كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" أن حزب الله يستخدم موطئ قدم سري يمتد عبر شمال ألمانيا لنشر نفوذه، من خلال توفير قاعدة أوروبية لجمع الأموال والحصول على معدات الأسلحة.

وأزاح التحقيق الاستقصائي للصحيفة الستار عن خيوط هذه الشبكة الممتدة داخل المساجد والمراكز الثقافية وجماعات الشباب، مما جعلها محور اهتمام الأجهزة الأمنية الألمانية.

وأوضحت أن الشبكة تتلقى المساعدة من سلسلة من منافذ الدعاية ولديها أكثر من 1200 مؤيد في أنحاء ألمانيا، التي كانت منذ بدايتها تحت إشراف وثيق من حسن نصر الله، الزعيم السابق للجماعة الذي اغتيل في سبتمبر 2024.

الاختراق الأمني والاعتقالات الحاسمة

وبعد العثور على قصاصة ورقية في سلة مهملات داخل حمام، نجحت السلطات الألمانية في تحقيق اختراق أمني مهم، قادها إلى كشف عناصر الشبكة السرية ودور شخص يدعى "حسن م".

وبعد سلسلة من التحقيقات، تم اعتقال العديد من المشتبه بهم، من بينهم "فاضل ر"، الذي تبين أنه كان مسؤولًا عن تنسيق استقدام رجال دين شيعة إلى ألمانيا لنشر أفكار الحزب.

كما اعتُقل شخص آخر يدعى "فاضل ز"، الذي يشتبه في أنه ساهم في تهريب قطع طائرات مسيرة لاستخدامها ضد إسرائيل.

ويعكس هذا الرابط المباشر بين نشاط حزب الله في ألمانيا والحرب في الشرق الأوسط مدى تعقيد وتداخل أجندات التنظيم الخارجية مع وجوده في أوروبا.

التصعيد الأمني في مواجهة حزب الله

مع تصاعد الحرب في غزة في عام 2023، كثفت ألمانيا حملتها ضد أنشطة حزب الله، حيث شملت الاعتقالات أفراداً مرتبطين بالتمويل والتجنيد والترويج الدعائي للحزب.

وفي ديسمبر 2024، أصدرت الحكومة مرسوماً يمنع بث قناة المنار التابعة لحزب الله في ألمانيا، وهو ما يُعد ضربة كبيرة للآلة الإعلامية للحزب.

إضافة إلى ذلك، تم حظر المركز الإسلامي في هامبورغ، المعروف بارتباطه بحزب الله، وإغلاق بوابة مسجد الأزرق، مع تنفيذ مداهمات أمنية في أكثر من 50 موقعًا في أنحاء البلاد لتعقب المشتبه بهم.

دور فرق الكشافة

أحد الأساليب التي استخدمها حزب الله لتعزيز وجوده هو إنشاء فرق الكشافة ضمن الجمعيات الثقافية والمساجد، حيث تم توظيفها كأداة رئيسية في تجنيد الشباب وترسيخ الولاء للحزب.

وتعمل هذه المجموعات تحت مظلة "كشافة الإمام المهدي"، وهي منظمة تربوية تدّعي تقديم برامج تعليمية وترفيهية للأطفال والشباب، لكنها في الواقع تلعب دورًا هامًا في نشر أيديولوجية الحزب وإعداد الجيل القادم من المؤيدين.

وأشارت وثائق المحكمة إلى دور عبدول، قائد إحدى فرق الكشافة في بريمن، الذي حكم عليه بالسجن 3 سنوات بعد ثبوت تورطه في تنظيم أنشطة تصب في مصلحة حزب الله، حيث كان عبدول مسؤولًا عن استقطاب الشباب إلى معسكرات تدريبية، حيث يتم تلقينهم أفكار الحزب وتدريبهم على الانضباط والهيكلية التنظيمية.

كما حُكم على "حسن م" بالسجن لمدة 5 سنوات ونصف وكانت هذه أول إدانات لنشاط حزب الله في ألمانيا.

العلاقة بين المساجد والجمعيات وحزب الله

كان لـ"حسن م" اتصالات قوية بقيادات المساجد في هامبورغ وبريمن وأوسنابروك، حيث وفر الغطاء المناسب لأنشطة الحزب.

