البلهارسيا في اليمن…خطرٌ متزايد يهدد آلاف المواطنين! ( تقرير خاص)
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
“لم أكن أعلم أنني مصاب بمرض البلهارسيا، كنت أشعر بأعراضه ولكني كنت متغاضيًا عن الأمر حتى اشتد علي المرض وظهرت علي الأعراض بشكل مقلق، فقد كنت أشعر بحكة شديدة، وطفح جلدي وقشعريرة شبه مستمرة، وألم في العضلات، بالإضافة إلى احتقان وحروقة شديدة في البول”، بهذه الكلمات بدأ الشاب أحمد العبدلي حديثه لـ”يمن مونيتور “.
وأضاف العبدلي البالغ من العمر( 25 عاما )” تحولت الآلام عندي إلى الأسوأ حتى تفاجأت بألم لا يطاق مع وورم في الخصية اليمنى وتحول لون البول إلى الأحمر فذهبت إلى المختبر لإجراء الفحوصات وأخبرني الدكتور- حينها بأني مصاب بالبلهارسيا”.
ويُعَد مرضُ البلهارسيا من أكثر الأمراض الطفيلية انتشارًا في اليمن، إذ بات يهدد صحة آلاف المواطنين، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية وضعف النظام الصحي، وصعوبة الحصول على العلاج اللازم.
وفي محافظة تعز وحدها تم رصد أكثر من 3000 حالة إصابة بمرض البلهارسيا خلال عام 2024، وفقًا لوحدة الترصد الوبائي في مكتب الصحة، التي وضحت أنه” تم رصد 3150 حالة إصابة بمرض البلهارسيا في المحافظة خلال العام الماضي 2024″.
ويتابع أحمد” بعدها ذهبت إلى طبيب آخر، أخصائي جهاز تناسلي والآخر طلب مني عمل كشافة فتفاجأت أني مصاب بنوعين من البلهارسيا أو بدودتين منها في المثانة، وهما تسببتا لي في كل هذه الآلام، بعدها أعطاني الدكتور علاجا لهذا المرض بالإضافة إلى مضاد حيوي ومسكن ألم وقد أخذت الجرعة كاملة لمدة شهر كامل فأحسست بالتعافي”.
وواصل” لا أخفيكم أنني كنت أسبح في البرك المائية عندما كنت في قريتي بريف وصاب، ذمار، فقد كانت السباحة في تلك البرك مفضلة لدى ولدى الكثير ممن كانوا بعمري أو أكبر أو أصغر، كنا نسبح ولا نعلم أن هذا الأمر سيحيل حياتنا إلى مأساة”.
*مرضٌ قاتل*
في السياق ذاته يقول الدكتور محمد الجلال( طبيب عام يعمل في مستشفى الصفوة بمدينة تعز” البلهارسيا مرضٌ قاتل صامت، وهو موجود منذ القدم ولكنه انتشر في الفترة الأخيرة والسبب يعود إلى أن بعض السكان يذهبون للمياه الجارية غير النقية ويسبحون مع أطفالهم فيها بغرض التنزه، كمياه وادي الضباب في تعز على سبيل المثال، فالبلهارسيا تنتقل عن طريق هذه المياه، كما أن مكافحة هذا المرض والحملات ضده اختفت في الفترات الأخيرة بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد”.
وأضاف الجلال لـ” يمن مونيتور” تنتقل العدوى بهذا المرض عند تبول أو تغوط المصابين في تلك المياه، فالتبول في المياه العذبة ينقل بيض البلهارسيا وتفقس البيض وتظهر الديدان وتصيب أنواعا معينة من قواقع الحلزون المتواجدة في المياه فتنمو وتتكاثر داخل القوقعة، وبعد ذلك يغادر الطفيلي القواقع وينتقل إلى المياه المحيطة، ويستطيع البقاء على قيد الحياة لمدة 48 ساعة وفي هذه المدة تستطيع الطفيليات اختراق جلد الأشخاص الذين يتعرضون لتك المياه سواء بالسباحة أو الاستحمام”.
