نظم جناح الأزهر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، ندوة للحديث" عن التراث اللغوي للإمام أبي هادي محمد بن أحمد الجوهري الصغير"، تحدث فيها حمادة عبد التواب الأحمدي، باحث بلجنة إحياء التراث الإسلامي بالأزهر الشريف، وأدار الندوة والدكتور أحمد فتحي البشير، باحث بلجنة إحياء التراث الإسلامي بالأزهر الشريف.

عرض الباحث حمادة عبد التواب الأحمدي، باحث بلجنة إحياء التراث الإسلامي بالأزهر الشريف، مفاهيم  التراث وفوائد الأخذ به ومزاياه، واستعرض ما ورد بـ "مجموع الرسائل اللغوية"، الذي يضم تسع رسائل علمية للإمام أبي هادي محمد بن أحمد الجوهري الصغير (المتوفى سنة 1215هـ/1801م)، وأوضح أن هذا العمل يعد إضافة قيمة إلى المكتبة العربية، حيث يعكس تراثًا لغويًا أصيلًا في علوم اللغة والنحو والبيان، وقد استهل المحققون الكتاب بمقدمة توضح منهجية التحقيق، متبوعة بترجمة وافية للمؤلف، قبل عرض الرسائل التي تناولت موضوعات متنوعة، مثل تعريف الشكر العرفي، وعلم الوضع وأقسامه، والفرق بين علم الجنس واسمه، وقضايا الاشتقاق، والعوامل النحوية، وإعراب بعض التراكيب اللغوية.

وأضاف، الباحث، أن  مجموع الرسائل اللغوية تناولت قضايا لغوية دقيقة، كما تضمنت الرسائل شرحين  لمتنين  حول الاستعارة وأحكامها ونظم الآجرومية، بالإضافة إلى تحليل لبعض أساليب البلاغة، وقد تميزت هذه الرسائل بالدقة العلمية والعمق اللغوي، مما يعكس براعة الإمام الجوهري الصغير في استيعاب مسائل اللغة وتوضيحها بأسلوب منهجي.

حكم دعاء المرأة على زوجها ..الإفتاء: لا يجوز وعليها بـ 4 كلماتحكم تكرار العمرة فى اليوم الواحد .. سبب اختلاف العلماء

وأشار الأحمدي، أن كتاب "مجموع الرسائل اللغوية" يضم تسع رسائل علمية للإمام أبي هادي محمد بن أحمد الجوهري الصغير، تتناول موضوعات متنوعة في علوم اللغة والنحو والبلاغة، افتتح المحققون المجموع برسالة "القول الموفي في تحقيق تعريف الشكر العرفي"، التي ناقش فيها مفهوم الشكر في العرف، مستشهدًا بأقوال العلماء، ثم جاءت رسالة "زهر الأفهام في تحقيق الوضع وما له من الأقسام"، التي تناولت علم الوضع، ومبادئه، وأقسامه، مع بيان وضع الأسماء والكتب والتراجم، كما تضمنت المجموعة رسالة "تحقيق الفرق برسمه في الفرق بين علم الجنس واسمه"، حيث بحث فيها المؤلف الفرق بين علم الجنس واسم الجنس، وهي قضية أساسية في علم الوضع.

أما في مجال الاشتقاق، فقد شملت المجموعة رسالة "إتحاف الرفاق ببيان أقسام الاشتقاق"، التي تناولت تعريف الاشتقاق وأقسامه وتحقيق التغيير فيه، ثم علم النحو وفيه رسالة "إتحاف الكامل ببيان العامل"،  التي ناقشت نظرية العامل الإعرابي، وأسباب الإعراب، والاختلافات النحوية حول تعريف العامل، كما تضمنت رسالة "إتحاف أولي الألباب بشرح ما يتعلق بسيٍّ من الإعراب"، التي شرحت إعراب تركيب "لا سيَّما"، وبيّنت معانيه وأحكامه مع استعراض آراء العلماء حوله، وفي مجال البلاغة، قدم الجوهري الصغير رسالة "امتثال الإشارة بشرح نتيجة البشارة"، التي كانت شرحًا لرسالة عن الاستعارة، حيث أوضح أقسامها وأحكامها، وختم مجموعته برسالة "الذوق السليم في القول بالموجب وأسلوب الحكيم"، التي تناول فيها القول بالموجب وأسلوب الحكيم، موضحًا الفرق بينهما، ودخولها في علمي البديع والمعاني.

كما بيّن الباحث حمادة عبد التواب الأحمدي، أن تحقيق هذا المجموع  جاء على يد ثلاثة باحثين من مكتب إحياء التراث الإسلامي بمشيخة الأزهر الشريف، في إطار جهود الأزهر للحفاظ على التراث اللغوي العربي وإتاحته للدارسين والمهتمين، ويعد الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين في علوم اللغة والبلاغة، حيث يجمع بين الأصالة العلمية والتناول المنهجي لقضايا لغوية ونحوية شائكة، مما يسهم في إحياء وإثراء الدراسات اللغوية المعاصرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التراث المزيد إحیاء التراث الإسلامی الفرق بین

إقرأ أيضاً:

«الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة».. ندوة بمكتبة الإسكندرية

نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع البحث الأكاديمي، اليوم الإثنين، ندوة حول الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة، بالتعاون مع المؤسسة الصديقية للخدمات الثقافية و الاجتماعية، تلاها جلسة حوارية تحدث فيها الشيخ الحبيب علي الجفري، وأدار الحوار كلاً من الشيخ محمد الكتاني، والشيخ مصطفى ثابت.

افتتح الندوة الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي و القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية، ونقل ترحيب الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بالضيوف و الحضور، مؤكدًا أن المكتبة أرادت أن تكون ملتقى فكري وثقافي إيمانًا منها بأن المجتمعات لا تنهض إلا من خلال جهود أبنائها مشدداً على أهمية الندوة في ظل الوضع الذي يشهده العالم وتأثيره على الهوية التي تتعرض للعبث، وهو ما يتطلب وجود مرجعية وطنية للحفاظ على الهوية، وهذه مسؤولية تقع على عاتق كل المؤسسات الثقافية والوطنية بالدولة.

من جانبه، أكد الشيخ الحبيب علي الجفري، أن مصر تحمل راية العلم والثقافة، فهي منارة لمن يحيط بها وكذلك العالم أجمع، متحدثًا عن مفهوم مصطلح الهوية الذي يعتبر مصطلح معاصر مأخوذ من كلمة "هو"، وهوية الإنسان تعني حقيقته المطلقة وصفاته الجوهرية التي يتميز بها عن غيره.

وأضاف الجفري أن سؤال الهوية أصبح سؤال العصر في العالم أجمع، حيث أوصل الإغراق في نسبية الأشياء والأفكار والأمور العالم إلى حالة اللامنهجية، وأصبح هناك حالة من الفوضى نتاج ما بعد الحداثة، وأدت "العدمية" التي نشأت إلى حالة الفوضى التي يعيشها المجتمع الإنساني اليوم على الرغم من النجاحات التي حققتها في العلوم الأخرى.

وتابع: "نعيش في مرحلة انتقالية من فلسفة إلى أخرى وهذه التغييرات لا تحدث في البشرية إلا كل ٤٠٠ عام، ولابد أن نكون شركاء في صناعة الفكر وعدم التوقف عند استقبالها فقط كما حدث في المراحل السابقة، خاصة في ظل الارتباك الذي تشهده المنطقة وصل إلى تحدي وجود خلال العشر سنوات الماضية".

وتحدث الجفري عن مفهوم اللغة وعلاقته بالهوية، مؤكدًا أن اللغة تشكل وجدان الإنسان ومنهجيته في التفكير، ورغم مطالبته بتعليم الطلاب ٥ لغات أجنبية بداية من مرحلة المتوسط، ناشد الآباء والأمهات ألا يتحدثون مع أبناءهم إلا باللغة العربية، فاللغة ليست كلمات وقواعد فقط ولكنها معرفة وذوق وبدون ذلك يصعب علينا معرفة تاريخنا وديننا ولن يكون لنا مستقبل.

وأشار الجفري إلى أن الحالة العبثية التي يعيشها العالم اليوم والاختلاف الكبير في الهوية تتطلب المشاركة في صناعة المستقبل، خاصة فيما يخص الذكاء الاصطناعي الذي سوف يشهد تطورًا هائلاً لا يمكن تصوره خلال العشر سنوات المقبلة، وكل من لم يكون مشاركًا فيه سيكون عبدًا لصانعيه.

واختتم الجفري بالتأكيد على أن مصر دولة كبيرة أكبر مما يظن الجميع وقد تحملت الكثير، موجهًا حديثه للمصريين "لا تصدقوا من يحاول تقزيم دورها وبشكل خاص موقفها تجاه القضية الفلسطينية فقد قدمت ١٠٠ ألف شهيد في سبيلها، أعرفوا يا مصريين قيمة بلدكم فالله تفضل عليكم أن جعلكم مصريين".

من جانبه، قال الشيخ محمد الكتاني، إن قضية الهوية قديمة أعيد إثارتها عقب ظهور العولمة، التي تقوم على إزالة الفوارق وإحداث الامتزاج وعدم التباين بين المجتمعات، لصالح قوى معينة تسعى لأن يندمج العالم كله في بوتقة واحدة لا يعتز فيها أحد بهويته مضيفاً أن الهوية ناشئة عن الانتماء إذا لم يكن الإنسان منتمي إلى شيء لن تتضح هويته، منتقدًا عدم وضوح الرؤية عند الكثير من المتحدثين عن قضية الهوية، لذا تحتاج إلى جهود كبيرة لإبرازها في الثوب الذي يليق بها، ومحذرًا من خطورة محاولة تغيير الهوية.

فيما قال الشيخ مصطفى ثابت، إن سؤال الهوية و الانتماء شاغل للعقل البشري والدول، وفي مصر كان هذا السؤال شاغل المفكرين والكتاب وخاصة مع بداية القرن العشرون، ومع ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماع أعيد السؤال مرة أخرى.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. استعراض تجربة إسنا في إحياء التراث الثقافي عبر الأكلات التراثية ب “سياحة الطعام”
  • ندوة بجناح الأزهر بمعرض الكتاب تناقش التراث اللغوي للإمام أبي هادي الجوهري الصغير
  • حملة تشجير.. كوتكس تُساهم في تدعيم الثروة الغابية
  • الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • «الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة».. ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • مجلس جامعة جنوب الوادي يعلن تنظيم مؤتمر دولي بعنوان «الدراسات الإنسانية وإحياء التراث» بكلية الآداب
  • تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدراتنا اللغوية والفكرية
  • قصة الوادي الصغير 17
  • طريقة جديدة للاختراق .. احذروا هذه الرسائل قد تسرق بياناتك