سلام...يسارية ممزوجة بإرث الناصرية
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
كتب سامر زريق في" نداء الوطن":السواد الأعظم من اللبنانيين استبشروا خيراً بتكليف نواف سلام، لحسبه العلمي والقانوني الرفيع، ولنسبه العائلي الوطني، ولا سيما عمه الرئيس صائب سلام، السياسي المحنك، الذي برع في تجسيد التوازن الهوياتي الدقيق بين سنيته ووطنيته وعروبته، ودخل في مواجهة مع النفوذ الناصري حيناً، والمكتب الثاني في عز سطوته أحياناً، وكان حريصاً على مقام رئاسة الحكومة ودورها، ولم يتردد في تطليقها، كما كان يقول، لرفضه الخضوع لإملاءات القوى المحلية أو الخارجية، دون أن يجد غضاضة في الاعتراف بخطأ بعض مواقفه.
بيد أن الصورة السوريالية التي رسمها اللبنانيون في أذهانهم عن نواف سلام، المعززة بزخم عربي ودولي صاحب تكليفه، راحت تتحول إلى شكل سرابي مع توالي حلقات المشاورات والتسريبات. فبينما كانوا يتوسمون فيه إقصاء الذهنية الميليشيوية من الحكومة مع تورياتها اللغوية، صدموا بمبالغته في استرضاء "الثنائي الشيعي" على حساب الجميع. وبقي من الحسب العلمي صور زائريه تحت ظلال مكتبته العامرة.
يفسر مرجع سياسي نهج الرئيس المكلف بأنه نابع من يساريته الممزوجة بإرث "الناصرية"، المهيمن على منهجية تفكير جلّ ساسة السنة الذين تشكل وعيهم السياسي آنذاك، ورفضه أن يكون رأس حربة في مواجهة ما يعرف بـ "قوى المقاومة"، بما يدفعه نحو المبالغة في احتوائها في لحظة مفصلية. فضلاً عن مقاربته لقوة إسناد حكومته المنتظرة، القائمة على 4 عناصر: المجتمع الدولي، الدعم العربي، الثنائي لعدم عرقلة مشاريعه في البرلمان وقوى التغيير.
لذلك، فهو لا يرغب في مشاركة باقي القوى السياسية، وخصوصاً المسيحية، إلا بطريقة منزوعة الدسم السياسي، و"يتوكّأ" على قوة وهج رئاسة الجمهورية، فيما يظهر تعالياً على السنة، اشتكى منه كل ساستهم الذين التقوه، ينطلق من تأثير مفهوم "الحاكمية" في المخيال الإسلامي، ويمتزج بخفة ممثلي السنة بالمقارنة مع رصيده السياسي والمعرفي، ليلتقي بالرغبة الدولية المدعومة عربياً بتقديم وجوه سنية ذات عقلية غربية تظهر بجلاء لدى النواب التغييريين، وخصوصاً إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور.
ويختم المرجع السياسي بأن صدور مراسيم الحكومة على الشكل المتداول كفيل بأن يفتح على رئيسها أبواباً نحو جحيم سني هائل، إذ لا يعقل أن يتوزع تمثيلهم الوزاري بين الثنائي و"كلنا إرادة".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يلتقي الرئيس الكونغولي وينقل رسالة من الرئيس السيسي لتعزيز التعاون الثنائي
التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأربعاء، مع الرئيس دنيس ساسو نجيسو رئيس جمهورية الكونجو بحضور وزير الدفاع الكونغولي في العاصمة برازافيل، حاملاً رسالة من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي إلى نظيره الكونجولي، تتناول التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية الكونجولية، والتطلع إلى اتخاذ مزيد من الخطوات خلال الفترة المُقبلة لدفع مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية، بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
نقل الوزير عبد العاطي تحيات رئيس الجمهورية إلى أخيه الرئيس دنيس ساسو نجيسو، مؤكداً على عمق أواصر العلاقات التاريخية الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين، والرغبة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية في كافة المجالات، مشيراً إلى أهمية التحضير لعقد الدورة الثانية للجنة المشتركة بين البلدين، وأعرب عن استعداد مصر لدعم الكونجو في تفعيل خطة التنمية الوطنية 2022-2026، وذلك اتساقاً مع ما تشمله الخطة من أهداف تنموية في مجالات الزراعة، والتحول الرقمي، والسياحة، والعقارات، والصناعة، وتطوير المناطق الاقتصادية الخاصة، مستعرضاً الخبرات المصرية في هذه المجالات وخاصة إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتطوير ورقمنة المنظومات والخدمات الحكومية، ومشروعات البنية التحتية الكبرى في المدن الجديدة في مصر.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى ارتفاع حجم الاستثمارات المصرية في الدول الأفريقية بما يتجاوز 14 مليار دولار، منوهاً إلى أن الإمكانات الكبيرة والخبرة التي تتمتع بها الشركات المصرية في إفريقيا تمكنها من تنفيذ مشروعات كبرى في العديد من المجالات الحيوية كالبنية التحتية، والطاقة، والصحة، والزراعة، والدواء. وفي هذا السياق، أشار إلى الحرص على تنفيذ مشروع إمداد المنطقة الصناعية في مدينة «مالوكو» بمياه الشرب والكهرباء، كما أكد على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية الاستثمارية والتجارية بين البلدين، وإيفاد وفد من رجال الأعمال المصريين إلى برازافيل لعقد منتدى اقتصادي في القطاعات ذات الأولوية للجانبين.
كما استعرض الوزير البرامج التدريبية التي يقدمها كل من مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، مؤكداً استعداد مصر لدعم بناء قدرات الكوادر الوطنية في الكونجو عبر التوسع في البرامج التدريبية والمنح الدراسية، بالإضافة إلى إرسال أطباء في التخصصات المطلوبة وتبادل الخبرات في الصناعات الدوائية.
من ناحية أخرى، تناول اللقاء عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الوضع في ليبيا، حيث قدم الوزير عبد العاطي التهنئة للرئيس «ساسو نجيسو» على نجاح جهوده في توقيع اتفاق المصالحة الليبي خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة. وقد ناقش الجانبان المستجدات في السودان، والجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية للأزمة تفضي إلى إنهاء الصراع، وكذلك مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، مثمناً الدعم الإفريقي التاريخي لحقوق الشعب الفلسطيني.
كما أكد الجانبان على أهمية التشاور والتنسيق بين البلدين في المحافل الدولية لتوحيد المواقف، وتبادل تأييد ترشيحات البلدين في المناصب الدولية المؤثرة، ودعم الترشيحات المعتمدة من الاتحاد الافريقي بالمحافل الدولية، لاسيما ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام اليونسكو.
من جانبه، طلب الرئيس دينيس ساسو نجيسو نقل تحياته إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، معرباً عن تقديره الكبير للعلاقات الأخوية التي تجمع مصر والكونجو، مشيداً بالدور الفاعل لمصر في القارة الإفريقية وجهودها في تعزيز الأمن والاستقرار، مؤكدا حرصه على تعزيز التعاون الاقتصادي بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية والهجرة يتوجه إلى جمهورية الكونجو
اليوم.. وزير الخارجية يتوجه إلى جمهورية الكونجو