الاتحاد الأفريقي يصدر بيانا بشأن مشاركة إسرائيل في قمته هذا الشهر
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
استبق الاتحاد الأفريقي أي جدل محتمل حول مشاركة إسرائيل في قمته المقبلة المقررة منتصف الشهر الجاري، وأصدر بيانا حدد فيه بوضوح قواعد مشاركة الدول والجهات الحاصلة على صفة مراقب البالغ عددها 87 عضوا مراقبا.
وأوضحت مذكرة رسمية صادرة عن مفوضية الاتحاد الأفريقي أن حضور المراقبين سيقتصر حصريًا على جلستي الافتتاح والاختتام، مع تأكيد أن الدعوات موجهة بشكل صارم باسم المشاركين -حسب المذكرة- فقط لرؤساء البعثات، دون السماح بمرافقة أي وفود أو مستشارين -والتي استغلتها إسرائيل في القمة الـ36 والـ37- وطردوا من القاعة.
وقال مصدر أفريقي دبلوماسي للجزيرة إن الاتحاد يسعى من خلال هذا القرار إلى تجنب أي سيناريوهات مشابهة لما حدث بالقمة السابقة التي أحدثت حالة من الارتباك بالجلسة الافتتاحية، حينما تسلل وفد إسرائيلي قبل أن يتم طرده من قاعة الاجتماع.
وأكد المصدر الدبلوماسي أن البيان مؤشر على استمرار الخلافات حول محاولة إسرائيل المشاركة بالقمم الأفريقية، موضحاً أن ملف عضوية مراقب لإسرائيل يثير جدلا لا ينتهي، وهي تحاول أن تحضر الجلسة الافتتاحية ضمن السفراء المعتمدين لدى دولة المقر البالغ عددهم 135 سفيرا معتمدا، وأن بيان الاتحاد استباقي حدد الدعوة للأعضاء المراقبين بالاتحاد وليس السفراء المعتمدين.
إعلانوعام 2002 بعد تأسيس الاتحاد الافريقي، تم منح صفة المراقب للدول غير الأعضاء من خارج القارة الأفريقية والبالغ عددهم 87 دولة.
وتتمثل المزايا التي تمنحها عضوية المراقب في حضور اجتماعات الاتحاد الأفريقي والمشاركة في مناقشات معينة، ولكنها لا تمنحهم حق التصويت. وكانت أول دولة منحت صفة مراقب هي منظمة التحرير الفلسطينية عام 1973، وتحظى بدعم قوي من معظم الدول الأفريقية.
وخلال العقود الأخيرة، سعت إسرائيل للحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الأفريقي لمواجهة النفوذ الفلسطيني، وتمكنت من الحصول على عضوية مراقب عام 2021.
لكن تم طرد إسرائيل لاحقا بقرار من الدول الأفريقية بسبب مخالفة قبول عضويتها كمراقب لشروط ميثاق الاتحاد الأفريقي بسبب استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأفریقی
إقرأ أيضاً:
نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك
جاء ذلك خلال حديثها مع برنامج "المقابلة"، إذ كشفت دالي عن تفاصيل دقيقة بشأن تواطؤ الاتحاد الأوروبي وحكوماته -بما في ذلك حكومة بلادها- في تمكين جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ووُلدت دالي في دبلن عام 1968، وترعرعت في عائلة أيرلندية عادية لم يكن للسياسة حضور مبكر فيها، لتوضح قائلة "كانت عائلتي محافظة ومتدينة، لكني انجذبت إلى النضال السياسي في الجامعة، خاصة خلال ثمانينيات القرن الماضي حين دعمنا حركات مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ومنظمة التحرير الفلسطينية".
وأضافت دالي أن ارتباط الأيرلنديين بالقضية الفلسطينية "ليس مصادفة"، بل هو نتاج تجربة تاريخية مع الاستعمار البريطاني الذي لا يزال يترك بصماته على أيرلندا.
وأوضحت قائلة "نعرف معنى أن تُحرم من حقوقك، وأن تُقتل عائلتك أمام عينيك، لهذا ننحاز إلى الفلسطينيين بفطرتنا"، مستذكرة مشاركتها في عشرات الحملات لنقل جرائم الاحتلال إلى الرأي العام الأوروبي.
لكنها هاجمت حكومة أيرلندا لعدم ترجمة هذا الدعم الشعبي الواسع إلى سياسات ملموسة، واصفة مواقفها بـ"الهزيلة" و"المنافقة".
وأشارت إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل أيرلندا "جاء متأخرا بعد عام من المجازر"، في وقت تواصل فيه الحكومة السماح للطائرات الأميركية المحملة بذخائر موجهة إلى إسرائيل بالتحليق في أجوائها.
