الملك تشارلز كما لم تروه من قَبْلُ.. تفاصيل «وثائقي» عالمي قريباً
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
يترقب الجمهور البريطاني طريقة ظهور الملك تشارلز الثالث (76 عاماً) في الفيلم «الوثائقي»، الذي يروي محطات من سيرة حياة الملك الحالي، الذي تولى العرش بعد وفاة والدته، الملكة إليزابيث الثانية، في 8 سبتمبر 2022.
الفيلم، الذي تنتجه منصة «أمازون برايم»، بدأ تصويره منتصف شهر يناير الماضي في قصر «دامفريز هاوس»، التابع لمؤسسة «كينغز فاونديشن» في اسكتلندا.
وسيتمحور الفيلم الوثائقي حول الانسجام بين البشر والطبيعة، لا سيما بعد ازدياد اهتمام الملك تشارلز الثالث (المصاب بالسرطان)، بالبيئة والطبيعة والحياة البرية منذ سنوات عدة.
الملك تشارلز كما لم تروه من قَبْلُ.. تفاصيل «وثائقي» عالمي قريباًالفيلم، المقرر عرضه مبدئياً بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد نهاية العام الحالي، يشهد تطوراً لافتاً في العلاقة بين العائلة الملكية البريطانية ووسائل الإعلام. إذ تُعَدّ هذه المرة الأولى، التي تُمنَح فيها شبكة إعلامية حق تصوير أفلام وأعمال تلفزيونية، بعد أن درجت العادة على منح هذه الميزة لوسائل إعلام بريطانية، مثل: «بي بي سي»، و«آي تي في».
وبحسب صحيفة «تايمز» البريطانية، أمضى فريق عمل الفيلم الوثائقي ساعات طويلة في التحضير للتصوير، شملت لقاءات متعددة ومتتالية مع الملك. وتتوقع الصحيفة أن يتمحور الفيلم حول إظهار الجانب الإنساني للملك تشارلز الثالث، دون التطرق إلى أي محاور أخرى تتعلق بالعائلة، أو نجلَيْه الأميرَيْن وليام وهاري وزوجتيهما، أو زوجته كاميلا، أو حتى والدته، الملكة إليزابيث الثانية.
ويتزامن تصوير الفيلم الوثائقي، الذي يتكهن متابعو أخبار العائلة الملكية البريطانية بأنه سيتبعه جزء آخر، يتعلق بعائلة الملك تشارلز الثالث، مع مرور عام كامل على تعافي الملك صحياً، إثر خضوعه في «مستشفى لندن كلينك» لجراحة ناجحة بسبب تضخم البروستاتا، مكث على إثرها ثلاث ليالٍ لإجراء تصحيحي، وهو إجراء لعلاج تضخم البروستاتا، وهي حالة حميدة شائعة بين الرجال، الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
الملك تشارلز كما لم تروه من قَبْلُ.. تفاصيل «وثائقي» عالمي قريباًووزع قصر بكنغهام، آنذاك، بياناً صحافياً على وسائل الإعلام، أكد فيه تماثل الملك للشفاء، وأن تشارلز وزوجته يودّان شكر من تعاطف معه ودعمه خلال فترة مرضه، إضافة إلى توجيه الشكر للفريق الطبي.
وعادة، لا يكشف أفراد العائلة الملكية البريطانية عن تفاصيل حالاتهم الصحية، باعتبارها أموراً خاصة، إلا أن الملك تشارلز كان حريصاً، هذه المرة، على مشاركة تفاصيل حالته؛ بهدف تشجيع الرجال الذين يعانون أعراض هذا المرض على إجراء الفحص الطبي.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: تشارلز الثالث الملک تشارلز
إقرأ أيضاً:
وثائقي لـعربي21 يكشف وثائق حصرية عن جرائم نظام الأسد المخلوع في صيدنايا (شاهد)
في قلب سوريا، على بُعد ثلاثين كيلومتراً شمال دمشق، تقبع صيدنايا، مدينةٌ تُعرف بديرها التاريخي، لكن اسمها ارتبط بمأساةٍ إنسانيةٍ لا تُمحى من الذاكرة. سجن صيدنايا، الذي وصفه الناجون بـ"المسلخ البشري"، هو محور الفيلم الوثائقي الجديد الذي أنتجته شبكة "عربي 21" بعنوان: "صيدنايا: حيث تُسحق العظام".
ينبش العمل الاستقصائي المؤثر في دهاليز واحدة من أبشع فصول الإجرام التي شهدها التاريخ الحديث، مُسلطًا الضوء على جرائم نظام الأسد المخلوع ضد الشعب السوري.
