غارات وقصف مدفعي يخلفان 65 قتيلا في مدينتي نيالا وكادوقلي
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
لقي 65 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 130 في قصف استهدف مدينتي نيالا وكادوقلي، وسط احتدام المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، تصاعدت وتيرة العنف في السودان مع مقتل 65 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 130 آخرين في قصف مدفعي وجوي استهدف مدينتين، الإثنين، وسط احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
إعداد:
فرانس24
تصاعدت وتيرة العنف في السودان مع مقتل 65 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 130 آخرين في قصف مدفعي وجوي استهدف مدينتين، الإثنين، وسط احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
في ولاية جنوب دارفور، أفاد مصدر طبي بمقتل 25 شخصا جراء غارة جوية استهدفت حي السينما في مدينة نيالا، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في نيسان/أبريل 2023. وأسفر القصف عن إصابة 63 آخرين بجروح.
وتعد قوات الدعم السريع صاحبة النفوذ الأكبر في دارفور، حيث تسيطر على مساحات واسعة تشمل مدينة نيالا الواقعة على بعد 195 كيلومترا من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة.
وتعتبر الفاشر آخر معقل للجيش في الإقليم، حيث يعيش نحو مليوني شخص تحت حصار فرضته قوات الدعم السريع منذ أيار/مايو. وشهدت المدينة أعنف المعارك بين الطرفين، مع محاولة الدعم السريع إحكام سيطرتها على المنطقة بالكامل.
أربعون قتيلا في كادوقلي
في ولاية جنوب كردفان، لقي 40 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب 70 آخرون جراء قصف مدفعي استهدف مدينة كادوقلي. وأفادت مصادر طبية بأن الجرحى توزعوا بين مستشفى المدينة والمستشفى العسكري.
اتهم حاكم الولاية، محمد إبراهيم، حركة "الشعبية لتحرير السودان-شمال" بقيادة عبد العزيز الحلو، بتنفيذ الهجوم. وتخوض هذه الحركة المسلحة مواجهات مع الجيش وقوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في 2023.
تسيطر حركة الحلو على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق منذ 2011. ورفض الحلو الانضمام لاتفاق السلام في 2020، مشترطا إعلان السودان دولة علمانية.
أوضح حاكم الولاية أن القصف استهدف سوقا تجارية، معتبرا الهجوم محاولة لزعزعة استقرار المنطقة، وتعهد "بتطهير الجبال المحيطة بكادوقلي".
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا أهلية طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". ويتهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك استهداف المدنيين والقصف العشوائي على الأحياء السكنية والأسواق والمستشفيات.
في الأسبوع الماضي، تمكن الجيش من كسر حصار قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم، وأعلن استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في الخرطوم بحري.
في المقابل، شنت قوات الدعم السريع قصفا على سوق مزدحم في أم درمان، أسفر عن مقتل 60 شخصا وإصابة أكثر من 150 آخرين. وتعرف الخرطوم بالعاصمة المثلثة، إذ تتألف من الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري.
المدنيون يدفعون الثمن
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، في حين تضررت البنى التحتية الهشة، ما أدى إلى توقف معظم المرافق الصحية عن العمل.
حذرت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة من نزوح أكثر من 600 ألف شخص من شمال دارفور منذ نيسان/أبريل 2024، مشيرة إلى وقوع 95 عملية تهجير، أكثر من نصفها في الفاشر.
وأعرب ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه إزاء تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة نفذها عناصر من الجيش وميليشيات متحالفة معه في الخرطوم بحري، مؤكدا أن العديد من الضحايا ينحدرون من دارفور وكردفان.
ودعا دوجاريك جميع الأطراف إلى وقف القتال والعمل نحو تحقيق سلام دائم، معبرا عن أسفه لأن "النساء والأطفال والرجال السودانيين يدفعون ثمن استمرار النزاع".
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجیش وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع من قصف مدفعی بین الجیش أکثر من
إقرأ أيضاً:
هكذا يتم تهريب الصمغ العربي السوداني الشهير.. ما علاقة الدعم السريع؟
قال تجار ومصادر بقطاع الصمغ العربي المستخدم ضمن مدخلات إنتاج شركات عديدة منها "كوكاكولا" و"مارس" إن عمليات تهريبه تتزايد من مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع في السودان مما يعرقل جهود شركات غربية تسعى لإبقاء سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدة عن الصراع.
وينتج السودان نحو 80 بالمئة من إمدادات الصمغ العربي عالميا، وهي مادة طبيعية تُستخرج من أشجار السنط (الأكاسيا) وتُستخدم في خلط وتثبيت وتكثيف مكونات تدخل في صناعة منتجات استهلاكية منها مستحضرات تجميل من إنتاج لوريال وأغذية الحيوانات الأليفة من نستله وحلوى مارس الشهيرة المعروفة باسم (إم اند إمز).
وبحلول أواخر العام الماضي سيطرت قوات الدعم السريع خلال حربها المستمرة مع الجيش السوداني منذ نيسان/ أبريل 2023 على مناطق زراعة الصمغ الرئيسية في كردفان ودارفور في غرب السودان.
ووفقا لثمانية منتجين ومشترين يعملون مباشرة في تجارة الصمغ العربي منهم المقيم في السودان، بات المنتج يجد طريقه إلى دول مجاورة عبر تجار من السودان ومقابل رسوم لقوات الدعم السريع دون الحصول على شهادة اعتماد تتعلق بالاستدامة والممارسات الأخلاقية.
وقال اثنان من التجار لوكالة "رويترز" إن الصمغ يجري تصديره أيضا عبر أسواق حدودية غير رسمية.
وردا على طلب للتعليق قال ممثل لقوات الدعم السريع إن الجماعة المسلحة قامت بحماية تجارة الصمغ العربي وجمعت رسوما ضئيلة، مضيفا أن الحديث عن أي انتهاك للقانون هو دعاية مضللة تستهدفها.
وقال اثنان من المشترين إن تجارا في دول تنتج الصمغ العربي بمعدلات أقل من السودان، مثل تشاد والسنغال، أو كانت تصدره بكميات ضئيلة قبل اندلاع الحرب، مثل مصر وجنوب السودان، بدأوا خلال الأشهر القليلة الماضية في عرضه للبيع بإلحاح وبأسعار زهيدة ودون دليل على عدم ارتباطه بمناطق الصراع أو مجرياته.
وأصبح السودان أكبر مُصدّر للصمغ العربي في العالم بفضل زراعة مساحات واسعة بأشجار السنط رغم أنها تنمو أيضا في منطقة الساحل الأفريقي القاحلة المعروفة باسم "حزام الصمغ".
وقال هيرفي كانيفيه، خبير التسويق العالمي لدى شركة "إيكو أغري" العاملة في تجارة المكونات المستخلصة من الأغذية ومقرها سنغافورة، إن إمدادات الصمغ يصعب عادة تحديد مصدرها نظرا لأن العديد من التجار لا يفصحون عما إذا كان المنتج جرى تهريبه.
وأضاف: "يمكنني القول إن جميع إمدادات الصمغ السوداني حاليا مهربة نظرا لعدم وجود سلطة حقيقية هناك".
وذكرت الجمعية الدولية للترويج للصمغ في بيان صدر في 27 كانون الثاني/ يناير أنها "لا ترى أي دليل على وجود علاقة بين سلسلة توريد الصمغ (العربي) والقوى (السودانية) المتنازعة".
ومع ذلك قال 5 مصادر في القطاع إن الأساليب الجديدة الغامضة لتجارة الصمغ قد تجد طريقها لمشتريات شركات صناعة مدخلات الإنتاج المستخلصة من مواد طبيعية. وتشتري شركات مثل "نيكسيرا" و"ألاند اند روبرت" و"إنغريديون" الصمغ المكرر بلونه الأصفر الداكن وتحوله إلى خليط سائل ثم تبيعه لكبرى الشركات المتخصصة في إنتاج السلع الاستهلاكية.
وردا على طلب للتعليق قالت "إنغريديون" إنها تعمل على التأكد من المشروعية التامة لجميع العمليات ضمن سلسلة التوريد ونوعت مشترياتها منذ اندلاع الحرب لتشمل دولا أخرى مثل الكاميرون.
وقالت "نيكسيرا" إن الحرب الأهلية دفعتها إلى تقليص وارداتها من السودان واتخاذ تدابير استباقية للتخفيف من تداعيات الصراع على سلسلة التوريد الخاصة بها، بما يتضمن توسيع مصادر المشتريات إلى عشر دول أخرى.
ولم ترد "ألاند اند روبرت" و"نستله" و"كوكاكولا" و"لوريال" و"مارس" على طلبات للتعليق بعد.
صمغ للبيع بأسعار زهيدة
قال محمد حسين سورج، مؤسس شركة "يونيتي" للصمغ العربي التي تتخذ من الخرطوم مقرا وكانت تورد المنتج لشركات عالمية في صناعة مدخلات الإنتاج الطبيعية قبل اندلاع الحرب، إن تجارا في السنغال وتشاد عرضوا عليه شراء الصمغ العربي في كانون الأول/ ديسمبر.
وأضاف أن تجارا في تشاد طلبوا 3500 دولار لطن الصمغ الهشاب، وهو نوع من الصمغ العربي أكثر تكلفة يُنتج في السودان بصورة رئيسية ويصل سعره عادة إلى أكثر من خمسة آلاف دولار للطن.
وأوضح أن البائعين لم يقدموا شهادة "سيديكس" التي تضمن للمشترين أن جهات التوريد تلتزم بمعايير الاستدامة والممارسات الأخلاقية.
وقرر سورج عدم شراء الصمغ خشية أن يكون مسروقا من السودان، أو جرى تصديره عبر شبكات غير رسمية مرتبطة بقوات الدعم السريع نظرا لسعره المنخفض وغياب الوثائق.
