«إكسيوس»: أزمة أنفلونزا الطيور تدخل مرحلة جديدة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
مع تسجيل أول إصابة بشرية مُؤكدة بسلالة جديدة من إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، وتزايد حالات الإصابات في الطيور البرية، سادت مخاوف من دخول العالم مرحلة جديدة ومقلقة، وتدهور اقتصادي واجتماعي، حسبما ذكر موقع «إكسيوس» الأمريكية
ما يحدث الآن؟وأعلنت وزارة الزراعة الأمريكية إصابة 81 حالة جديدة بإنفلونزا الطيور عالية الأمراض في 24 ولاية أمريكية خلال الفترة من 29 ديسمبر إلى 17 يناير.
وتحمل الطيور البرية المصابة بإنفلونزا الطيور الفيروس دون ظهور أعراض، مما يُسهّل انتشاره إلى مناطق جديدة ويهدد الدواجن المحلية، فيما أعدمت السلطات في بنسلفانيا ونيويورك آلاف الإوز البري وأسراب الدواجن التجارية بعد اكتشاف حالات إصابة بالفيروس.
وصرّح الدكتور مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية والسياسات في جامعة مينيسوتا، في تصريحٍ لـ«إكسيوس»، بأن حجم الضرر الذي لحق بمزارع الدواجن، وخاصةً مزارع البط، خلال الأشهر الثمانية الماضية، يعد أمرًا بالغًا.
وأضاف أوسترهولم «هناك الكثير من فيروس H5N1 في البيئة، وسنرى المزيد من الحالات البشرية، لكن ستكون حالات فردية ومعزولة».
ما هي السلالة الجديدة؟يُثير اكتشاف سلالة إنفلونزا الطيور «H5N9» في مزرعة بط بكاليفورنيا، التي عانت سابقًا من تفشي «H5N1»، قلقًا بشأن قدرة الفيروسات على إعادة التركيب الجيني داخل نفس المضيف، مما قد يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة أكثر خطورة.
وأدى اكتشاف سلالة إنفلونزا الطيور الجديدة «H5N9»، وهي سلالة هجينة نشأت في الصين، إلى إعدام 119 ألف طائر في مزرعةٍ ما، وعلى الرغم من أن هذه السلالة لا تُعتبر أكثر خطورة على البشر من سلالة «H5N1»، إلا أن البط يعتبر مضيفًا مناسبًا لدراسة هذا الفيروس، لأنه لا يُصاب بشدة بأنواع كثيرة من إنفلونزا الطيور.
المخاوف من التحورويحذر ريتشارد ويبي، مدير مركز منظمة الصحة العالمية لدراسات بيئة الإنفلونزا، من خطر اندماج فيروس إنفلونزا الطيور مع الإنفلونزا الموسمية البشرية، ما قد يُنتج فيروسًا شديد العدوى بين البشر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إنفلونزا الطيور إنفلونزا فيروس أمريكا الولايات المتحدة الأمريكية الصين إنفلونزا الطیور
إقرأ أيضاً:
أوغندا ومنظمة الصحة العالمية تطلقان أول تجربة لقاح ضد فيروس الإيبولا – السودان
في خطوة غير مسبوقة عالميًا، أعلنت وزارة الصحة الأوغندية ومنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، عن إطلاق أول تجربة لقاح على الإطلاق ضد فيروس الإيبولا من سلالة السودان.
وتمت هذه الخطوة بسرعة قياسية، حيث جرى تجهيز التجربة العشوائية في غضون أربعة أيام فقط منذ تأكيد تفشي المرض في 30 يناير.
أكدت منظمة الصحة العالمية أن الباحثين الرئيسيين من جامعة ماكيريرى ومعهد بحوث الفيروسات في أوغندا، بدعم من منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرين، عملوا بلا توقف لضمان تجهيز التجربة بسرعة مع الالتزام بالمعايير التنظيمية والأخلاقية الوطنية والدولية. وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها لتقييم الفعالية السريرية للقاح ضد فيروس الإيبولا – السودان، مما يعكس مستوى متقدمًا من الاستعداد البحثي.
