سيطر على برج وحصل على معلومات استخباراتية.. تفاصيل عملية حاجز تياسير
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تمكن مسلح فلسطيني من التسلل إلى داخل موقع عسكري إسرائيلي قرب حاجز تياسير شرقي جنين بالضفة الغربية، والسيطرة على أحد طوابق البرج الخاصة به.
المعلومات التي اتضحت في الساعات الأولى بعد تنفيذ العملية أوضحت أن منفذها الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص، كان يملك معلومات استخباراتية دقيقة بشأن الموقع العسكري وتحركات الجنود وأماكنهم، ما يشير إلى ثغرات أمنية استغلها المسلح في الموقع القريب من طوباس وجنين، وهي مناطق عسكرية إسرائيلية مشددة.
وصل المسلح بلباس مدني ثم كمُن للجنود الإسرائيليين خارج غرفة الحراسة. وبعد سيطرته على الطابق العلوي من البرج، بدأ بإطلاق النار على الجنود الذين كانوا في حالة تأهب، ما أوقع قتيلين أحدهما رقيب أول احتياط، بالإضافة إلى إصابة 8 بجروح بينهم اثنان حالتهما خطرة.
وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجنود المصابين هم جنود احتياط استدعوا مؤخرا في إطار تعزيزات عسكرية، وينتمون لنفس الكتيبة التي أصيب قائدها بجروح خطيرة وقتل أحد جنودها قبل أيام في بلدة طمون شمالي الضفة الغربية المحتلة.
بعدها استدعى الجيش الإسرائيلي قوات إضافية وصلت للمكان واشتبكت مع المسلح الفلسطيني وتمكنت من تصفيته بعد مدة من تبادل إطلاق النار، كما استدعى الجيش مسيرة في محاولة للقضاء عليه.
إعلانوقع العملية كان صعبا على المؤسسة العسكرية، فبحسب تصريحات لصحيفة معاريف نقلتها عن مصادر عسكرية قالت إن نتائج عملية تياسير تشير إلى وقوع خطأ وجاري البحث في أسبابه، خاصة أنها وقعت في ساعة الذروة التي يتأهب فيها الجيش الإسرائيلي.
حماس والجهاد تباركانوكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مقتل جندي برتبة رقيب أول وإصابة 3 آخرين بجروح خطرة بينهم قائد الكتيبة 8211، بعد تفجير المقاومة الفلسطينية عبوة ناسفة بآلية عسكرية في بلدة طمون شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وباركت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي عملية تياسير، ووصفتها الجهاد "بالعملية النوعية البطولية"، في حين قالت حماس إن عملية حاجز تياسير تأكيد على أن جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة.
وتأتي هذه العملية رغم زج الجيش الإسرائيلي بالعديد من القوات العسكرية المختلفة على صعيد الوحدات النخبوية في الجيش وحرس الحدود ومروحيات ومدرعات ثقيلة من نوع إيتان وجرافات بأنواع مختلفة، من أجل تدمير البنية التحتية في جنين وطوباس وطمون.
ورغم هذا الحشد العسكري والحواجز الأمنية التي تقيمها إسرائيل في الضفة والحملات ضد المقاومين وتصفيتهم من الجو، إلا أنها لم تمنع عملية مثل عملية تياسير التي وقعت في قلب المنطقة العسكرية الإسرائيلية.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمدينة جنين ومخيمها، قبل أن يوسع عدوانه ليشمل مدينة طولكرم (شمال) مما أدى إلى استشهاد نحو 30 فلسطينيا.
وحسب الخبير الفلسطيني المتخصص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات فإنه لا يمكن فصل ما جرى هذا اليوم عن السياق النضالي المستمر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
واضاف بشارات للجزيرة نت، أن هذه المواجهة ليست جديدة، لكنها تحمل دلالات مرتبطة بالتوقيت والتنفيذ، فهي تأتي في وقت يناقش فيه الاحتلال الإسرائيلي ضم أراض من الضفة الغربية، مما يثبت أن فرض هذه الرؤية الإسرائيلية لن يكون سهلاً كما يُروج له من جانب البعض.
ويعتبر بشارات أن سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للحصول على شرعية دولية لممارسات الاحتلال في الضفة الغربية لا يجعل هذه الشرعية مقبولة لدى الفلسطينيين، فهم سيواصلون رفضها بمختلف الوسائل، حتى على مستوى الأفراد.
إعلانورغم تعزيز الجيش الإسرائيلي لاستعداده بعد تجربة السابع من أكتوبر، إلا أنه لا يزال عاجزا عن فهم العقلية الفلسطينية، مما يضعف قدرته على فرض واقع جديد، وفقا لبشارات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
استشهاد طفل فلسطيني يحمل الجنسية الأمريكية برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
استُشهد، مساء الأحد، طفل فلسطيني وأصيب آخران برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة؛ إنها أُبلغت عبر الهيئة العامة للشؤون المدنية باستشهاد الطفل عمر محمد سعادة ربيع (14 عاما) برصاص الاحتلال في بلدة ترمسعيا.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي تجاه ثلاثة أطفال خلال وجودهم على الشارع المحاذي للبلدة، ما أدى إلى إصابتهم. وقد اعتُقل أحدهم، وهو عمر محمد سعادة ربيع (14 عاما)، قبل أن يُعلن عن استشهاده، بينما نُقل الطفلان الآخران لتلقي العلاج في مركز طبي بقرية أبو فلاح المجاورة.
إظهار أخبار متعلقة
وذكرت جمعية الهلال الأحمر، في بيان مقتضب، أنها نقلت طفلين (14 و15 عاما) من قرية أبو فلاح لتلقي العلاج في المستشفى، أحدهما أُصيب برصاصة في البطن، والآخر في الفخذ.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أعاقت خروج مركبات الإسعاف من بلدة ترمسعيا، وتعمدت تأخيرها.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام خلال زيارتها للطفلين المصابين في المستشفى؛ إن استهداف الاحتلال للأطفال الثلاثة الحاملين للجنسية الأمريكية، الذي أدى لاستشهاد أحدهم واحتجاز جثمانه، "يأتي في سياق متواصل من إرهاب الدولة المنظم، ويؤكد الوجه الحقيقي لسياسات الاحتلال القائمة على قتل أطفالنا وإبادة شعبنا، وهو ما يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان".
وأشارت إلى أن هذه الجريمة تتزامن مع إحياء شعبنا ليوم الطفل الفلسطيني، في وقت يعيش فيه أطفالنا تحت نير القتل والاعتقال والحرمان، سواء في غزة أو في مدن وبلدات الضفة الغربية.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "جريمة الإعدام التي ارتكبتها قوات الاحتلال، مساء اليوم الأحد، بحق الطفل عمر محمد سعادة ربيع (14 عاما)، تمثل امتدادا لمسلسل جرائم القتل خارج القانون".
إظهار أخبار متعلقة
وشددت الوزارة، في بيان صادر عنها مساء الأحد، على أن "إفلات إسرائيل، بصفتها سلطة احتلال غير شرعية، من العقاب بشكل مستمر، يشجّعها على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات".
وأكدت أن "الشعب الفلسطيني ما زال ضحية مستمرة للاحتلال، وضحية متواصلة أيضا لعدم تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية تجاه الظلم التاريخي الواقع عليه، واستمرار احتلال أرضه".
وطالبت الوزارة باتخاذ تدابير فورية لوقف حرب الإبادة والتهجير وجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين بحق أبناء شعبنا، وضمان توفير الحماية الدولية، ولا سيما للأطفال الفلسطينيين.