علي جمعة: ذكر الله عبادة يطمئن ويصلح بها القلب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الذِّكرُ هو عبادةُ القلبِ التي يَصلحُ بها ويطمئنُّ بها، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، فإذا اطمأنَّ القلبُ صلحَ، وصلحَ بصلاحِه سائرُ الجسد، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ».
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الذِّكرُ عِمادُ القلبِ، والقلبُ عِمادُ الجسد، فقلبُ المؤمنِ يَحيا بذِكرِ اللهِ تعالى، وبحياةِ القلبِ يَحيا سائرُ البدن، فقد ورد عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم : «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ».
ويتضح ذلك المعنى عندما نعلمُ أنَّ الصلاةَ التي هي عِمادُ الدينِ ورُكنُه الرَّكينُ إنما شُرعت لأجلِ ذِكرِ اللهِ تعالى، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾. بل عندما يُشرِعُ المسلمُ في صلاته، بقوله (بسم الله الرحمن الرحيم)؛ يُباهِي الله به ملائكته ويقول لهم: "ذكرني عبدي".
فالذِّكرُ هو الإطارُ العامُّ، والبيئةُ الطيِّبةُ التي لا بُدَّ منها حتى تَترعرعَ فيها بقيةُ العبادات، ومن ذلك نلحظ أن الإحرام بالصلاة يبدأ بالتكبير ، وختامها بالتسليم، وكِلاهُما ذِكرٌ لاسمٍ من أسماء الله تعالى ، قال تعالى : ﴿وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾.
فعلاقةُ الذِّكرِ ببقيةِ العباداتِ كعلاقةِ الشجرِ بالأرض؛ فلا يُمكنُ أن تُزرعَ شجرةٌ دون أن تمتلكَ أرضًا تُزرَعُ فيها.
فالأمرُ بالذِّكرِ هو أمرُ المُحبِّ لمَن يُحبُّ، وإنَّما يَمتثلُ له من صدقَ في الحبِّ، يقول تعالى ﴿فاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ﴾، ويقول تعالى في حديث قدسي فيما يرويه صلى الله عليه وآله وسلم : «وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ».
وإذا أحبَّ المرءُ منَّا حبيبًا، طلب منه أن يَذكُرَه – وللهِ المثلُ الأعلى – فالذِّكرُ أمارةُ الحبِّ، فما من مُحبٍّ وهو لاهٍ عن محبوبِه.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هل التسبيحة في شعبان ورمضان خير من ألف بغيرهما؟
منذ أن أعلنت دار الإفتاء المصرية عن ثبوت هلال شهر شعبان كثُر البحث على محرك البحث العالمي جوجل عن شهر شعبان فضله وحكم الصوم فيه ودعاء شهر شعبان واعماله، فى هذا الصدد يجيب الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، عن سؤال مضمونه:" هل التسبيحة فى شهر شعبان ورمضان خير من الف تسبيحة فى غيره؟"، قائلاً:" أن رجب من أشهر الله الحُرم، ولا شك أن الحسنة مضاعفة فى الأشهر الحُرم كما أن السيئة مضاعفة.
هل التسبيحة فى شهر شعبان ورمضان خير من الف تسبيحة فى غيره؟
وقال “الأطرش"، فى تصريح خاص لـ صدى البلد"، إن التسبيحة فى شهر شعبان ورمضان خير من ألف تسبيحة فى الأيام العادية، كذلك باقي العبادات من صلاة وصوم وصدقة وغيرها من الطاعات ثوابها أكثر من الأيام العادية.
هل الاعمال ترفع فى شهر شعبان فقط؟
وتابع قائلاً:" يتسأل الكثير هل الاعمال لا ترفع الى الله الا فى شهر شعبان؟، فنقول لهم لا فعمل الليل يعرض على الله قبل عمل النهار وعمل النهار يعرض على الله قبل عمل الليل وعمل الأسبوع يعرض على الله كل يوم اثنين وخميس وعمل السنة يعرض على الله فى شهر شعبان، فكأن الأعمال تعرض على الله عرضا بعد عرض، ولكل عرضا حكمة يعلمها الله، وقالوا ان نساء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يقضين ما عليهن فى شهر شعبان فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم معهن، والأصح أن نساء النبي كن يصومن معه صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا كان يتشاغل عن صيام 3 أيام من كل شهر بسفر او للجهاد أو ما الى ذلك .
وأشار الى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول (رجب شهر الله وشعبان شهري) وإن كان هذا الحديث به ضعف، والسبب فى قول النبي أن "شعبان شهري" لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله وكان يصوم شعبان الا قليل فكان يصوم حتى لا يفطر وكان يفطر حتى لا يصوم، وحينما سأل عن سبب كثرة صيام النبي فى شعبان، قال (ذاك شهرا يغفل فيه الناس عنه).
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي شهر شعبان شهر الغفلة، لأنه كان يقع بين رجب والصوم فيه مندوب وبين رمضان والصوم فيه فرض، فضلاً عن أن شهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال الى رب العالمين وقال النبي صلى الله عليه وسلم (أحب ان يرفع عملي وانا صائم).
وأختتم كلامه قائلاً:" شهر شعبان له الأفضلية وهى تحويل القبلة من المسجد الأقصى للمسجد الحرام لقوله تعالى {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.