لبنان ٢٤:
2025-02-04@09:42:04 GMT

دروسٌ وعِبَرٌ في مشوار العودة إلى الجنوب

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

المشهد ذاته في العمق الجنوبي يتكرّر للأحد الثاني على التوالي. فالجنوبيون الذين أجبرتهم الحرب الإسرائيلية على مغادرة بلداتهم وقراهم ومنازلهم وأرزاقهم وخيرات الأرض يعودون إليها اليوم، وهم على يقين أنهم لن يروا هذه المنازل كما تركوها. لم يبقَ منها سوى كومة من حجارة. وعلى رغم يقينهم هذا نراهم يصرّون على العودة بأي ثمن حتى ولو كانت فيه خسارة جديدة تُضاف إلى خسائرهم السابقة.

يفتشون عمّا تبقّى لهم من ذكريات في تلك المنازل، التي أمست خرابًا، علّهم يجدون ما يبلسم الجراح، أو عساهم يشمّون رائحة أحبّة لهم لا تزال أثار دمائهم على العتبات، أو ظنًّا منهم أنهم سيلتقون من لم تسنح لهم الصواريخ فرصة وداعهم.
فهذه المشهدية تعني الكثير بالنسبة إلى الذين ضحّوا كثيرًا، الذين خسروا كل شيء؛ أحبة لا تزال جثامينهم تحت الركام؛ منازل لم يبقَ منها سوى بقايا ولم تعد لها سقوف تأوي إلى قرميدها الطيور. وأمام هذا الإصرار لم يسع الكثيرين من المراقبين إلاّ التوقف عند مضامين هذه "الهجمة" الجنوبية، التي تتكرّر مرّة تلو الأخرى بعد كل عدوان إسرائيلي. وأكثر ما لفتهم تجمّع العائلات أمام منازلهم المدّمرة إلى موائد الطعام تمامًا كما كانوا يفعلون قبل هذا العدوان الغاشم. فصور هذه التجمعات حول موائد الجود والكرم ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وهي صور فيها الكثير من التحدّي والكثير من الإصرار على العودة إلى أرض الجدود مهما كان الثمن.
ومن بين هذه المضامين منها ما هو موجّه إلى العدو الإسرائيلي، ومنها ما هو مخصّص للداخل بفرعيه "المعارض" و"الممانع" على حدّ سواء.
في ما يخصّ العدو فإن هذا الإصرار غير المسبوق على عودة أهل الجنوب إلى بلداتهم وقراهم ومنازلهم وأرزاقهم يعني الكثير في الوجدان والذاكرة الجماعية. وهذه اللوحة السوريالية إلى موائد العز والافتخار أرعبت جيش العدو، الذي لا يزال يفجّر في القرى غير المحررة، ربما أكثر من الصواريخ والمسيرات.
أمّا الرسالة الموجهة إليه هذه "الهجمة" المحمية من قِبل الجيش فهي أن الأهالي استطاعوا إثبات نظرية "شعب وجيش ودولة"، خصوصًا أن المعادلة القديمة لم تعد صالحة في زمن تخطّته الوقائع الميدانية، وذلك على رغم ترداد الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم كلمة "نصر" في إطلالاته المتقطعة أكثر من مرّة حتى ولو كان هذا "النصر" غصبًا عمّن لا يريد أن يصدّق رواية هذا "النصر"، حتى ولو لم يكن نصرًا ربانيًا هذه المرّة.
فالأهالي العائدون إلى بلداتهم وقراهم هم مقاومون أيضًا، وهم الذين يتلقون الضربات بصبر وشجاعة. وبهذه العودة المؤقتة وما فيها من غصّة وحرقة قلب يكون أهل الجنوب قد أعطوا العالم كله درسًا من دروس البطولة والشهامة والعنفوان.
أمّا ما أراد العائدون إلى أماكنهم الحقيقية إيصاله إلى أهلهم الآخرين في الوطن فهو أنهم لن ينسوا يومًا أنهم وجدوا لديهم ما يكفي من الاحتضان المشوب بالمحبة والعطاء المجاني، وهذا الاحتضان الأخوي سيرافقهم في مشوار إعادة بناء ما هدّمته إسرائيل.
وبهذه العودة العفوية يقول الأهالي لدولتهم الآخذة في استعادة ما فقدته من هيبة على مدى سنوات أن لهم ملء الثقة بأنها ستكون إلى جانبهم في مسيرة إعادة الاعمار والتعويض عليهم بمزيد من الاحتضان الرسمي. فمن دون عودة الجنوب إلى أهله لن تكتمل مشهدية الانماء المتوازن المطلوب للجنوب وللشمال العكاري ولطرابلس الفيحاء، وللبقاع المهمل، وللجبل المتروك، وللعاصمة التي تحاول أن تنفض عنها غبار الإهمال.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

من المجموعات إلى النهائي.. مشوار منتخب مصر في أمم أفريقيا 2025

كشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عن مواعيد وملاعب وتفاصيل مشوار منتخب مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، والتي ستستضيفها المغرب.

جدير بالذكر أن البطولة تنطلق بمباراة بين المغرب وجزر القمر في 21 ديسمبر 2025، على ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله.

مجموعة مصر في أمم أفريقيا 2025

يتواجد منتخب مصر في المجموعة الثانية، حيث يواجه منافسين مثل جنوب أفريقيا وأنجولا وزيمبابوي. 

ويستعد الفراعنة لخوض مباريات دور المجموعات في استاد أجادير، حيث يتطلع اللاعبون لتحقيق نتائج إيجابية تؤهلهم إلى الأدوار التالية.

مواعيد مباريات مصر في أمم أفريقيا

مصر وزيمبابوي: 22 ديسمبر 2025، استاد أجادير
مصر وجنوب أفريقيا: 26 ديسمبر 2025، استاد أجادير
مصر وأنجولا: 29 ديسمبر 2025، استاد أجادير

دور ثمن نهائي أمم أفريفيا 2025

في حالة تصدر المجموعة، سيلعب منتخب مصر في دور الـ16 أمام ثالث أحد المجموعات الأولى أو الثالثة أو الرابعة على استاد أجادير في 5 يناير 2025. 

أما إذا احتل المنتخب المركز الثاني في مجموعته فسيتواجه مع ثاني المجموعة السادسة في 4 يناير، على استاد البريد في الرباط. 

وفي حال الصعود كأفضل ثوالث، سيواجه منتخب مصر أول المجموعة الرابعة في 3 يناير على استاد طنجة الكبير.

ربع نهائي أمم أفريقيا 2025

إذا تصدّر منتخب مصر المجموعة، سيلعب في ربع النهائي يوم 10 يناير 2025 على استاد أجادير، أمام الفائز من مواجهة أول المجموعة السادسة مع ثاني المجموعة الخامسة. 

بينما إذا احتل المركز الثاني، سيتبارى مع الفائز من مباراة متصدر المجموعة الأولى مع ثالث المجموعة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة على الملعب الرياضي مولاي عبدالله بالرباط في 9 يناير. 

أما في حالة الصعود في المركز الثالث، فسيتوجب على منتخب مصر مواجهة الفائز من مباراة ثاني المجموعة الأولى مع ثاني المجموعة الثالثة في نفس اليوم على استاد طنجة الكبير.

نصف نهائي أمم أفريقيا 2025

عند الوصول إلى نصف النهائي، إذا تصدّر المنتخب أو كان من أفضل الثوالث، سيلعب المباراة على استاد طنجة الكبير في 14 يناير 2025. وإذا احتل المركز الثاني بدلاً من الصدارة، فستُقام مباراته على المركز الرياضي مولاي عبدالله في نفس اليوم.

مقالات مشابهة

  • منتخب الجودو يبدأ مشوار التأهل للأولمبياد انطلاقاً من باريس
  • آخر تطورات وضع الجنوب.. الأهالي يتقدّمون بوجه رصاص إسرائيليّ!
  • إسرائيل تحذر السكان من العودة إلى قراهم في جنوب لبنان
  • أحد العودة - 2 يبدأ.. أبناء الجنوب يتحرّكون نحو الحدود!
  • دروس من تجربة الحرب الراهنة
  • الأغبياء والخونة وحدهم هم الذين يفترضون الغباء في أهل السودان!
  • البزري مُستغرب من الإصرار على توزير خريجي الجامعات الخاصة
  • من المجموعات إلى النهائي.. مشوار منتخب مصر في أمم أفريقيا 2025
  • تكافؤ الفرص بفاقوس تنظم ندوة بعنوان «دروس وعبر من رحلة الإسراء والمعراج»