سودانايل:
2025-02-04@08:50:25 GMT

طفح الكيل ولم يعد في الصبر متسع!

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

تأمُلات
كمال الهِدَي

. من شدة الحيرة مما نحن فيه من ردود أفعال لا تتسق مع حجم الأهوال التي نعيشها، ولإصرار البعض (الصاعق) على إستمرار هذه الحرب اللعينة وجدت صعوبة في إختيار عنوان لهذا المقال لأنكم (كملتوا الكلام) يا مغيبين ويا موالين لجيش الكيزان الذي يفتك بكم ويشردكم لأهداف بدت معلومة حتى قبل أن تبدأ هذه الحرب.



. ومع تلك الحيرة لجأت للذكاء الإصطناعي، لا للتأكد بالطبع مما إذا كان حميدتى حي يرزق أم ميت، فهذا شأن لا أظن أن عقلي صغير لدرجة إنشغاله به، سألت الذكاء الإصطناعي عن ما إذا كان بجعبته خياراً بنفس معنى (بلغ السيل الزبى) أو (طفح الكيل) فقد وجدت العبارتين غير كافيتين.

. وجاءني الذكاء الاصطناعي بعدد من الخيارات رأيت أن العنوان أعلاه أقواها لتأكيده على نفاد الصبر وليت الصبر وحده الذي نفد، فقد أضعنا معه الفرص الواحدة تلو الأخرى ببلادة حس مُحيرة وكأننا أصبحنا أشباه بشر يتلذذون بفقدان الأحبة وبالدمار والخراب.

. تبادل ومشاهدة الفظائع التي ترتكبها أطراف الحرب صارت وجبة يومية، وبدلاً من أن يدفع ذلك الكثيرين لتغيير موقفهم الخاطيء من الحرب المدمرة تجد أفراداً تعب أهلهم عليهم وأدخلوهم المدارس والجامعات وربما أعانوهم لمواصلة الدراسة والبحث إلى أن حصلوا على درجات عليا، لكنهم للأسف يبدون ونحن في خضم هذه الأهوال والمآسي وكأنهم لم يكملوا رياض الأطفال.

. فتعليم وتجارب حياتية لم تعلمك أن الحرب دمار وخراب ولا أن الكيزان هم آفة هذا البلد وأكثر السودانيين خبثاً وكُرهاً لأهلهم ووطنهم تبدو بلا جدوى.

. مدارس وجامعات لم تعلمك أن العقل نعمة إختصنا بها رب العباد لكي نفكر قبل أن نقرر، وحتى لا ننساق كالخراف بفعل العاطفة وراء أجهل الناس وأشدهم خواءً فكرياً لا طائل منها.

. تعليم لا يعرفك بأن تركز مع جوهر أي موضوع بدلاً عن الهوامش، كأن تنشغل مثلاً بأن حميدتي (مات وشبع موت) وتنسى أن قواته ظلت تقاتل وتتمدد غض النظر عن حياته أم مماته، لا أظنه كان أكثر من إضاعة الوقت وإهدار أموال أهلك.

. علم لا يدرك صاحبه أن ديننا الحنيف ينهانا عن قتل الأبرياء والأسرى والتمثيل بالجثث وتصويرها لا خير فيه إطلاقاً.

. ولو أدرك أن أبنائي سيكبرون على ذات طريقة هؤلاء البعض لأوقفتهم من التعليم اليوم قبل الغد، فقلم لا يزيل بلماً من الأفضل توفير الأموال المنفقة فيه لأمور أخرى.

. محزن جداً أن نشاهد كل ساعة الفظائع الواحدة تلو الأخرى ليُنهي بعضنا مشاهدة الفيديو الفظيع ليبدأ في الترديد ببلاهة " جيشنا ياخ".

. فأي جيوش في هذا الكون الواسع رأيتمونها تقتل مواطنيها تعمداً وبمثل هذه البشاعة!

. وأي عقل يسوق صاحبه لفكرة أن كل هذا يحدث من أجل الوطن وكرامة مواطنه!

. كيف يصون كرامتك من يتعمد قتلك والتمثيل بجثتك!

. هذه أفعال لا تقبل بها حتى الكلاب الضالة، فما بالنا نحن البشر الذين فضلهم المولى عز وجل على جميع خلقه!

. شاهدت بالأمس فيديو لمجموعة من العساكر والمليشياويين المنضوين تحت لواء جيش الكيزان وهم يمارسون هوايتهم اليومية المحببة في القتل والذبح والتمثيل بالجثث وكان أحد المجرمين يردد العبارات التالية : " كَشِفْ الفتك والمتك ده.. ديل اللليلة دي.. بالله شوف الشغل ده كيف... ديني وإيماني شَرَطُوا ليك شرطة... ده ما ميت! طيب انت بتعاين كده مالك يا زول، أديه طلقة ويأتيه الرد من مريض نفسي آخر " لا ده ميت" " أوووه شية شية ده محل الشية هنا يا"

. فهل هؤلاء بشر أسوياء يمشون بيننا بعقول وقلوب وأحاسيس!

. بالطبع لا يمكن أن يكونوا بشراً

فكيف تجاري وتناصر حيوانات كاسرة أنت يا هداك الله! وتتوقع كمان أنهم يحاربون الجنجويد لكي يحافظوا على سلامتك وكرامتك!

أي كرامة بعد الجوع والتشرد والوقوف في الصفوف للحصول على (كُمشة) عدس أو شوربة، وأي سلامة بعد الموت!

. هذا لا يجوز، فلا تقنع نفسك بأن المتعاون يستحق لكونه قد ساعد المغتصبين.

. فأنت نفسك تساعد بمثل هذا الموقف الكريه المغتصبين والقتلة الذين ظلوا يرتكبون في حق أهلك أبشع الجرائم منذ العام ٨٩.

.كما أن تفجير الرؤوس بالسواطير وبقر البطون وجز الرؤوس لا يجوز حتى ولو كانوا يحاربون يهوداً احتلوا هذا السودان إحتلالاً كاملاً، لا مجرد مليشيا صنعوها بإيديهم.

. نتابع جميعاً هذه الأيام تسليم حركة حماس للأسرى اليهود وكيف أنهم عاملوهم بإنسانية ووفقاً لتعاليم ديننا الحنيف لدرجة أنهم يودعونهم وكأنهم أصدقاء لا ألد الأعداء.

. صحيح أن لحماس حساباتها المعقدة التي تفرض عليها المحافظة على حياة هؤلاء الأسرى ورعايتهم، لكن إن إحتمل بعض (متفلتي) الحركة وجود يهودي بينهم دون أن يأذونه ، فكيف يعز على جندي أو مليشاوي سوداني يهلل ويكبر طوال اليوم أن يحافظ على حياة مسلم مثله وهو مجرد متهم بالتعاون مع الجنجويد، التهمة لم تثبتها الجهات المعنية!

. طبعاً مثل هذه المقارنات لا تخطر بأذهان من يُساقون سواقة الضان في هذا السودان الموبوء بجهل لا مثيل له.

. شاهدت فيديو آخر حاول من خلاله عسكر البرهان العزف على عواطف السذج وهم يصورون طفلتين ترتعب إحداهن خوفاً وتترجاهم ألا يغادروا ويتركونهم للجنجويد.

. ولو تمتع أولئك الجنود بعمق التفكير لما صوروا الطفلتين لأن ذلك يفضحهم، فخوفهما ناجم عن تجربة قاسية سابقة فر فيها الجيش الذي كان من المفترض أن يحمي هؤلاء الصغار ولا يعرضهم لأهوال سيبقى أثرها النفسي طويلاً.

