هل يجوز للزوجة أن تتجسس على هاتف زوجها؟.. احذرنه لـ5 أسباب
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
لعل ما يطرح السؤال عن هل يجوز للزوجة أن تتجسس على هاتف زوجها ؟، هو أنه يمس إحدى العادات الشائعة بين كثير من النساء اللاتي تتجسسن على أزواجهن، من باب الشك وعدم الثقة ، من هنا ينبغي الوقوف على حكم هذا الفعل ومعرفة هل يجوز للزوجة أن تتجسس على هاتف زوجها ؟.
هل النوم بعد الفجر يمنع الرزق ويجلب الفقر؟.. الإفتاء: احذره لـ7 أسبابماذا أفعل إذا كانت ذنوبي كثيرة؟.. انتبه لـ10 حقائق بحديث النبي هل يجوز للزوجة أن تتجسس على هاتف زوجها
قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن العلاقة الزوجية يجب أن تكون مبنية على الثقة المتبادلة والاحترام الكامل للخصوصية.
وأوضحت " إبراهيم" في إجابتها عن سؤال : هل يجوز للزوجة أن تتجسس على هاتف زوجها ؟، أن من الضروري أن يتم احترام الحدود الشخصية لكل طرف في العلاقة، بما في ذلك عدم الاطلاع على موبايل الآخر إلا في حالة وجود اتفاق مشترك بين الزوجين.
وأشارت إلى أن في العلاقة الزوجية، إذا كانت هناك ثقة متبادلة بين الزوجين، فإن التطفل على الهاتف الخاص بالطرف الآخر لا يكون له مكان، من الطبيعي أن يكون لكل طرف خصوصية، ولا يجوز لأي من الطرفين أن يتجاوز هذا الحق، إلا إذا كان هناك اتفاق صريح أو ضمني بينهما.
وأضافت: "لكن إذا كان الاطلاع على الهاتف أو أي من الخصوصيات الأخرى يتم بدافع التجسس، فإن هذا يتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية، النهي عن التجسس واضح في القرآن الكريم.
واستشهدت بما قال الله سبحانه وتعالى: (وَلا تَجَسَّسُوا)، وهذا يعني أنه لا يجوز لأي طرف في العلاقة أن يتدخل في خصوصيات الآخر بطرق غير مبررة، منوهة بأن بعض الأزواج والزوجات قد يكون لديهم نوع من الشفافية المفرطة في العلاقة، مما يجعلهم يتبادلون كل التفاصيل الخاصة بهم، حتى هواتفهم.
وتابعت: ولكن هذا لا يعني أن التجسس أمر مقبول، مشيرة إلى أن الاختلاف بين الاطلاع بدافع الثقة وبين التجسس في النية هو الفرق الجوهري، ففي حالة الشفافية المتبادلة يمكن أن يكون لكل طرف حق الاطلاع على هاتف الآخر، لكن إذا كان الهدف هو التجسس أو التفتيش على الأمور الخاصة بالشريك فهذا مرفوض.
حكم تجسس الزوجة على زوجهاوأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبعَ عوراته حرامٌ شرعًا، والواجب على كلٍّ منهما رعايةُ حق الآخر وإحسانُ الظن به والتعاونُ على البر والتقوى، ومَن ثارت في نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فعليه مصارحتُهُ بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.
وشدد على أن الله تعالى أمر بأن تكون العشرة في الحياة الزوجية بالمعروف؛ فقال عزَّ وجَلَّ: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ» [النساء: 19]، مما يقتضي مبادلة الثقة وحسن الظن؛ فهذا مما يحصل به السكن والمودة والرحمة بين الزوجين، ولا تسير تلك العلاقة على نسقٍ صحيحٍ إلا بتخلُّق كِلَا الزوجين بالسماحة وغضِّ الطرف عن الهفوات، ومن ثَمَّ فإن تكدير العلاقة بين الزوجين بسوء الظن وتتبع العورات واختلال الثقة بينهما مُنافٍ للحكمة والقيمة الأخلاقية والاجتماعية التي قصد الشرعُ الشريفُ إقامةَ الحياة الزوجية عليها.
وبين أن ما يعتري بعضَ الأزواج من حالات الغيرة الزائدة والشك المفرط وقلة الثقة في شريك الحياة دون مبررٍ حقيقيٍّ لذلك، مما يدفعه إلى التجسسِ على المكالمات الهاتفية للطرف الآخر، أو التفتيشِ في مراسلاته ومحادثاته الإلكترونية وأجهزة الاتصال الخاصة به -مع كون هذا التواصل لغرضٍ صحيحٍ شرعًا تُراعَى فيه الضوابط الشرعية والآدابُ العامةُ-؛ يُعد سلوكًا عدوانيًّا سيـئًا بين الزوجين، وتعدِّيًا وانتهاكًا للحُرُمات، ومسلكًا للشيطان للتفريق بين الزوجين.
