المهرجانات الشتوية بالمحافظات ..تعزز الثقافة وتسهم في الحفاظ على التراث
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تشارك الأسرة العمانية بحضورها للمهرجانات الشتوية في سلطنة عمان في الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تعكس التراث العماني وتعزز من الروابط المجتمعية، حيث تؤدي هذه المهرجانات دورًا في إبراز الفنون التقليدية والحرف اليدوية، وتحافظ على الهوية الثقافية العمانية، كما توفر منصة للفنانين والحرفيين لعرض إبداعاتهم، بما يعزز من فرصهم الاقتصادية ويزيد من الوعي بأهمية التراث الثقافي، ويمثل فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخهم وثقافتهم، ليشجعهم على الحفاظ على هذه التقاليد.
وتعد المهرجانات الشتوية فرصة لجذب السياح من داخل سلطنة عمان وخارجها، ما يعزز القطاع السياحي ويسهم في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال تنظيم مهرجانات متنوعة تشمل الفنون، والرياضة، والمأكولات، ليستمتع الزوار بتجربة تعكس التنوع الثقافي لسلطنة عمان، متضمنة مجموعة من الأنشطة الترفيهية والفنية، مثل العروض الموسيقية، والفنون التقليدية، والأسواق الحرفية.
وتولي سلطنة عمان الاهتمام بهذه المهرجانات الشتوية من خلال الإشراف المباشر لمكتب المحافظ في سائر المحافظات، من أجل تعزيز التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتشجيع السياحة، ودعم الاقتصاد المحلي، فضلًا عن كونها منصة لتبادل الأفكار والثقافات بين الزوار والشعب العماني، ما يسهم في تعزيز الروابط بين العماني والمقيم والسائح، حيث تعد المهرجانات من الفعاليات الثقافية والاجتماعية المهمة التي تعكس الهوية المجتمعية وتعزز التفاعل بين الأفراد.
تنوع ثقافي
تؤدي الفعاليات الثقافية دورًا محوريًا في تعزيز الثقافة العمانية والحفاظ على التراث في فعاليات المهرجان، حيث تتميز المهرجانات بتنوعها وغناها، فتجمع بين الفنون التقليدية، والموسيقى، والرقصات الشعبية، ما يسهم في إحياء الموروث الثقافي العماني، كما تعمل المهرجانات على تعزيز الهوية الوطنية من خلال تقديم العروض التي تعكس القيم والتقاليد العمانية، ويتم عرض الحرف اليدوية التقليدية مثل الفخار، والنسيج، وصناعة السيوف، وتقدم كل محافظة ما تشتهر به من عادات وتقاليد وصناعات وحرف وفنون، ما يُظهر مهارات الحرفيين ويعزز من قيمة هذه الحرف كجزء من التراث الثقافي، علاوة على ذلك، تسهم المهرجانات الشتوية في تعزيز السياحة الثقافية، حيث تجذب الزوار من مختلف الأطياف من خلال مشاركة الثقافات ، ليتمكن الزوار من التعرف على سلطنة عمان وثقافتها.
دعم الاقتصاد
تسهم المهرجانات الشتوية في تعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال مشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمنتجاتها، حيث تؤدي دورًا مهمًا في زيادة النشاط السياحي ودعم المنتجات المحلية، وبشكل عام تجذب المهرجانات السياح وخاصة السياحة المحلية من مختلف ولايات المحافظة، وتعزز ثقافة السياحة المحلية، فالأحداث الثقافية والفنية التي تُقام خلال هذه المهرجانات تؤدي إلى زيادة أعداد الزوار، وبالتالي زيادة القوة الشرائية وتعزيز الاقتصاد، بتنشيط الحركة التجارية في المحافظات، حيث تزداد المبيعات في المحلات التجارية والأسواق، كما تؤدي المهرجانات دورًا مهمًا في دعم الحرف اليدوية التقليدية، من خلال عرض المنتجات المحلية، وتوفر منصة لأصحاب الحرف لعرض مهاراتهم وبيع منتجاتهم لتعزيز التنمية الاقتصادية، إلى جانب دورها في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال جذب الزوار، ما يؤدي إلى زيادة النشاط التجاري في المحافظة.