. فأتقوا الله في أنفسكم وأهلكم وبلدكم وأرفضوا هذه الحرب التي لن تنتهي مطلقاً بهذه الطريقة، وأعلموا أن طرفيها يتباريان في الإجرام لا غيره ولا تحاولوا إيهام أنفسكم أو الآخرين بأن لدينا جيشاً حريصاً علينا وقادراً على حسم الأمور لمصلحتنا.

. ففي كل الدنيا دي مافي حرب إتحسمت داخل الميدان، وكل الحروب تنتهي بمفاوضات وقد تأخرنا كثيراً بسبب هذا الجهل المتفشي والعواطف البليدة.

. وسيأتي يوم يتنازل فيه هذا الجيش الكيزاني عن جزء من الأرض مثلما ظل يفعل على الدوام وأنتم بأنانيتكم غير عابئين بذلك.

 

kamalalhidai@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

محمد عثمان إبراهيم يكتب: تقدم وتسول

المطلوب طرد الساسة المتسولين المتبطلين التابعين لما يسمى بقوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية من فنادق بورتسودان عاجلاً.

ماذا يستفيد السودان من إقامة مجموعة من الساسة المتبطلين المتسكعين المعزولين عن الجماهير في الفنادق، بينما يصطف السودانيون تحت وابل الرصاص للحصول على البليلة؟
على أي بند يقوم #المقهى_السيادي بمنح هؤلاء سيارات دفع رباعي مكيفة بينما لا تجد قوات الدفاع المدني سيارة لإنقاذ طفل غريق، ولا تجد وزارة الصحة إسعافاً لنقل سيدة شابة تحتضر أثناء الولادة على بعد كيلومترات محدودة من فنادق المدينة المحتشدة بهؤلاء؟
ماذا يستفيد السودان من قوى الحرية والتغيير (تقدم) و(تسول) أصلاً؟

ما هو دور هؤلاء الساسة في دعم السودانيين في معركة التحرير والكرامة غير قوائم الإحتياجات والمطالبات والميزانيات التي يقدمونها في كل لقاء مع الجنرالات؟
عرفنا أن هؤلاء الساسة لا يستحون وهم يملأون بطونهم بطعام السحت والمشاوي والكريم كراميل ، ولكن ألا يستحي مجلس السيادة من الصرف عليهم وجرحى العمليات وقصف العدو يتكومون في عنابر لا تليق بالبشر؟
– على مواطني المدينة طرد هؤلاء من الفنادق.
– على أئمة المساجد قول كلمة الحق مرة على منابرهم.

– على الشباب معرفة أن هؤلاء صورة بالكربون من رفاقهم الخونة الذين يقيمون في فنادق أديس أبابا وشققها المفروشة.

– على السودانيين أن يدركوا أن مجموعتي أديس أبابا وفنادق بورتسودان الآن (شلة) واحدة لا موقف لديها لصالح الوطن، وإنهم تفرقوا على أساس الضيافة فبعضهم يتناول طعامه على حساب التمرد والبعض الآخر على حساب السلطة، ويلتقون جميعاً كلما قدمت دولة أجنبية تذاكر سفر وإقامة في فندق لهم.
كلهم واحد

محمد عثمان إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • المعلمون بين الجوع والتهميش: هل يُترك صنّاع الأجيال لمصيرهم؟
  • بدءًا من اليوم.. هؤلاء اللاعبون يشاركون في صفوف الزمالك
  • محمد عثمان إبراهيم يكتب: تقدم وتسول
  • إن اردت السلام فتجنب هؤلاء
  • للطبيعة أحكام!!
  • شاهد بالفيديو.. والدة التيكتوكر رنده خليل تنظم الأشعار في حق قائد الجيش وتغني له: (البرهان ما بنوم غالبو الصبر إلا الخرطوم تتحرر ظهر)
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • رئيسة الأوبرا تنعى هاني عبد القادر أحد أبنائها