حكم تجسس أحد الزوجين على الآخروتابع: ومنها ثانيًا: تَتَبُّعُ عورات الناس ومعائبهم بالبحث عنها والخوض فيها، وقد شدد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تنبيه المسلمين على خطورة الخوض في أعراض الناس والتنقيب عن عوراتهم، مخبرًا من يستهين بذلك بأنه يسعى لهتك الستر عن نفسه إن استمر في ذلك، فيفضحه الله تعالى ولو كان في جوف بيته، فعن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلاَ تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ» رواه أحمد.
وواصل: ثالثًا: التجسس، وقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التجسس وما يكدر العلاقة الطيبة بين الناس ويجلب الكراهية والبغضاء، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ منها حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفقٌ عليه.
واستطرد: رابعًا: استماع المرء إلى حديث قومٍ وهُم له كارهون؛ حيث تَوَعَّدَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم مَن يفعل ذلك بقوله: «وَمَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ أَوْ يَفِرُّونَ مِنْهُ؛ صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ -الرصاص المذاب- يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري.
ونبه على أنه لا يقتصر التجسس على البحث عن العورات والمعائب فقط، بل يشمل النظر فيما يخص المسلم من مكتوب أو نحوه؛ روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَظَرَ في كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ في النَّارِ» رواه أبو داود.
وأردف: فرق العلماء بين معنى التحسس والتجسس الوارد النهيُ عنهما في الحديث الشريف: بأن التحسس هو الاستماع للحديث، والتجسس هو البحث عن العورات. وقيل: هما بمعنًى واحدٍ؛ وهو طلب معرفة الأخبار الغائبة والأحوال.
وأكمل: قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (16/ 119، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا» الأول بالحاء، والثاني بالجيم. قال بعض العلماء: التحسس بالحاء: الاستماع لحديث القوم. وبالجيم: البحث عن العورات. وقيل: بالجيم: التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر، والجاسوس صاحب سر الشر، والناموس صاحب سر الخير. وقيل: بالجيم: أن تطلبه لغيرك. وبالحاء: أن تطلبه لنفسك؛ قاله ثعلب. وقيل: هما بمعنًى واحدٍ؛ وهو طلب معرفة الأخبار الغائبة والأحوال].
وأفاد: إذا كان هذا هو حكم التجسس عمومًا، فإنه بين الزوجين أشد تحريمًا؛ لعِظَم وقداسة عقد النكاح؛ قال تعالى: «وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا» [النساء: 21]، وفي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» رواه ابن ماجة وأبو داود.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد الله صلى الله علیه وآله وسلم بین الزوجین فی العلاقة إذا کان
إقرأ أيضاً:
سر العلاقة بين الشوعيين واتباع محمود محمد طه
هل سأل أحدنا عن السر في الإلفة بين الشيوعيين واتباع محمود محمد طه؟!
للإجابة على هذا السؤال ينبغي العودة إلى الوراء قليلا في تاريخ السودان الحديث، هناك سنجد الآتي:
فى عام 1955 كتب محمود محمد طه كتاب “أسس دستور السودان” وصدر الكتاب قبيل استقلال السودان، ونادى فيه مؤسس الفكر الجمهوري إلى إنشاء (جمهورية رئاسية، فدرالية، ديمقراطية، واشتراكية).
وقبيل ختام ذات العام -في نوفمبر- جاء انقلاب الفريق إبراهيم عبود، وتم حل جميع الأحزاب السياسية. فكتب محمود محمد طه خطابا وجهه إلى الرئيس عبود، أرفق معه كتابه أسس دستور السودان، وطالبه بتطبيق مقترحه بإقامة حكومة (ديمقراطية، اشتراكية وفدرالية)، وتم تجاهل طلب محمود، فواصل نشر أفكاره متنقلا في أرجاء السودان وفي المنتديات العامة. وخلال عامي 1966-1967 أصدر الرجل ضمن رسائله/كتبه العديدة، ثلاث منها ضمنها مرتكزات الفكر الجمهوري، وهي:
– الرسالة الثانية من الإسلام.
– طريق محمد.
– رسالة الصلاة.
ومن هذه المصادر الموثوقة لديهم سأورد تلك الركائز التي يقوم عليها الفكر الجمهوري:
1- إيجاد الفرد البشري الحر (الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر ويعمل كما يقول).
2- إقامة المجتمع الصالح (وهو المجتمع الذي يقوم على المساواة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية).
* المساواة الاقتصادية: وهي تبدأ بالاشتراكية وتتطور نحو الشيوعية.
* المساواة السياسية: وهي تبدأ بالديمقراطية النيابية المباشرة وتنتهي بالحرية الفردية المطلقة، حيث يكون لكل فرد شريعته الفردية.
* المساواة الاجتماعية: حيث تمحي فوارق الطبقة واللون والجندر والعقيدة.
3- محاربة الخوف.. “والخوف من حيث هو الأب الشرعي لكل آفات الأخلاق ومعايب السلوك (ويعني هنا مخافة الله)، ولن تتم كمالات الرجولة للرجل وهو خائف، ولا تتم كمالات الأنوثة للأنثى وهي خائفة في أي مستوى من الخوف وفي أي لون من ألوانه، فالكمال هو السلامة من الخوف” رسالة الصلاة، ص 62.
