بالتزامن مع ذكرى الاحتفالات.. لماذا اختارت محافظة الدقهلية 8 فبرايرعيدًا قوميًا لها؟
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تحتفل محافظة الدقهلية الأيام القادمة بالعيد القومى للمحافظة واختارت المحافظة يوم الثامن من شهر فبرابر من كل عام، عيدا قوميا لها لما يعكس قوة إرادتها وأصالة وصمود شعبها في مقاومة الحملة الصليبية، وأصبح هذا اليوم من كل عام علامة مضيئة في مسيرة المحافظة تحتفل به كل عام.
ولأن مقولة (التاريخ يكتبه المنتصرون) ليست مجرد جملة شائعة، ، بل ربما يكون مرجعها هو طبائع البشر المنحازة إلى المنتصر، وهو ما حدث مع (المنصورة) أو(جزيرة الورد) بسبب إحاطة المياه لها من ثلاث جهات وحصلت على هذا الاسم، لأنها أكبر حدائق للورود في مصر، أنشأها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب في العام 1219م في عهد الدولة الأيوبية، وقد بناها لتواجه العدو عندما حاصرت الحملة الصليبية دمياط القريبة منها بقيادة الملك الفرنسي (لويس التاسع) كخدعة حربية، فحين وصلت الحملة إلى مشارف دمياط كان الملك الصالح (نجم الدين أيوب) موجودا بدمشق وعندما علم عاد مسرعاً إلى مصر.
وواصلت الحملة زحفها باتجاه فارسكور، إلا أن (نجم الدين أيوب) وافته المنية، فأخفت زوجته (شجر الدر) خبر وفاته عن الجنود لحين عودة ابنها (توران شاه) من حصن كيفا على ضفاف نهر دجلة، وافقت (شجر الدر) - الحاكم الفعلي للبلاد - على خطة (بيبرس) باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينة المنصورة، فأمر (بيبرس) بفتح باب من أبواب المنصورة وتأهب المصريين من أهل الدقهلية داخل المدينة مع الالتزام بالسكون التام، وابتلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة خالية كما حدث من قبل في دمياط، فاندفعوا إلى داخلها للوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم المماليك بغتة وأخذوا يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة.
وسد المصريون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وسقطوا في الكمين داخل أزقة المدينة الضيقة، وانقض عليهم الأهالي وتم أسر ملك فرنسا (لويس التاسع) ونقله إلى دار بن لقمان، واشترط المصريون تسليم دمياط وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير وكبار قادته مع دفع فدية قدرها عشرة ملايين فرنك، وسميت المدينة (المنصورة) بعد انتصار الشعب المصري على الحملة الصليبية في المعركة، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل وتبتعد عن القاهرة 120 كم، وهي عاصمة لمحافظة الدقهلية منذ أيام الحكم العثماني عندما أمر سليمان الخادم والي مصر بنقل ديوان الحكم من بلدة (أشمون الرمان) إليها في العام 1527م لتوسطها بين بلاد الإقليم ولموقعها على النيل.
*أسر لويس التاسع فى دار ابن لقمان بالمنصورة بعد مقاومة عنيفة من الشعب المصري وجنود المماليك للحملة الصليبية السابعة فى المنصورة ، شعر قادة الصليبيين وعلى رأسهم لويس التاسع باستحالة تحقيق آمالهم فى السيطرة على المنصورة ، واتفقوا على العودة إلى دمياط للتحصن بها .
وفى أثناء عودتهم قطع المسلمون الطريق الواصل إليهم من دمياط ، وأطبقت القوات المصرية الأيوبية عليهم ، وقتلوا وأسروا منهم كثيرا ، وأسر لويس التاسع فى قرية منية عبد الله .
وفى هذا السياق يؤكد الدكتور شلبى الجعيدى أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية كلية الآداب جامعة المنصورة تم نقل الملك لويس التاسع وأصحابه أسرى إلى المنصورة وسط ضوضاء الطبول التى امتلأت بها سفن مصرية أخرى تسير مجاورة لسفينة الأسرى ، فضلا عن فرحة العامة والعربان وهم يسيرون على جانبى النيل .
وصل الملك لويس وأخويه إلى المنصورة حيث أسروا فى الدار التى كان ينزلها كاتب الإنشاء فخر الدين بن لقمان ، وعهد إلى الطواشى صبيح ـ وكان مقربا من تورانشاه ـ بحفظه والعناية به وبراحته ، وذلك فى 2 من المحرم 648 هـ / 6 إبريل 1250 م .
