سودانايل:
2025-03-09@01:07:41 GMT

طفح الكيل ولم يعد في الصبر متسع!

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي

. من شدة الحيرة مما نحن فيه من ردود أفعال لا تتسق مع حجم الأهوال التي نعيشها، ولإصرار البعض (الصاعق) على إستمرار هذه الحرب اللعينة وجدت صعوبة في إختيار عنوان لهذا المقال لأنكم (كملتوا الكلام) يا مغيبين ويا موالين لجيش الكيزان الذي يفتك بكم ويشردكم لأهداف بدت معلومة حتى قبل أن تبدأ هذه الحرب.



. ومع تلك الحيرة لجأت للذكاء الإصطناعي، لا للتأكد بالطبع مما إذا كان حميدتى حي يرزق أم ميت، فهذا شأن لا أظن أن عقلي صغير لدرجة إنشغاله به، سألت الذكاء الإصطناعي عن ما إذا كان بجعبته خياراً بنفس معنى (بلغ السيل الزبى) أو (طفح الكيل) فقد وجدت العبارتين غير كافيتين.

. وجاءني الذكاء الاصطناعي بعدد من الخيارات رأيت أن العنوان أعلاه أقواها لتأكيده على نفاد الصبر وليت الصبر وحده الذي نفد، فقد أضعنا معه الفرص الواحدة تلو الأخرى ببلادة حس مُحيرة وكأننا أصبحنا أشباه بشر يتلذذون بفقدان الأحبة وبالدمار والخراب.

. تبادل ومشاهدة الفظائع التي ترتكبها أطراف الحرب صارت وجبة يومية، وبدلاً من أن يدفع ذلك الكثيرين لتغيير موقفهم الخاطيء من الحرب المدمرة تجد أفراداً تعب أهلهم عليهم وأدخلوهم المدارس والجامعات وربما أعانوهم لمواصلة الدراسة والبحث إلى أن حصلوا على درجات عليا، لكنهم للأسف يبدون ونحن في خضم هذه الأهوال والمآسي وكأنهم لم يكملوا رياض الأطفال.

. فتعليم وتجارب حياتية لم تعلمك أن الحرب دمار وخراب ولا أن الكيزان هم آفة هذا البلد وأكثر السودانيين خبثاً وكُرهاً لأهلهم ووطنهم تبدو بلا جدوى.

. مدارس وجامعات لم تعلمك أن العقل نعمة إختصنا بها رب العباد لكي نفكر قبل أن نقرر، وحتى لا ننساق كالخراف بفعل العاطفة وراء أجهل الناس وأشدهم خواءً فكرياً لا طائل منها.

. تعليم لا يعرفك بأن تركز مع جوهر أي موضوع بدلاً عن الهوامش، كأن تنشغل مثلاً بأن حميدتي (مات وشبع موت) وتنسى أن قواته ظلت تقاتل وتتمدد غض النظر عن حياته أم مماته، لا أظنه كان أكثر من إضاعة الوقت وإهدار أموال أهلك.

. علم لا يدرك صاحبه أن ديننا الحنيف ينهانا عن قتل الأبرياء والأسرى والتمثيل بالجثث وتصويرها لا خير فيه إطلاقاً.

. ولو أدرك أن أبنائي سيكبرون على ذات طريقة هؤلاء البعض لأوقفتهم من التعليم اليوم قبل الغد، فقلم لا يزيل بلماً من الأفضل توفير الأموال المنفقة فيه لأمور أخرى.

. محزن جداً أن نشاهد كل ساعة الفظائع الواحدة تلو الأخرى ليُنهي بعضنا مشاهدة الفيديو الفظيع ليبدأ في الترديد ببلاهة " جيشنا ياخ".

. فأي جيوش في هذا الكون الواسع رأيتمونها تقتل مواطنيها تعمداً وبمثل هذه البشاعة!

. وأي عقل يسوق صاحبه لفكرة أن كل هذا يحدث من أجل الوطن وكرامة مواطنه!

. كيف يصون كرامتك من يتعمد قتلك والتمثيل بجثتك!

. هذه أفعال لا تقبل بها حتى الكلاب الضالة، فما بالنا نحن البشر الذين فضلهم المولى عز وجل على جميع خلقه!

. شاهدت بالأمس فيديو لمجموعة من العساكر والمليشياويين المنضوين تحت لواء جيش الكيزان وهم يمارسون هوايتهم اليومية المحببة في القتل والذبح والتمثيل بالجثث وكان أحد المجرمين يردد العبارات التالية : " كَشِفْ الفتك والمتك ده.. ديل اللليلة دي.. بالله شوف الشغل ده كيف... ديني وإيماني شَرَطُوا ليك شرطة... ده ما ميت! طيب انت بتعاين كده مالك يا زول، أديه طلقة ويأتيه الرد من مريض نفسي آخر " لا ده ميت" " أوووه شية شية ده محل الشية هنا يا"

. فهل هؤلاء بشر أسوياء يمشون بيننا بعقول وقلوب وأحاسيس!

. بالطبع لا يمكن أن يكونوا بشراً

فكيف تجاري وتناصر حيوانات كاسرة أنت يا هداك الله! وتتوقع كمان أنهم يحاربون الجنجويد لكي يحافظوا على سلامتك وكرامتك!

أي كرامة بعد الجوع والتشرد والوقوف في الصفوف للحصول على (كُمشة) عدس أو شوربة، وأي سلامة بعد الموت!

. هذا لا يجوز، فلا تقنع نفسك بأن المتعاون يستحق لكونه قد ساعد المغتصبين.

. فأنت نفسك تساعد بمثل هذا الموقف الكريه المغتصبين والقتلة الذين ظلوا يرتكبون في حق أهلك أبشع الجرائم منذ العام ٨٩.

.كما أن تفجير الرؤوس بالسواطير وبقر البطون وجز الرؤوس لا يجوز حتى ولو كانوا يحاربون يهوداً احتلوا هذا السودان إحتلالاً كاملاً، لا مجرد مليشيا صنعوها بإيديهم.

. نتابع جميعاً هذه الأيام تسليم حركة حماس للأسرى اليهود وكيف أنهم عاملوهم بإنسانية ووفقاً لتعاليم ديننا الحنيف لدرجة أنهم يودعونهم وكأنهم أصدقاء لا ألد الأعداء.

. صحيح أن لحماس حساباتها المعقدة التي تفرض عليها المحافظة على حياة هؤلاء الأسرى ورعايتهم، لكن إن إحتمل بعض (متفلتي) الحركة وجود يهودي بينهم دون أن يأذونه ، فكيف يعز على جندي أو مليشاوي سوداني يهلل ويكبر طوال اليوم أن يحافظ على حياة مسلم مثله وهو مجرد متهم بالتعاون مع الجنجويد، التهمة لم تثبتها الجهات المعنية!

. طبعاً مثل هذه المقارنات لا تخطر بأذهان من يُساقون سواقة الضان في هذا السودان الموبوء بجهل لا مثيل له.

. شاهدت فيديو آخر حاول من خلاله عسكر البرهان العزف على عواطف السذج وهم يصورون طفلتين ترتعب إحداهن خوفاً وتترجاهم ألا يغادروا ويتركونهم للجنجويد.

. ولو تمتع أولئك الجنود بعمق التفكير لما صوروا الطفلتين لأن ذلك يفضحهم، فخوفهما ناجم عن تجربة قاسية سابقة فر فيها الجيش الذي كان من المفترض أن يحمي هؤلاء الصغار ولا يعرضهم لأهوال سيبقى أثرها النفسي طويلاً.

. فأتقوا الله في أنفسكم وأهلكم وبلدكم وأرفضوا هذه الحرب التي لن تنتهي مطلقاً بهذه الطريقة، وأعلموا أن طرفيها يتباريان في الإجرام لا غيره ولا تحاولوا إيهام أنفسكم أو الآخرين بأن لدينا جيشاً حريصاً علينا وقادراً على حسم الأمور لمصلحتنا.

. ففي كل الدنيا دي مافي حرب إتحسمت داخل الميدان، وكل الحروب تنتهي بمفاوضات وقد تأخرنا كثيراً بسبب هذا الجهل المتفشي والعواطف البليدة.

. وسيأتي يوم يتنازل فيه هذا الجيش الكيزاني عن جزء من الأرض مثلما ظل يفعل على الدوام وأنتم بأنانيتكم غير عابئين بذلك.

 

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

قوات الأمن الإيرانية تفكك خليتين إرهابيتين في سيستان وبلوشستان

يمانيون../ أعلنت القوات الأمنية الإيرانية في محافظة سيستان وبلوشستان اليوم السبت عن تمكنها من تفكيك خليتين إرهابيتين تتكونان من تسعة أفراد.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن العلاقات العامة لمقر قُدس التابعة للقوات البرية للحرس الثوري أعلنت أن هذا النجاح يأتي في إطار مناورات “شهداء الأمن” الكبرى التي انطلقت في نوفمبر من العام الجاري ولا تزال مستمرة. وبالتعاون بين حراس الأمن في مقر قُدس، ومديرية أمن المحافظة، ومنظمة استخبارات الحرس الثوري في منطقة سلمان، وقوى الأمن الداخلي في سيستان وبلوشستان، تمكّنوا من إحباط خطط هؤلاء الإرهابيين.

وبفضل الجهود الأمنية والعملية المعقدة والشاملة، تمكنت القوات الأمنية من القبض على خليتين مسلحتين من أعضاء الجماعات الإرهابية والتكفيرية في شرق البلاد قبل أن يتمكنوا من تنفيذ أي أعمال ضد الأمن أو أعمال تخريبية في جنوب سيستان وبلوشستان.

وقد تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة، والذخائر الحربية، والمعدات والأدوات الاتصالية في مخابئ هؤلاء الإرهابيين.

وكان الهدف من أنشطة هؤلاء المعتقلين هو زعزعة الأمن في المنطقة، وبث الرعب والذعر في المجتمع، وإعاقة عملية التنمية والإعمار في جنوب سيستان وبلوشستان.

وقد تلقى بعض العناصر المعتقلة تدريبًا لمدة أربعة أشهر في تلك الجماعات الإرهابية عبر الحدود، وكانوا يترقبون القيام بأعمال تخريبية داخل البلاد.

وتم تنفيذ هذه العمليات بالتعاون الفعّال مع المتنفذين والمعتَمَدين المحليين، بالإضافة إلى تبادل المعلومات وتعزيز التنسيق بين الجهات الأمنية المختلفة، مما ساهم في استمرار العمليات الأمنية لمكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان الأمن الدائم في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • تعلموا من أنصار الله.. ترامب لن ينفعكم يا عرب
  • هؤلاء المرضى يجوز لهم عدم الصيام في هذه الحالة.. تعرف عليهم
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • قوات الأمن الإيرانية تفكك خليتين إرهابيتين في سيستان وبلوشستان
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • وزارة الصحة تحذر من العرقسوس.. هؤلاء المرضى ممنوعون من تناوله
  • هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للٱصابة بالأنيميا في رمضان .. فهل أنت منهم ؟
  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • مكافأة أمريكية.. 15 مليون دولار مقابل معلومات عن هؤلاء
  • عاجل .. عرمان يكشف تفاصيل إعتقاله في نيروبي عقب الإفراج عنه ويطالب بالقبض على هؤلاء