وقال سورج الذي فرّ إلى مصر بعد أن سرقت قوات الدعم السريع إمداداته من الصمغ بالكامل في 2023: "يتسنى للمهربين نقل الصمغ العربي عبر قوات الدعم السريع التي تسيطر على جميع مناطق الإنتاج".
وأطلع سورج "رويترز" على رسائل عبر تطبيق "واتساب" تُظهر أن نفس التجار تواصلوا معه خمس مرات أحدثها في التاسع من كانون الثاني/ يناير.
وحظرت قوات الدعم السريع منذ تشرين الأول/ أكتوبر تصدير 12 سلعة إلى مصر منها الصمغ العربي ردا على ما قالت إنها غارات جوية مصرية استهدفت مجموعات تابعة لها.
وردا على طلب للتعليق قالت قوات الدعم السريع إنها حظرت ما وصفته بالتهريب إلى مصر لأنه لا يفيد السودان.
وقال مشتر رفض نشر اسمه حرصا على سلامته إن تجار صمغ يثيرون الريبة تواصلوا معه أيضا.
ووصلته رسالة من تاجر عبر "واتساب" جاء فيها: "لدى كميات لا حصر لها من صمغ (أكاسيا) السيال نظيفة وجاهزة للشحن"، في إشارة إلى نوع من الصمغ العربي أقل تكلفة.
وفي رسائل لاحقة عرض التاجر شحن كميات من الصمغ كل شهرين بسعر قابل للتفاوض يبلغ 1950 دولارا للطن، فيما قال المشتري إن سعر الطن من صمغ السيال يبلغ عادة ثلاثة آلاف دولار.
وفي محادثة منفصلة عبر "واتساب" مع المشتري نفسه، قال تاجر آخر إن شاحنات تحمل الصمغ العربي عبرت الحدود السودانية إلى جنوب السودان ومصر.
وقال المشتري إن تجار الصمغ لم يقدموا شهادة "سيديكس" في جميع الحالات، مضيفا أنه رفض العروض خوفا من توريد الصمغ عبر شبكات تابعة لقوات الدعم السريع.
تغيير طرق التجارة
قبل اندلاع الحرب الأهلية السودانية كان الصمغ الخام يجري فرزه في العاصمة الخرطوم ثم نقله بالشاحنات إلى بورتسودان المطلة على البحر الأحمر لشحنه عبر قناة السويس إلى دول العالم.
وقال مشتر مقيم في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ورفض نشر اسمه حرصا على سلامته، إن الصمغ العربي المرتبط بالجماعة المسلحة بدأ منذ أواخر العام الماضي يظهر في سوقين غير رسميتين على الحدود بين ولاية غرب كردفان السودانية ودولة جنوب السودان.
وأضاف أن تجارا يجمعون الصمغ من أصحاب الأراضي السودانيين ويبيعونه في السوقين لتجار من جنوب السودان مقابل مدفوعات بالدولار.
وأوضح أن الأمر برمته يجري تحت حماية قوات الدعم السريع التي تتلقى مدفوعات من التجار.
وقال عبد الله محمد، وهو منتج يمتلك مزارع لأشجار السنط في غرب كردفان، إن قوات الدعم السريع تتلقى رسوما من التجار مقابل الحماية. ولدى الجماعة شبه العسكرية أيضا أنشطة في الذهب والثروة الحيوانية والزراعة والخدمات المصرفية.
وقال مايكل ماكوي، وزير الإعلام في جنوب السودان والمتحدث باسم الحكومة، إن نقل الصمغ عبر جنوب السودان ليس مسؤولية الحكومة. ولم يرد جوزيف موم ماجاك، وزير التجارة والصناعة في جنوب السودان، على طلبات للتعليق عبر الهاتف والرسائل النصية.
وقال المشتري إن قوات الدعم السريع تنقل الصمغ العربي أيضا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى عبر مدينة أم دافوق السودانية الواقعة على الحدود معها، مضيفا أن بعضه يذهب إلى تشاد.
وقال مشتر بالجملة مقيم خارج السودان إن الصمغ العربي يجري تصديره حاليا عبر مومباسا في كينيا وجوبا عاصمة جنوب السودان.
كما ظهر الصمغ العربي المتداول عبر مصادر غير مشروعة للبيع على الإنترنت.
وقال عصام صديق، الذي يعمل في تصنيع الصمغ السوداني ولاجئ في بريطانيا حاليا، إن قوات الدعم السريع داهمت مخازنه في الخرطوم بعد فراره في نيسان/ أبريل 2023 ومعه ثلاث حقائب من الصمغ.
ووفقا لصورة أرسلها صديق لـ"رويترز"، ظهرت بعد عام من تلك الواقعة منتجات الصمغ الخاصة به للبيع في عبوات كانت لا تزال تحمل العلامة التجارية لشركته في مجموعة على موقع "فيسبوك".