أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الاثنين، أن أولويات الحكم في البلاد حاليا هي حصر السلاح بيد الدولة، فيما بيّن أن إجراء انتخابات رئاسية يحتاج 4 إلى 5 سنوات.

 

حديث الشرع جاء خلال مقابلة تلفزيونية مع "تلفزيون سوريا" الخاص، وهي الأولى له بعد توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، الأربعاء الماضي.

 

وتطرق الشرع إلى عدة مواضيع متعلقة بإدارة سوريا الجديدة، عسكريا واقتصاديا وأمنيا، ودبلوماسيا حيث أشار إلى العمل على إعادة سوريا إلى موقعها العربي والدولي.

 

* معركة التحرير

 

وقال الشرع: "إن معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر 5 سنوات في إدلب (شمال غرب)، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".

 

وأضاف: "النظام (المخلوع) كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة ردع العدوان، وجنّد كل إمكانياته".

 

واستدرك "البعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في إدلب، ورغم ذلك بدأناها".

 

* مسار الإصلاح

 

وحول شكل سوريا والإصلاح الذي تحتاجه، قال الشرع: "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام، وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".

 

ومضى قائلا: "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات، وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ، وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة".

 

وأردف الشرع: "خلال شهرين بعد تحرير سوريا، التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا".

 

ولفت إلى أنه "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية، وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية، وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".

 

وأكمل: "أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب"، مؤكدا على أنه "ستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".

 

واعتبر، أن "طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع".

 

وقال: "وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى".

 

* جيش وطني

 

وحول مصير الفصائل المسلحة، قال الشرع: "أولوياتنا ضبط السلاح وحصره بيد الدولة".

 

وأردف: "الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها، وهناك مفاوضات مع قسد لحل ملف شمال شرق سوريا".

 

وكشف أن "قسد أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة، لكن هناك اختلافاً على بعض الجزئيات"، دون أن يحددها.

 

وأشار إلى أن "الجيش السوري سابقا كان فيه تفكك كبير، وكان ولاؤه لعائلة محددة، واليوم نعمل على تشكيل جيش وطني لكل السوريين".

 

وعن معركة إسقاط النظام، قال الشرع: "قابلني أحد الضباط الغربيين (لم يحدد هويته)، بعد معركة إسقاط النظام تقريبا بأسبوعين أو ثلاثة".

 

واستطرد متحدثا عن الضابط المذكور: "خرج تماما عن الحديث الدبلوماسي ووقف على قدميه وقال: راقبت المعركة من خلال الأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، فوجدت أن فيها مدرسة كبيرة جدا في العلم العسكري تستحق أن نكون نحن تلاميذ عند هذه المدرسة، وأخذ وساما على صدره وأهداني إيّاه".

 

* اقتصاد سوريا الجديدة

 

بحسب الشرع، "هناك فريق اقتصادي واسع يشكَّل الآن من داخل البلد وخارجه يقوم بتحليل البيانات لوضع سياسة اقتصادية تستمر لعشر سنوات".

 

وتابع: "النظام الاشتراكي فيه الكثير من السلبيات التي أثّرت في المواطن، وسنعيد هيكلة الاقتصاد في سوريا ونتخلص من الفساد".

 

وقال الشرع: "بناء الاقتصاد يحتاج إلى توفير الخدمات من كهرباء وطرق ومصارف وغيرها وبعدها يتم إصلاح المؤسسات الاقتصادية".

 

وأشار إلى أن "النظام البائد حوّل سوريا إلى أكبر مصنع ومصدر للكبتاغون".

 

* إعادة سوريا لموقعها

 

الشرع اعتبر أن "وجود الميليشيات الإيرانية في عهد النظام البائد خطر استراتيجي كان يهدد المنطقة بأكملها"، وفق تعبيره.

 

وأضاف: "مساعينا الخارجية هي لمصلحة الشعب السوري وإعادة سوريا إلى موقعها وروابطها العربية والدولية".

 

وعن تأثيرات سياسات النظام المخلوع، أشار الشرع إلى أن "النظام البائد هو الذي عزز الحرب الأهلية في لبنان، وقام بتقسيم السلطة لتبقى جميع الأطراف بحاجة إليه".

 

* فسحة للحريات

 

وحول شكل سوريا السياسي، شدد الشرع على أن "النظرة إلى أن سوريا ستُحكم من شخص خاطئة، وستكون هناك فسحة واسعة للحريات ضمن القانون".

 

واستدرك: "سوريا بلد متسق مع الحالة الطبيعية التي نشأت عليها، ونظام الحكم فيها جمهوري وفيها برلمان وحكومة تنفيذية وسلطات تتعاون مع بعضها".

 

وقال: "ستكون هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني بمشاركة مختلف شرائح الشعب السوري وفي ختام المؤتمر سيتم إصدار الإعلان الدستوري".

 

وبيّن أن "مدة الوصول إلى انتخابات رئاسية تحتاج ما بين 4 و 5 سنوات".

 

وفي ختام حديثه، أكد الرئيس السوري على أن "هناك خيط رفيع بين العدالة الانتقالية والسلم الأهلي، وسنلاحق كل من أجرم بحق الشعب السوري وخاصة الرؤوس الكبيرة".

 

والأربعاء، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين الشرع رئيسا بالمرحلة الانتقالية، بجانب قرارات أخرى منها حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق، ومجلس الشعب، وحزب البعث الذي حكم البلاد على مدى عقود، وإلغاء العمل بالدستور السابق.

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: بید الدولة إلى أن

إقرأ أيضاً:

باسم لطفى: منظومة الترابط الصناعي تحتاج إجراءات تنفيذية سريعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد باسم لطفي، مقرر مساعد لجنة الاستثمار الخاص بالحوار الوطني، أن قضية الترابط الصناعي تمثل ركيزة محورية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في مصر، مشددًا على أن تعزيز التكامل بين القطاعات الإنتاجية والخدمية لم يعد خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لتعظيم القيمة المضافة ودعم القدرة التنافسية للصناعة الوطنية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

وأوضح لطفي في تصريحات صحفية له، أن تحركات الحكومة المصرية مؤخرًا لتعزيز الصناعة الوطنية وتوطين سلاسل الإمداد تتسق بوضوح مع رؤية الدولة 2030، خاصة مع تصاعد الأزمات العالمية التي كشفت مخاطر الاعتماد المفرط على الواردات، قائلا: "إن نجاح الدولة في إحلال المكون المحلي محل الأجنبي في الصناعات الحيوية ليس رفاهية اقتصادية، بل بات مطلبًا أساسيًا لتحقيق الأمن الصناعي والغذائي".

كما لفت لطفى إلى أن توفير مدخلات الإنتاج بالجودة المطلوبة والأسعار العادلة يمثل دعما مباشرا للمصانع الصغيرة والمتوسطة ويزيد من قدرتها على المنافسة داخليا وخارجيا، موضحا أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة تلعب دوراً محورياً في بنية الاقتصاد الصناعي، ليس فقط لكونها تمثل نسبة كبيرة من حجم المنشآت الصناعية، بل أيضاً لما توفره من فرص عمل ودورها في تغذية الصناعات الكبرى بالمنتجات الوسيطة.

وخاطب لطفي صناع القرار مؤكدًا أن بناء منظومة قوية للترابط الصناعي يتطلب إرادة سياسية فاعلة وإجراءات تنفيذية مرنة وسريعة، تشمل تطوير البنية التحتية الصناعية، وتقديم حوافز تنافسية للمصانع الصغيرة والمتوسطة، مع ربطها بشكل مباشر بالمصانع الكبرى لتشكيل شبكة إنتاج متكاملة، وكذلك نشر المعلومات بشفافية ودقة لكافة المصنعين، بهدف تعريفهم يطبيعة السوق الحقيقية، ودعم التنافسية بشكل واضح ودقيق.

وأشار  لطفى إلى أن حوكمة الواردات تكتسب أهمية متزايدة ضمن جهود الدولة لتحقيق التنمية الصناعية المستدامة، موضحاً أن ضبط آليات استيراد مستلزمات الإنتاج وفقا لأولويات القطاعات الصناعية يسهم في حماية الصناعة الوطنية من التقلبات الخارجية، ويعزز استقرار السوق المحلي، داعيا إلى الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، مثل اليابان والصين وكوريا الجنوبية التي بنت منظومة ترابط بين الموردين والمصنعين والمصدرين، فصعدت إلى مصاف القوى الصناعية الكبرى.

وفي ختام تصريحه، شدد لطفي على أن مبادرات الدولة الأخيرة في دعم سلاسل التوريد وتمويل الصناعة خطوات مشجعة، لكنها تحتاج إلى مضاعفة الجهود، ووضع خارطة طريق واضحة لتعميق الترابط الصناعي وفق جدول زمني ومؤشرات أداء دقيقة، قائلًا: "إذا أردنا صناعة وطنية قوية قادرة على الصمود والنمو، فعلينا أن نفكر بمنطق الشبكات الصناعية المتكاملة، لا الجزر المنعزلة".

مقالات مشابهة

  • الدفاع عن الدروز.. ذريعة إسرائيل لتقسيم سوريا الجديدة.. وجنبلاط يحذر من حرب أهلية
  • واشنطن قادرة على المساهمة في بناء سوريا الجديدة.. كيف ذلك؟
  • باسم لطفى: منظومة الترابط الصناعي تحتاج إجراءات تنفيذية سريعة
  • الأمن السوري يعتقل مجموعة من فلول نظام الأسد
  • قمة «الأساطير» تقص شريط كأس منصور بن زايد
  • السيسي يرفض التعدي على أراضي سوريا.. والشرع: مصر والشام جناحان لطائر واحد
  • ولايتي: هناك احتمال اندلاع حرب أهلية في سوريا بأي لحظة
  • نساء درزيات يتدربن على السلاح لقتال الجيش السوري.. ما حقيقة ذلك؟
  • خبير اقتصادي: الدولة تهتم بالشريحة التي تحتاج الرعاية المجتمعية
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية