رأى رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في بيان، ان "موقع سوريا المحوري في المنطقة الذي تأسس مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، تراجع في شكل ملحوظ خلال المرحلة السابقة وحاليا. فهذا الموقع كان عروبيا ويحظى بدعم دولي واقليمي ويستفيد من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي، ويتكيّف مع الأوضاع المتغيرة".



وقال:"الرئيس الحالي أحمد الشرع محاور بارع ويعرف ما يريد. فهو يتكلم عن دولة القانون وعن حكومة مقبلة تمثل كل المكونات، ولا يجهر بالدولة الاسلامية، وتنصحه تركيا بالنموذج التركي الذي يعتمد إقامة دولة مدنية تعتمد أفكار مؤسسها أتاتورك العلماني والتي تترك للمجتمع المدني خياراته الدينية. ومثل هذا التوجه مبدئيا يلتقي مع مصالح كل المكونات التي تختبر المرحلة الإنتقالية وتحتفظ بمسافة معينة عبر اتخاذ الإحتياطات بما فيها العسكرية، إذ أنها تخشى من السلطة العشوائية للأمراء في الأحياء والتي تكرّس ممارسات مغايرة للتوجه البراغماتي للرئيس الشرع. فهؤلاء الأمراء ينتمون إلى عشرات التنظيمات الدينية التي تطبق القوانين الإلهية على الأرض والتي تعتبر القوانين الوضعية أنها من صنع البشر وأنها كفر وجاهلية كما تعتبر الدولة الدينية نتاج لـلحاكمية الإلهية، ما يجعلها على تضاد مع توجهات المكونات غير السنية وتحديدا المسيحية والعلوية والدرزية والكردية، وبدرجة أقل الشيعية وبدرجة أوسع مع العلمانيين السنة وباقي الاتنيات".

وابع:"هذا الحذر من المكونات السورية يحتاج إلى معالجة سريعة قبل أن تقع سوريا مجددا في دائرة النزاعات والإشتباكات الداخلية وحسابات القوى الدولية الاقليمية. وخصوصا أن هذه القوى ما زالت في مرحلة استكشاف الوضع الجديد من دون تقديم أي دعم فعلي للشرع سواء بالمال أو البنى التحتية وكذلك رفع العقوبات".

اضاف:"يبدو ان الرئيس الشرع بين ضغوطات الخارج الدولي والعربي ومطالبه، وبين تحفظ التنظيمات الدينية الأفغانية والأوزبكية وغيرها على دولة القانون بالمفهوم الغربي الليبرالي، هو في وسط عاصفة تدعوه الى اتخاذ قرارات لا تهدئ من شكوك كل المكونات، ولا سيما أن داعش تكفّره وتستجمع قواها. وكل ذلك يستتبع إحتماء كل مكوّن بجغرافيته إلى أن تتضح الصورة. الكردي في مكانه وأيضا الدرزي وكذلك العلوي، وكل مكوّن يشكل أغلبية في جغرافيته. وفي مثل هذه الحال يكون المخرج الواقعي مجلس رئاسي في دولة كونفيدرالية".

وقال:" إلى الآن المكونات لا تعطي تأييدها المشروط للشرع، فالمكوّن العلوي الذي يعاني أكثر من غيره من التحولات الجديدة، هو بغالبيته كان فقيرا في النظام السابق المحسوب عليه وهو يأخذ على الرئيس السابق بشار الأسد بأنه تخلى عنه. هذا المكوّن قد يبحث عن حمايات عربية سعودية وتركية وأميركية في الوقت نفسه، وهو يراهن على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تأسيسا على العلاقة التاريخية التي بناها رفعت الأسد مع المملكة، كما يراهن على تركيا باعتبار وجود مكوّن علوي فاعل فيها، واستطرادا يراهن على الولايات المتحدة الأميركية الفاعل الرئيسي في المنطقة".

ورأى أن "تراجع الدور المحوري لسوريا في الإقليم، يؤسس لمزيد من التدخل الدولي والاقليمي كما يتيح الفرصة لحال من الإرباك والتشابك بين المكونات، ويجعل من مهمة الرئيس السوري أحمد الشرع صعبة وتدفعه إلى ايجاد المخارج الأكثر صعوبة".