تعزيز الروابط الاجتماعية
تعد المهرجانات الشتوية فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين المجتمع والزوار، من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والترفيهية، تتيح للزوار التفاعل وتبادل الأفكار والخبرات، وتفتح المهرجانات الأفق أمام كافة الشرائح وخاصة الأطفال للتعرف على بيئاتهم وعاداتهم، كما توفر لهم سبل الترفيه من خلال الفعاليات المتنوعة، وتسهم في إيجاد بيئة اجتماعية حيث يجتمع الناس في مكان واحد للاحتفال، ما يصنع جوًا من البهجة، وتساعد اللقاءات الاجتماعية في المهرجان على بناء علاقات قوية بين الأفراد، وتسهم في تعزيز الشعور بالانتماء إلى المجتمع، وتعد المهرجانات وسيلة لتعزيز الهوية الثقافية وتعليم الأجيال الجديدة عن تراثهم، من خلال الأنشطة والفعاليات المصاحبة للمهرجان.
الترويج السياحي
تبرز أهمية المهرجانات الشتوية في جذب السياح وتعزيز الصورة السياحية للبلاد، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الترويج السياحي، فسلطنة عمان واحدة من الوجهات السياحية التي تتميز بتنوعها الثقافي والطبيعي، وتؤدي المهرجانات الشتوية دورًا مميزًا لتعزيز السياحة في البلاد، إذ تسهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، كما تُعد هذه المهرجانات وسيلة للترويج للتراث الثقافي العماني، ما يساعد على تعزيز الصورة السياحية لسلطنة عمان، وتسهم المهرجانات في دعم الاقتصاد المحلي من خلال زيادة الطلب على الخدمات السياحية مثل الإقامة والمطاعم، ما يعزز من التفاعل بين السياح والمواطنين، ويسهم في بناء جسور ثقافية تعزز من تجربة الزوار.
الأنشطة والفعاليات
تتنوع المهرجانات الشتوية في محافظات سلطنة عمان، بما يميز كل محافظة، ففي محافظة مسقط انطلق مهرجان مسقط عام 1998، ولا يزال يقام سنويًا، وبنجاحه انتهجت سلطنة عمان الاهتمام بقطاع المهرجانات وإقامة المهرجانات الشتوية، وتم اختيار فصل الشتاء لأنه الوقت الأنسب للاستمتاع بالطبيعة، ولأن الأجواء ملائمة وتناسب التجمعات، ولا تقتصر الفعاليات على الفنون والثقافة وحسب، بل تشمل أيضًا الأنشطة الترفيهية، والمعارض، والحرف اليدوية، ما يجعلها جذابة للزوار، من خلال تقديم تجربة ثقافية غنية.
وما يميز المهرجانات الشتوية في سلطنة عمان تنوع فعالياتها بحسب المحافظة، فمنها ما يركز على الفنون والثقافة، بفعاليات الموسيقى والفنون البصرية، ومنها ما يركز على الأنشطة الرياضية والترفيهية، كالرياضات الصحراوية، أو ما يتعلق بالجانب البحري كالمحافظات الممتدة على سواحل بحر عمان، وبحر العرب، والخليج العربي، ناهيك عن الفعاليات التي تتضمن الأطعمة التقليدية والحرف اليدوية، ما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية، بالإضافة إلى العروض الفنية، وحلقات العمل، والأسواق التقليدية، وأنشطة متنوعة تجمع بين التراث والفنون والرياضة، حيث يتمكن المجتمع من نقل قيمه وتقاليده إلى الزوار، إلى جانب الأنشطة الاقتصادية التي يقدمها أصحاب المنتجات المحلية والحرف والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعرض مشروعاتهم ومنتجاتهم، ومواهبهم التي يتمتعون بها من فنون وتراث وعادات وتقاليد.
آراء الزوار
توقفنا مع بعض الزوار الذين حضروا من الولايات للاستمتاع بفعاليات مهرجان «ليالي مسقط»، وكانت أبرز الآراء حول تحسين المهرجان للوصول به إلى العالمية، والمطالبة بالمزيد من الاهتمام بجانب التمويل، ومطالبات تتعلق بالتخطيط اللوجستي، مثل التنسيق مع المنظمين حول التنظيم، كما اقترح بعض الزوار الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لتحسين تجربة الزوار، مثل استخدام التطبيقات الذكية لتسهيل الوصول إلى المعلومات والتذاكر لتقليل الزحام، وتنظيم الدخول وتوسيع نطاق الفعاليات.