شهاداتٌ من قلب الجحيم
يروي الوثائقي شهادات حيّة من ناجين وشهود، بينهم سجانٌ سابق من الطائفة العلوية تحدث، بشرط عدم الكشف عن هويته، عن تفاصيل مروعة، منها إدارة عدد من الضباط العلويين الأجنحة الحمراء، مثل أوس سلوم ويزن سلمان، الذين اشتهروا بساديتهم في تعذيب المعتقلين. "كانوا يستمتعون بالتعذيب، يضربون بالعصي الكهربائية، ويتركون المعتقلين يتعفنون في زنازين لا تصلح للحيوانات"، يقول السجان السابق، مُعربًا عن ندمه على صمته حيال تلك الجرائم.
من جهة أخرى، يروي أدهم العبسي، قصة الشهيد مازن حمادة، الذي نجا من صيدنايا في وقت سابق، لكنه استُدرج لاحقًا من قبل مخابرات نظام الأسد، ليُعثر على جثته بعد تحرير السجن. ويتحدث في شهادته التي عرضت في الفيلم الوثائقي: "كان مازن يكتب على جدران زنزانته، يوثّق تاريخه ومعاناته بقطعة جبن ملفوفة بالقصدير"، ويستطرد أدهم بألم، مُشيرًا إلى إنسانية المعتقلين التي حاول السجانون سحقها.
أرقام الرعب: إحصاءات الموت
تشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن أكثر من 3000 معتقل أُعدموا داخل صيدنايا، إلى جانب آلاف آخرين قضوا تحت وطأة التعذيب. مئات المفقودين ما زال مصيرهم مجهولًا، بينما تكشف الشهادات عن أساليب تعذيبٍ وحشية، من "الدولاب" الذي يُقلَب فيه المعتقل حتى يُسحق، إلى غرف الأسيد والمكابس التي كانت تُستخدم لتصفية المعارضين. "رأيت أشخاصًا مُعلقين بسلاسل، أصابع أقدامهم تكاد تلمس الأرض، وجثثًا متفسخة تُترك في الممرات"، يروي أحد الناجين، مُشيرًا إلى أن الأطباء كانوا يشاركون في سرقة أعضاء المعتقلين قبل قتلهم.
محاكماتٌ صورية وعدالةٌ مُغيَّبة
يفضح الوثائقي دور القضاء السوري الفاسد في شرعنة الجرائم، ويروي القاضي ميزر يونس، الذي عمل في محاكم "الإرهاب"، كيف كانت المحاكم الميدانية تُصدر أحكام إعدام خلال دقائق، دون تحقيق حقيقي. ويؤكد قائلاً: "كان القضاة مجرد أدوات لتنفيذ أوامر النظام". ويستطرد أن بعض المعتقلين أُعدموا دون عرضهم على القضاء، بينما سُجّلت وفاتهم بمحاكماتٍ وهمية.
أملٌ معلقٌ وصدمةٌ مستمرة
مع تحرير السجن في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، هرع السوريون إلى صيدنايا بحثًا عن ذويهم، متمسكين بأملٍ واهٍ. "كانت الشائعات تتحدث عن أبواب سرية تحت الأرض، فحفر الناس بحثًا عن أحبائهم"، يروي هشام نجار، شقيق أحد المفقودين. لكن الصدمة كانت أقسى: لا أبواب سرية، ولا ناجين جدد. ظلت وجوه الباحثين تروي حكاية ألمٍ لا ينتهي، بينما تبقى الآثار النفسية للمعتقلين - من اكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة - تحديًا يواجه المجتمع السوري.
دعوةٌ للعدالة
ينتهي الوثائقي بدعوةٍ لتحقيق العدالة، مع مطالبات بإنشاء محاكم خاصة على غرار نورنبرغ لمحاسبة المسؤولين عن جرائم صيدنايا. "لن نسامح القتلة، ستنالهم يد العدالة مهما طال الزمن"، يؤكد أحد الناشطين الحقوقيين، مشيرًا إلى أن جرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بالتقادم، حتى لو لجأ المجرمون إلى روسيا أو غيرها.
وثائقيٌ يكتب التاريخ
"صيدنايا: حيث تُسحق العظام" ليس مجرد فيلم وثائقي، بل وثيقة تاريخية تُخلّد صمود الشعب السوري وتُعرّي إجرام نظام الأسد. بأسلوبه البليغ وصوره المؤثرة، ينجح العمل في إيصال رسالةٍ واضحة: الحقيقة قد تُغيَّب، لكنها لن تُمحى.
ومع استمرار البحث عن أسرار هذا المسلخ البشري، يبقى الأمل في أن تُشفى جراح سوريا يومًا، وأن ينال الضحايا عدالتهم.