وأردف” للقضاء على هذا الوباء ينبغي القضاء على الحلزون داخل المياه، أو نقضي على المرض نفسه بعمل حملات توزيع الأدوية المضادة لهذا المرض للمدارس والحواري وغيرها من الأماكن القريبة من هذه المياه الجارية، كما أنه يجب على الناس تجنب السباحة بهذه الأماكن الموبوءة”.
وتابع” يكون انتقال المرض أيضًا عن طريق دودة تدخل في الدم ثم تنتقل عن طريق الوريد الباري وبعدها تذهب للكبد وتقوم بتحجير الوريد وهذا يؤثر على الكبد وتقوم بالإضرار بالكبد عن طريق مخلفاتها، ولها أعراض كالألم في البطن عند منطقة الكبد، وكذلك إسهال مصحوب بالدم، وحروقة في البول، وأحيانا يكون هناك تحسس وطفح بالجلد”.
وأشار الجلال إلى أنه في السابق” كانت هناك حملات للقضاء على مرض البلهارسيا لكنها مؤخرًا أصبحت نادرة أو اختفت بشكل كامل وهذا ما جعل المرض ينتشر بهذا الشكل المخيف”.
وأكد” يوم أمس استقبلت حالتين للعناية المركزة، هذان الشخصان كان عندهما نزيف، إسهال مع دم، وقيء مع دم أيضًا، أحدهما عمره 31 عاما قال إنه كان مصابا بمرض البلهارسيا، وقد أصيب بتليف الكبد إثر ذلك، بالإضافة إلى أنه قد أصيب بدوالي في المريئ الذي سبب له هذا النزيف، جاء الينا وهو بهذه الحالة ونسبة دمه كانت 6 الأمر الذي لا يبشر بعودة العافية له”.
*طرق الوقاية*
ومن أجل الوقاية من الإصابة بهذا المرض يقول الجلال” يبغي عدم الذهاب الى أماكن المياه الراكدة والاستحمام أو السباحة داخلها، مياه الوديان والبرك الراكدة موبوءة 100% وينبغي تجنبها من قبل الريفيين والمدنيين، من أجل الحفاظ على السلامة، وقد يقول أحدهم أنا ذهبت قبل عام أو عامين ولم تظهر علي أي أعراض فأنا أقول له المرض لا يأتي من اليوم التالي لذهابك لهذه الأماكن، قد يحتاج الوقت عاما أو عامين أو أكثر، وبعدها تكتشف نفسك وقد أصبح كبدك منخولا فكلما تأخر ظهور المرض كلما كان أشد خطرًا على الإنسان”.
*السباحة في البرك الراكدة*
بدوره يقول طه عامر( 23عاما )” كنت أعاني من أعراض البلهارسيا ولم أكن أعلم أنني مصاب بها، وفي الوقت نفسه لم أكن أدرك مدى خطورة هذا المرض وكيف يتطور وأنه بإمكان هذه الدودة الصغيرة أن تقضي على الإنسان إذا ما تجاهلها”.
وأضاف عامر” قبل سنة من الآن اكتشفت أني مصاب بالبهارسيا بعدما ألح عليّ أحد الأطباء في مستشفى الثورة بمدينة تعز بعمل فحوصات لازمة لأعرف هل فعلا أنا مصاب بهذا، وكانت النتيجة أنني مصاب بها، فتداركت الأمر قبل فوات الأوان والحمد لله”.
وأشار عامر في حديثه لـ”يمن مونيتور” إلى أن” غالبية أبناء الريف يقومون بالسباحة في البرك والمياه الراكدة في فترة الصيف، ويرون في السباحة متعة كبيرة وقد كنت واحدًا من أولئك الذين يسبحون في البرك الصغيرة والكبيرة داخل القرى، ولم أكن أعلم أن هذا الأمر يسبب هذا المرض ولم تكن هناك توعية بهذا الخصوص من قبل الكبار وقتذاك”.
وتابع” هذا المرض مؤذٍ جدا، يهد الأجساد رويدا رويدا يُشْعر حامليه بأنهم ضعفاء جسيدا، بل ويؤثر على نفسياتهم في الكثير من الأوقات، المرض هذا لا يصيب داخل الإنسان بل يصيبه داخليا وخارجيا حتى يشعر صاحبه بالقلق الكبير على سبيل المثال عند حدوث الطفح الجلدي”.
وواصل” ينبغي أن تكون هناك حملات توعية بمخاطر السباحة في المياه الراكدة وعمل حملات ضد هذا المرض للمدارس والقرى النائية، والتوعية بخطر هذا المرض على الإنسان وأن التساهل به والوقاية منه قد يكلف الإنسان حياته “.
ويعاني اليمن انتشار العديد من الأمراض جراء تدهور الوضع الصحي والإنساني نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: البلهارسيا اليمن یمن مونیتور السباحة فی هذا المرض فی البرک عن طریق إلى أن
إقرأ أيضاً:
غضب متزايد ضد ترامب.. دعوات مقاطعة المنتجات الأمريكية تمتد إلى شمال أوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انتشرت على نطاق واسع مجموعات فى شمال أوروبا على فيسبوك تدعو إلى مقاطعة المنتجات والخدمات الأمريكية، حيث تكتسب الحركة الداعية إلى مقاطعة العلامات التجارية الأمريكية زخماً. وفى الأسابيع الأخيرة، ظهرت عدة مجموعات على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تسرد المنتجات والخدمات التى يجب ضمها إلى القائمة السوداء. وفى حين لا يزال من الصعب تقييم تأثير هذا الإجراء، يأمل المشاركون فى تعبئة أوسع نطاقاً، على المستوى الأوروبي، بحيث تكون قادرة على إثارة قلق الشركات الأمريكية.
أسباب عديدة
وتعددت أسباب هذه الدعوات، ولكن الواضح أنها تأتى رداً على تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والتى أعلن فيها رغبته فى شراء جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، وزيادة الرسوم الجمركية على واردات بلاده من عدة دول أوروبية، إلى جانب موقفه الأخير مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى.
فى هذا السياق، تأسست مجموعة "مقاطعة الولايات المتحدة" بالدنمارك فى الثالث من فبراير الماضى، وبلغ عدد أعضائها ٤٨ ألف عضو. ووصف نائب الرئيس الأمريكى جى دى فانس الدنمارك بأنها "حليف سيئ"، مما أثار غضب الدنماركيين بعد أن رفضت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن التنازل عن جرينلاند للولايات المتحدة.
وفى ١٩ فبراير، ظهرت مجموعة مماثلة فى السويد. وحتى صباح يوم الإثنين ٣ مارس، انضم إليها أكثر من ٣٢٥٠٠ شخص. وبحسب القائمين عليها، فإنها "ولدت من الإحباط" إزاء عالم "أصبح أكثر غموضاً ولا يمكن التنبؤ به منذ ٢٠ يناير"، تاريخ تنصيب دونالد ترامب. ويقوم أعضاؤها فى رسائلهم بنشر أسماء العلامات التجارية والمنتجات التى يريدون مقاطعتها.
ممارسة راسخة
وقالت سيدة تدعى تيريز سيوستروم "لقد توقفت عن شراء المنتجات الغذائية من الشركات الأمريكية. كما قمت بتغيير محرك البحث الخاص بى من Google إلى Ecosia. وألغيت اشتراكى في Netflix لاستخدام Viaplay السويدية. وسأقوم أيضًا بمراجعة استثماراتى المالية". وبينما أعرب آخرون عن ندمهم على اضطرارهم لاستخدام فيسبوك للتواصل، يقول آخرون إنهم باعوا أسهمهم فى شركات أمريكية. وتقول شارلوت بيتولندر إنها "وضعت للتو أمر بيع" لدى صندوق التقاعد، الذى تديره الدولة السويدية، والذى يمتلك ٦٩٪ من الأسهم فى السوق الأمريكية".
ويذكر هوبى أندرسن، أحد أعضاء المجموعة، أن المقاطعة ممارسة راسخة فى السويد، ويتذكر الإجراءات المتخذة ضد المنتجات الفرنسية فى أوائل تسعينيات القرن العشرين احتجاجاً على التجارب النووية فى المحيط الهادئ.