* يقول محمود: (الشيوعية تختلف عن الاشتراكية اختلاف مقدار، فكأن الاشتراكية إنما هي طور مرحلي نحو الشيوعية، ولقد عاش المعصومُ الشيوعية في قمتها) الرسالة الثانية ص 147.
4- يقول محمود: (إنهم سوف يحكمون ـ في حال وصولهم للحكم – بالشريعة الإنسانية التي أدناها القانون الدستوري الذي جوهره رفع الوصاية عن الرجال والنساء ـ كما يقولون.
5- يكرر محمود بأنه (ليس في القرآن قانون دستوري، ويركز كذلك على أن الشريعة الإسلامية إنما قامت على الوصاية، وحيث كانت الأمة قاصرة كان النبي وصيًا حتى على الرجال، فإن الرجال بدورهم ـ وعلى ضوء قصورهم ـ كانوا أوصياء على النساء، وأنه جاء الآن لرفع هذه الوصاية عن الرجال والنساء بعد أن وصل النساء إلى مستوى الرسالة الثانية التي جاء بها).
– يقول: (لقد تلقى النبي عليه السلام رسالته عن الله بواسطة جبريل، وسمى هذه الحالة ـ حالة تلقى الرسالة عن طريق الوحي ـ حالة الإدراك الشفعي، حيث يكون النفخ من الخارج، والخوف هنا يكون حاضرًا).
6- الدين ـ في نظره ـ هو الصدأ والدنس وذلك كله كان بسبب الكبت الذي جرى منذ نشأة المجتمع البشري والذي لا يزال يجري، وقد قام في ظل الأوهام والخرافات والأباطيل التي صحبت علمنا بالله وبحقائق الأشياء وبما يكون عليه الواجب عليها نحو أنفسنا ونحو الله ونحو الجماعة.
– يقول بأن مستوى شريعة الأصول هو مستوى الرسالة الثانية من الإسلام، وهي الرسالة التي وظف حياته للتبشير بها والدعوة إليها.
– يزعم بأن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الإنسان في سائر أمته، إذ كانت له شريعة خاصة قامت على أصول الإسلام وكانت شريعة أمته تقوم على الفروع.
إنتهى
ألا تدل هذه الركائز بأن الفكر الجمهوري ليس سوى (تفريغ) للاسلام من داخله؟!..
وللعلم فإنني لم اتطرق إلى عقيدة وحدة الوجود التي يتخذها محمود مرتكزا، ولعلي أفرد لذلك مقالا منفصلا إن شاء الله.
من هذه الركائز تظهر جلياً نقطة الالتقاء بين الشيوعية والفكر الجمهوري.
فمنابت الشيوعية تحكي عن تربة لافظة وشانئة للدين من حيث الأصول الفكرية اعتقادا وممارسة ومظهرا، ومعلوم بداهة أن أيما فكر ينبت في بيئة كهذه يظل يحمل ذات الصبغة والمرادات، مهما تقاربت الأغصان وتلونت الاوراق وتشكلت العراجين وتباينت الثمار.
فمن منا ينسى عبارات مثل (الدين افيون الشعوب)؟، ولإن لم تسمعها أجيال اليوم فقد سمعناها من أفواه شيوعيي الأمس سنين عددا، وإذا خَفَتَ الصوتُ منهم بهذا الشعار فإن انكارهم للزكاة وهي الركن الثالث من الإسلام معلوم، وكذلك رفضهم لآيات الميراث، ولعمري إن قراءة في كتابات صاحب الطير المهاجر صلاح أحمد إبراهيم رحمه الله -بعد طلاقه للفكر الشيوعي والحزب-، وكذلك اعترافات راحلنا صاحب الخطى المكتوبة أحمد سليمان المحامي رحمه الله في كتابه الثمين مذكرات شيوعي اهتدى وسواها من كتابات المهتدين؛ ليعلم القارئ يقينا سعي الفكر الشيوعي إلى محاربة الاسلام جهارا نهارا منذ نشأته.
ولكن:
هل يستطيع الحزب الشيوعي السوداني التصريح والإعلان عن منهجه هذا ومراده في مجتمع يتجذر فيه الإسلام بيقينياته وسلوكه ومظهره؟
بالطبع لا…
اذن لابد من البحث عن واجهة ومظلة يفعلون ذلك من خلالها…
هذه الواجهة وتلك المظلة هي محمود محمد طه وفكره الجمهوري.
فالفكر الجمهوري محسوب على الإسلام، لما فيه من استشهاد بالقرآن الكريم -وان اقتصر على المكي منه فقط-، وكذلك استشهادهم ببعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإن كان المحمود في التقائهما أنهما بلا قواعد تذكر، وبذلك يصدق فيهما المثل السوداني الشهير اتلم التعيس علي خايب الرجا وصفا للمّتهما.
عادل عسوم
adilassoom@gmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب