عربي21:
2025-02-04@06:47:49 GMT

حرب ترمب الاقتصادية

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

لكل حقبة سياسية إيقاعها الخاص وسِماتها المميّزة. والحقبة السياسية الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب تدخل في هذا السياق. فهي، وإن تشابهت في كثير من سِماتها ومناحيها مع حقبته الرئاسية الأولى (2017 - 2021) فإنها تميّزت عنها، واكتست ملامحَ وسِماتٍ خاصة بها.

من أوجه التشابه بين الحقبتين الرئاسيتين الموقف العدائي الواضح من وسائل الإعلام الأميركية والدولية التي أبدت حرصاً على تمحيص ما يطلقه الرئيس ترمب من تصريحات تتَّسم بالعشوائية وبالكثير من المغالطات، ولا تتفق والحقائق.

هذه السِّمة من الممكن رصدها بوضوح في الحقبتين.

وهناك قلقٌ وخوفٌ من تصاعد وتيرة التوتر بين الطرفين. ويرى البعض من المعلقين أن التوتر قد ينتقل إلى مرحلة أخرى، تتعرّض فيها وسائل الإعلام غير المرضي عنها إلى تضييق هامش الحرية، على أمل تدجينها، أو تعريضها للإفلاس والإغلاق.

هناك أيضاً الموقف غير الودي من حلفاء أميركا، ومعاملتهم على حد سواء مع غيرهم من الدول التي تُصنّف بغير الحليفة أو غير الصديقة. وعلى سبيل المثال، فإن أول حزمة من قرارته المتعلقة بالحرب التجارية الحمائية، في حقبته الثانية، شملت ثلاث دول.

اثنتان منها: المكسيك وكندا، تصنّفان تاريخياً تحت خانة الأصدقاء والجيران. والثالثة: الصين، وتصنّف في الخانة الأخرى المقابلة. المكسيك تحديداً نالت النصيب الأوفر من سياسة العداء، على عدة مستويات، في الحقبتين. والأمر نفسه يقال عن الموقف من الصين رغم الاختلاف بين البلدين في مستوى العلاقات. وكندا، هي الأخرى، انتقلت من خانة الدول الصديقة إلى الخانة المقابلة بين يوم وليلة.

وتعرّضت مؤخراً لفرض رسوم جمركية على السلع والبضائع التي تصدرها لأميركا بنسبة 25 في المائة، مما اضطر رئيس حكومتها إلى المعاملة بالمثل، وفرض رسوم جمركية بالنسبة نفسها على السلع الأميركية. ومن المتوقع أن تشمل القائمة التالية بريطانيا، الحليف التاريخي لأميركا، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي. 

الأمر الذي حدا بقادة تلك الدول مؤخراً إلى التنادي إلى عقد اجتماع في بروكسل لمحاولة الاتفاق على تدابير وقائية تفادياً لضربة تجارية أميركية محتملة قريباً. ومن الممكن التذكير بقرار الرئيس الأميركي بحجب المساعدات الأميركية الخارجية عن جميع الدول باستثناء مصر وإسرائيل.

التمايز بين الحقبتين يمكن رصده في سرعة تحركات إدارة الرئيس ترمب، منذ اليوم الأول لتسلم مهام منصبه الرئاسي ثانية؛ حيث تبيّن أن الرئيس ومستشاريه وأعوانه على عجلة من أمرهم، وفاجأوا العالم بحزمة من القرارات التنفيذية، تجاوزت المائتين. وباستثناء قرار الرئيس بالإفراج عن المتورطين من أنصاره في أحداث يناير (كانون الثاني) 2021 والصادرة ضدهم أحكام قضائية بالسجن، فإن الغالبية من تلك القرارات لا مكان فيها إلا للعصا.

نحن إذن إزاء حقبة سياسية جديدة تتميز بتحركها بإيقاع سريع زمنياً، وكأن الرئيس ترمب يخشى نهاية السنوات الأربع، مدة حقبته الرئاسية الثانية والأخيرة، قبل أن يتمكن من تحقيق ما وعد به أنصاره من وعود. كما يمكن ملاحظة أن الرئيس ترمب، خلال الأيام الأولى من رئاسته الثانية، قد أشهر العصا، بأن أعلن حروباً على المستويين الداخلي والخارجي. ومن المتوقع أن تطال عصاه المرفوعة قطاعات عديدة من الشعب الأميركي، خاصة منها المصنّفة سياسياً تحت خانة الديمقراطيين، واليسار الليبرالي.
وتحدثت عدة تقارير إعلامية عن رغبة العديد من الأميركيين، ممن يصنّفون على الفئتين المذكورتين أعلاه، على مغادرة البلاد والعيش في أوروبا.

العالم الآن ينتظر الخطوة القادمة في تحرّكات الرئيس ترمب، ويراهن البعض على أنَّ الحرب الأوكرانية - الروسية لن يتأخر دورها كثيراً. وكان الرئيس ترمب قد تعهد في تصريح أدلى به مؤخراً بفرض عقوبات على روسيا، في حالة رفضها دعوته بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وليس غريباً أن تكون إسرائيل، خلال الحقبتين الرئاسيتين، أكثر الدول ارتياحاً لوجود الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وأن يكون رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو من أول من يتلقون دعوة رسمية لزيارة واشنطن. وللتذكير، فإنَّ الرئيس ترمب كان أول رئيس أميركي يصدر قراراً بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

أضف إلى ذلك قراره في أول أيام ولايته الثانية بوقف العقوبات الأميركية المفروضة ضد المتطرفين من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بمنعهم من دخول أميركا. تلك العقوبات أصدرها الرئيس السابق جو بايدن قبل انتهاء فترته الرئاسية بقليل.

قد يبدو الأمر صحيحاً في أنَّ ترمب لا يريد حروباً عسكرية، ولكنه بدأ فعلاً في شنّ حرب اقتصادية ربَّما تكون أشدَّ هولاً من حروب أميركا العسكرية.

الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصين السعودية الصين كندا ترامب الخطط الاقتصادية مقالات مقالات مقالات أفكار سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس ترمب

إقرأ أيضاً:

عاجل - الرئيس السيسي يهنئ جون دراماني بفوزه برئاسة غانا للمرة الثانية

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، اتصالا هاتفيا، مع جون دراماني ماهاما رئيس جمهورية غانا.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي، قدم التهنئة للرئيس ماهاما بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية وتوليه منصبه كرئيس لجمهورية غانا للمرة الثانية، مؤكدا حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب خلال فترة رئاسته، وذلك في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، والمكانة الخاصة التي تحظى بها غانا لدى الشعب المصري.

وأضاف السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمي، أن الاتصال تناول أيضا التأكيد على أهمية مواصلة الجهود لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، بما يتماشى مع العلاقات السياسية القوية والتاريخية التي تربط مصر وغانا، وأشار الرئيس في هذا السياق إلى حرص الشركات المصرية على العمل في غانا في المجالات محل الاهتمام المشترك، أخذا في الاعتبار التجارب الناجحة للشركات المصرية ومساهمتها في عملية التنمية في غانا.

وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس الغاني أعرب عن تقديره البالغ لحرص الرئيس السيسي على تهنئته، مؤكدا على ما تحظي به مصر من مكانة واحترام لدي الشعب الغاني، وكذلك على العلاقات الممتدة والروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وأعرب عن تقديره للدور الذي اضطلعت به مصر في مساندة جهود غانا لتحقيق التنمية وبناء قدرات الكوادر الغانية في مختلف المجالات، مشددا على تطلع غانا لتعزيز علاقاتها الثنائية مع مصر في جميع المجالات والتنسيق الوثيق معها إزاء قضايا القارة الإفريقية.

مقالات مشابهة

  • حرب ترامب الاقتصادية
  • قبل لقائه المرتقب مع ترمب اليوم.. الرئيس الإسرائيلي وقادة المعارضة يطالبون نتنياهو بتنفيذ هدنة غزة
  • عاجل - الرئيس السيسي يهنئ جون دراماني بفوزه برئاسة غانا للمرة الثانية
  • ماسك: ترمب وافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID
  • ترامب يوافق على إغلاق الوكالة الأميركية للتنمية "USAID"
  • البيت الأبيض يكشف تفاصيل مكالمة الرئيس السيسي وترامب
  • الولايات المتحدة الأميركية تنفذ ضربات جوية في الصومال
  • خبير: ترامب يعتقد أن مجموعة البريكس تشكل خطر علي الهيمنة الاقتصادية ال
  • ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا