقيق التوازن بين مصلحة المستهلك والتاجر.
وأكد على استقرار أسعار البيض سينعكس إيجابيا على قطاعات أخرى، مثل الصناعات الغذائية والمطاعم والفنادق، من خلال خفض التكاليف التشغيلية، وهو ما من شأنه أن يدعم التحسن العام في الوضع الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
والجدير بالذكر، أن يؤدي هذا الاستقرار إلى وفرة الإنتاج المحلي وتحسن حركة البيع والشراء مع تزايد الإقبال من المواطنين على الأسواق لإحتياجاتهم اليومية.
وتعد محافظة الوادي الجديد من المحافظات الواعدة في قطاع الثروة الداجنة، حيث تشهد الأسواق بها توازنا ملحوظا بين العرض والطلب نتيجة دعم المشروعات الصغيرة والمزارع المحلية.
وتتميز المحافظة بانتشار مزارع الدواجن والبيض في عدد من المراكز، مع اعتمادها على نظم تربية متطورة وأساليب حديثة في الرعاية البيطرية، ما يسهم في تحسين جودة الإنتاج وتوفيره بأسعار مستقرة للمواطنين.
وتسعى المحافظة إلى تعزيز الإنتاج المحلي من خلال تقديم الدعم الفني للمربين، وتسهيل توفير الأعلاف والأدوية البيطرية بأسعار مخفضة، بما ينعكس إيجابيا على وفرة المعروض في الأسواق.
كما تلعب مبادرات التوسع في إقامة مزارع صغيرة ومتوسطة دورا مهما في خلق فرص عمل جديدة، وتقليل الاعتماد على الاستيراد من المحافظات الأخرى.
- الفراخ البيضاء: بين 90 و93 جنيها للكيلو.
- الفراخ الساسو: بين 96 و99 جنيها للكيلو.
- الفراخ البلدي: حوالي 123 جنيهًا للكيلو.
أما أسعار البيض فقد سجلت استقرارا نسبيا:- كرتونة البيض الأبيض: نحو 125 جنيها.
- كرتونة البيض الأحمر: حوالي 135 جنيها.
- كرتونة البيض البلدي: تصل إلى 175 جنيها.