المبادر الوطنية للتنمية بمراكش.. “مازافاب” مشروع إيكولوجي يروم الإدماج الاقتصادي للشباب
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
يعتبر المشروع الإيكولوجي “مازافاب “، كوحدة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية وتثمينها في الجماعة الحضرية تامنصورت التابعة لعمالة مراكش ، تتويجا لمثابرة والتزام ثلاثة مقاولين شباب، ممن دعمتهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة.
ومن خلال الدعم الذي قدمته هذه المبادرة الملكية التي ضخت دينامية جديدة في التنمية الترابية المستدامة من خلال تعبئة الوسائل اللازمة لفائدة المقاولين الشباب لتجسيد مشاريعهم ، قرر كل من محمد بن عيسى ، وعبد المجيد الوحماني ، ومحمد أوغزو إنشاء وحدة لجمع النفايات البلاستيكية، وإعادة تدويرها للاستخدام الثاني، تحديدا لصناعة الأحذية الموجهة للمهنيين والأفراد.
وتم تنفيذ هذا المشروع الذي يندرج في إطار برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” على مساحة 225 مترا مربعا، وتطلب استثمارات إجمالية قدرها 340.000 درهم، بما في ذلك 200.000 درهم كمساهمة من المبادرة.
ويهدف أصحاب هذا المشروع المبتكر، الذي دخل حيز الخدمة سنة 2022 ، إلى الإسهام في تعزيز انتقال صناعتهم نحو اقتصاد دائري وتطوير شعبة إعادة تدوير فعال وفق نهج مسؤول على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وقال عبد المجيد الوحماني، الشريك المؤسس لـ”مازافاب”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، “تجلى الطموح في إعادة تدوير وتثمين النفايات البلاستيكية التي تلوث البيئة لمنحها حياة جديدة وشكل أصل اختيار هذا المشروع الذي يقدم منتجات متخصصة تراعي احتياجات الزبناء عبر احترام البيئة وحمايتها”.
وبعدما نوه بالدعم الذي تقدمه المبادرة سواء تعلق بالدعم المالي أو التقني والتدبيري منذ الخطوات الأولى للمشروع ، كشف المقاول الشاب أن شركته تهدف إلى “تعزيز الاستهلاك الإيكولوجي المسؤول، واستعادة ثقة المستهلك في صناعة إعادة التدوير وجعل المزيد من المنتجات قابلة لإعادة التدوير عبر تنفيذ إرشادات قمة المناخ كوب 2022، خاصة وأن أنماط الاستهلاك الحالية تفرض ضغوطا على الموارد الطبيعية غير المستدامة على المدى الطويل “.
وفي ما يتعلق بطموحات الشركة ، قال الوحماني ، إن “مازافاب” التي توظف حاليا ثمانية أشخاص، تهدف إلى “إنشاء مصنع عالي القدرة، والمساهمة في خلق الثروة وإحداث مزيد من مناصب الشغل في بلدنا وإنشاء شركة تابعة في إفريقيا لتحقيق القرب أكثر من الزبناء الأفارقة “.
ويهدف برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” إلى تقديم الدعم والمواكبة لفائدة حاملي المشاريع من أجل تعزيز الإدماج الاقتصادي للشباب والنساء، من خلال منحهم فرص الشغل والتوظيف الذاتي.
وخلال الفترة 2020-2022، تم تخصيص غلاف مالي قدره 78 مليون درهم لتمويل المشاريع المنتقاة في إطار هذا البرنامج على مستوى عمالة مراكش.
وبلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل هذه المشاريع 41 مليون درهم أي ما يقرب من 52 بالمئة من الكلفة الإجمالية، في حين ساهم حاملو المشاريع الشباب بـ 37 مليون درهم، وفق معطيات قسم العمل الاجتماعي بعمالة مراكش.
ومكن تدخل المبادرة خلال هذه الفترة من إنجاز 334 مشروعا، وإحداث 1096 منصب شغل ومواكبة (في مرحلتي ما قبل التأسيس وما بعدها) لزهاء 438 شخصا (28 بالمئة من النساء)، من أجل تطوير أنشطتهم وفق نهج متكامل يهدف إلى تحسين فرص العمل لفائدة الشباب ، وإحداث القيمة على المستوى المحلي وضمان استدامة المشاريع.
ومن شأن هذه المشاريع، التي تركز على القطاعات الإنتاجية والخدمات، المساهمة في إحداث المزيد من فرص الشغل وبلورة قيمة مضافة على المستوى المحلي، من خلال تشجيع إنشاء المقاولات الصغيرة والمتوسطة وتحسين مهارات الشباب.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: الوطنیة للتنمیة من خلال
إقرأ أيضاً:
25 مشروعا تشارك في مختبرات مسابقة المشاريع الرياضية
أطلقت وزارة الثقافة والرياضة والشباب مختبرات مسابقة الوزارة للمشاريع الرياضية "شاركنا التغيير" للفرق المتأهلة في الفرز الأول من النسخة الثانية، لعدد 25 مشروعًا، وبمشاركة 100 مشارك من مختلف محافظات سلطنة عمان، وذلك في إطار الجهود المستمرة لتعزيز النشاط البدني وتشجيع المبادرات الرياضية، وتُقام المختبرات خلال الفترة من 10 إلى 14 فبراير الجاري بفندق ميركيور بالخوير، وستُعقد التصفيات النهائية في فندق كراون بلازا، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين في المجالين الرياضي والصحي.
تأتي هذه المبادرة في سياق دعم "رؤية عُمان 2040"، التي تهدف إلى بناء مجتمع يتمتع بصحة مستدامة، وترسيخ ثقافة "الصحة مسؤولية الجميع"، مما يعزز أهمية ممارسة النشاط البدني كأسلوب حياة صحي.
وخلال حفل افتتاح المختبرات، أوضح الدكتور خليفة الجديدي عضو لجنة التحكيم، أن المسابقة ستعتمد على مجموعة من المعايير الدقيقة لتحديد الفرق الفائزة في مسابقة المشاريع الرياضية "شاركنا التغيير" في نسختها الثانية لعام 2025، وتشمل هذه المعايير عدة جوانب رئيسية، منها منهجية المشروع، التي تركز على وضوح التوصيف، وحجم الشريحة المستفيدة، ومراعاة القيم والتقاليد، ومدى توافق المشروع مع الخطط الوطنية، كما يتم تقييم كفاءة إدارة المشروع بناءً على وجود خطة تنفيذية واضحة، وخطة تسويقية، وخطة مالية محكمة، ودراسة جدوى تفصيلية، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الجغرافي والاجتماعي.
أما الإبداع والابتكار، فيتمحور حول مدى توظيف التقنيات الحديثة، وحداثة الفكرة، وإمكانية تطوير المشروع مستقبلًا، ويُنظر إلى القيمة المضافة من خلال قدرة المشروع على معالجة مشكلة صحية، وإشراك المؤسسات الصغيرة، ومراعاة الاستدامة البيئية، وتحقيق عوائد اقتصادية.
وفي جانب الاستدامة والخطط المستقبلية، تشمل التقييمات خطة المتابعة والتقييم، والتحديات وكيفية التغلب عليها، وإجراءات الاستدامة والتطوير المستقبلي، كما يُعطى الأثر المجتمعي أهمية خاصة، إذ يتم قياس مدى قبول المشروع مجتمعيًا، ونوع المستفيدين، وأثره على المجتمع، ومدى انتشاره وإمكانية استخدامه على نطاق واسع.
إضافةً إلى ذلك، يتم تقييم مهارات التواصل من حيث وضوح لغة العرض، والتفاعل مع أسئلة لجنة التحكيم، والجاذبية والتشويق في العرض، والمظهر العام للمحتوى، وأخيرًا، يُؤخذ رأي الجمهور بعين الاعتبار من خلال التصويت، مما يسهم في تحديد الفرق الفائزة بناءً على مشاركة المجتمع وتفاعله مع المشاريع المتنافسة.
برامج التوعية
من جانبها، قدمت الدكتورة نوال بنت علي الراشدية، طبيبة استشارية في طب الأسرة ومديرة دائرة التدقيق وبرامج التوعية الصحية بوزارة الصحة، بالإضافة إلى كونها عضوًا في لجنة التحكيم، عرضًا حول تعزيز الصحة كعملية تمكين للأفراد للتحكم في صحتهم وتحسينها من خلال اتباع أنماط حياة صحية والتأثير في العوامل البيئية، والاجتماعية والاقتصادية، وسلّطت الضوء على جهود سلطنة عمان في مكافحة الأمراض غير المعدية من خلال مبادرات متعددة، مثل "رؤية عُمان 2040"، التي تركز على بناء مجتمع صحي ومستدام، واللجنة الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية، ومشاريع التوعية مثل "وقاية"، و"همتك معنا"، و"غايته نقلل"، كما ناقشت أهمية مسابقة "شاركنا التغيير" في تحفيز الأفراد على تبني سلوكيات صحية من خلال الابتكار والربط بين التقنية والنشاط البدني، مؤكدةً ضرورة الاستدامة في التأثير وجعل ممارسة النشاط البدني جزءًا من الحياة اليومية.
أما الدكتورة أمل بنت محمد السيابية، اختصاصية صحة عامة بدائرة المبادرات المجتمعية الصحية في وزارة الصحة، فقدمت عرضًا حول الحملة الوطنية الإعلامية والتسويقية لتعزيز ممارسة النشاط البدني (الصحة تبدأ بخطوة)، التي امتدت من 2017 إلى 2020، وسلّط العرض الضوء على التحديات الصحية المتعلقة بالأمراض المزمنة غير المعدية، مثل أمراض القلب والسرطان، وبيّن أهمية تعزيز النشاط البدني في تقليل معدلات الوفيات الناتجة عنها، كما استعرضت الدكتورة أمل الجهود المبذولة في سلطنة عمان لمكافحة الخمول البدني، بما في ذلك المبادرات الصحية المجتمعية، ورفع الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى تنفيذ سياسات داعمة، مثل زيادة الضرائب على التبغ والمشروبات المحلاة.
وأكدت أهمية تهيئة بيئة داعمة لممارسة النشاط البدني من خلال المدارس، والمراكز التجارية، والمؤسسات الصحية والحدائق العامة، بهدف زيادة عدد الممارسين للنشاط البدني في سلطنة عمان وتحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة.