كتب احمد الايوبي في"نداء الوطن": لقاء البطريرك يوحنا العاشر (يازجي) بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس سقطت فيه الشكليات وعمد إلى إعادة ترتيب محتوى اللقاء وفق مسارٍ تلقائيّ إنسانيّ حوّل الجلسة إلى ساعة خاصة "في ضيافة البطريرك" يازجي.
يفتخر البطريرك يازجي بأصالة الوجود المسيحي في سوريا ولبنان، ويكشف أنّ الذراع الاجتماعية للكنيسة الأرثوذكسية في سوريا (دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس) تقوم بدورها في المساعدات الإنسانية في كلّ المناطق السورية من دون استثناء ولا تمييز، وهي تدأب على هذا الواجب منذ سنوات، الأمر الذي حمى مؤسساتها من أيّ استهداف نظراً لكونها تعمل وفق قاعدة التفاعل الإنساني والوطني.
يتنفّسُ البطريرك يازجي الصُّعداء ويقول إنّ القهر والظلم السائدين في عهد بشار الأسد كانا يضربان عميقاً في كلّ نواحي الحياة، ويؤكد أنّ مقولة "العلوي بالتابوت والمسيحي إلى بيروت" قد سقطت إلى غير رجعة وأثبتت الوقائع كذبها وزيفها، فالسوريون حافظوا على تلاحمهم الوطني في ذروة الأزمات ولم يتركوا وحدتهم ولا تكافلهم يوماً واحداً...
يُبدي البطريرك يازجي تفهّمه طبيعة المرحلة الانتقالية في سوريا وصعوبة ملء الفراغ بعد هذا الخراب الكبير، وهو يدرك عبء التركة الثقيلة التي ورثها الرئيس أحمد الشرع والإدارة الجديدة في سوريا، ويقول بوضوح إنّ الوقت قد حان لإعادة بناء سوريا الجديدة، وفي قلبها المسيحيون بكفاءاتهم وقدراتهم وهم الذين ثبتوا في بلدهم وهم قادرون على مشاركة مسؤوليات البناء مع إخوانهم في الوطن.
يؤكّد البطريرك يازجي استقلالية الكنيسة الأرثوذكسية في أنطاكية وسائر المشرق وما يتبعها من كنائس في الولايات المتحدة الأميركية وفي أوروبا والدول العربية، وهي التي تمايزت خلال فترة الاحتلال الروسي عن سياسة موسكو ولم تقبل أن تكون غطاءً للسياسات الروسية التي أمعنت في تدمير واستهداف الشعب السوري، وقد فعلت البطريركية فعلها بحكمة وصبر وإصرار سمح بتمرير تلك المرحلة بالحدّ الأدنى من الأضرار والمخاطر.
يرسل البطريرك يازجي ترحيبه بالإدارة الجديدة في سوريا ويؤكد التهنئة التي وجّهها مع نظرائه من الطوائف المسيحية للرئيس أحمد الشرع بعد تنصيبه، ويتوسّع في التعبير عن التفاؤل بانتهاء مرحلة القمع وانبلاج فجر الحرية والعدالة التي ينتظرها جميع السوريين ويتوقون أن تأتي لهم بالديمقراطية والتنمية والعدالة ويتطلّع إلى المشاركة في بناء سوريا الجديدة بأيدي جميع أبنائها من دون أن يكون للدين أو العرق أو المنطقة أيّ عائق في الشراكة الوطنية.
ومع تداخل عمل الكنيسة في لبنان وسوريا يطمح البطريرك يازجي أن يسود التعاون الإنساني والاجتماعي حول القيم المشتركة لحماية العائلة والمجتمع والوطن على قاعدة المواطنة، وما أمله الوفد اللبناني السوري المشترك أن تقوم في البلدين دولة تُعلي شأن القانون وتفرض العدالة وتفتح الباب للتعاون الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بما يستجيب لحقائق التاريخ ويجنّب البلدين "لعنة" الجغرافيا.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إيران تحذر قيادة سوريا الجديدة: الوضع لن يبقى هكذا
قال قائد فيلق الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، اليوم الاثنين، إنه على الرغم من أن "أعداء" إيران قد نجحوا في سوريا، فإن الوضع سيتغير، وذلك في آخر تصريحات معادية من السلطات الإيرانية ضد القيادة الجديدة لسوريا.
ونقلت وسائل الإعلام الحكومية عن سلامي، قوله: "في سوريا ... حقق الأعداء أهدافهم، لكن الوضع لن يبقى على هذا النحو".
وأضاف: "يمكن لصواريخنا أن تضرب أي هدف في المنطقة والتغلب على دفاعات العدو المضادة للصواريخ".
وكانت إيران حليفا رئيسيا للرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي أطاحت به قوات المعارضة في ديسمبر. وكان سقوطه بمثابة نكسة كبيرة لإيران.
إيران تكشف عن صاروخ "اعتماد".. رسالة تهديد إلى إسرائيل قبل ذكرى الثورة الإسلامية | تقريرإسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقدوزير خارجية إيران يزور قطر للقاء قادة حماسوزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضاتومنذ سقوط الأسد، أدلى كبار المسؤولين الإيرانيين مرارا وتكرارا بتصريحات معادية تجاه قيادة سوريا الجديدة.
وبعد أسبوعين من سقوط الأسد في 8 ديسمبر، توقع المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، صعود "مجموعة قوية ومشرفة" في سوريا-على نطاق واسع على أنه إشارة إلى أن طهران تخطط لإنشاء قوة وكيل جديدة في البلاد.
وأثار خطاب إيران انتقادات من الجامعة العربية، التي أصدرت بيانًا في نفس الشهر لرفض "التصريحات الإيرانية التي تهدف إلى تأجيج الفتنة بين الشعب السوري".