فريق بريطاني يخترع سطح طريق يصلح نفسه ذاتيا.. هل نقول وداعا للحفر؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريرا، لمحرّر العلوم إيان سامبل، قال فيه إنه: "سيكون خبرا سارا لجميع سائقي السيارات، ولكن ربما خاصة لسائق سيارات فيراري المغني رود ستيوارت الذي صرّح في وقت سابق أنه يفكر ببيع سياراته الثمينة، لأن شوارع منطقته مليئة بالحفر: إذ طور الباحثون سطح طريق يصلح نفسه ذاتيا عندما يتشقق، مما يمنع تطور الحفر دون الحاجة إلى تدخل بشري".
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإن "الفريق الدولي ابتكر بيتومين يشفى ذاتيا ويصلح الشقوق أثناء تشكلها عن طريق دمج الأسفلت معا مرة أخرى. وفي الاختبارات المعملية، قامت قطع من المادة بإصلاح الصدوع الصغيرة في غضون ساعة من ظهورها لأول مرة".
وقال الباحث في المشروع بجامعة سوانزي، خوسيه نورامبوينا كونتريراس: "عندما تغلق الشقوق، فإنك تمنع تشكل الحفر في المستقبل وتطيل عمر الطريق. يمكننا تمديد عمر السطح بنسبة 30 بالمئة".
وتابع التقرير: "وفقا لمنظمة AA لسائقي السيارات، تم إنفاق مبلغ قياسي قدره 579 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة العام الماضي لإصلاح المركبات المتضررة من الحفر، ارتفاعا من 474 مليون جنيه إسترليني في عام 2023. بعد التعهد بمبلغ 1.6 مليار جنيه إسترليني لإصلاح الطرق وإصلاح أكثر من 7 ملايين حفرة في إنجلترا هذا العام".
كذلك، قالت وزيرة النقل، هايدي ألكسندر، إنّ: "المخاطر أزعجت سائقي السيارات لفترة طويلة جدا". فيما تبدأ الحفر عادة من شقوق سطحية صغيرة تتشكل تحت وطأة حركة المرور.
إثر ذلك، تسمح هذه الشقوق للمياه بالتسرب إلى سطح الطريق، حيث تتسبب في المزيد من الضرر من خلال دورات التجمد والذوبان. يصبح البيتومين، المادة السوداء اللزجة المستخدمة في الأسفلت، عرضة للتشقق عندما يتصلب من خلال الأكسدة.
يشار إلى أنه، لصنع البيتومين الذي يصلح نفسه ذاتيا، خلط الباحثون جراثيم نباتية مسامية صغيرة منقوعة في زيوت معاد تدويرها. عندما يتم ضغط سطح الطريق بواسطة حركة السيارات المارة، فإنه يضغط على الجراثيم، التي تطلق زيتها في أي شقوق قريبة. تعمل الزيوت على تليين البيتومين بدرجة كافية لتدفقه وسد الشقوق.
وبالتعاون مع باحثين في جامعة كينغز كوليدج، لندن وغوغل كلاود، استخدم العلماء التعلم الآلي، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي، لنمذجة حركة الجزيئات العضوية في البيتومين ومحاكاة سلوك المادة ذاتية الإصلاح لمعرفة كيفية استجابتها للشقوق المتكونة حديثا. فيما يعتقدون أنه يمكن توسيع نطاق استخدام المادة على الطرق البريطانية في غضون عامين.
في سياق متصل، يقدّر النادي الملكي للسيارات RAC أنه في المتوسط، يواجه السائقون حوالي ستة حفر لكل ميل على الطرق التي تسيطر عليها المجالس المحلية في إنجلترا وويلز. يمكن أن تعرض الحفر الأرواح للخطر وتتسبب لسائقي السيارات بفواتير إصلاح تتراوح بين مئات وآلاف الجنيهات.
وفي عام 2022، كان رود ستيوارت قد شارك مقطع فيديو لنفسه وهو يملأ حفرا على طريق محلي بعد انفجار إطار سيارة إسعاف. اشتكى قائلا: "لا يمكن لسيارتي [من نوع] فيراري المرور من هنا على الإطلاق".
وقال المغني، الذي يريد السفر على طريق ممهّد، إنه يفكر في بيع مجموعته من السيارات الرياضية لأن الطرق المحيطة بمنزله في إسيكس مليئة بالحفر. وكتب ستيوارت على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" في ذلك الوقت: "لسوء الحظ، بسبب الحفر على طرقنا، قد أضطر إلى إيجاد ملاك جدد لها".
وقالت الطرق السريعة الوطنية، وهي الوكالة الحكومية المكلفة بتشغيل وصيانة وتحسين الطرق السريعة والطرق الرئيسية في إنجلترا، إنّ: "مواد الطرق الذكية التي تصلح نفسها كانت من بين التقنيات التي كانت تستثمر فيها".
