هددت إدارة الرئيس دونالد ترمب بزيادة التعريفة الجمركية على البضائع المصدرة إلى الولايات المتحدة من كندا والمكسيك والصين. كما هدّد الرئيس الأميركي بزيادة جمركية للبضائع المصدرة أيضاً من قبل أقطار السوق الأوروبية المشتركة. وتطالب واشنطن في الوقت نفسه أقطار مجموعة «أوبك بلس» بتخفيض أسعار النفط.

تزيد الدول عادة تعريفاتها الجمركية لأجل حماية تنافسية صناعاتها الوطنية، أو لتحسين ميزان مدفوعاتها مع الدول التي تستورد منها.

إلا أنه في حال الزيادة التي أعلن ترمب عنها تجاه كندا والمكسيك والصين، فالأمر يتعدى ذلك بكثير، علماً أنه أعلن الاثنين تأجيل فرض العقوبات على المكسيك شهراً. وفي هذا الشأن كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً في اليوم التالي لإصدار قرارات التعريفة، وجاء بعنوان: «الرئيس يضع اللوم في غير محله».

وبحسب رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو، فإن سبب الزيادة على الصادرات الكندية هو للمناورة، وتحسين موقف واشنطن في مفاوضات الهجرة غير الشرعية من كندا، وذلك نظراً للإجراءات التي بدأت واشنطن تتخذها للمهاجرين غير الشرعيين أو أبنائهم المولودين في الولايات المتحدة، بإلقاء القبض عليهم، والتسفير قسراً لمن يقبض عليهم، وتحويلهم قسراً للسجن الأميركي في سجن غوانتانامو الكوبي في حال رفض بلادهم استقبالهم على الطائرات الأميركية، كما حصل في حال أولئك من أصل كولومبي أو من دول أميركا اللاتينية الأخرى، حيث الأمر لا يزال معلقاً بانتظار تسوية مستقبلية أو خلاف طويل المدى، وبانتظار ضغوط أميركية جديدة لتنفيذ سياستها التهجيرية الجديدة.

أما بالنسبة للصين، فالمشكلة، حيث الزيادة الجمركية بنحو 10 في المائة، أعمق وأكبر وذات دلالات لصراع جيوسياسي جديد، خصوصاً في المجالات الإلكترونية.

وهناك أيضاً الوضع المتشنج ما بين واشنطن وأقطار السوق الأوروبية المشتركة، وذلك نتيجة مفاوضات زيادة التعريفات الجمركية على الصادرات الأوروبية للولايات المتحدة في المستقبل المنظور، كما صرّح بذلك الرئيس ترمب لوسائل إعلام بالبيت الأبيض. والخلاف هنا مصدره مطالب ترمب المعروفة بدفع الأقطار الأوروبية نسبة حصتها 5 في المائة، مقابل نسبة الـ2 في المائة التي يتم دفعها لحلف «الناتو» العسكري. وقد عبّر الزعماء الأوروبيون عن مخاوفهم من تهديدات أميركا بزيادة التعريفات الجمركية على بلادهم في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول هذا الموضوع قريباً، وخصوصاً، حسب قولهم، في ظل الأعباء المالية الزائدة بسبب حرب أوكرانيا.

ويكمن السبب وراء التنويه بفرض زيادة جمركية على الدول الأوروبية في حال حدوث خلاف حول تمويل حلف «الناتو» في استخدام هذه الزيادات أداة ضغط لدفع تلك الدول إلى تبني الموقف الأمريكي خلال المفاوضات مع واشنطن، رغم حجة ترمب المعلنة أن تبنيه لهذه الزيادات هو لتحسين ميزان المدفوعات الأميركي بتقليص العجز فيه.

ومن ثم، وعلى ضوء الزيادة الجمركية التي فرضت على الصين، والمحتملة على الأقطار الأوروبية، فهناك تخوف زائد عالمياً من استعمال زيادة التعريفة الجمركية على البضائع المصدرة للولايات المتحدة، بمعنى تحويل الزيادات الجمركية إلى شأن سياسي بأبعاد ثنائية ودولية، تتوسع تدريجياً بحيث تصبح إمكانية فرض الزيادات الجمركية أمراً وارداً في حال تأزم المفاوضات السياسية مع إدارة ترمب.

طبعاً، لن تكون الزيادات من طرف واحد، بل من كل الأطراف، كما صرّح رئيس الوزراء الكندي ترودو، وكما هدّد بعض الزعماء الأوروبيين، وكما بدأت الصين في اتخاذ إجراءات بهذا الشأن. لكن من الواضح، أن كون سوق الولايات المتحدة هي واحدة من أكبر الأسواق العالمية، فلن يكون من السهل على بعض الدول مجاراتها في خطواتها هذه.