ويضيف جاكوب زولينسكي، الذى يأمل فى دفع "سوق الأسهم الأمريكية إلى اللون الأحمر لبضعة أيام": "من خلال مقاطعة المنتجات الأمريكية، يمكننا وضع بعض الأوراق فى يد أوروبا". وأضاف "ربما يدرك ترامب حينها أن قراراته خاطئة".
وبينما يصعب قياس تأثير مثل هذه المبادرات، فقد استجابت مجموعة سيلينج، الرائدة فى توزيع المواد الغذائية فى الدنمارك، بالفعل من خلال تغيير الملصقات فى متاجرها الكبرى: حيث تشير النجمة السوداء الموضوعة بجانب السعر إلى أن المنتج يأتى من شركة أوروبية. وعلى موقع لينكدإن، دافع الرئيس التنفيذى للشركة، أندرس هاج، عن نفسه ضد الانخراط فى السياسة: "سنستمر فى تقديم العلامات التجارية من جميع أنحاء العالم على أرففنا، وسيكون الأمر دائمًا متروكًا للعملاء للاختيار".
وفى بلدان شمال أوروبا، كما هو الحال فى أماكن أخرى من القارة، انهارت مبيعات تيسلا منذ بداية العام. وفى السويد، حيث كانت موديل Y السيارة الأكثر مبيعًا فى عام ٢٠٢٤، انخفضت مبيعات الشركة المصنعة الأمريكية بقيادة إيلون ماسك بنسبة ٤٤٪ فى يناير، مقارنة بعام ٢٠٢٤. وفى النرويج، وهى سوق تاريخية للعلامة التجارية، انخفضت بنسبة ٧٠٪ فى فبراير.
مورد آخر
وبينما انضم عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مجموعات على فيسبوك فى السويد والدنمارك مطالبين الناس بالتوقف عن شراء الوقود الأمريكي، أعلنت شركة هالتباك بونكرز النرويجية أنها لن تزود السفن العسكرية الأمريكية بالوقود بعد الآن. ويتعين على السفن الأمريكية المنتشرة قبالة سواحل النرويج أن تبحث عن مورد جديد للوقود. فى منشور على فيسبوك يوم السبت أول مارس، قالت شركة هالتباك بونكرز، المشغل الرائد فى الموانئ النرويجية، إنها توقفت "على الفور" عن إمداد السفن البحرية الأمريكية. وأوضحت فى بيان صحفى أن القرار اتخذ بعد "أكبر فوضى تم عرضها على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون من قبل الرئيس الأمريكى الحالى ونائبه"، فى إشارة إلى المواجهة بين الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ودونالد ترامب فى البيت الأبيض.
وقد يبدو هذا الإعلان متطرفاً، إلا أنه مجرد واحد من بين إعلانات أخرى فى بلدان الشمال الأوروبي، لكن هذه المبادرة أحرجت أوسلو. تتخصص شركة هالتباك بونكرز فى خدمات التزويد بالوقود للسفن العاملة فى المياه النرويجية، وتلعب دورًا مهمًا فى الصناعة البحرية فى البلاد، حيث توفر الوقود للسفن التى تصل إلى هناك، بما فى ذلك سفن قوات حلف شمال الأطلسي. وفى بيان صدر يوم الأحد ٢ مارس، قال وزير الدفاع النرويجى تورى ساندفيك إن قرار الشركة "لا يتوافق مع سياسة الحكومة" وأن "القوات الأمريكية ستواصل تلقى الإمدادات والدعم الذى تحتاجه من النرويج".
من جانبه، دافع رئيس شركة "هالتباك بونكرز"، جونار جران، عن القرار "الأخلاقي"، وأوضح لصحيفة الأعمال كيستينس نارينجسليف أن "الولايات المتحدة اليوم مستبعدة بسبب سلوكها"، مضيفا أنه "لن يتم تسليم لتر واحد إلى السفن العسكرية الأمريكية حتى يغادر ترامب السلطة".