وقال متحدث باسم الطرق السريعة الوطنية: "من أساليب التنبؤ بالمكان الذي تلزم فيه الصيانة على شبكة الطرق في الحياة الواقعية إلى أسطح الطرق التي تصلح نفسها، تلتزم الطرق السريعة الوطنية باستخدام التكنولوجيا لجعل طرقنا السريعة والطرق الرئيسية أكثر أمانا وخضرة للمستقبل".
وأردف: "هذا البحث يعني أن التحسينات والصيانة سيتم تسليمها بشكل أسرع مع أقل قدر من الاضطراب وسيحظى مستخدمو الطرق بتجربة رحلة أفضل بكثير من البداية إلى النهاية، مع توفير الوقت وتكلفة السفر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فريق بريطاني المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطرق السریعة
إقرأ أيضاً:
صحفي بريطاني: الدعاية الغربية حول أوكرانيا بلغت حدا لم نشهده منذ اختلاق ذريعة غزو العراق
أكد الصحفي البريطاني بيتر هيتشنز، أن التضليل الذي تمارسه الحكومات الغربية بحق الرأي العام حول الوضع في أوكرانيا بلغ أبعادا لم يشهدها العالم منذ اختلاق الذريعة لغزو العراق عام 2003.
وفي مقال له في صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية، قال هيتشنز: "يكاد لا أحد في هذا البلد يعرف الحقيقة بشأن أوكرانيا. لم نشهد شيئا مماثلا منذ أن كذبوا علينا بشأن غزو العراق واختلقوا قصة أسلحة الدمار الشامل".
وأكد الكاتب، أن بريطانيا لم تشهد نقاشا حقيقيا حول الأزمة في أوكرانيا منذ بدايتها، ولم يقدم المسؤولون أي تفسير لأسباب اندلاع النزاع أو مبررا لتورط لندن فيه.
وأضاف: "تم إشباعكم فقط بالهراء الدعائي الفارغ حول الديمقراطية والحرية والتهديد الروسي المزعوم.. هذه بعض من الأكاذيب التي تم تكرارها عليكم مرارا، ومن بين الأكاذيب المتكررة التي تم الترويج لها أن الحرب لم تكن استفزازية، بينما نادرا ما شهد التاريخ حربا كانت أكثر استفزازا".
وأوضح هيتشنز أن مختلف الأوساط السياسية في روسيا عارضت توسع الناتو شرقا، وقد بلغ هذا الاعتراض ذروته في خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميونيخ عام 2007.
وفي أبريل 2008، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش أن أوكرانيا يجب أن تنضم إلى الناتو، وهو ما أثار قلقا واسعا، حتى بين الأوساط السياسية الليبرالية. وأضاف هيتشنز: "أظن أننا كنا على وشك الحرب منذ تلك اللحظة".
وأكد الصحفي البريطاني أن الادعاء بأن روسيا لم تتعرض لاستفزاز هو محض كذب، مشيرا إلى أن ادعاءات مماثلة أطلقت حين تم اتهام موسكو بالهجوم على جورجيا عام 2008، رغم أن تقرير اللجنة الدولية التي قادتها الدبلوماسية السويسرية هايدي تاليافيني أثبت أن الجانب الجورجي هو من بدأ العدوان — وهو ما تجاهلته وسائل الإعلام الغربية.
وتابع هيتشنز: "ثمة أيضا مزاعم بأن الأمر يتعلق بالديمقراطية والحرية، وهذا غير صحيح. فكلما زادت مزاعم الغرب بأنه يدافع عن هذه القيم، قلّت أفعاله لدعمها".
واستشهد الكاتب بانقلاب 2014 في أوكرانيا كمثال، حيث تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة. قائلا: "لقد فضلوا متمردين غير شرعيين على حكومة منتخبة.. لا يمكن للمرء أن يفعل ذلك ويدعي في الوقت ذاته الدفاع عن الديمقراطية".
يذكر أن روسيا بدأت عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا في 24 فبراير 2022. وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين أن هدفها حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى ثمانية أعوام للاضطهاد والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.
وأوضح بوتين أن العملية كانت إجراء اضطراريا، إذ لم تترك لروسيا أي خيارات أخرى، مشيرا إلى أن المخاطر على أمن البلاد بلغت حدا استدعى الرد بوسائل لا بديل عنها.
وأضاف أن روسيا سعت طيلة 30 عاما للتوصل إلى اتفاق مع حلف الناتو حول مبادئ الأمن الأوروبي، لكنها قوبلت بالتجاهل والخداع والضغط، في وقت واصل فيه الحلف توسعه باتجاه حدود روسيا رغم اعتراضات موسكو المتكررة