تبلغ نسبة الزيادة الجمركية على الصادرات الكندية والمكسيكية نحو 25 في المائة. هذا في حين سترتفع الضرائب على النفط الكندي المستورد على مرحلتين خلال الشهرين الأولين من هذا العام، ابتداءً بنحو 10 في المائة، ومن ثم 25 في المائة. وسترتفع الضرائب على البضائع الصينية 10 في المائة. وستحول بعض الأموال من هذه الضرائب الإضافية إلى الخزينة الأميركية لتقليص العجز، أما المستهلك، فسيتحمل أعباء جزء من هذه الزيادة الضريبية بشكل زيادة في أسعار البضائع.

وتشير توقعات الاقتصاديين إلى أن الحروب الجمركية هذه ستؤدي عادة إلى فوضى اقتصادية في التجارة الدولية، وزيادة في التضخم.

ويأتي طلب الرئيس ترمب إلى مجموعة «أوبك بلس» بتخفيض سعر النفط، في وقت حافظت الأسعار في الأسواق العالمية على استقرارها معظم هذه الفترة في نطاق السبعينات، رغم الحروب في أوروبا والشرق الأوسط، وفي ظل شتاء قارس في القارة الأوروبية، وإخفاق بعض الطاقات المستدامة في نصف الكرة الشمالي في العمل بطاقاتها الكامنة، نظراً لصعوبة استعمال طاقة الرياح والطاقة الشمسية لفترات طويلة بعد غياب الشمس، ووجود الصقيع.

نقلا عن صحيفة الشرق الاوسط 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الجمرکیة على فی المائة فی حال

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط ترتفع وسط غموض الرسوم الجمركية

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الخميس، بعد موجة بيع قوية دفعتها إلى أدنى مستوى في سنوات، لكن الغموض الذي يكتنف تبعات فرض رسوم جمركية وزيادة المعروض حد من المكاسب.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتا ً و 0.72 % إلى 69.80 دولار للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتاً أو 0.72 % إلى 66.79 دولار للبرميل.

وانخفض خام برنت 6.5 % في الجلسات الأربع السابقة، ليصل أمس الأربعاء، إلى أدنى مستوياته منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط 5.8 % خلال نفس الفترة إلى أدنى مستوياته منذ مايو (أيار) 2023.

وقال ييب جون رونغ، المحلل في منصة آي.جي للتداول،: "الانخفاض الحاد في أسعار النفط إلى ما دون مستوى 70 دولاراً قد يمنح الأسعار فرصة للارتفاع في جلسة اليوم، مع ميل العوامل الفنية إلى الاستقرار".

وأضاف: "لكن زخم التعافي يبقى هشاً، في ظل ديناميكيات غير مواتية للعرض والطلب".

وهبطت الأسعار بعد أن دخلت رسوم جمركية أمريكية حيز التنفيذ على الواردات الكندية والمكسيكية، بما يشمل الطاقة، بالتزامن مع اتخاذ كبار المنتجين قراراً برفع حصص الإنتاج لأول مرة منذ 2022.

#Oil Prices Rise Slightly after 4 Sessions of Decline#QNA #Economyhttps://t.co/xSeir18BCb pic.twitter.com/bK2pa88M3L

— Qatar News Agency (@QNAEnglish) March 6, 2025

وتقلص الانخفاض بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستعفي شركات تصنيع السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25%، مما عزز التفاؤل بإمكانية تخفيف تأثير النزاع التجاري.

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية في مرمى نيران ترامب بسبب رسومها الجمركية
  • ماكرون : سندعو رؤساء أركان جيوش الدول الأوروبية الراغبة في نشر قوات بأوكرانيا
  • أسعار النفط ترتفع وسط غموض الرسوم الجمركية
  • الأسهم الأوروبية ترتفع وسط تفاؤل بإمكانية تخفيف رسوم ترامب الجمركية
  • دراسة تكشف أكثر الدول الأوروبية ملاءمة للأفراد وفقًا لتأثير "ضريبة العزوبية" وتكاليف المعيشة
  • سي إن إن: التعريفات الجمركية تهدد الاقتصاد الأمريكي المتراجع
  • النفط يواصل انخفاضه بفعل خطط اوبك+ لزيادة الانتاج والرسوم الجمركية الأمريكية
  • رئيسة المكسيك تتعهد بفرض رسوم جمركية ردا على ترمب
  • ترودو: رسوم ترامب الجمركية "أمر غبي" والكنديون أمام طريق صعب
  • ترودو: رسوم ترامب الجمركية أمر غبي والكنديون أمام طريق صعب