تمكن مسلح فلسطيني من التسلل إلى داخل موقع عسكري إسرائيلي قرب حاجز تياسير شرقي جنين بالضفة الغربية، والسيطرة على أحد طوابق البرج الخاصة به.

المعلومات التي اتضحت في الساعات الأولى بعد تنفيذ العملية أوضحت أن منفذها الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص، كان يملك معلومات استخباراتية دقيقة بشأن الموقع العسكري وتحركات الجنود وأماكنهم، ما يشير إلى ثغرات أمنية استغلها المسلح في الموقع القريب من طوباس وجنين، وهي مناطق عسكرية إسرائيلية مشددة.

وصل المسلح بلباس مدني ثم كمُن للجنود الإسرائيليين خارج غرفة الحراسة. وبعد سيطرته على الطابق العلوي من البرج، بدأ بإطلاق النار على الجنود الذين كانوا في حالة تأهب، ما أوقع قتيلين أحدهما رقيب أول احتياط، بالإضافة إلى إصابة 8 بجروح بينهم اثنان حالتهما خطرة.

وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجنود المصابين هم جنود احتياط استدعوا مؤخرا في إطار تعزيزات عسكرية، وينتمون لنفس الكتيبة التي أصيب قائدها بجروح خطيرة وقتل أحد جنودها قبل أيام في بلدة طمون شمالي الضفة الغربية المحتلة.

بعدها استدعى الجيش الإسرائيلي قوات إضافية وصلت للمكان واشتبكت مع المسلح الفلسطيني وتمكنت من تصفيته بعد مدة من تبادل إطلاق النار، كما استدعى الجيش مسيرة في محاولة للقضاء عليه.

إعلان

وقع العملية كان صعبا على المؤسسة العسكرية، فبحسب تصريحات لصحيفة معاريف نقلتها عن مصادر عسكرية قالت إن نتائج عملية تياسير تشير إلى وقوع خطأ وجاري البحث في أسبابه، خاصة أنها وقعت في ساعة الذروة التي يتأهب فيها الجيش الإسرائيلي.

حماس والجهاد تباركان

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مقتل جندي برتبة رقيب أول وإصابة 3 آخرين بجروح خطرة بينهم قائد الكتيبة 8211، بعد تفجير المقاومة الفلسطينية عبوة ناسفة بآلية عسكرية في بلدة طمون شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وباركت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي عملية تياسير، ووصفتها الجهاد "بالعملية النوعية البطولية"، في حين قالت حماس إن عملية حاجز تياسير تأكيد على أن جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة.

وتأتي هذه العملية رغم زج الجيش الإسرائيلي بالعديد من القوات العسكرية المختلفة على صعيد الوحدات النخبوية في الجيش وحرس الحدود ومروحيات ومدرعات ثقيلة من نوع إيتان وجرافات بأنواع مختلفة، من أجل تدمير البنية التحتية في جنين وطوباس وطمون.

ورغم هذا الحشد العسكري والحواجز الأمنية التي تقيمها إسرائيل في الضفة والحملات ضد المقاومين وتصفيتهم من الجو، إلا أنها لم تمنع عملية مثل عملية تياسير التي وقعت في قلب المنطقة العسكرية الإسرائيلية.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمدينة جنين ومخيمها، قبل أن يوسع عدوانه ليشمل مدينة طولكرم (شمال) مما أدى إلى استشهاد نحو 30 فلسطينيا.

الكاتب والخبير بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات (الجزيرة) سياق نضالي

وحسب الخبير الفلسطيني المتخصص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات فإنه لا يمكن فصل ما جرى هذا اليوم عن السياق النضالي المستمر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.

واضاف بشارات للجزيرة نت، أن هذه المواجهة ليست جديدة، لكنها تحمل دلالات مرتبطة بالتوقيت والتنفيذ، فهي تأتي في وقت يناقش فيه الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض من الضفة الغربية، مما يثبت أن فرض هذه الرؤية الإسرائيلية لن يكون سهلاً كما يُروج له من جانب البعض.

ويعتبر بشارات أن سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للحصول على شرعية دولية لممارسات الاحتلال في الضفة الغربية لا يجعل هذه الشرعية مقبولة لدى الفلسطينيين، فهم سيواصلون رفضها بمختلف الوسائل، حتى على مستوى الأفراد.

إعلان

ورغم تعزيز الجيش الإسرائيلي لاستعداده بعد تجربة السابع من أكتوبر، إلا أنه لا يزال عاجزا عن فهم العقلية الفلسطينية، مما يضعف قدرته على فرض واقع جديد، وفقا لبشارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

إصابة 8 جنود إسرائيليين في إطلاق نار قرب حاجز تياسير بالضفة الغربية

كشف إعلام إسرائيلي عن إصابة 8 جنود في عملية إطلاق نار عند حاجز تياسير بالضفة الغربية، اثنان منهم حالاتهما حرجة للغاية، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل.

وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل منفذ عملية إطلاق النار عند حاجز بالضفة الغربية، بحسب «القاهرة الإخبارية».

استعدادات عسكرية إسرائيلية في الضفة

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن جيش الاحتلال يستعد لاحتمال وقوع «سيناريو أمني خطير» في الضفة الغربية، وفقًا لما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية».

اشتباكات مسلحة واقتحامات واسعة

وأضافت التقارير أن سلاح الجو الإسرائيلي مستعد لقصف مئات الأهداف في الضفة الغربية إذا دعت الضرورة، في غضون ذلك، أعلن الإعلام الفلسطيني عن اندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في جنين.

كما أشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال تنفذ عمليات اقتحام واسعة في عدد من مدن وبلدات الضفة الغربية، حيث اقتحمت بلدة كفر عقب شمال القدس المحتلة، وداهمت عدة محال تجارية.

تحذيرات فلسطينية من التصعيد

وفي سياق متصل، حذر محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، من تداعيات الجرائم الإسرائيلية على استقرار منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن «الاحتلال يسعى لجر المنطقة إلى حرب شاملة»، مضيفًا في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» أن الولايات المتحدة لم تتخذ مواقف جادة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.

وحمل الهباش واشنطن المسؤولية الكاملة عن تصعيد جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • عملية "حاجز تياسير".. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل اثنين من جنوده
  • الكشف عن تفاصيل عملية حاجز “تياسير” بالضفة الغربية
  • شاهد لحظة نقل مروحيات الاحتلال جرحى ومصابي عملية «حاجز تياسير»
  • نصب كمينا خارج المعسكر.. تفاصيل جديدة حول عملية إطلاق النار عند «حاجز تياسير»
  • استشهاد منفذ عملية إطلاق النار على الاحتلال لدى حاجز تياسير
  • أول تعليق من حماس على عملية حاجز تياسير العسكري بالضفة
  • “حماس”: عملية “حاجز تياسير” تأكيد على أن جرائم الاحتلال شمال الضفة لن تمر دون عقاب
  • استشهاد منفذ عملية إطلاق النار عند حاجز تياسير في الضفة الغربية
  • إصابة 8 جنود إسرائيليين في إطلاق نار قرب حاجز تياسير بالضفة الغربية