*لويس التاسع يرى أنه ليس من اللياقة أن يقايض عن نفسه بالمال
وتابع الجعيدى وجرت المفاوضات والسلطان تورانشاه فى فارسكور ، والملك لويس التاسع لا يزال معتقلا بدار ابن لقمان بالمنصورة. وتم الاتفاق على أن يتم تسليم الصليبيين لدمياط والجلاء عن السواحل المصرية مقابل إطلاق سراح الملك لويس التاسع ، لأن لويس التاسع يرى أنه ليس من اللياقة أن يقايض عن نفسه بالمال . وأن يتم دفع مبلغ " أربعمائة ألف دينار " مقابل إطلاق سراح الأسرى من كبار البارونات فضلا عن الأخوين الملكيين شارل كونت آنجو ، وألفونسو كونت بواتييه . ويدفع لويس نصف الفدية قبل مغادرته البلاد ، أما أخوه كونت بواتييه وبقية رجال الجيش فيظلون رهينة فى الأسر حتى يتم دفع النصف الباقى .
وأضاف وتمكن الفرنسيون من دفع نصف الفدية الأول ، وتم خروج لويس التاسع من دار ابن لقمان ومعه كبار الأسرى ، وأرست السفن التى تقلهم قبالة المساكن السلطانية بفارسكور ، وكان ذلك يوم الخميس 24 من المحرم سنة 648 هـ / 28 أبريل 1250 م . وعلى هذا تكون مدة إقامة الملك لويس التاسع بدار ابن لقمان بالمنصورة اثنين وعشرين يوما .
*سبب تعديل «عيد الدقهلية» من مايو إلى فبراير
وقال الدكتور شعبان الجعيدى، أن المحافظة كانت تحتفل بالعيد القومي لها في شهر مايو، ولكن بعد أن قمنا كأساتذة التاريخ الإسلامى بأداب المنصورة ، بإعداد دراسة ، عُرضت في مؤتمر في عهد المحافظ الأسبق اللواء فخر الدين خالد، تبين أن الاحتفال فى شهر مايو،هو يوم الإفراج عن لويس التاسع ورحيله عن المنصورة و مصر، بينما شهر فبراير هو الذي تم فيه أسرلويس التاسع،و استجاب المحافظ الأسبق لتلك الدراسة وقرر تعديل موعد العيد القومى للمحافظة إلى 8 فبراير، وبدأت المحافظة منذ هذا اليوم في الاحتفال بالعيد القومى في موعده الحقيقى من كل عام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جامعة المنصورة لشعب المصرى الاحتفالات محافظة الدقهلية بالعيد القومي للمحافظة المفاوضات ملك فرنسا الحملة الصليبية ابن لقمان کل عام
إقرأ أيضاً:
لماذا تُصِرّ واشنطن على استخدام طائرات إم كيو – 9 في اليمن رغم إسقاطها المتكرر؟
أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة أخرى من الطائرات الأمريكية الدرون إم كيو- 9 في أجواء محافظة الحديدة غربي اليمن، لتكون الطائرة رقم 15 التي يتم إسقاطها من ذات الطراز، منذ بدء عمليات الحوثيين الإسنادية لغزة في نوفمبر 2023، الأمر الذي يفرض سؤالاً مفاده: لماذا تصر واشنطن على استخدام طائرات إم كيو- 9 في اليمن رغم إسقاطها المتكرر؟
ووفقاً لقناة «الجزيرة»، فإن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن متحدث في الجيش الأمريكي قوله إنه فقد الاتصال بطائرة إم كيو-9 فوق البحر الأحمر يوم الإثنين. وأضاف: «نتابع الحادث بشكل نشط لتحديد السبب والإجراءات اللاحقة».
وسبق واعترفت واشنطن بإسقاط الحوثيين لطائرات درون من طراز إم كيو- 9.
وكان المتحدث العسكري للحوثيين، العميد يحيى سريع، أعلن، مساء الثلاثاء، «تمكن الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة أمريكية معادية من نوع إم كيو- 9 في محافظة الحديدة»، موضحاً «أن الطائرة كانت تنتهك الأجواء اليمنية وتقوم بمهام عدائية». وذكر «أن هذه الطائرة هي الطائرة الخامسة عشرة التي يتم إسقاطها خلال معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس)»
.