إعلانوأكدت دالي في تصريحاتها "هم يريدون إرضاء الناخبين بشعارات رمزية، في حين يتواطؤون عمليا مع الإبادة الجماعية"، مشيرة إلى زيادة صادرات السلع ذات الاستخدام المزدوج من أيرلندا إلى إسرائيل بنسبة كبيرة منذ بدء الحرب على غزة، وأضافت "هذه ليست سياسة خفية، بل هي جريمة ترتكب باسمنا جميعا".
السلطة الأخلاقيةوفي حديثها عن الاتحاد الأوروبي، وصفت دالي المؤسسات الأوروبية بأنها "فقدت سلطتها الأخلاقية" بسبب دعمها المطلق لإسرائيل رغم إدانة محكمة العدل الدولية لإسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وكشفت أن الاتحاد الأوروبي يقدم إلى إسرائيل مليار يورو سنويا عبر اتفاقيات الشراكة التجارية والبحثية، إلى جانب تصدير الأسلحة، إذ ارتفعت مبيعاتها من ألمانيا وحدها بنسبة 1000%.
وأشارت دالي إلى المفارقة التي تبرز في سياسات الاتحاد الأوروبي "حتى في ذروة المجازر لم يتجرأ الاتحاد الأوروبي على تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، في حين علقها عام 2002 لأسباب أقل خطورة بكثير"، في إشارة إلى تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي وصفتها بـ"سيدة الإبادة الجماعية" لتبريرها العنف الإسرائيلي بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولفتت النائبة إلى مفارقة صادمة في البرلمان الأوروبي، إذ نظم أعضاؤه دقيقة صمت تكريما لضحايا الهجوم الإسرائيلي دون ذكر الفلسطينيين، في حين رفضوا تكرار الأمر لضحايا غزة.
وأوضحت دالي "حتى موظفينا الفلسطينيين في المؤسسات الأوروبية فقدوا عائلاتهم في القصف، لكن أحدا لم يعترف بمعاناتهم"، مشيرة إلى أن هذا الصمت يمثل "العار الإنساني" الحقيقي.
وفيما يتعلق بالتحول في الرأي العام الأوروبي، أكدت دالي أن وعي المواطنين بتفاصيل الصراع قد ازداد بشكل غير مسبوق، خاصة بين الشباب الذين باتوا يشككون في الرواية الإسرائيلية المزعومة بشأن "الدفاع عن النفس".
إعلانوقالت "الناس يرون صور الأطفال الذين تحول شعرهم إلى الأبيض من شدة الرعب، أو الذين يُقتلون جوعا بسبب الحصار، العالم لم يعد قادرا على تجاهل حقيقة أن إسرائيل دولة فصل عنصري".
وعي شعبيوأشارت النائبة إلى أن حركات شعبية مثل "أمهات ضد الإبادة الجماعية" و"رياضيون من أجل فلسطين" تكتسب زخما في أوروبا رغم محاولات التعتيم الإعلامي.
وفي الوقت نفسه، حذرت من أن هذا الوعي لن ينعكس تلقائيا على سياسات الحكومات الأوروبية التي لا تزال خاضعة لضغوط اللوبيات المؤيدة لإسرائيل والمجمع الصناعي العسكري.
وقالت دالي "السياسيون الأوروبيون يخشون الغضب الأميركي أكثر من غضب شعوبهم"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي ينفق 800 مليار يورو إضافية على التسلح سنويا تحت ذريعة "تعزيز الأمن"، في حين تُستخدم هذه الأسلحة في قصف المدارس والمستشفيات بغزة ولبنان.
وختمت دالي تصريحاتها بالتأكيد على أن "إسرائيل ليست سوى مختبر للأسلحة التي ستشعل حروبا مستقبلية في مناطق أخرى"، محذرة من أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على التوسع في جرائمه.
وأدانت دالي ما وصفتها بـ"الإبادة الجماعية"، موجهة رسالة إلى الشعب الفلسطيني "أنتم لستم وحدكم، الملايين في أوروبا يصرخون غضبا، وسيستمرون حتى تحريركم".
كما دعت الحكومات الأوروبية إلى تحمّل مسؤولياتها بوقف التمويل العسكري لإسرائيل وفرض عقوبات حقيقية لإنهاء نظام الفصل العنصري، مؤكدة أن "الدعم الشعبي سيتحول قريبا إلى قوة سياسية تجبر الحكومات على تغيير سياساتها".
وأضافت "الوقت حان لندرك جميعا أن إسرائيل فخ مميت لليهود أنفسهم، كما حذر الحاخامات الأرثوذكس قبل قرن، فكما سقط الفصل العنصري في جنوب أفريقيا سيسقط هذا النظام الوحشي".
2/2/2025