وكشف التحقيق أن بعض المساجد، مثل مسجد الإمام الحسين في أوسنابروك، كانت مركزًا لاستضافة ورش تدريبية تهدف إلى تقوية النفوذ التنظيمي للحزب.

كما تم رصد نشاط لجمعية المهدي الثقافية في باد أوينهاوزن، والتي كانت تحت مراقبة الاستخبارات الألمانية بسبب صلاتها المحتملة بالحزب.

التحديات والمستقبل

رغم هذه الجهود، لا تزال الشبكة السرية لحزب الله تمثل تحدياً أمام السلطات الألمانية، حيث يحاول الحزب الحفاظ على وجوده عبر وسائل قانونية مثل الطعون القضائية ضد قرارات الحظر.

ويشير خبراء أمنيون إلى أن حزب الله يعاني من انهيار داخلي في لبنان، مما يجعل دعمه المالي من شبكاته الخارجية أمراً حيوياً لاستمراريته.

بينما تسعى السلطات الألمانية إلى تقليص نفوذ الحزب داخل أراضيها، يبقى التساؤل مفتوحًا بشأن مدى قدرتها على القضاء التام على هذه الشبكة المتغلغلة، وما إذا كانت هذه الجهود ستشكل بداية النهاية لنفوذ حزب الله في أوروبا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات ألمانيا حسن نصر الله طائرات مسيرة إسرائيل حزب الله حزب الله قادة حزب الله سلاح حزب الله أزمة حزب الله شبكة حزب الله معقل حزب الله ألمانيا حسن نصر الله طائرات مسيرة إسرائيل حزب الله حزب الله فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

عاجل:- حزب الله يعلن عن موعد تشييع جنازة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ومكان دفنهما

بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، ونائبه هاشم صفي الدين، في غارة جوية شنها الاحتلال الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت في سبتمبر الماضي، أعلن حزب الله عن موعد تشييع جنازتيهما ومكان دفنهما.

وأفاد الحزب في بيان رسمي أن مراسم تشييع جثمان حسن نصر الله ستُقام في 23 فبراير الجاري، كما ستشمل المراسم أيضًا تشييع جثمان هاشم صفي الدين، الذي تم انتخابه أمينًا عامًا خلفًا لنصر الله، لكنه قُتل في غارة إسرائيلية مماثلة بعد أربعة أيام فقط من اغتيال نصر الله.

وكشف الحزب عن تفاصيل مكان دفن القائدين الراحلين، حيث سيتم دفن حسن نصر الله في موقع يقع بين طريقي المطار القديم والجديد في بيروت. 

بينما سيُدفن هاشم صفي الدين في مسقط رأسه في دير قانون النهر في جنوب لبنان.

ودعا حزب الله إلى أن تكون الجنازة شعبية ومهيبة، بمشاركة جميع أطياف المجتمع اللبناني، مع التأكيد على ضرورة الامتناع عن إطلاق النار أثناء مراسم التشييع أو في أي وقت آخر، مؤكدًا أن هذه التصرفات تُعد مؤذية للمواطنين.

وفيما يتعلق بتأخر إقامة مراسم التشييع، أوضح الحزب أن الظروف الأمنية التي سادت بعد مقتل نصر الله وصفي الدين كانت سببًا رئيسيًا في تأجيل المراسم إلى التاريخ المحدد، وذلك نظرًا للوضع الأمني الصعب الذي شهدته المنطقة في تلك الفترة.

مقالات مشابهة

  • الكشف عن شبكة سرية لحزب الله اللبناني في ألمانيا
  • تأجيل تشييع نصرالله.. هل هو وارد؟
  • رئيس ألمانيا في المملكة.. تعاون اقتصادي ورؤية مشتركة للقضايا الدولية
  • عاجل:- حزب الله يعلن عن موعد تشييع جنازة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ومكان دفنهما
  • حزب الله يحدد موعد دفن نصر الله.. ومفاجأة بشأن صفي الدين
  • الجنوب يضخّ الدم في حزب الله
  • هذه قصة خروقات حزب الله.. السرّ في شهر 1!
  • خلطة سرية مجربة للتخلص من كل شئ يضايقك
  • خطر قد يهدّد جنازة نصرالله.. باحث إسرائيليّ يكشف!