“الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء #علم_النفس_السياسي”

بقلم الكاتبة #هبة_عمران

لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.

الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي

مقالات ذات صلة ما بعرفن ! 2025/02/03

يظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.
وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.

الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة

يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.
علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.

الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة

لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.

النتائج النفسية على المجتمع السوري

علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.

خاتمة

من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نظام بشار الأسد علم النفس السياسي هبة عمران بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

“الخروج إلى البئر”.. مسلسل سوري يتناول أهوال سجن صيدنايا

#سواليف

منذ أن قدم السيناريست السوري سامر رضوان مسلسله الأول “لعنة الطين” (من بطولة: مكسيم خليل، وكاريس بشار، وفارس الحلو، وسمر سامي، وخالد تاجا، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد)، جرّب مبارزة الرقابة الحديدية التي كانت تفرض على الأعمال السورية قبل سقوط نظام #بشار_الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

لكن النتيجة كانت مخيبة بعدما سجلت تدخلات “فاضحة” في كل تفاصيل السيناريو، ومع ذلك حاول النص تعرية بعض أشكال #الفساد في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي أيام حكم حافظ الأسد، علما أنه لو توفرت للعمل ظروف إنتاجية ورقابية أفضل لحقق قفزة نوعية للدراما السورية.

بعد ذلك أثارت ثلاثية “الولادة من الخاصرة” (إخراج رشا شربتجي وسيف السبيعي) جدلا واسعا وحصدت جماهيرية عريضة، مع استشراف موفق للحدث السياسي اللاهب الذي رافق الثورة السورية.

مقالات ذات صلة دنيا بطمة تغادر السجن 2025/02/02

ليكتمل عِقد النجاح مع تجربة “دقيقة صمت” (إخراج شوقي الماجري، بطولة: عابد فهد، وخالد القيش، وفادي صبيح) التي تبعتها زوبعة إعلامية عاصفة، بعدما أطلّ كاتب النص أثناء عرض العمل على إحدى المحطات اللبنانية وقال بما معناه إن “النظام السوري خُدع وقرر إجازة المسلسل وسمح بتصويره في سوريا ليُفاجأ بالنتائج؟!”، فأتت التعليمات الصريحة لنجوم العمل بالظهور الإعلامي وتصحيح الموقف، ثم صدر قرار بالحجز الاحتياطي على أموال منتج العمل هلال أرناؤوط بحجة أنه لم يحصل على إجازة تصدير لمسلسله، وعادة ما كانت تمنح مثل هذه الإجازات بعد المرحلة النهائية من الرقابة على النسخة المصورة من أي مسلسل تلفزيوني.

أما آخر ما حرر على يد سامر رضوان فكان مغامرة خطيرة غير محسوبة النتائج، عندما قرر بحماسة تناول عائلة الأسد وهي لا تزال على رأس السلطة، بمسلسل تلفزيوني ثلاثيني هو “ابتسم أيها الجنرال” (إخراج عروة محمد وبطولة: مكسيم خليل، وريم علي، وعبد الحكيم قطيفان، وغطفان غنوم، وسوسن أرشيد وآخرون). ورغم العوامل السلبية التي أثرت على جودة العمل، مثل غياب نجوم الدراما السوريين عنه، والاستعانة بممثلين يفتقدون للخبرة، إضافة إلى تصويره خارج سوريا، فإن المسلسل حقق نسب مشاهدة عالية واكتسب جماهيرية حتى في الداخل السوري.

يومها وخوفا من ردود أفعال أمنية، أطلق عليه الجمهور في الشام لقب “هداك المسلسل” على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى إن مجموعة من النجوم السوريين الذين التقوا الرئيس المخلوع بشار الأسد في آخر لقاء له معهم أكدوا أنه أتى على ذكر “ابتسم أيها الجنرال” بالتحديد!
سامر رضوان صفحتة على انستجرام
السيناريست السوري سامر رضوان قدم عددا من الأعمال الفنية ذات الصبغة المعارضة لنظام الأسد (مواقع التواصل الإجتماعي)

امتد النجاح الجماهيري إلى أداء مكسيم خليل الذي جسد شخصية الأسد بلغة إسقاطية، بينما مزجت الحكاية بين شخصيتي بشار وشقيقه ماهر، وتاريخ والدهما حافظ وعمّهما رفعت، في صراع على الحكم مستوحى من أحداث الثمانينيات.