وختم:"في النظام السابق كان المتحكم اقتصادا  غرفة الصناعة في حلب وغرفة التجارة في دمشق، ومصلحة هاتين الغرفتين هي في نظام ليبرالي، ذلك أن المدينتين الشام وحلب تميلان إلى دولة مدنية ولا تستسيغان الفكر الريفي الذي يحاول أن يغلّب ويحكّم دويلة أدلب الدينية على عموم سوريا. وهذا ما يستتبع بدوره خللا في الوضع اللبناني إلا إذا نجح الرئيس العماد جوزاف عون في استعادة تجربة بناء الدولة التي أسس لها الجنرال فؤاد شهاب، وهذا بدوره بحاجة إلى حاملة اجتماعية تحمي مضمون شعار القسم".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق

شهدت مدينة حمص السورية، فجر اليوم الجمعة، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام السوري وعناصر من فلول النظام السابق، وذلك في تطور أمني لافت أعاد إلى الواجهة التوترات الكامنة داخل بعض المناطق التي خضعت سابقا لسيطرة النظام. 

وأفادت مصادر أمنية في وزارة الداخلية بأن أربعة عناصر من الأمن العام أُصيبوا خلال هذه الاشتباكات، التي اندلعت في حي وادي الذهب.

ووفقًا لما ذكرته منصة "ردع العدوان" التابعة للوزارة، فإن الاشتباك وقع خلال محاولة عناصر الأمن توقيف عقيد طيار سابق في جيش النظام، بعد ورود تقارير عن "تحركات مشبوهة" له وارتباطه بمجموعات تصفها السلطات بأنها خارجة عن القانون. 

سوريا .. التصدي لمسيرات فوق مطار حميميمسوريا .. أول تصريح علني لـ أحمد الشرع حول مصير الرئيس بشار الأسدتضمنت رفع العقوبات عن سوريا.. تفاصيل رسالة أحمد الشرع إلى ترامبسوريا.. اعتقال تيسير عثمان مسئول في مخابرات نظام الأسد بتهم تعذيب وسرقةعمار الحكيم: مصلحة العراق الوطنية تتطلب التواصل مع الشرع واستعادة العلاقات مع سورياسوريا.. اعتقال كامل عباس أحد مرتكبي مجزرة التضامن في دمشقالحكومة السورية تصادر أملاك الجعفري.. وبيان عاجل من سفير سوريا لدي موسكو

وأشار البيان إلى أن الضابط بادر بإطلاق النار على الدورية الأمنية، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار مباشر انتهى بمقتله، فيما وُصفت بعض إصابات عناصر الأمن بالحرجة، وقد خضع عدد منهم لعمليات جراحية عاجلة.

وفي سياق متصل، أعلن الأمن السوري عن العثور على جثة المدعو زين كمال سلهب، أحد أفراد ما يُعرف بخلية "سموءل وطفة"، مقتولاً بطلق ناري كان قد أصيب به خلال اشتباك سابق مع دورية أمنية. وأوضح بيان الداخلية أنه تم نقل الجثة إلى المستشفى للتأكد من هويته وسبب الوفاة، حيث تبين أنه فارق الحياة متأثرا بجراحه خلال عملية مواجهة سابقة مع القوات الأمنية.

طباعة شارك سوريا اشتباكات سوريا حمص مدينة حمص الأسد بشار الأسد

مقالات مشابهة

  • تطبيع سوريا مع إسرائيل.. فكّر فيها
  • مفكر سياسي: الدور الدبلوماسي الذي تقوم به الخارجية المصرية سيذكره التاريخ
  • تطورات مهمة.. مجلس الأمن الدولي يناقش الأوضاع في سوريا
  • هل تفتح سوريا بوابة التطبيع مع إسرائيل في عهد أحمد الشرع؟
  • الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان
  • الرئيس السيسي لـ المصريين: بوعيكم.. الوطن محفوظ إلى يوم الدين
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق
  •  شخصيات لـ”الثورة “: نبارك الدور المحوري للسيد القائد في دعم الكفاح التحرري للأشقاء في فلسطين ولبنان
  • الهلال في مهمة صعبة أمام غوانغجو بدوري أبطال آسيا