تم التبرع باللقاح المرشح من قبل مؤسسة جافي IAVI، بتمويل من منظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI)، ومركز أبحاث التنمية الدولية الكندي (IDRC)، وهيئة التأهب والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية التابعة للمفوضية الأوروبية (HERA)، بالإضافة إلى دعم من المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (Africa CDC).
في هذا السياق، وصف الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، هذه الخطوة بأنها "إنجاز مهم لتعزيز الاستعداد لمواجهة الأوبئة وحماية الأرواح عند تفشي الأمراض"، مشيدًا بالتعاون الدولي الذي شمل علماء وخبراء من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى الجهود الميدانية للعاملين الصحيين والمجتمعات المحلية في أوغندا.
انطلقت تجربة اللقاح العشوائية اليوم في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث جرى تقييم لقاح فيروس التهاب الحويصلات المؤتلف (rVSV) المرشح، بمشاركة منظمة الصحة العالمية تحت إشراف مسؤولين كبار، من بينهم الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية، وممثل منظمة الصحة العالمية في أوغندا، الدكتور كاسوندي موينجا.
تم تحديد ثلاث حلقات تطعيم، تضمنت الحلقة الأولى نحو 40 شخصًا من المخالطين للحالة الأولى المبلغ عنها، وهي عاملة صحية توفيت نتيجة إصابتها بالفيروس.
رغم التقدم العلمي في تطوير لقاحات محتملة، إلا أنه لا يوجد حتى الآن لقاح مرخص لمكافحة تفشي فيروس الإيبولا – السودان، حيث تقتصر اللقاحات المتاحة حاليًا على سلالة الإيبولا الزائيرية. كما أن العلاجات المعتمدة تظل مقتصرة على الفيروس الزائيري، ما يجعل تجربة هذا اللقاح الجديد خطوة محورية في مكافحة التفشي المستقبلي للفيروس السوداني.
وقد أوصت مجموعة العمل المستقلة المعنية بتحديد أولويات اللقاحات المرشحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية باستخدام هذا اللقاح في التجربة.
وإذا أثبت فعاليته، فسيكون قادرًا على المساهمة في السيطرة على تفشي المرض وتوفير البيانات اللازمة لاعتماده رسميًا.
في عام 2022، خلال التفشي السابق لفيروس الإيبولا – السودان في أوغندا، تم وضع بروتوكول عشوائي للقاحات المرشحة، كما تم تدريب فرق البحث تحت إشراف وزارة الصحة الأوغندية لضمان جاهزيتها لإجراء تجارب مماثلة في المستقبل.
مع انطلاق التجربة الجديدة، تلقى الباحثون تدريبًا مكثفًا في الأيام الأخيرة، كما وصلت فرق من منظمة الصحة العالمية إلى أوغندا لدعم تنفيذ التجربة وضمان الالتزام بالمعايير السريرية الصارمة.
تم تخزين جرعات اللقاح مسبقًا في أوغندا، حيث تعاونت منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية الوطنية لمراجعة وثائق سلسلة التبريد والتأكد من الحفاظ على الجرعات في ظروف مناسبة طوال السنوات الماضية.
كجزء من الاتفاقية مع وزارة الصحة الأوغندية، وقّعت منظمة الصحة العالمية اتفاقية مع جافي IAVI لتوفير جرعات إضافية من اللقاح المرشح في المستقبل، وذلك لضمان استمرارية التجربة ونجاحها في حال أثبت اللقاح فعاليته.
يمثل إطلاق أول تجربة لقاح ضد فيروس الإيبولا – السودان إنجازًا علميًا مهمًا في جهود مكافحة الأوبئة. وإذا أثبت اللقاح فعاليته، فقد يكون أداة رئيسية للحد من تفشي الفيروس في المستقبل، مما يعزز الأمن الصحي العالمي ويمنح المجتمعات المتأثرة فرصة أكبر لمواجهة هذا التحدي الصحي الخطير.