وأشاد الزوار بتنظيم المهرجانات الشتوية في سلطنة عمان، كونها تُعد فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخهم وثقافتهم، ما يُشجعهم على الحفاظ على هذه التقاليد، وتوفر منصة للزوار للتعرف على الثقافة المحلية، ما يعزز من فهمهم وتقديرهم لتقاليد المجتمع، وبناء جسور التواصل والتفاعل الاجتماعي، بجذب السياح ودعم الحرف اليدوية، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث وتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المهرجانات الشتویة فی الاقتصاد المحلی هذه المهرجانات تعزیز الاقتصاد الحرف الیدویة دعم الاقتصاد الحفاظ على للتعرف على سلطنة عمان فی تعزیز ما یعزز یعزز من من خلال
إقرأ أيضاً:
ملتقى سيناء لفنون البادية يوصي بصون الذاكرة الشعبية وتوثيق التراث البدوي
شهد قصر ثقافة العريش، إعلان توصيات الندوات العلمية لملتقى سيناء الأول لفنون البادية، الذي يقام في إطار احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وتنفذ فعالياته بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
وقد عقدت على هامش الملتقي ندوة علمية تحت عنوان فنون البادية المصرية رؤى ومفاهيم، وذلك على مدار أربع جلسات تناولت قضايا المصطلح والرؤي والمفاهيم حوله، كما تناولت فنون الشعر في بادية سيناء وكذا فنون الحكي، وآليات جمع وتدوين وحفظ المأثور الشعبي لتراث البادية؛ فضلا عن أربع أمسيات شعرية لشعراء البادية.
وناقشت الندوة العلمية مجموعة من القضايا المهمة التى تخص ثقافة البادية، أعدها وقدمها الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة، وتوصلت الندوة إلى عدد من التوصيات هي:
1- ضرورة جمع وتوثيق المأثور والتراث الشعبي الخاص ببوادي مصر ووضعه موضع الدرس العلمي للإفادة من المكون القيمي والجمالي الذي يحمله.
2- أهمية جمع تراث ومأثور بادية سيناء الذي يحفل بكنوز ثقافية وجمالية تعد بمثابة وثيقة اجتماعية وفنية داعمة لرسم الخطط والبرامج الثقافية والفنية
3- أهمية الحفاظ على الكنوز البشرية الحية من الرموز الفنية والرواة وتوثيق سيرها ومنتجها في كل ربوع سيناء الحبيبة
4- ضرورة دعم متحف تراث سيناء بخبراء في فن تنظيم المتاحف والتوصية بإتاحة مكان أكثر اتساعا ليضم كل العناصر الثقافية المميزة في تلك المنطقة
5- تكوين فريق متخصص لجمع المواد المصورة والمسجلة صوتيا الخاصة بالتراث السيناوي ومعالجتها فنيا وتقنيا ورفعها على منصات وزارة الثقافة والهيئات والمؤسسات التابعة
6- البدء في إعداد معجم لغوي يضم مفردات الحياة اليومية وإتاحته للباحثين والمؤسسات العلمية
7- إنشاء مكتبة متخصصة تضم المصادر والمراجع التي تتعلق ببوادي مصر، لتكون منهلا علميا للدارسين والباحثين
8- ضرورة إعادة النظر في الأزياء والإكسسوارات والموسيقى والأشعار الخاصة بالفرق التي تستلهم وتوظف فنون البادية بحيث تحافظ على هذا التراث وتؤكد على هويتنا المصرية
9- البدء في إعداد كتالوج مصور لأهم المعالم التراثية والحرف التقليدية التي تستجلي دورة الحياة اعتزازا بقيمة هذا التراث في بوادي مصر ودعما للصناعات الثقافية
10- زيادة الاهتمام بثقافة البوادي المصرية في المجلات الثقافية وتخصيص باب بمجلة "قطر الندى" لنشر الحكايات الشعبية والوطنية الخاصة بأبناء سيناء
11- ضرورة وضع الإنتاج الأدبي لإبداع الأطفال على تطبيق توت الإلكتروني لجذب الأطفال والشباب لجزء عزيز من تراثنا الوطني
12- إقامة معرض للفن التشكيلي السيناوي متضمنا التجليات التشكيلية المتعددة والأزياء البدوية حفاظا على أصيل من هويتنا الثقافية
13- أهمية تكثيف برنامج وصف مصر هنا والآن الذي تقوم بتنفيذه الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة وتنفيذه في بوادي مصر ونشر حصيلة الزيارات الميدانية
14- ضرورة إصدار كتاب بحثي ونشرة يومية لتوثق الإسهامات العلمية لتغطية الأحداث والفعاليات الخاصة بالملتقى.
وقد شهد الملتقى منذ انطلاقه مجموعة من العروض الفنية لفرق البادية المصرية وورشا حرفية ويدوية وأنشطة للأطفال ومعارض للكتب والمنتجات وندوات علمية بمشاركة نخبة من الباحثين بالإضافة إلى الأمسيات الشعرية. ومن المقرر أن تختتم الفعاليات بعد غد الأحد، بتكريم عدد من رموز المحافظة من الكتاب والفنانين.