مشاهد خليل انتشرت انتشارا واسعا، وتصدرت قائمة “الترندات” على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع سقوط النظام السوري، وتسابقت بعض المحطات لإعادة عرض هذا المسلسل.

وكان رضوان قد صرّح قبل فترة بأن عمله القادم سيكون عن #سجن_صيدنايا والاستعصاءين الشهيرين اللذين حدثا في المعتقل السيئ الذكر، وأديا إلى أحداث خطيرة أجبرت النظام آنذاك على محاصرة السجن وضربه بقبضة من حديد.

تلك الأحداث التي تسرب جزء منها إلى العلن، إضافة إلى شهادات عديدة، ومذكرات سجناء سابقين، وبعض الوثائق المهمة، ربما تكون قد لعبت دورا جوهريا في صوغ حكاية “الخروج إلى البئر” وهو اسم العمل الذي سيلعب بطولته جمال سليمان وتنتجه شركة “ميتا فورا” ويفترض أن يصوّر في سوريا في الأشهر القليلة القادمة ويعرض خارج موسم رمضان.

يفضّل سامر رضوان، في حديثه مع “الجزيرة نت”، عدم إيضاح تفاصيل كاملة عن العمل وبنيته الدرامية إلى “حين الوصول إلى المرحلة النهائية في التحضير بالتوافق مع الجهة الإنتاجية”، ويؤكد أنه “حتى الآن لم يتم الاعتماد النهائي على المخرج الذي سيتولى إدارة #المسلسل”.

من جهته، يقول سليمان للجزيرة نت حول ما إذا كان العمل سيعاد كتابته للانسجام مع الحدث التاريخي الكبير وإسقاط النظام السوري وتحرير السجن بأن “ما تتم محاكاته من أحداث كانت قد جرت في السجن في مرحلة زمنية لا تصل إلى عام 2024، أي عندما تم تحرير السجناء والإطاحة بهذا المعتقل الخطير. إنما يوثق بصيغة درامية معاناة بعض السجناء خلف القضبان والظروف الطاحنة التي دفعت هؤلاء السجناء إلى تنفيذ استعصاء سنة 2007 علما بأن الكاتب اشتغل على النص عاما كاملا وانتهى من كتابته قبيل سقوط النظام ببضعة أشهر، أما الأحداث الأخيرة و #الانتهاكات التي كانت تجري في #السجون ولحظة تحرير تلك المعتقلات فهي مواد درامية دسمة لا بد أن صنّاع الدراما سيتصدّون لها في أعمال أخرى”.

‏على أي حال، تحاول الدراما عكس جزء من الواقع، وتبقى على ارتفاع شبر منه، سواء بالتصعيد الحكائي، والجرعات التشويقية، والشروط الفنية، لكن ما حدث في سوريا منذ اندلاع الثورة سبق الدراما بأشواط، بذريعة الحدث الميداني والسياسي، والثورة التي تحوّلت إلى صراع دموي.

وربما أصبح توقيت تصوير المسلسل يشي ببعض الحرج لصناعه، لأن ما تابعه العالم من صور وفيديوهات توثيقية لواقع السجن يضع الحكاية في مأزق، إذ لا يمكن تضمين كل تلك الحالات الصادمة في النص الذي انتهى صاحبه من كتابته قبيل شهور، لكنها ربما ستساعده في إنجاز أجزاء متلاحقة للعمل.

مقالات مشابهة

  • إصدار احتفائي بالقشعمي تزامنًا مع “قراءة النص 21”
  • “كلاشينكوف” تكشف عن نظام الدفاع الجوي ” كرونا- إي ”  
  • التعليم توقف إدخال إجازات المعلمين عبر “نور” وتعتمد “فارس” بديلاً
  • لرصد عمليات صنعاء.. واشنطن تنشر “نظام إنذار مبكر” في البحر الأحمر  
  • “الخروج إلى البئر”.. مسلسل سوري يتناول أهوال سجن صيدنايا
  • مدرب مارسيليا: “غويري لاعب سريع ويصعب قراءة تحركاته”
  • القبض على “الذئب المنفرد” في “الدفاع الوطني” لنظام الأسد
  • الشرع يصل السعودية بأول زيارة للخارج منذ تسلمه الرئاسة
  • اقتلعوا أظافره .. تفاصيل القبض على نجيب الأسد ابن خالة بشار