وشدد على «استمرارهم في مهامهم الدفاعية للتصدي لأي عدوان على اليمن»، مؤكداً «جاهزيتهم الكاملة للتعامل مع أي تطورات في البحرين الأحمر والعربي». وقال المحلل السياسي والعسكري اليمني، العميد أحمد الزبيري، لصحيفة «القدس العربي» إن «الولايات المتحدة لا تملك خياراً آخر، مع فقدانها لكثير من الأدوات على الأرض لجمع المعلومات والتجسس على الأرض؛ فتبقى هذه الطائرة هي الخيار المتاح لهم، خصوصاً وهي الطائرة الأكثر تطوراً في أداء مهامها التجسسية والهجومية، وتمتلك قدرة على التحليق لوقت طويل وتنفيذ مهام عديدة، وإيصال المعلومات لغرفة العمليات خلال التحليق».
ويرى الزبيري أن «واشنطن تعرف جيداً خصوصية هذه الطائرة، وقدرتها على جمع المعلومات مقارنة بالطائرات المسيرة الأخرى، إلا أنها تفضل استخدامها، لا سيما وقد فقدت الخيارات الأخرى لجمع المعلومات على الأرض؛ وبالتالي ليس أمامها خيار آخر، متجاوزة احتمالات إسقاطها المتكرر، مقابل تحقيق ما تراه من نتائج، ومواجهة ما تراه من مخاوف».
ووفق وسائل إعلام تابعة للحوثيين، فقد أسقطت قواتهم أول طائرة من ذات النوع منذ بدء إسنادهم لغزة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، في أجواء المياه الإقليمية، فيما تم إسقاط الثانية في 19 فبراير/ شباط 2024 في أجواء محافظة الحديدة غربي البلاد، والثالثة في 26 أبريل/ نيسان في أجواء محافظة صعدة شمال، والرابعة في 16 مايو/ أيار في أجواء محافظة مأرب، والخامسة في 21 مايو في أجواء محافظة البيضاء، والسادسة في 29 مايو/ أيار في أجواء محافظة مأرب، والسابعة في 4 أغسطس/ آب في أجواء محافظة صعدة، والثامنة في 7 سبتمبر/ أيلول في أجواء محافظة مأرب، والتاسعة في 10 سبتمبر/ أيلول في أجواء محافظة صعدة، والعاشرة في 16 سبتمبر في أجواء محافظة ذمار، والحادية عشرة في 30 سبتمبر في أجواء محافظة صعدة، والثانية عشرة في أجواء محافظة مأرب في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، والثالثة عشرة في أجواء محافظة البيضاء في 28 ديسمبر، والرابعة عشرة في أجواء محافظة مأرب في الأول من يناير/ كانون الثاني. وجميعهن تم إسقاطهن بصواريخ «أرض- جو» محلي الصنع، وفق المتحدث العسكري للحوثيين. وتعد (إم كيو- 9) طائرة مسيرة هجومية غير مأهولة وقاذفة للصواريخ بجانب قدراتها في الرصد والمراقبة والاستطلاع والاستشعار والتجسس، وتبلغ سرعتها 240 كيلومتراً في الساعة، ويبلغ مدى تحليقها 3 آلاف كيلومتر، وسبق واستخدمت في حربي أفغانستان والعراق وغيرهما من الحروب.
يمكن لطراز هذه الطائرة والتي تكلف حوالي 30 مليون دولار لكل منها، أن تطير على ارتفاعات تصل إلى 50000 قدم (15240 متراً) ولديها قدرة تحمل تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة إلى الهبوط. وقد حلقت الطائرات من قبل الجيش الأمريكي ووكالة المخابرات المركزية فوق اليمن لسنوات، وفق وكالة «إسوشيتد برس».
وسبق واستخدمت الولايات المتحدة طائرات بدون طيار (ليس معروفاً بالتأكيد إن كان طرازها إم كيو-9) بين عامي 2002 و2021 في استهداف ما قال الأمريكيون إنهم شخصيات قيادية في تنظيم القاعدة الإرهابي، بالإضافة إلى تنفيذ 15 غارة بطائرات مأهولة.
وقالت منظمة مواطنة لحقوق الانسان في تقرير بعنوان «الضحايا المدنيون وفعالية ضربات الدرون الأمريكية في اليمن عن هذه الغارات»: «في عام 2017، قمنا بالتحقيق في ثماني غارات بطائرات بدون طيار وعمليات برية، ووجدنا أن العمليات الأمريكية كانت مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 32 مدنياً – بينهم 16 طفلاً وست نساء – وجرح عشرة آخرين، بينهم خمسة أطفال».